بوابة التربية: صدر عن لجنة الناجحين عبر امتحانات مجلس الخدمة المدنية -أستاذ تعليم ثانوي ( فائض ٢٠١٦)، البيان التالي:
يُعتبر المعلم والمعلمة في لبنان من أعظم رموز المجتمع، فهم حملة رسالة نبيلة، ومصابيح تنير دروب الأجيال نحو المستقبل. فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مرشد ومربٍ، يُسهم في بناء شخصية الطالب علميًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، ليخرج منه طبيبًا، ومهندسًا، وأديبًا، ومحاميًا، وعاملًا، وقائدًا في شتى مجالات الحياة.
دور المعلم والمعلمة في تخريج أجيال متعددة الاختصاصات.
من المؤلم أن يكون من خرّج الرؤساء والوزراء والنواب هو نفسه من يُهمل وتُنتزع منه كرامته المعيشية. المعلم ليس مجرد موظف؛ هو الحجر الأساس في بناء أي وطن، وإذا سقط هذا الأساس، انهار كل شيء.
“يا حكام لبنان، ألم يوقظ ضمائركم أن من علّمكم الحرف ودرّسكم الوطنية والحق، بات اليوم يُهمّش ويُهان؟ ألم تتخرجوا جميعكم من تحت يديه؟ الرئيس والوزير والنائب، كلّكم مررتم من مقاعد درسه، فكيف تنسون فضله؟ أليس من العدل أن ينال منكم جزءاً بسيطاً من الحقوق والتقدير؟ اتقوا الله في المعلم، فكرامة التعليم هي كرامة الوطن.”
المعلم في لبنان لا يعلّم فقط، بل يصنع أجيالًا تنهض بالمجتمع. هو من يُخرّج الطبيب الذي يعالج، والمهندس الذي يبني، والقاضي الذي يحقق العدالة، والعالم الذي يبتكر، والفنان الذي يبدع. فكل مهنة في المجتمع مرّت من تحت يديه، وكل نجاح يُسجل للوطن، هو ثمرة من ثمار جهوده.
المعلم لا يُخرج فقط أصحاب الشهادات، بل يُعدّ الإنسان الصالح، والمواطن المسؤول، ويُغرس في طلابه القيم، والانتماء، والكرامة، والتفكير النقدي، والقدرة على التغيير.
معاناة المعلمين والمعلمات في لبنان
رغم الدور العظيم الذي يقوم به المعلم اللبناني، إلا أنه يعيش معاناة يومية كبيرة، أبرزها:
- تدهور الوضع الاقتصادي: بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، فقدت رواتب المعلمين قيمتها الشرائية، مما جعل حياتهم اليومية صعبة، وغير كافية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
- تراجع الدعم الحكومي: يعاني المعلمون من ضعف دعم الدولة، سواء من حيث الرواتب، أو الخدمات الاجتماعية، أو التقديمات الصحية.
- ضغوط العمل والتوتر النفسي: ارتفاع أعداد الطلاب، ونقص الإمكانيات في المدارس الرسمية، وكثرة المناهج، يزيد من الضغط النفسي والجسدي على المعلمين.
- الهجرة القسرية: كثير من المعلمين هاجروا بحثًا عن فرص أفضل، ما أدى إلى فراغ تربوي كبير في العديد من المدارس.
- قلة التقدير المجتمعي أحيانًا: في ظل الانشغال بالأزمات، قلّ التقدير لدور المعلم من قبل بعض الجهات، رغم أنه العمود الفقري لنهضة أي وطن.
المعلم والمعلمة في لبنان، ورغم كل التحديات، لا يزالون رمزًا للصبر والتفاني والعطاء. هم الجنود المجهولون الذين يبنون الوطن في صمت، ويزرعون الأمل في قلوب الأجيال. وإن كان للعلم قيمة، فإن حامله ومعلمه، هو من يستحق كل التكريم والدعم، لأنه أساس كل بناء ونهضة.
نخاطب ضمائركم الاسراع في إدخالنا إلى الملاك الرسمي الثانوي