كتبت سلوى محمد سليمان أبو خاطر*:
التخطيط الاستراتيجي له تفكير استراتيجي تمكن الأفراد من الربط بين الأحلام والواقع، ويتطلب التفكير الاستراتيجي خيال واسع، وابداع عالي تحوَل الرؤى المجردة إلى أهداف واضحة قابلة للقياس، ورسم مسار عملي للتنفيذ، فما هو التفكير الاستراتيجي؟ ولماذا أصبح مهماً إلى هذا الحد؟
ما هو التفكير الاستراتيجي؟
هو عملية عقلية متقدمة تركز على تحليل الوضع الراهن، وتوقع المستقبل، وتصميم خطط طويلة المدى لتحقيق أهداف محددة، يُعد هذا النوع من التفكير ضرورياَ للقادة والمنظمات في القطاعات كافة، حيث تمكنهم من التكيف مع التغيرات المتسارعة، واستغلال الفرص، وتجنب المخاطر المحتملة.
وعرف بأنه عملية تحليلية تهدف إلى تحديد الأهداف والغايات المستقبلية، وتطوير خطط طويلة المدى لتحقيقها، يرتكز التفكير الاستراتيجي على تقييم البيئة الداخلية والخارجية، وفهم التحديات والفرص، واستخدام ذلك لبناء استراتيجيات فعالة وملائمة.
يمكننا القول بأن التفكير الاستراتيجي:
- فن رؤية الصورة الكبيرة، وليس التفاصيل فقط.
- توقع المستقبل واستشراف الفرص والتحديات.
- ربط الحاضر بالمستقبل بخطة واضحة.
- التكيف مع التغيير بمرونة وذكاء.
- تحقيق ميزة تنافسية مستدامة.
- يطرح قضايا تطويرية
- تركيبي بنائي، يستلهم افكاره من الماضي ويجدد للوصول الى المستقبل.
- تحليلي لفهم التعقيدات.
لماذا نحتاج إلى التفكير الاستراتيجي؟
1- توجيه الموارد بكفاءة حيث يساعد في تركيز الجهود والموارد على الأولويات الأساسية، مما يزيد من فعالية القرارات.
2- الاستجابة للتحديات (مثل التغيرات التكنولوجية أو السوقية) بدلاً من التفاعل معها بعد وقوعها.
3- تعزيز الابتكار والخروج من الإطار التقليدي وابتكار حلول حديثة غير تقليدية.
4- بناء ميزة تنافسية مستدامة عبر الابتكار وكفاءة الموارد من خلال تحليل البيئة الداخلية والخارجية، يمكن تحديد الفرص الفريدة التي تميز المنظمة عن منافسيها.
5- الاستفادة من الفرص الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
ماهي مبررات التفكير الاستراتيجي؟
1- سرعة التغيرات في المجتمعات المعاصرة بسبب الثورة التكنولوجية، والتحولات الاجتماعية السريعة.
2- صعوبة مد اتجاهات الماضي إلى المستقبل بسبب تعقيد المتغيرات الاقتصادية والسياسية والبيئية.
3- الفجوة بين المؤسسات المتميزة والأقل تميزاً.
4- ظهور مشكلات متشابكة ومعقدة ولا يمكن حلها بمنظور ضيق.
5- ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وشعورهم بالإقصاء.
كيف نفكر استراتيجياً؟ خطوات عملية لتطبيق التفكير الاستراتيجي
1- جمع المعلومات: تحليل البيانات الداخلية والخارجية لفهم الوضع الراهن.
2- تحديد الأهداف: وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس على المدى الطويل.
3- تحليل الفجوات: مقارنة الوضع الحالي مع الأهداف المنشودة لتحديد الفروق.
4- تطوير السيناريوهات: تصور احتمالات مختلفة للمستقبل واستعدادًا لكل منها.
5- اتخاذ القرارات: اختيار أفضل المسارات بناءً على التحليل والرؤية.
6- التنفيذ والمتابعة: تحويل الأفكار إلى خطط عمل وتقييم النتائج بشكل دوري.
كيف تطور مهارة التفكير الاستراتيجي؟
- طرح الأسئلة الصحيحة “أين نريد أن نكون بعد 5 سنوات؟”.
- التدريب على تحليل السيناريوهات.
- بناء شبكة من العلاقات المتنوعة مع أصحاب التخصصات والخلفيات المختلفة.
- التعلم من التاريخ وفهم دروس الماضي، مع عدم السماح لها بتقييد تخيلك للمستقبل.
- استخدام ادوات مرئية مثل خريطة الاستراتيجية لربط الأهداف بالإجراءات.
ماهي التحديات التي تواجه التفكير الاستراتيجي؟
1- مقاومة التغيير: قد ترفض بعض المنظمات التغيير بسبب الخوف من المخاطرة أو التمسك بالأساليب التقليدية.
2- نقص البيانات: عدم توفر معلومات دقيقة أو حديثة يمكن أن يؤدي إلى تحليلات خاطئة.
3- التركيز على المدى القصير: الضغوط اليومية قد تحول الانتباه عن الأهداف الاستراتيجية.
4- البيئة المتغيرة: صعوبة التنبؤ بالمستقبل بسبب التغيرات التكنولوجية أو السياسية المفاجئة.
5- الموارد المحدودة: عدم توفر المال، الكوادر المؤهلة، أو الوقت الكافي للتخطيط الاستراتيجي.
6- ضعف التواصل وعدم المشاركة: لأنه يحوّله إلى عملية نخبوية منعزلة.
خاتمة:
التفكير الاستراتيجي هو بوابة التميز والابتكار في عالم يتسم بالتغير المستمر فهو يمكن الأفراد من استباق التحديات بدلاً من انتظارها، وتحقيق أفضل فرص من الموارد المتاحة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
*باحثة ماجستير إدارة تربوية