خاص بوابة التربية:
يطالع المواطن إعلانات متنوعة ومختلفة الأحجام تنتشر على الطرق، لكن اللافت إعلان لإحدى المدارس التي تعتبر نفسها مدرسة “متقدمة” لجهة نجاح طلابها في الامتحانات الرسمية وتميزهم، فتقول “نحنا المعيار”، نعم، تضاف الألف إلى “نحن”، فكيف نفسر المعيار؟ وعلى أي أساس أو مقياس يتم احتسابه؟
إبداع لغوي “متميز” في حركة عصرية لتطويع اللغة العربية، عبر مدارس خاصة، همها إيصال الإعلان إلى أكبر شريحة من المجتمع، لا يهم كيف، المهم أنها المعيار!!!
المعيار هو الحفاظ على اللغة العربية وتفعيل دورها في مختلف جوانب الحياة اليومية وتعزيز استخدامها في التعليم والإعلام، وكذلك في الإعلانات، وكيف نشجع الأجيال الشابة على تعلمها وإتقانها، مع الاستفادة من التكنولوجيا في نشرها وتطوير وسائل تعليمها، بالإضافة إلى دعم الأبحاث والمشاريع التي تعنى باللغة العربية، لا أن نعتمد تهشيم اللغة العربية بغية إيصال فكرة معينة للجمهور.
فهل إذا كتب التلميذ “نحنا” في المدرسة تعتبر صحيحة أم خاطئة؟ وهل يحق للمعلم أو المعلمة محاسبة التلميذ؟ أم أن إدارة المدرسة التي اختارت “نحنا” هي الأصح؟
في عالم اليوم المتصل، أصبح التلاعب باللغة الأم، إن كان عبر اعتماد الأحرف اللاتينية في تبادل الرسائل، أمرا شائعا، لكن هل يجب على المدرسة مهما علا شأنها، أن تتلاعب باللغة الأم؟ في وقت يواجه التلاميذ ضغوطا للتأقلم مع الثقافة السائدة في البلاد، ما قد يؤدي إلى تفضيل الكلام المحكي على اللغة العربية.
علماً أن دور المدرسة هو الأساس في تصويب بوصلة التلاميذ نحو الصواب والخطأ، وعليه فإن الحفاظ على اللغات الأم له أهمية بمكان لأنه يحفظ تراث الشعوب ويعزز انتماء أبنائها إلى مجتمعاتهم ويسهم في تكوين هوياتهم، إذ تبقى اللغة عنصراً رئيساً في نشوء الأمة ومفتاح التواصل الحضاري بين الشعوب والأمم.
اللغة الأم هي اللغة الأولى التي يتعلمها الإنسان منذ طفولته، فتنمو معه وتصبح جزءاً رئيساً من هويته الثقافية والفكرية وهي تقوم بدور أساس في التواصل والتفكير والتعبير عن المشاعر، كما تسهم في إنشاء القيم والمعتقدات الفردية والاجتماعية. فهل علينا أن نشوه اللغة أم المحافظ عليها؟ وأين الرقابة مما يحصل؟ وأين هو المعيار؟