الأربعاء , سبتمبر 10 2025

الإدارة الإستراتيجية

 

 

كتبت الباحثة بثينة محمد أبوسلوم*:  

 

هي الخطة الرئيسية الشاملة التي تحدد كيف تحقق المنظمة عرضها وأهدافها من خلال تنظيم ما تتمتع به من مزايا وما تعانيه من مساوئ.

تعريف الإدارة الإستراتيجية

أما الإدارة الإستراتيجية فهي الأسلوب الإداري المتميز الذي ينظر إلى المنظمة في كليتها نظرة شاملة في محاولة لتعظيم الميزة التنافسية التي تسمح بالتفوق في السوق واحتلال مركز تنافسي قوي، وذلك باتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تنظر إلى الفرص والمشكلات الحالية، كما تهتم باستشراف المستقبل والإعداد للتعامل معه.

وبذلك فإن الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية تعمل على تحقيق غاية المنظمة وأهدافها ورؤيتها، وذلك من خلال ترجمة الإستراتيجية العامة للمنظمة إلى إستراتيجية تفصيلية ومتخصصة في قضايا الموارد البشرية.(زدوري، 2016(

ويؤكد Hill, Schilling, & Jones  (2020) أن الإدارة الإستراتيجية عملية متكاملة تتضمن صياغة القرارات والتخطيط لها وتنفيذها وتقييمها بما يعزز قدرة المؤسسات على تحقيق ميزة تنافسية مستدامة. كما يرى Hitt, Ireland, & Hoskisson (2020) أن الإدارة الاستراتيجية تهدف إلى اكتساب ميزة تنافسية مستدامة من خلال تحليل البيئة، وصياغة الاستراتيجيات، وتنفيذها، ثم تقييم نتائجها بصورة دورية.

أهمية الإدارة الاستراتيجية:

  • التكيف مع التغيير: تساعد المنظمات على التكيف مع البيئة المتغيرة باستمرار.
  • تحقيق الميزة التنافسية: تمكن المنظمات من التفوق على منافسيها.
  • النمو المستدام: تساهم في تحقيق نمو مستدام للمنظمة.
  • توجيه الموارد: تساعد في توجيه الموارد بشكل فعال لتحقيق الأهداف.

مستويات الإدارة الاستراتيجية يمكن تقسيم الإدارة الاستراتيجية إلى ثلاثة مستويات رئيسية:

  • المستوى المؤسسي: يركز على تحديد الرؤية والرسالة العامة للمنظمة، وتحديد المجالات الرئيسية للعمل.
  • المستوى الوظيفي: يركز على تطوير استراتيجيات لكل وظيفة من وظائف المنظمة (مثل التسويق، والإنتاج، والموارد البشرية(.
  • المستوى الوحدوي: يركز على تطوير استراتيجيات لكل وحدة عمل داخل المنظمة (مثل الأقسام، والفروع(.

 مكونات العملية الاستراتيجية

تتكون العملية الاستراتيجية من عدة مراحل مترابطة:

  • تحليل الوضع الحالي: يتم فيه تحليل نقاط القوة والضعف الداخلية للمنظمة، والفرص والتهديدات الخارجية.
  • صياغة الاستراتيجية: يتم فيها تحديد الأهداف الاستراتيجية ووضع الاستراتيجيات البديلة واختيار الأنسب منها.
  • تنفيذ الاستراتيجية: يتم فيه تحويل الاستراتيجيات إلى خطط عمل وتنفيذها.
  • التقييم والتحكم: يتم تقييم أداء الاستراتيجيات ومدى تحقيق الأهداف، وإجراء التعديلات.(ويكيبيديا،د.ت( 

مراحل الإدارة الاستراتيجية

  1. التحليل البيئي )الداخلي والخارجي(

الأهمية: فهم شامل للبيئة المحيطة بالمنظمة، سواء كانت داخلية (قوى المنظمة نفسها) أو خارجية (البيئة الاقتصادية، التنافسية، التكنولوجية، الاجتماعية، والسياسية).

  1. صياغة الاستراتيجية

الأهمية: بناءً على التحليل البيئي، يتم وضع رؤية ورسالة واضحة للمنظمة، وتحديد الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى.

