الإثنين , سبتمبر 15 2025

فاعلية أدوات وأساليب التقويم المستخدمة في العملية التعليمية

 

 

بوابة التربية- كتبت أماني أكرم عوض*:

يعدّ التقويم بأنواعه حجر الزاوية في العملية التعليمية التعلمية، لما له دور عظيم وأثر كبير في نتاجات الطلبة وجودة تحصيلهم، والتقويم هو أهم خطوات وإجراءات العلم المنظمة والمخططة؛ لتحقيق أهداف عمليتي التعليم والتعلم، حيث تشتمل كل الخطط الإجرائية لمعظم مدارسنا عنواناً مهماً وسامقاً كالتقويم بأنواعه: (القبلي، والتكويني، والختامي، والشفوي، والتحريري والأدائي……)؛ لضمان خدمة تعليمية ذات جودة لأبنائنا الطلبة.

وقبل أن نلج في غمار هذا الموضوع كان لزاماً علينا أن نتتطرق لمفهومي التقويم والتقييم.

فالتقويم: هو عملية تخطيط للحصول على معلومات أو بيانات أو حقائق عن موضوع معين (المتعلم مثلاً) بطريقة علمية؛ لإصدار حكم عليه بغرض التوصل إلى تقديرات كمية وأدلة كيفية تسهم في اتخاذ أو اختيار القرار الأفضل والتحسين.

التقييم: هو إصدار حكم عام في ضوء معايير محددة كأن نقول إن مستوى هذا الطالب ضعيف أو جيد أو ممتاز.

فمدارسنا ومعلمونا يتخذون التقويم وسيلة لتحقيق أهداف التعلم والتعليم بممارسات وإجراءات متنوعة؛ لإحداث عملية تعلم ذات جودة، وهذا يفرض علينا أن نتطرق إلى أنواع التقويم واستراتيجياته وأدواته. (2)

أنواع التقويم:

  • التقويم القبلي (التمهيدي).
  • التقويم التكويني (البنائي، المستمر).
  • التقويم التشخيصي.
  • التقويم النهائي (الختامي).

أولاً: التقويم القبلي (التمهيدي)

يتم قبل البدء في التدريس، والغرض منه تحديد مستوى المتعلمين وخلفياتهم المعرفية ومستوى استعدادهم، وامتلاك صورة كاملة قبل البدء بالدرس والتي على أساسها يقوم تخطيط وتنفيذ محتوى التعلم وأنشطته.

ثانياً: التقويم التكويني (البنائي، المستمر)

عملية تقويمية تمارس أثناء سير الحصة الدراسية وأثناء عملية بناء المنهج، ويهدف إلى الإسهام في تحسين عملية التعلم والتعليم، والغرض منه توفير تغذية راجعة للمعلم والمتعلم ويتعرف المعلم من خلاله على مستوى تقدم الطلبة.

ثالثاً: التقويم التشخيصي.

يستخدم لغرض الكشف عن أسباب الصعوبات التي يعاني منها بعض المتعلمين في عملية التعليم لعلاجها، وتحديد أفضل موقف تعليمي تعلمي للمتعلم في ضوء حالته التعليمية الحاضرة.

رابعاً: التقويم النهائي (الختامي).

وهو التقويم الذي يجري في نهاية الحصة الدراسية، أو الوحدة الدراسية أو الفصل الدراسي أو العام الدراسي، بقصد قياس ما تحقق من الأهداف التربوية التي خطط لها المعلم، ويترتب عليه نقل الطالب من مرحلة دراسية أو من صف إلى آخر.

استراتيجيات التقويم:

أولاً: استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء

      التقديم: عرض مخطط من متعلم أو مجموعة من المتعلمين أمام الزملاء في الفصل يُظهر امتلاك المعرفة المطلوبة.

      العرض التوضيحي: عرض تجربة شخصية للمتعلم، مثل تجربته مع بائع في عملية شراء وكيف تصرف وكيف أجرى عمليات حسابية، أو حل مشكلة تعرض لها.

      الأداء العملي: إجراءات ينفذها المتعلم بشكل عملي مثل رسم شكل، أو بناء مجسم،

أو تشكيل حروف باستخدام الطين.

      الحديث الشفوي: حديث المتعلم أمام الفصل، بشكل حرّ حول موضوع ما.

      المعرض: عرض نتاجات المتعلمين المادية في مكان محدد وموعد متفق عليه.

