بوابة التربية- كتب الأستاذ سامي خير الدين:
بالأمس نشرت “بوابة التربية” مقالا للدكتور مصطفى عبد القادر بعنوان “هل غير الزمان سلوكيات الطلاب؟ “وكان اللافت سرد بعض الأسباب التي أدت إلى تغير تلك السلوكيات مع الزمان حسب رأي كاتب السطور. لكن أرى من وجهة نظري أن هذا التغير غير مرتبط بالوضع الحالي إلا بنسبة صغيرة جدا.
فمشكلة التربية قديمة، والنظام التعليمي الحالي هو بكل مكوناته مسؤول عنها. فمثلا تجد في صف البكالوريا نسبة من التلامذة لا تجيد اللغة العربية ولا ابسط مباديء الرياضيات. كيف يمكن ان تطلب من هكذا تلاميذ تقدير المعلمين؟
إن المشكلة في النظام التعليمي وخصوصا الترفيع، حيث تفتقد المعايير الفعلية، الأمر الذي أدى الى تضخم أرقام حملة الشهادات دون تحصيل علمي حقيقي. هذا لا يعني عدم الحاجة إلى تطوير الأساليب، لكن لا يمكن تطبيق أي أساليب فعالة على متعلمين غير جديين ومنخرطين في العملية التربوية والتعليمية.
تذكرون في العام الدراسي 1998-1999 عملية إطلاق “المناهج الجديدة” آنذاك، وما عرف بنظام المجموعات، أي يقسم الصف إلى مجموعات يكون لكل مجموعة طالب يقودها، وتتعلم المجموعة من خلال تنفيذ النشاطات activities. لكن لم يتمكن المعلمون من تنفيذ ذلك، بل عادوا سريعا لطرق التلقين والحفظ. لماذا؟ برأيي السبب هو الترفيع غير المدروس، وعدم توجه التلاميذ للإختصاص المهني الذي يمكنه ان يبرع فيه فئة كبيرة من الطلاب.