السبت , سبتمبر 20 2025

طلاب لبنانيون نازحون  متروكون لمصيرهم

 

 

بوابة التربية: كتب علي شفيق مرتضى*:

“الشكوى لغير الله مذلّة”، عبارة يرددها  اللبنانيين النازحين إلى وطنهم إثر الأحداث السورية الاخيرة، وذلك بعد أن انقطعت بهم السُبل لإيجاد حلول لأوضاع أبنائهم للتمكن من تسجيلهم في المدارس اللبنانية.

ولا يبدو أن وزارة التربية إجترحت لهم حلولًا سوى القرار رقم ٢١ الصادر عن مجلس الوزراء بطلب من وزارة التربية نفسها والمُتعلق بترشيح الطلاب اللبنانيين وغير الللبنانيين في الصف الثالث الثانوي فقط ، بعد التثبّت من تسلسلهم الدراسي ، وقد ذهبت وزارة التربية إلى تمرير اللبنانيين فقط وفق القرار ، إذ أن عبارة ” التسلسل الدراسي” تحمل التأويل :هل هو تسلسل دراسي ضمن لبنان أو خارجه ؟وقد رُفض ترشيح الطلاب السوريين النازحين الجُدد ومُنعوا من المشاركة في الإمتحانات الرسمية بسبب عدم حيازتهم المعادلات اللازمة في حين أن الطلاب اللبنانيين النازحين قد قُبل ترشيحهم على أن يتم تعليق نتائجهم لحين الحصول على المعادلة اللازمة.

لن نتطرق إلى ملف الطلاب السوريين ، إنما إضاءة على اللبنانيين فقط.

أكثر من ٢٠ قرية سورية قاطنوها من اللبنانيين ناهز عددهم إل ٤٠ الف  لبناني، نزحوا إلى الداخل اللبناني (الهرمل والجوار)  نتيجة التغييرات والأحداث الأمنية  في الداخل السوري.

بطبيعة الحال ضمن هؤلاء  طلاب تركوا مدارسهم في الداخل السوري من المستويات كافة من الروضة لغاية المرحلة الجامعية.

واكبت وزارة التربية في الحقبات السابقة أزمات الطلاب اللبنانيين في أحداث عدة وأصدرت المراسيم والقرارات والتعاميم اللازمة لحل كلّ منها ونورد على سبيل المثال:

ـ أزمة الطلاب اللبنانيين بعد هروبهم من أبيدجان بعد الإنقلاب العسكري.

– أزمة الطلاب اللبنانيين بعد هروبهم من أوكرانيا إثر الحرب الروسية- الأوكرانية.

– أزمة الطلاب اللبنانيين سنة ٢٠١١ في سوريا وبدء الأحداث الأمنية وقد صدرت عشرات القرارات والمذكرات والمراسيم من قبل وزارة التربية.

– أزمة الطلاب اللبنانيين بعد ترحيلهم من دول الخليج لأسباب عديدة.

ولكن، جلّ ما قامت به وزارة التربية اليوم هو إصدار القرار رقم ٢١ المتعلق بطلاب الصف الثالث الثانوي فقط، تاركة طلاب باقي الصفوف المتبقية إلى مصيرهم المجهول، فمديري المدارس الرسمية والخاصة لا يعلمون ماذا يفعلون تجاه هكذا قضية، فلا تعاميم تقضي بإستقبالهم وقبول تسجيلهم بشكل مؤقت كما كانت تجري العادة، مما دفع بعدد من  الأهالي إلى تقديم طلبات إسترحام لدى وزارة التربية لقبول أبنائهم.

وعليه، نتوجه بالسؤال إلى كل من:

رئيس المنطقة التربوية في بعلبك الهرمل ومدير التعليم الثانوي ومدير التعليم الإبتدائي والمدير العام للتربية، هل قاموا برفع الكتب اللازمة للفت نظر رؤسائهم بوجود هذه القضية وإقتراح طريقة لحلها كما كانت تجري العادة؟

ولا سيما المدير العام للتربية فادي يرق الذي أكد في آخر لقاء معه أن الطلاب اللبنانيون همّ أبناؤنا وعليه ندعوه إلى القيام بـ”الفعل” إلى جانب القول والعمل على إجراء اللازم في بداية العام الدراسي وليس في آخره.

مع العلم أن صلب قضية هؤلاء الطلاب اللبنانيين أنهم لا يملكون وثيقة دخول وخروج من الأمن العام اللبناني لأنهم كانوا يسكنون في قرى متداخلة بين البلدين ولا يوجد معابر شرعية بينهما.

المطلوب اليوم من وزيرة التربية السعي لإصدار مرسوم وزاري يعفي هؤلاء الطلبة من إبراز  وثيقة الخروج والدخول لدى قسم المعادلات وإصدار مذكرة أو قرار يلزمان المدارس الرسمية كافة بقبولهم قبل كل شيء والموافقة الفورية على إستحداث قسم الإنكليزي في المدارس والثانويات الرسمية ولا سيما في  مدينة الهرمل لان معظم  الطلاب الللبنانيين النازحين اللغة الأجنبية التي كانوا يدرسونها هي اللغة الانكليزية.

 

*صحفي تربوي وصاحب مؤسسات خاصة تربوية

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

روابط التعليم الرسمي ترفع لطرابلسي سلسلة من المطالب التربوية والمعيشية

      بوابة التربية: التقى مقرر لجنة التربية النائب القسيس إدغار طرابلسي مع وفد …