      المحاكاة، ولعب الأدوار: مثل أن يتقمص المتعلم دور طبيب أو مهندس أو عامل

نظافة أو إطفائي أو صحفي ويواجه مواقف متعددة وملاحظة كيفية تصرفه.

      المناظرة: مثل نقاش حول أي المهن أفضل، وملاحظة التواصل وطرق الإقناع.

ثانياً: استراتيجية الملاحظة

تعتمد هذه الاستراتيجية على حواس المعلم تجاه طلبته والمراقبة المستمرة حول مدى تقدمهم في موقف محدد أو مواقف مركبة، ويمكن للمعلم أن يتواصل مع الآخرين لعرض مشكلة المتعلم والتعاون في حلها.

وتنقسم إلى:

✓ ملاحظة منظمة ومخطط لها.

✓ ملاحظة تلقائية في مواقف غير مخطط لها.

تكمن أهمية هذه الاستراتيجية في أنها تعطي تصوراً حقيقيًّا حول مشكلات الطلبة، بالإضافة إلى تصميم مواقف تعليمية تناسب قدراتهم وإمكاناتهم الحقيقية.

ثالثاً: استراتيجية التواصل

يُعدّ التواصل بمفهومه نشاطا تفاعليا يقوم على إرسال واستقبال الأفكار والمعلومات

باستخدام اللغة، ويمكن إجراؤه إلكترونيا.

وتعرف استراتيجية التواصل بأنها: “جمع المعلومات من خلال فعاليات التواصل عن مدى التقدم الذي حققه المتعلم، وكذلك معرفة طبيعة تفكيره، وأسلوبه في حل المشكلات “.

رابعاً: استراتيجية مراجعة الذات

تقويم الذات: يحكم الطالب على أدائه بنفسه، ويتعاون مع المعلم لتطويره.

طرق تناسب الاستراتيجية:

أ. أداة شطب أو قائمة رصد.

ب. يوميات الطالب: نموذج (مذكرة) يكتبه الطالب يتضمن خواطره حول ما قرأه، أو شاهده، أو سمعه، ويوضع هذا النموذج في ملف المتعلم، أو يكتب مباشرة في سجل سير التعلم.

ت. ملف المتعلم “الإنجاز”: ملف يتضمن نماذج من أعمال المتعلمين، واهتمامهم

التي يتم انتقاؤها بعناية لتظهر مدى تقدم المتعلم عبر الوقت.

خامساً: استراتيجية التقويم بالورقة والقلم

تعدّ استراتيجية التقويم القائمة على الورقة والقلم المتمثلة في الاختبارات بأنواعها من الاستراتيجيات المهمة في قياس قدرات المتعلم ومهاراته في

مجالات معينة، وتشكل جزءاً مهمًّا من برنامج التقويم في المدرسة، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى قياس مستوى امتلاك المتعلمين للمهارات العقلية

والأدائية المتضمنة في النتاجات التعليمية لموضوع أو مبحث معين باستخدام

أدوات معدّة بعناية وإحكام.

أدوات التقويم:

أولاً: قوائم الرصد/ الشطب

عبارة عن قائمة الأفعال أو السلوكيات التي يرصدها المعلم، أو المتعلم أثناء تنفيذه

مهمة أو مهارة تعليمية يرصدها المعلم أو المتعلم، وتعدّ من الأدوات المناسبة لقياس مدى تحقق النتاجات التعليمية لدى الطلبة، ويستجاب على فقراتها باختيار إحدى

الكلمتين من الأزواج التالية (على سبيل المثال):

      صح أو خطأ.

      مرضٍ أو غير مرض.

      نعم أو لا.

      غالبا أو نادراً.

      موافق أو غير موافق.

      مناسب أو غير مناسب.

ثانياً: سجل وصف سير التعلم

وهو سجل منظم يكتب فيه المتعلم عبر الوقت عبارات حول أشياء قرأها أو شاهدها أو مر بها في حياته الخاصة، حيث يسمح له بالتعبير عن آرائه الخاصة واستجاباته حول ما تعلمه.

ثالثاً: سُلّم التقدير

هو أداة بسيطة تظهر فيما إذا كانت مهارات المتعلم متدنية أو مرتفعة، حيث تخضع

كل فقرة لتدريج من عدة فئات أو مستويات، حيث يمثل أحد طرفيه انعدام الصفة أو

وجود الصفة التي نقدرها بشكل ضئيل ويمثل الطرف الآخر تمام أو كمال وجودها،

وما بين الطرفين يمثل درجات متفاوتة من وجودها.

