
بوابة التربية: في إطار الشراكة القائمة بين مؤسّسة حياة الحويّك للدراسات الثقافية ومعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، اختُتمت يوم السبت 22 تشرين الثاني 2025 المرحلة الأولى من الورشة المتخصّصة بعنوان “النظم الفكرية ومناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية”، وذلك ضمن الدورة الثانية من برنامج “نواة” الهادف إلى تطوير الباحثين الناشئين. وقد استضاف مركز الأبحاث في المعهد فعاليات الورشة التي وفّرت للمشاركين مساحة تدريبية مكثّفة تجمع بين النظريات الحديثة وأدوات البحث المعمّق.
يأتي هذا البرنامج، الذي أطلقته مؤسّسة حياة الحويّك الثقافية، ليشكّل منصة متقدّمة تهدف إلى تعميق المعرفة وتعزيز المهارات البحثية لدى الباحثين الناشئين في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية. ويعمل البرنامج على الدمج بين التكوين النظري الرصين والتطبيق العملي المباشر، بما يتيح للمشاركين تطوير أدواتهم المنهجية وصقل قدراتهم في إنتاج المعرفة العلمية.
ضمت الورشة أحد عشر طالبًا من طلبة الدراسات العليا، بإشراف البروفيسورة لبنى طربيه، ومشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء الذين قدّموا على مدى عشرة أيام برنامجًا مكثّفًا توزّع على أربعة محاور رئيسية.
افتُتح المحوران الأول والثاني بمحاضرات للبروفيسور يوسف كفروني حول مناهج الفلسفة الغربية والنظريات الكلاسيكية في العلوم الاجتماعية، بينما قدّمت البروفيسورة لبنى طربيه في المحور الثالث مدخلًا تفاعليًا إلى علم الأنثروبولوجيا. أمّا المحور الرابع، فخاض خلاله البروفيسور شوقي عطية مع الطلبة في صلب علاقة منهجية البحث العلمي بالمدارس الفكرية الكبرى.
وشهد البرنامج سلسلة من الجلسات الحوارية التي أضاءت على قضايا محورية؛ من إشكاليات الفكر العربي مع البروفيسور عاطف عطية، إلى مفاهيم ومقاربات في مناهج البحث العلمي مع البروفيسورة مارلين حيدر، عميدة المعهد. كما قدّمت البروفيسورة مها كيّال قراءة في التحوّلات الثقافية في عصر الرقمنة، في حين تناولت الدكتورة تهاني الخطيب، من الأردن عبر الإنترنت، “الذكاء الاصطناعي والقيمة المعرفية: بين حدود التقنية والهوية”. وشاركت الدكتورة ليلى شمس الدين إلى جانب الأساتذة في جلسات عدّة.
بهذا يبدأ الطلبة مرحلة البحث بإشراف اللجنة العلمية في المؤسّسة، ضمن محور الدورة الثانية “الشرق الأوسط الجديد: بين التفكّك المجتمعي، إعادة تعريف الهويّة، والسيادة”. وتمهّد هذه المرحلة الطريق أمام المشاركين التقدم لـ”جائزة حياة الحويّك”، إلى جانب إمكانية نشر الأبحاث المتأهلة في الإصدار البحثي الدوري.
كما يتيح البرنامج للباحثين فرصة عرض أعمالهم في المؤتمر العلمي السنوي الثاني بالشراكة مع معهد العلوم الاجتماعية العام المقبل. بهذه الرؤية، يواصل برنامج “نواة” ترسيخ دوره كمنصّة تساهم في صنع جيل من الباحثين القادرين على مقاربة القضايا الفكرية والاجتماعية التي تُضيء على تحوّلات المنطقة وأسئلتها الكبرى.
بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate