بوابة التربية: أطلقت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية “أدلة مناهج البحث العلمي في اختصاصاتها”، برعاية رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران وحضوره، في احتفال أقيم في قاعة الاحتفالات في الإدارة المركزية – المتحف، بحضور عميد الكلية البروفسور أحمد رباح ومديري الكلية ومنسقي لجان وضع أدلة مناهج البحث العلمي في اختصاصات الكلية وحشد من الأساتذة والطلاب.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، وألقت الدكتورة ريما مولود كلمة شددت فيها على أهمية الأدلة ودورها الأساسي في تطوير البحث العلمي في أقسام الكلية المختلفة.
وانطلق الاحتفال بفيديو تعريفي بمشروع أدلة مناهج البحث العلمي في اختصاصات كلية الآداب منذ ان كان فكرة أطلقها عميد الكلية وكلف لتحقيقها لجانا ضمت أساتذة من الاختصاصات المختلفة وأشرفت على إعداده ومراجعته الدكتورة مهى جرجور بإشراف رباح.
المصري
وألقت مديرة الفرع الخامس في الكلية الدكتور مهى المصري كلمة مديري الفروع، مشددة على “أهمية هذه الأدلة التي تمثل نتاج جهود جبارة، أنجزها عدد من أساتذة الكلية على مدار ثلاث سنوات من العمل الدؤوب والشاق، وعلى الرغم من كل الظروف التي رافقت هذا الانتاج من نكسات بدءا من جائحة كورونا، وإغلاق المرافق جميعها، وخسارة عدد من الأساتذة العاملين على هذه الأدلة، إلى الأزمة الاقتصادية التي ما تزال تفتك بالجميع، وما رافقها من انعكاسات على الجامعة وأركانها، تحدى الاساتذة الباحثون الظروف، ونقلوا المعاناة حروفا سطروا بها سجلا مشرقا للجيل المقبل”.
أبي فاضل
وكانت كلمة للدكتور مروان أبي فاضل باسم منسقي لجنة أدلة المناهج، أشار فيها الى أن “الكلية بدأت بتطبيق مناهجها المحدثة والمطورة بداية هذا العام، ولاستكمال عملية التطوير هذه كان لا بد من وضع أدلة مناهج البحث العلمي في جميع الاختصاصات لضمان جودة البحث فيها. من هنا، جاءت هذه الأدلة علامة فارقة في مسار الكلية، لأنها وضعت بين أيدي الاساتذة والطلاب في الجامعة اللبنانية وغيرها دراسات علمية موثقة تبرز التطور التاريخي للمدارس المرتبطة بكل الاختصاصات، وتقدم أحدث المناهج المعتمدة في كبرى الجامعة العالمية، وستسهل تاليا على الطلاب فهم النظريات والمفاهيم الأساسية التي تقودهم في البحث العلمي وترشدهم الى منهج البحث الواجب اتباعه في رسائل الماستر واطاريح الدكتوراه في مرحلة لاحقة”.
رباح
وشدد عميد كلية الاداب والعلوم الإنسانية في كلمة على أهمية البحث العلمي والتجديد في محاوره وطرائقه وعلى أنه هو نهج كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية منذ سنوات، وأدلة مناهج البحث العلمي التي أعدتها مجموعات من أساتذة الكلية من كل أقسامها واختصاصاتها، تم إجازها تباعا في مشروع أطلقه في جميع الأقسام. ورأى أنها “دليل حي على نهج الكلية الأكاديمي والعلمي، إلى جانب مشاريع عديدة اكاديمية أخرى نفذتها الكلية في السنوات الأخيرة، ومن بينها التقييم الذاتي الذي أجرته وأدى إلى حصولها على شهادة الاعتماد الأكاديمي من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي (HCERES) لمدة خمس سنوات من دون شروط( 20 تموز2020)، وتحديث مناهج الكلية كلها التي أطلقت برعاية الرئيس بدران وحضوره”.
وقال: “بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمل الجاد والدؤوب وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، في مبادرة هي الأولى من نوعها في الكلية وأكاد أجزم في الكليات الإنسانية الأخرى في العالم العربي بحجمها ونوعها وفائدتها المباشرة على الأساتذة وطلاب الماستر بالدرجة الأولى، فهي أدلة شاملة للمناهج العلمية التي تستخدم في دراسة اللغات الحية والقديمة والتاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلم النفس والفنون والآثار والمدارس البحثية والمنهجيات على اختلاف مناحيها وتوجهاتها، وتقدم صورة وافية عن آليات البحث فيها بحسب العصور والحضارات المختلفة، تضم عشرات المراجع المهمة العربية والأجنبية، من الأهم في ميادينها، وتهيئ أرضية خصبة للانطلاق في البحث العلمي في 8 من اختصاصات الكلية على خطى ثابتة وواثقة، وتشكل في الوقت عينه، مراجع أساسية من مراجع عدد من المقررات التي تدرس في مناهج الكلية في الإجازة والماستر”.
ونوه بعمل اللجان، وشكر لرباح وقوفه الدائم مع الكلية.
بدران
ونوه رئيس الجامعة في كلمة بكلية الآداب وعميدها وأساتذتها، وشدد على “أهمية هذا التحديث ودوره الإيجابي في إعداد الخريجين”، واعرب عن تقديره للأساتذة البحاثة الذين عملوا عليها وأنجزوها وأسهموا في تطبيقها. وهنأ اللجان “التي وضعت أدلة مناهج البحث العلمي في اختصاصات الكلية وأعضاءها الذين عملوا بتفان على الرغم من كل الظروف الصعبة المحيطة بالجامعة وأهلها”.
وقال: “الجامعة اللبنانية حزينة اليوم، لفقدان الدكتور أنيس شعيا، الذي بدأ مع العميد رباح في هذا النشاط الذي نحتفل بانجازه اليوم، وأدعوكم لإطلاق اسم الدكتور أنيس شعيا على دفعة من الخريجين، فهو شخصية علينا تقديرها لما قامت به من جهد ونجاح. الجامعة اللبنانية حزينة جدا لأنها تشعر بمدى حصار السلطة لها، وفي كل النواحي، لم يعد راتب الاستاذ الجامعي يكفيه حتى لأسبوع واحد، رواتب اساتذة الجامعة واحدة لا تميز لاستاذ على آخر، الجامعة تواجه مشكلة غاية في الصعوبة، اضافة الى مشكلة عدم امكانية القيام بصيانة المباني والتجهيزات الجامعية، لا تطوير ولا صيانة. واليوم أطلق صرخة مدوية لاعادة النظر برواتب أساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية، الامور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، خطر كبير يهدد الجامعة، أنا ومنذ تسلمي مهامي كرئيس للجامعة اللبنانية وهاجسي الاكبر هو التفتيش على مصادر لتمويل حاجات الجامعة الضرورية، نحاول تأمين أي مدخول لمساعدة الاستاذ والموظف وتوفير الصيانة وتأمين المطلوب علميا حتى يتطور وينتقل الى مرحلة الانتاج”.
أضاف: “عدنا اليوم الى إضراب موظفين ومدربين واساتذة لأن الجامعة لا تتوفر لديها امكانية الاستمرار، والمطلوب من السلطة أن تقوم وباسرع ما يمكن بالحد الادنى من واجباتها تجاه جامعة الوطن التي تضم 80 الف طالب، و5200 استاذ جامعي و2700 مدرب وموظف. هذا الموضوع لا يمكن الاستمرار به على هذا النحو بأي شكل”.
وختم: “ما قامت به كلية الآداب هو موضع تقدير كبير من رئاسة الجامعة، وخصوصا في هذه الظروف الشديدة الصعوبة، وهو دليل على وجود أمل وضوء في مكان ما، وأن الجامعة اللبنانية كطائر الفينيق كيفما تسقط وتحترق لتصبح رماد ستعود وتنطلق بجناحين أقوى باذن الله”.
في الختام قدم رباح لبدران النسخة الأولى من مجموع الأدلة.