أخبار عاجلة

متعاقدو اللبنانية عرضوا خلفيات الإضراب ومفاعيله وأهمية تفريغ الأساتذة

بوابة التربية:عرضت اللجنة التمثيلية لمتعاقدي اللبنانية في مؤتمر صحافي خلفيات الإضراب ومفاعيله وأهمية تفريغ الأساتذة، كون التفرغ يؤمن جزئيا الاستقرار الوظيفي للأستاذ الجامعي، مؤكدة أن الإضراب للمطالبة بالتفرغ، ليس مطلبا ذاتيا للأستاذ فقط، بل إنه مطلب يصب في مصلحة الجامعة وارتقائها.

موسى

عقدت اللجنة التمثيلية للأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية مؤتمرا صحافيا في “مجمع بيار الجميل الجامعي” – كلية العلوم- الفنار، استهل بكلمة لمدير الكلية الدكتور إيلي نجيب الحاج موسى قال فيها: “نسلط الضوء اليوم على قضية تفرغ الأساتذة المتعاقدين كجزء من قضية الجامعة اللبنانية ككل، ولتصحيح بعض المغالطات، فالموضوع يخصنا شخصيا أولا كأساتذة يطالبون بحق حجب عنهم، وكانت له تداعيات على مسيرتهم المهنية ونمط حياتهم. وثانيا، كأبناء الجامعة اللبنانية، جامعة الوطن، بكل فئاته الاجتماعية، والتي نراها اليوم مهددة بالانهيار الوشيك، لا سيما أنها هي التي ساهمت في تحقيق مستويات من الارتقاء الاجتماعي لطلابها وفتحت لهم باب العلم على مصراعيه”.

أضاف: “لم يكن المستوى العلمي والارتقاء الاجتماعي ليتحققا لولا وجود أساتذة أكفاء، وإنما أيضا متفرغين لطلابهم، فهي ليست جامعة الفقراء، كما يحلو للبعض تسميتها عن عمد، بل الجامعة الوطنية، ليس لأن الفقر مشكلة اجتماعية، بل لأن خلفية هذه التسمية تكمن في نظرة طبقية ترمي إلى وضع الجامعة في مرتبة دنيا تقابلها جامعات خاصة في مرتبة عليا”.

وعن سبب المطالبة بالتفرغ، قال: “نطالب بالتفرغ لأنه يؤمن جزئيا الاستقرار الوظيفي للأستاذ الجامعي بالتأكيد، ولكن هذه المطالبة تهدف أيضا إلى تحقيق نتائج أخرى على درجة عالية من الأهمية، نتائج تصب في مصلحة الجامعة والوطن، لا سيما أن التفرغ للتعليم الجامعي يساهم في تحسين نوعية التعليم ويضمن جودته لناحية التركيز على الأبحاث وإعطاء الوقت للطلاب لمتابعتهم، فالتعليم الجامعي ليس مجرد محاضرات، بل هو ورش عمل بحثية يقودها الأستاذ ويشارك فيها طلابه، وهذا ما يفضي إلى صقل قدراتهم المعرفية والعلمية، فيخرجون إلى سوق العمل مؤهلين بالمعرفة العلمية والمهارات البحثية. ولذا، هناك حاجة ملحة وطارئة اليوم للتوقف عند كل هذه العناوين وإيجاد الحلول السريعة”.

سكيكي

بدوره،  قال الدكتور يوسف سكيكي: “هناك ثلاثة أنواع من الأساتذة في الجامعة اللبنانية: الأستاذ المتعاقد بالساعة، الأستاذ المتعاقد بالتفرغ، والأستاذ في الملاك،  فالمتعاقد في الجامعة اللبنانية هو من قضى سنوات طويلة في تحصيله العلمي في لبنان والخارج. لقد دخل جامعة الوطن على أمل التفرغ خلال سنتين بحسب العرف، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتحول متعاقدا إلى ما لا نهاية”.

أضاف: “الأستاذ المتعاقد بالساعة ليس لديه الحق في الانتساب إلى الرابطة ولا إلى صندوق التعاضد، وهو بالتالي خارج أي تغطية نقابية وصحية واجتماعية وخارج أي استقرار وظيفي، فهو فقط يحصل على مبلغ سنوي، بدلا عن ساعاته المنفذة يعادل أقل من 1000 دولار سنويا”.

وتابع: “إن الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانية يقوم بالمهام الوظيفية المنوطة بالأستاذ الجامعي كاملة من أعباء أكاديمية وتعليمية، وهو محروم من الاستقرار الوظيفي لأن عقد المصالحة يجدد سنويا من دون أي مستند قانوني يحفظ استمراريته. كما يعمل من دون أي تقديمات اجتماعية أو ضمانات صحية أو بدل نقل أو راتب عائلي، أو منح تعليمية. كذلك، إنه محروم من تعويض نهاية الخدمة أو المعاش التقاعدي عند بلوغ السن القانونية بلا تفرغ، ولو أمضى ثلاثين سنة في خدمة الجامعة اللبنانية”.