❖أشكال سلالم التقدير

✓سلم التقدير العددي

✓سلم التقدير اللفظي

رابعاً: السجل القصصي

هو عبارة عن وصف قصير من المعلم؛ ليسجل ما يفعله المتعلم، والحالة التي تمت عندها الملاحظة، فمثلاً من الممكن أن يدون المعلم كيف كان عمل المتعلم ضمن مجموعة، حيث يدون أكثر الملاحظات أهمية حول مهارات العمل ضمن مجموعة (الفريق) العمل التعاوني.

وتعمل مدارسنا ومعلمونا على تنوع أدوات وأساليب التقويم عند التخطيط لدروسهم ولسبر غور إشباع المهارات التعليمية وقياس مدى امتلاك الطلبة لها، فتجد المعلم يقوم بممارسات وأداء أمثل، حيث: يحدد معلمونا أساليب وأدوات التقويم الملائمة عند التخطيط للدرس، وينوعون في أساليب تقويمهم (شفوي، تحريري، أدائي ….) ويعطون جرعات تركيز أعلى على إجراء التقويم التكويني خلال الحصة و الموقف التعليمي ويقدم التغذية الراجعة المجدية والفورية وتحث إدارات مدارسنا معلمينا ومتعلمينا على إعداد ملف الإنجاز ويوظف ويستخدم معلمونا أدوات الرصد والاختبارات القصيرة لإحداث عملية تقويم فاعلة ويعدون اختبارات تشخيصية وتحصيلية تراعي مواصفات الاختبار الجيد، فيحددون الغرض من اختباراتهم وتتباين وتتنوع ما بين أسئلتهم المقالية والموضوعية ويراعون جدول مواصفات متوازن يراعي معايير مختلفة (الشمولية، والوزن النسبي، والجد المبذول والتباين والتنوع في مستويات الأسئلة) ولا يكتفي معلمونا بالنتاجات المعرفية، بل ويطرقون باب النتاجات الأدائية المهارية والوجدانية، فيحدد معلمونا مستوى النتاجات المطلوبة (حرفياً، وأدائياً، ومهارياً، ووجدانياً) لدى المتعلمين في كل وحدة تعليمية بشكل مسبق ويختارون أدوات القياس الملائمة لمستوى النتاجات المطلوبة معرفياً وأدائياً ووجدانياً، وليس هذا فحسب، بل يقوم معلمونا وإدارات مدارسنا بمحاكاة أدوات التقويم الإقليمية والوطنية    (كالاختبار الوطني واختبارات ضبط التحصيل MLA) ويدربون طلبتهم على خوض تلك الاختبارات لنشر ثقافة تلك الأساليب التقويمية ولا يكتفون بذلك، بل يناقشون المتعلمين بنتائج التقويم؛ لمتابعة مستوى تقدم المتعلمين وإعادة النظر في أساليب واستراتيجيات تدريس معلمينا المستخدمة ويقومون بتحليل نتائج المتعلمين ويقفون على نقاط الضعف لديهم ويعدون خططهم العلاجية بناء على نتائج تحليل اختباراتهم ويوظفونها بشكل أمثل؛ للارتقاء بمستوى تحصيل المتعلمين، وتحلل إدارات مدارسنا ومعلمونا نتائج متعلميهم و مقارنتها بنتائج المدارس المجاورة، ومقارنتها بنتائج مدارس الوطن للوقوف على مستوى مدارسنا والتطوير في ممارساتها وممارسات معلميها.

*باحثة ماجستير في الإدارة التربوية

 مديرة مدرسة في وكالة الغوث

 

المراجع وفقا لنظام (APA)

١- القرآن الكريم. سورة التين، الآية ٤.

٢- الرشدان، ن. (2002). المدخل إلى التربية والتعليم. عمان، الأردن.

  1. أبو علام، ر. م. (1987). قياس وتقويم التحصيل الدراسي. الكويت: دار القلم.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

سؤالان لطرابلسي للحكومة عن المجالس التحكيمية ودوام الخمسة ايام

  بوابة التربية: توجه مقرر لجنة التربية النيابية د. ادكار طرابلسي بسؤالين إلى رئيس الحكومة …