كتبت آلاء جبر العفيفي:
تعد الإدارة الإستراتيجية من مجالات الدراسة التي نالت اهتماماً واسعاً في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين وذلك استجابة للضغوط والمؤثرات البيئية الهائلة التي واجهتها منظمات الأعمال في تلك الحقبة ،فالإدارة الاستراتيجية هي عملية حيوية للمنظمات تسعى إلى تحقيق أهدافها على المدى الطويل .من خلال تحليل البيئة الداخلية والخارجية ، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وصياغة وتنفيذ استراتيجيات مناسبة
أولاً : تعريف الإدارة الاستراتيجية:
قام العديد من الكتاب والباحثين بتعريف الادارة الاستراتيجية ، حيث يعرفها (David,2017)”بأنها علم وفن صياغة وتنفيذ وتقييم القرارات متعددة الوظائف التي تمكن المنظمة من تحقيق أهدافها طويلة المدى”.
أما (Thampson & Strickland) فقد عرفا الإدارة الاسترتيجية بأنها “رسم الاتجاه المستقبلي للمنظمة وبيان غاياتها على المدى البعيد ، وإختيار النمط الاستراتيجي المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العوامل والمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية ، ثم تنفيذ الاستراتيجية ومتابعتها وتقييمها”
ثانياً : أهمية الإدارة الإستراتيجية:
أشار(الدوري:2005) أن أهمية الادارة الاستراتيجية للمنظمات هي:
- رسم غايات المنظمة وأهدافها وتحديد التوجهات طويلة الأمد لبلوغ هذه الأهداف.
- القيام بمتابعة وتقييم التنفيذ ومدى التقدم لبلوغ الأهداف.
- القدرة على مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنظمات.
- تساهم في تحسين أداء المنظمة وزيادة فعاليتها وكفاءتها.
- تساعد المؤسسة على بناء ميزة تنافسية مسستدامة.
- توفر اطاراً لاتخاذ القرارات الاستراتيجية الصائبة.
ثالثاُ: مهام الإدارة الإستراتيجية:
- صياغة رسالة المنظمة بعبارات عامة تعكس غرضها الرئيسي وفلسفتها وأهدافها.
- تنمية صورة المنظمة والتي تظهر ظروفها وقدراتها ومواردها الداخلية.
- تقييم البيئة الخارجية للمنظمة بما تتضمنه من قوى ومتغيرات تسود بيئتها العامة أو تلك التي تسود بيئتها التنافسية.
- تحديد أكثر البدائل جاذبية في ضوء رسالة المنظمة ومواردها وظروفها البيئية.
- اختيار مجموعة من الأهداف طويلة الأجل والاستراتيجيات العامة التي يمكن أن تساعد في تحقيق أكثر الفرص جاذبية.
- تحديد الأهداف السنوية والاستراتيجيات قصيرة الأجل والتي تتسق مع الأهداف طويلة الأجل والاستراتيجيات العامة.
- تنفيذ الخيارات الاستراتيجية من خلال تخصيص الموارد مع مراعاة الأبعاد الخاصة بالمهام ،الأفراد، الهياكل التنظيمية، التكنولوجيا،وأنظمة التحفيز.
- تقييم مدى نجاح العملية الاستراتيجية والاستفادة من المعلومات المرتدة في زيادة فعالية القرارات الإستراتيجية المستقبلية.
رابعاً:أنواع الاستراتيجيات:
- استراتيجيات النمو: تهدف إلى زيادة حجم المنظمة وحصتها السوقية.
- استراتيجيات الاستقرار:تهدف إلى الحفاظ على الوضع الحالي للمنظمة.
- استراتيجيات الانكماش: تهدف إلى تقليل حجم المنظمة أو التخلص من بعض أنشطتها.
- استراتيجيات التحول:تهدف إلى تغيير نموذج عمل المنظمة أو نشاطها الرئيسي.