وأشار إلى أن “80  في المئة من أساتذة الجامعة اللبنانية هم أساتذة متعاقدون بالساعة، وإنهم الفئة الأكثر غبنا وتهميشا لحقوقهم”، معتبرا أن “هذا الواقع يخالف المادة 5 من قانون الجامعة التي تنص على أنه لا يجوز أن تنقص نسبة ساعات التدريس الموكلة إلى افراد الهيئة التعليمية المتفرغين من متعاقدين وداخلين في الملاك عن ثمانين في المئة من مجموع ساعات التدريس المقرر في مختلف فروع الجامعة، وحاليا الواقع معكوس”.

الفلو

من جهته، قال الدكتور هشام الفلو: “إن الجامعة الوطنية على وشك الانهيار إن لم يتم تدارك هذا الأمر سريعا، وأدعو الشعب اللبناني بكل شرائحه إلى أن يتحمل مسؤوليته للحفاظ عليها، فإن سياسة اللامبالاة أو التدمير الممنهج المتبعان سيؤديان حتما إلى زوالها. وأصبح لزاما علينا أن نتحرك وندق ناقوس الخطر، عسى أن نلقى آذانا صاغية”.

أضاف: “إن الأستاذ المتعاقد لم يعد قادرا على الصمود، وجل ما يطلبه هو المساواة في الحقوق والواجبات. في ظل الأزمة القاهرة التي تمر بها الجامعة وأمام تلكؤ المسؤولين عن القيام بواجباتهم، نجد أن عددا كبيرا من الأساتذة المتعاقدين اختار الهجرة لعدم قدرته على الصمود. مثال على ذلك، في كلية العلوم، تكاد نسبة الأساتذة الذين غادروها تفوق ال40 في المئة وسيظهر هذا النقص بصورة كبيرة فور عودة الجامعة إلى التعليم الحضوري. هذا الواقع الأليم لا يمكن تعويضه في المدى المنظور وسينعكس سلبا على مستوى الجامعة تعليميا وبحثيا”.

وعن ملف التفرغ، قال: “إنه حاليا غير منجز من قبل مجلس الجامعة ويحتاج إلى استكماله لكي يكون قابلا للإقرار في مجلس الوزراء. ولذا، نحن نطالب بإنجازه ورفعه إلى مجلس الوزراء بأسرع وقت لكي يصار إلى وضعه على جدول الأعمال في أول جلسة وزارية، ثم إقراره”.

وعن اللجنة التمثيلية للأساتذة المتعاقدين المكونة من ممثلين لكل الفروع، قال: “إنها تعمل بجدية ومثابرة لحث الأساتذة على المطالبة بحقهم بالتفرغ. إن مطلبنا الوحيد غير القابل للتفاوض هو التفرغ. ولأجل نيل هذا المطلب، صوت 900 أستاذ بنسبة تفوق 98  في المئة مع الإضراب حتى إقرار التفرغ. إن مطلبنا أكاديمي وبحثي بامتياز، نحن نريد التفرغ لأجل بناء جامعة تؤمن تعليما نوعيا لطلاب لبنان وتكون منتجة للبحث العلمي”.

مرهج

وتطرق الدكتور رفيق مرهج إلى “مفاعيل الإضراب وأهمية تفريغ الأساتذة”، وقال: “إن الجامعة تقوم على 3 أركان أساسية: المباني، الكادر التعليمي، والطلاب. طبعا، المباني وحدها لا تصنع جامعة، في حين أن الأساتذة والطلاب هم الأساس، لكن القاسم المشترك هو نوعية التعليم، فالمباني تخدم هذا الهدف، لكن الأساس يبقى في المورد البشري”.

وسأل: “كيف ستكون الحال في مبان يعاني فيها الأساتذة من عدم الاستقرار وعدم القدرة على التفرغ لطلابهم؟ وكيف ستكون حال طلاب يأتون إليها مرغمين لأن لا خيار أمامهم؟”.

ولفت إلى أن “الإضراب للمطالبة بالتفرغ، ليس مطلبا ذاتيا للأستاذ فقط، بل إنه مطلب يصب في مصلحة الجامعة وارتقائها، وأول المستفيدين هم الطلاب، حيث سيتوافر لهم التعليم بجودة لا تنافس الجامعات الخاصة فقط، بل تجعلها تلهث خلف الجامعة اللبنانية، إضافة إلى أنها تمكن طلابها من دخول سوق العمل بكفاءة وقدرة على المنافسة”، مؤكدا أن الإضراب هو لمصلحة الأساتذة والطلاب في آن معا”.

حامد

وأخيراً، قال د. حامد حامد: اما آن الآوان لأن نقول للطبقة السياسية الحاكمة، لقد سئمنا خلافتكم ودراسة ملفاتكم التي لم نجن منها سوى القهر والياس والإنتظار، ما الذي يبعدكم لو تناقشتم وتحاورتم ودورتم الزوايا لإيجاد حل لقضيتنا، فتكتبوا بذلك نهاية لمأساة وطنية وأكاديمية ضاغطة في عمق الوطن.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

متعاقدو الأساسي شكروا الحلبي على إحتواء أزمة الإمتحانات

بوابة التربية: توجّهت لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسيّ الرّسميّ في لبنان بالتّحية والشّكر لمعالي …