العناصر الرئيسية:

  • الرؤية: صورة مستقبلية واضحة لما تسعى المنظمة لتحقيقه.
  • الرسالة: بيان واضح لغرض وجود المنظمة وقيمها الأساسية.
  • الأهداف الاستراتيجية: أهداف محددة وقابلة للقياس يمكن تحقيقها خلال فترة زمنية معينة.
  • الاستراتيجيات: الخطط والبرامج التي ستنفذ لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

أنواع الاستراتيجيات:

  • استراتيجية النمو: التوسع في السوق الحالي أو دخول أسواق جديدة.
  • استراتيجيات الاستقرار: الحفاظ على الوضع الحالي للمنظمة.
  • استراتيجيات الانكماش: تقليص حجم العمليات أو الانسحاب من بعض الأسواق.
  1. تنفيذ الاستراتيجية

الأهمية: تحويل الاستراتيجيات إلى واقع ملموس من خلال تخصيص الموارد وتنفيذ الخطط.

العناصر الرئيسية:

  • تحديد الموارد: تخصيص الموارد المالية والبشرية والمادية اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية.
  • بناء الهيكل التنظيمي: تصميم هيكل تنظيمي يدعم تنفيذ الاستراتيجية.
  • تحديد المسؤوليات: تحديد المسؤوليات والواجبات لكل فرد في الفريق.
  • متابعة التقدم: متابعة تقدم تنفيذ الاستراتيجية بانتظام.
  1. تقييم ومراقبة الاستراتيجية

الأهمية: التأكد من أن الاستراتيجية تسير على المسار الصحيح وتعديلها إذا لزم الأمر.

العناصر الرئيسية:

  • تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية: تحديد المؤشرات التي تقيس أداء الاستراتيجية.
  • جمع البيانات: جمع البيانات حول مؤشرات الأداء بشكل دوري.
  • تحليل البيانات: تحليل البيانات لتقييم الأداء.
  • إجراء التعديلات: إجراء التعديلات على الاستراتيجية بناءً على نتائج التقييم.(عقوني،د.ت(

تعليق الباحثة

تُعد الإدارة الاستراتيجية من أهم الأدوات التي تمكّن المؤسسات من التكيف مع البيئة المتغيرة باستمرار، حيث تساعد على استشراف المستقبل وصياغة قرارات رشيدة تعزز من قدرة المنظمة على المنافسة. فهي ليست مجرد خطط مكتوبة، بل عملية ديناميكية تستند إلى التحليل البيئي، وصياغة الاستراتيجيات، وتنفيذها، ثم متابعتها وتقييمها بشكل مستمر. ومن خلال ربط الأهداف طويلة المدى بالخطط التنفيذية اليومية، تضمن الإدارة الاستراتيجية تحقيق التوازن بين متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل. كما أن نجاحها يرتبط بمدى التزام العاملين وانخراطهم في تنفيذها، إضافةً إلى قدرة القيادة على تخصيص الموارد اللازمة. ومن هذا المنطلق، تصبح الإدارة الاستراتيجية ثقافة تنظيمية شاملة تسعى إلى الابتكار والتعلم المستمر. وفي ظل التحولات العالمية والتنافسية الشديدة، فإن المؤسسات التي تتبنى هذا النهج بوعي ستكون الأقدر على تحقيق رسالتها، والنمو المستدام، وبناء ميزة تنافسية يصعب تجاوزها.

قائمة المراجع

 

  1. زدوري، أسماء. (2016). إدارة المعرفة [مطبوعة في مقياس]. جامعة 8 ماي 1945 قالمة، كلية العلوم الاقتصادجية والتجارية وعلوم التسيير، قسم علوم التسيير.
  2. ويكيبيديا. (د. ت.). إدارة إستراتيجية. ويكيبيديا. تم الاسترجاع في ‎25 يونيو 2025 من

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/إدارة_إستراتيجية

  1. عقوني، محمد. (د. ت.). الإدارة والقيادة في عصر التحول الرقمي والاستدامة. تربية رقمية.
  2. Hill, C. W. L., Schilling, M. A., & Jones, G. R. (2020). Strategic management: Theory and cases: An integrated approach (13th ed.). Cengage Learning.
  3. Hitt, M. A., Ireland, R. D., & Hoskisson, R. E. (2020). Strategic management: Concepts and cases: Competitiveness and globalization (13th ed.). Cengage Learning.

 

*ماجستير إدارة تربوية.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الفوعاني في تكريم طلاب بلدة جون في الشوف: البناء الحقيقي يبدأ من العقول

    بوابة التربية:  أقامت حركة أمل إقليم جبل لبنان والشمال المنطقة الأولى شعبة جون، …