خامساً:مستويات الإدارة الاستراتيجية
يوجد ثلاث مستويات للإدارة الإستراتيجية هي:
- الاستراتيجية على مستوى المنظمة:
يُركز هذا المستوى من مستويات الإدارة الإستراتيجية على المنظمة ككل ، ويختص بإدارة الأنشطة التي تحدد الخصائص المميزة للمنظمة عن غيرها من المنظمات المنافسة لها، واتخاذ القرارات العليا مثل: تحديد رسالة المنظمة ورؤيتها ، المنتجات التي تقدمها في الوقت الحالي أو مستقبلًا ، الأسواق التي تتعامل بها، إمكانية توسع ونمو مجال عمل المنظمة
- الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال:
هي الخاصة بكل وحدة أعمال (سواء كانت قسم أو منتج أو مشروع صغير) متميز عن الوحدات أو الأقسام أو المنتجات التي تزاولها المنظمة ،لذا تسعى الإدارة الاستراتيجية على مستويات وحدات الأعمال بتحويل الأهداف العامة للمنظمة إلى استراتيجيات محددة للتنافس لكل وحدة من وحدات النشاط، وتختلف الإستراتيجيات لوحدة الأعمال وتتعدد تبعاً لاختلاف وحدات الأعمال الاستراتيجية للمنظمة ،تقع مسؤولية إعداد وصياغة إستراتيجية وحدة الأعمال على عاتق مدراء الإدارات العليا ومدراء وحدات الأعمال الإستراتيجية للقيام باعدادها وعرضها على فريق الإدارة العليا لمناقشتها وإقرارها
- الإستراتيجية على مستوى الوظائف:
هي الخاصة بكل منطقة وظيفية كالتسويق والتمويل والإنتاج والموارد البشرية، لذا يقوم مدراء الأقسام الوظيفية بالأعمال التفصيلية للاستراتيجية ونطاق أعمالهم يتسم بالتركيز على الأعمال والوظائف المحددة مثل:(الأفراد،المحاسبة،التمويل، البحث والتطوير) وهي أسرع مستويات الإدارة الإستراتيجية تنفيذًا، ويُعتبر هذا المستوى صاحب الدور الأبرز في مرحلة تنفيذ الاستراتيجية، فهي توضع استرشادًا باستراتيجية المنظمة
سادساً:مكونات نموذج عملية الإدارة الاستراتيجية: المكونات الأساسية لعملية الإدارة الاستراتيجية هي:
- تحديد رسالة المنظمة.
- تحديد الأهداف الإستراتيجية.
- تحليل البيئة الخارجية للمنظمة.
- تحليل البيئة الداخلية للمنظمة.
- الاختيار الإستراتيجي.
- تنفيذ الاستراتيجية.
- تقويم الاستراتيجية.
سابعاً: تحديات الإدارة الإستراتيجية:
- التغيرات في البيئة الخارجية.
2- المنافسة الشديدة.
3- ندرة الموارد والامكانيات.
4- تحديات مشاركة جميع المستويات الادارية في تخطيط وتنفيذ أهداف المنظمة.
5- المساهمة في التوجه للاهتمام بالمعرفة كقوة استراتيجية.
6- نقص المعلومات الدقيقة عن البيئة الداخلية والخارجية.
ثامناً:تطبيق واقعي:
لا تقتصر الإدارة الإستراتيجية على المؤسسات الاقتصادية فقط بل تمتد إلى المؤسسات التربوية.فعلى سبيل المثال: يمكن للمدارس والجامعات أن تطبق الإدارة الاسترايجية عبر:
- صياغة رؤية ورسالة تعليمية واضحة.
- تطوير استراتيجيات للارتقاء بجودة التعليم.
- استثمار الموارد البشرية (معلمين وإداريين) بكفاءة.
- متابعة مؤشرات الأداء الأكاديمي والتربوي باستمرار.
الخاتمة:
إن الإدارة الاستراتيجية أداة جوهرية لضمان نجاح المؤسسات واستدامتها ، فهي عملية شاملة تبدأ بالتحليل وتنتهي بالتقييم، كما أن تطبيقها لا يقتصر على الشركات بل يمتد إلى مختلف القطاعات بما فيها المؤسسات التربوية حيث أن المؤسسات التي تتبنى الإدارة الاستراتيجية بفاعلية هي الأكثر قدرة على التكيف مع بيئتها وتحقيق أهدافها بكفاءة.
المراجع:
- داود، فضيلة.( 2019)،”الادارة الاستراتيجية مفاهيم أساسية وممارسات تطبيقية “. ط2 ، دار السيسبان للنشر، بغداد، العراق
- الدوري، زكريا مطلك.(2005)،”الإدارة الإستراتيجية مفاهيم وعمليات وحالات دراسية” ، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،الأردن
- Thompson,John,1997,Strategic Management: A Wareness and Change,3 edtion, International Thompson Publishing co.U.K.
- David, F.R.(2017). Strategic Management: Concepts and Cases .16th ed .Pearson Education.