أخبار عاجلة

عدنان السيد حسين مكرما: اللبنانية لها فضل على كل جامعات لبنان

كرمت جمعية “تجاوز” الثقافية رئيس الجامعة اللبنانية السابق الوزير السابق عدنان السيد حسين، في حفل أقامته على مسرح بلدية الجديدة – البوشرية – السد، في حضور عدد من عمداء الكليات ومديري الفروع والاساتذة وشعراء وشخصيات أدبية وتربوية واجتماعية.

بونس
افتتاجا بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة ترحيبية للشاعر حبيب يونس قال فيها: “من مثل “تجاوز”، تتجاوز الفرح العميم، إلى الفرح الأعم؟ فهل أجمل من أن تختم موسمها، هذه السنة، في ثالث أيام عيد الفطر السعيد، بالاحتفاء بشخصية، لها على العلم والمعرفة والثقافة، ما يتجاوزها جميعا، إلى الخلق والدماثة والشهامة والمروءة والتواضع والكبر والنبل؛ شخصية سنبلة حانية على لويزة، يحدها التفاح إقليما، والريحان جبلا صافي الجبين، نقيه، وتظللها صنوبرات جزين، فيئا وحياة مشتركة.

اضاف: “على هذا المسرح، مسرح بلدية الجديدة – البوشرية – السد، الذي تخصصه “تجاوز” لفراداتها، وفي حضور رئيسها، الشاعر قبل كل شيء ولقب، الأستاذ الصديق أنطوان جبارة، يكرم جد العرب اسما علما، وإمام الشهداء سيدا حسينيا، وبه ومعه تتكرم “تجاوز”، لأن الخناصر، إذا ما انعقدت، فإنما على الوفاء والصدق والمحبة”.

وتابع: “معالي الوزير والرئيس السابق للجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين. هذه الجامعة السنديانة التي تفيأها المتوسطو الحال، مثل حالنا، وحفاة المدن والقرى، فباتوا اليوم أعمدتها يروون سيرتها، على أصفى المراتب والشهادات، بالإذن من عباس بيضون. هذه الجامعة التي يحاول كثر ضربها، كرمى لأصحاب الدكاكين المسماة زورا جامعات، مضربة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وصرخة أساتذتها وطلابها ومناهجها وإمكاناتها، سكين تعمل في قلب الدكتور عدنان، جراحا وألما وأسى”.

وختم: “تكرمه “تجاوز”، هذه العشية، صديقا وأستاذا ورئيس جامعة، وسياسيا ليس من “بيت بو سياسة”، علمانيا، رؤيويا، طليعيا، مستشرفا، انفتاحيا، رجل حوار ومنطق، عاشق زجل، ومحبا لجميع أهل لبنان”.

رئاسة الجمهورية
بعدها، كان عرض وثائقي عن سيرة المحتفى به ثم تلا يونس الكتاب المرسل من المديرية العامة فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية، عن تلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة لحضور الاحتفال التكريمي للسيد حسين، ناقلا شكر “الرئيس وتقديره لجهودكم في تكريم رجالات مهدت لمستقبل مشرق بعدما أغنت المجتمع بالقيم والمعرفة ومنها الدكتور عدنان السيد حسين، الذي ساهم في بناء الدولة وعزز في مرحلة ما إنتاجية ودور الجامعة اللبنانية، مع تمنياته لكم بدوام التوفيق والنجاح والمزيد من التألق”.

سقال
ثم ألقى رئيس الجمعية الدكتور ديزيريه سقال كلمة بعنوان “شهادة” قال فيها: “عندما عينت مديرا للفرع الثاني من كلية الآداب، كان الدكتور عدنان السيد حسين قد تولى حديثا مهامه في رئاسة الجامعة اللبنانية، ولم أكن أعرفه من قبل، ولا التقيته. لكنني فهمت منه أن اسمي كان من أوائل الأسماء التي اختارها مما رفع إليه لإدارة الكليات والفروع. كل ما كنت أعرفه عنه أنه كان وزيرا في حكومة سابقة، عهد الرئيس ميشال سليمان، ولقبه “الوزير الملك”، من غير أن أفهم ما المقصود بـ”الوزير الملك”. لكنني، حين اجتمعت به، للمرة الأولى، ، وبطلب منه، توسمت فيه صورة رجل جدي، جاء ليعمل، من غير أن يهمل كبيرة ولا صغيرة. عندها شعرت، وللمرة الأولى، بأن رئاسة الجامعة أمر جلل، وبأن رئيس الجامعة يجب أن يكون صلبا كالفولاذ، لا يهزه شيء، لأن الضغوط والتدخلات، في الجامعة اللبنانية، هائلة إلى حد لم أكن أتصوره”.

وتابع:”وهكذا تعرفت إلى بنود جدوله المرتبطة بالفرع الثاني من كلية الآداب، وإلى بعض البنود الأخرى العامة، لأن كثيرا من هذه البنود مترابط، يتعلق بالجامعة ككل، وبالإستراتيجية العامة التي سيتبعها فيها رئيسها. وللمصادفة أنني دخلت ملاك الجامعة في التاريخ نفسه الذي دخله الدكتور عدنان، أي في العام 1999″.

