
بوابة التربية- عماد الزغبي:
تمكنت روابط التعليم الرسمي (ثانوي، مهني، أساسي) ومعهم متعاقدو التعليم الثانوي والأساسي، من إيصال رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر، أن الأستاذ والمعلم لهم حقوق وعلى المسؤول أن يقدمها له.
الحشد اللافت للنظر، والذي لم تشهد مثيلا له العاصمة بيروت منذ جائحة كورنا، تمثل في المسيرة الكبيرة التي إنطلقت من ساحة بشارة الخوري، إلى وسط العاصمة- ساحة رياض الصلح، بعدما بلغ الوضع حداً يمكن القبول به، لجهة تراجع الوضعين الإقتصادي والمادي للأساتذة والمعلمين، يترافق مع شبه نكران من قبل المسؤولين، معالجة حقوق الأساتذة في العيش بكرامة.
وللدلالة على الحال التي آل إليها الوضع، عبر المشاركون في الإعتصام عن ذلك، بعشرات اللافتات التي رفعت، وتطالب بتصحيح الرواتب، ودفع المتأخرات المالية المتراكمة منذ سنوات. كما شدّدوا على ضرورة وضع خطة إنقاذ تربوية عاجلة، مؤكدين أنّ “المدرسة الرسمية تحتضر، والدولة تُدير ظهرها للمعلمين”.
يعلم الأساتذة أن مكانهم الطبيعي هو داخل الصف، وأمام التلامذة، ولكن بعدما وصل الحال إلى وضع لم يعد يحتمل، كان اللجوء إلى الشارع، علّ المسؤول يسمع الصوت بشكل أفضل، وإن كان هناك شكوك بذلك.
لم تترك الروابط وسيلة سلمية إلا ولجأت إليها قبيل نزولها إلى الشارع، فقد التقت كتل نيابية، ونواب وأحزاب، ولم تترك درباً للنقاش والحوار، إلا وتبعته، غير أن النتيجة كانت وعود بجزء من الحلول، من المطالب المرفوعة، وهذه الوعود لا تحقق اليسير مما هو مطلوب.
يحق لروابط التعليم الرسمي، أن تسأل عن مصير الوعود، التي قطعت لأهل التربية منذ سنوات، خصوصاً أن موازنة العام 2026 لا ذكر فيها لأي حقوق للأساتذة، فكانت الصرخة من ساحة رياض الصلح “صبرنا نفذ” و”لن نُغادِرَ السّاحاتِ قبلَ تَحْقِيقِ مَطالِبِنَا”….
مطالب الروابط واضحة تتمثل بداية في إقْرار سِلْسِلَةِ رُتَبٍ وَرَواتِبَ تُراعي التضخم الحاصل، شُمول الزيادَة أُجُور المُتَعاَقِدِينَ ودمجُ كُلِّ الرواتِب وَالمُلْحَقاتِ في صُلْبِ الرَّاتب… وغيرها.
إعتصام اليوم الخميس، كان رسالة واضحة للحكومة، “أيام ولن نهمل حقوقننا .. أنتظروا الدعوة للقاء آخر.. سيكون الجميع في الساحة”. ويبقى السؤال: هل ستتلقف الحكومة الرسالة؟
بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate