
خاص بوابة التربية: الامتحانات الرسمية لم تكن يوماً مجرّد استحقاق تربوي فقط، بل تحوّلت إلى محطة وطنية، لا سيما في المناطق التي تعيش الاعتداءات أو التهميش. في الجنوب، الشهادة الرسمية ليست فقط بوابة إلى الجامعة، بل فعل تحدٍّ، وإثبات للحق في التعلّم بمواجهة محاولات قمع الحياة.
في اليوم الثاني من الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، حملت وزيرة التربية ريما كرامي همّ الجنوب وطلّابه، وتوجّهت إليهم في زيارة رمزية ومعنوية إلى منطقة لا تزال ترزح تحت وطأة آثار الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في أيلول الماضي، وما تلاها من استهدافات متكرّرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
كرامي استهلت زيارتها من ثانوية قانا الرسمية، يرافقها المدير العام للتربية الدكتور فادي يرق والمستشار الإعلامي البير شمعون وبعض أركان الوزارة، و كان في استقبالها كلّ من: رئيس المنطقة التربوية الأستاذ أحمد صالح ورئيس بلدية قانا علي جميل عطية ومدير ثانوية قانا هشام حيدورة، إلى جانب رئيس مجلس الأهل في الثانوية مختار قانا الحاج حسين حمادة ورئيس مركز الإمتحانات يحيا ركين وفعاليات بلدية وإختياريّة وتربويّة.
وأطلعت كرامي على سير الامتحانات، خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي مرت وتمر على طلاب الجنوب والمناطق المتضررة من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان …وقد استمعت الوزيرة إلى آراء الطلاب وأكدت وقوفها إلى جانبهم من خلال الإيعاز إلى اللجان الفاحصة بوضع أسئلة معتدلة تراعي الظروف العامة التي يمرّ فيها الطلاب..وقد شكر مدير ثانوية قانا الرسمية الوزيرة على زيارتها إلى ثانوية قانا الرسمية وقدر جهودها الداعمة للثانويات الرسمية وطلابها وقد تركت زيارتها ارتياحاً كبيراً في نفوس الطلاب وأهاليهم وفعاليات قانا ومنطقتها ….بعدها تابعت معالي الوزيرة زياراتها إلى مدرسة قانا المتوسطة الرسمية وثانوية تبنين ومعهد تبنين …
الزيارة جاءت في توقيتها ومضمونها كرسالة تضامن ودعم، خصوصاً لهؤلاء الطلاب الذين خاضوا عامهم الدراسي وسط دويّ القذائف والتهديدات اليومية والقلق على الأهل والمصير. في الجنوب، التعليم ليس مجرد منهج، بل مقاومة. والنجاح ليس مجرّد علامة، بل فعل صمود.
ارتياح طلابي
بحسب أجواء اليومين الأول والثاني، بدت طبيعة المسابقات متوازنة، راعت واقع الطلاب، فكانت مبسطة من دون أن تفرّط بالمستوى الأكاديمي. اختبارات تتطلب جهداً ومثابرة، لكنها لا تظلم من اجتهد.
وفي اليوم الثاني، أكد المشهد الجنوبي استمرار هذا النهج. خرج الطلاب إلى الإعلام، عبّروا بصراحة عن ألمهم وظروفهم، لكنهم في المقابل أبدوا ارتياحاً نسبياً، معتبرين أن ما قُدّم حتى الساعة يحاكي واقعهم ويمنحهم فرصة للنجاح رغم كل التحديات.
في التفاصيل، جاءت مادة الفلسفة لفرع الاجتماع والاقتصاد في صالح الطلاب، إذ تناولت محورين شائعين ومحبّبين هما: “الوعي واللاوعي” و”الميول”، ما سهّل الإجابة للطلاب الذين عادةً ما يركّزون على هذا الجزء من المنهج.
أما امتحان اللغة العربية لفرعي العلوم العامة وعلوم الحياة، فاعتُبر مألوفاً وسلساً، يمكن للطالب التعامل معه بثقة.
مادة الرياضيات لفرع علوم الحياة وُصفت بأنها “في المتناول”، مع بعض الأسئلة التي تطلبت تركيزاً إضافياً، لكنها بقيت ضمن مستوى الطالب المجتهد.
وفي مفاجأة إيجابية، وُصفت مادة التاريخ لفرع العلوم العامة بأنها “رائعة ومبسّطة”، ما يعزّز فرص الطلاب بالحصول على علامات عالية.
أما اللغة العربية لفرع الاقتصاد والاجتماع، فحافظت على بساطتها وخلوّها من التعقيد، ملائمة للطالب العادي والمثابر على حد سواء.
حاصبيا
في منطقة حاصبيا، ولليوم الثاني توزع الطلاب الذين حضروا باكرًا إلى صفوفهم في مركزَي الامتحانات في الثانوية الرسمية وفي تكميلية حاصبيا الرسمية للصبيان.
وقد أبدى الطلاب ارتياحهم لسير الامتحانات بحيث لم يسجل ما يعكّر صفو أمن الامتحانات بفضل الإجراءات الأمنية المشددة، التي اتخذتها القوى الأمنية داخل ومحيط المركزين المذكورين لحسن سير الامتحانات وحفاظا على مصلحة الطلاب.