وقال: “لمست، شيئا فشيئا، أن تطلعاته الوطنية كانت على رأس كل عمل يقوم به؛ فقد آمن، ولا يزال، بوطن حق، فوق الطوائف، وفوق المصالح الشخصية والآنية، وطن يجتمع فيه المواطنون على المواطنة، لا على الطائفة، أو المذهب، أو الانتماء الحزبي؛ وطن يحكمه دستوره فعلا، لا كلاما. كما آمن بأن الجامعة اللبنانية هي المكان الذي يمكن أن يجسد هذا المشروع، لما فيها من اختلاط طوائف، ومشارب سياسية، ومجتمعية، ومناطقية. ورأى أن تعزيز هذه الجامعة تعزيز للوطن كله، ينطلق منها، لأنها هي التي تخرج أدمغته، ومفكريه، ورجالاته”.

شريم
كما كانت كلمة للدكتور جوزيف شريم قال فيها: “طلب من احد الباحثين التكلم عن الجاحظ، فقال عن أي جاحظ تريدونني ان اتكلم؟ الجاحظ يجمع عدة رجال في رجل”.

اضاف: “حين طلب مني، في عدة مناسبات التكلم عن عدنان السيد حسين، وقعت في نفس الحيرة. عن اي عدنان يمكنني ان اتكلم؟ عن الطالب المناضل في حركة الوعي في السبعينات؟ عن استاذ الرياضيات؟ عن استاذ القانون والسياسة؟ عن المحاضر الرؤيوي؟ عن الوزير الملك صاحب الاستراتيجية الوطنية الدفاعية؟ عن رئيس الجامعة الام؟ عن الاب الفاضل؟ عن الكاتب والشاعر والفيلسوف؟ واخيرا لا آخرا عن الصديق الصدوق الذي يلاحقك بشكل شبه يومي متسقطا اخبارك واخبار عائلتك فردا فردا؟ أن أفي هذا الرجل حقه في الوقت المعطى لي مهمة شاقة، شبه مستحيلة. لكنني سأحاول قدر المستطاع الافادة على اهم المراحل في مسيرته الطويلة”.

وقال: “حين وصلت الامور الى طريق مسدود، واستقال من الحكومة، عاش عدنان ساعات صعبة، وشعر بمسؤوليته الجسيمة بأخذ القرار المحرج، البقاء او الذهاب. عند انتقاله من الوزارة الى رئاسة الجامعة اللبنانية رافقته كظله ولم اتركه يوما. بنيت جسرا متينا بينه وبين جميع المكاتب التربوية. وبصفتي مندوبا عن كلية الآداب وامين اعلام الرابطة عملت جاهدا على نقل فلسفته التربوية الى المكاتب والرابطة والمندوبين”.

اضاف: “معاناة الرئيس من الضغوطات السياسية كانت كبيرة جدا لكنه لم ييأس يوما كونه يحب التحدي. واليكم بإيجاز بعضا من البرامج التي سعى الى تنفيذها: حرص على بث روح المواطنة في نفوس العمداء والمديرين والاساتذة والموظفين والطلاب، وكان يجتمع بهم بشكل دوري، سعى الى انجاز ملف تفرغ الاساتذة واوصله الى نهاياته السعيدة، أحال الى القضاء بعض الاساتذة الفاسدين، دافع بكل قواه عن الميثاقية والتوازن في جميع المناطق”.

وتابع: “اعتبر عدنان السيد حسين الجامعة كجيش لبنان الثاني وهي صورة مصغرة عن لبنان التعايش. كان هاجسه تجسيد وحدة اللبنانيين في جامعتهم فحارب القوقعة والتشعيب والفئوية والعنصرية. عمل على جعل الجامعة الام مؤسسة عامة مستقلة ورفع يد السياسيين عنها. سعى جاهدا الى تغليب منطق القانون على منطق القرار السياسي الذي سلب صلاحيات مجلس الجامعة”.

السيد حسين
ثم كانت كلمة المكرم السيد حسين، استهلها بشكر جمعية تجاوز وقال: “انني وضعت كتاب المسؤولية من الوزارة الى رئاسة الجامعة اللبنانية لأريح نفسي، ولأعرض في هذه المناسبة اليوم بعض الافكار لأن الوطن أكبر وأهم منا جميعا”.

واضاف: “ان السبب الرئيسي لاستقالتي من الوزارة كان منع او تجنب الفتنة الطائفية، فلو بقيت في الحكومة في ذلك الحين لكان الخطأ كبيرا، فأنا جئت إلى الوزارة بهدفين واضحين الأول هو بناء الدولة والثاني منع الفتنة بين السنة والشيعة، ومن يعمل بالشأن العام عليه أن يدفع الثمن”.

وتابع: “ان الجامعة اللبنانية تعيش اليوم في أزمة، خصوصا وانها ولدت رغم انف السلطة السياسية، وعلى الجامعة كي يؤخذ بحقوقها ومطالبها المحقة أن تتكلم لغة واحدة أي رئيس الجامعة ورابطة الاساتذة ومجلس الجامعة كلهم بلغة واحدة، ويتفقوا على خطة عمل واضحة يتم خلالها تحديد مصير الجامعة وسبل وأولويات التحرك لأنه اذا وقع التشرذم بين اهل الجامعة لا يتحقق اي مطلب لها”.

وقال: “ليس بهذه الطريقة تدير الدولة اللبنانية جامعتها، فهل نحن نتبع الدولة اللبنانية أم دولة في جنوب الصحراء الافريقية؟ الجامعة اللبنانية هي مؤسسة عامة مستقلة لعموم الشعب اللبناني، فالعبقري اللبناني الراحل رمال رمال ادرجه معهد الدراسات الاستراتيجية في استكهولم السنة الماضية الى جانب البرت انشتاين، كما حسن كامل الصباح لم يحتفظ احد من هذه الدولة بهؤلاء العلماء العظام”.

واكد “أن الجامعة اللبنانية بحاجة الى ثلاثة أمور سريعة، أولا استعادة القيم الجامعية، فعند تخلينا عن قيمنا الجامعية نكون نتخلى عن الجامعة، أي مراعاة الكفاءة والشهادة والخبرة والاحترام والانفتاح على الخارج للحصول على العلم الحديث. ثانيا: اناشد الاساتذة وأقول نحن لسنا طلاب رواتب، فبدون موظفين لا تعمل الجامعة. منذ سنة 1994 منعنا عن قبول موظفين في الجامعة، فالجامعة بحاجة الى موظفين خصوصا وأنه تقاعد عندنا اكثر من الف موظف”.

وقال: “أما بالنسبة للمجمعات الجامعية، ما يعني تجميع الجامعة في المناطق وليس بعثرتها للتحول الى ثانويات وتكميليات في كل موقع في المناطق لتأتي على هوى السياسيين ومصالحهم قبيل كل انتخابات، فالجامعة تجمع ولا تقسم”.

اضاف: “قبل 1975 كانت الجامعة بعيدة عن التقسيمات المذهبية، الاجدر كان من يتولى لينجح. قانون الجامعة اللبنانية الجديد وضع بعد دراسة 7 مشاريع مقدمة، الى لجنة من كبار الاختصاصيين القانونيين، فالخوف كبير من تقسيم الجامعة وفرزها في حال استقلالية الفروع. جامعة روما تضم 120 الف طالب وهي موحدة وذلك كما قال رئيسها من اجل وحدة الامة الايطالية. فالجامعة يجب أن تكون أداة توحيد. ويجب على المكاتب التربوية التابعة للاحزاب أن ترتاح قليلا، فيجب على اساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية ان يطالبوا بجامعتهم لتبقى جامعة وطنية”.

واكد انه “بالرغم من كل شيء، ان الجامعة اللبنانية هي جامعة عظيمة، لها فضل على كل جامعات لبنان، والمطلوب هو تطبيق القانون كمؤسسة عامة مستقلة، وانجاز المجمعات في المناطق وبسرعة لاننا ندفع كل سنة مبلغ 20 مليار ليرة كايجارات لمباني للجامعة، ويجب على وزير التربية أن يستمع لرئيس الجامعة ومجلس الجامعة”.

وسأل السيد حسن عن تعيين العمداء، وكيف تنقص موازنة الجامعة. وقال: “ما يظهر أنهم لا يريدون جامعة لبنانية ما يعني أنهم لا يريدون لبنان، فالجامعة اللبنانية تعني بناء لبنان وهي الجيش الثاني أي جيش المعرفة، جيش الفكر والوطنية اللبنانية وجيش حقوق الانسان، هي التي هدمت وردمت الهوة بين الريف والمدينة وبين الغني والفقير، وهي التي جعلت من أبناء الاطراف ليكونوا اساتذة مرموقين في اهم جامعات العالم. وهذه هي الجامعة اللبنانية التي نفتخر بها، ولا تزال وستبقى الاقوى لأنها جامعة الوطن”، مؤكدا “ان الاوطان تبنى وتصنع، ويمكننا بناء جامعة لتكون افضل وافضل بكل المجالات”.

وختم: “موضوع المواطنة هو خبرة وخيار الشعوب، فاوروبا بنت امجادها على سيادة القانون والمواطنة. وما نراه في المنطقة بسبب عدم قدرتهم على بناء الدولة الحديثة”.

وختاما قدم رئيس جمعية تجاوز الدكتور سقال والشاعر يونس والدكتور شريم درعا تكريمية للدكتور السيد حسين باسم الجمعية.

عن mcg

شاهد أيضاً

الحلبي: إلغاء المتوسطة والمهنية والثانوية العامة ستجري مع مواد إختيارية

بوابة التربية: أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي “قرار الإبقاء على إجراء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *