احتفلت كلية الفنون الجميلة والعمارة- الفرع الثاني، برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، بتدشين صالتي مسرح وإطلاق إسم كل من لطيفة وأنطوان ملتقى و ريمون جبارة عليهما، وذلك في قاعة الإحتفالات في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الفرع الثاني. وحضر الإحتفال رئيس الجامعة السابق معالي الدكتور عدنان السيد حسن، عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد حسني الحاج، مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور رجا السمراني، نقيب الفنانين المحترفين الأستاذ إحسان صادق، المُحتفى بهم السيدة لطيفة والسيد أنطوان ملتقى، ذوو الراحل الأستاذ ريمون جبارة وعدد من المديرين والأساتذة والفنانين وموظفي الجامعة اللبنانية والطلاب ووسائل الإعلام.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحّب نقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس بالحضور وألقى كلمة قال فيها:” أنطوان ولطيفة ملتقى وريمون جبارة مصابيح دفءٍ وأجراس شغف في ليل هذا الوطن الحزين. على أيديهم عرفنا حقيقة المسرح وأنّ المسرح هو الإنسان، هو الحياة وليس مجرّد تشخيص.”
وتابع:” علّمونا كما غيرهم من الكبار، أنّ المسرح مِساحة للحب تتّسع لها الدنيا، وأنه لعبةٌ لذيذة وجميلة، لا دور للسخف فيها ولا مكان”.
وأضاف:” للمكرّمين نقول أنتم الوردة والعطر وأنتم كبار من وطني، وبكم يليق التكريم ولكم منا كلّ الحب.”
السمراني
بعد عرض فيلمٍ وثائقيٍ تناول نبذة من حياة كل من لطيفة وأنطوان ملتقى والراحل ريمون جبارة ، ألقى مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة الفرع الثاني الدكتور رجا السمراني قال فيها:” نلتقي اليوم لنختتم العام 2017 بافتتاح صالتين للمسرح في كليتنا على اسم مبدعين في عالم المسرح : أنطوان ولطيفة ملتقى، وريمون جبارة. حلمٌ روادني منذ كنت طالباً في هذه الكلية، عملت جاهداً على تحقيقه، صالة مسرحٍ باسم أهل المسرح تكون مركزاً مسرحياً ثقافياً دائماً مجانياً لجميع الطلاب والأساتذة وأهل المسرح ولمختلف الفرق المسرحية اللبنانية والأجنبية بهدف تنشيط الحياة الفنية ونهضتها.”
وتابع:” أنطوان ولطيفة ملتقى وريمون جبارة هم من الأفراد الذين تركوا بصماتهم في جامعتنا وفي تاريخ المسرح اللبناني، فساهموا في نهضته أيام الزمن الجميل زمن التنافس المحبّب، زمن المواضيع الشيّقة المستوحاة من المسرح، لقد عايشوا مراحل نموه وتطوره ومرتحل عذابه ومراحل تحوله.”
الحاج
ثم كانت كلمة لعميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد حسني الحاج قال فيها:” نحن اليوم بحاجة مرة جديدة لنشر إرساءاتنا المعرفية في كلية الفنون الجميلة والعمارة، لأننا مصرّون على الإستمرار مهما كانت الظروف صعبة، ومواجهة كل هذا العنف السائد في المنطقة بابتكارات الخشبة وابتكارات أهل المسرح مهما حاولنا أن نعطي تفسيرات عن مؤثرات الفنون على الحياة المعاصرة.
وتابع:” نحن بحاجة في الجامعة اللبنانية لأن نطلق صرخة، فبدون استقلالية ما لهذه الكلية ستبقى المعوقات تحوم حولها، لذا يجب ان يأخذ المسرح الدور الذي نبحث عنه دائماً في مجتمعنا. المسرح اللبناني وحتى يومنا هذا، وبالرغم من كل الإشكاليات فهو مستمر ويقدم أبدع ما يمكن تقديمه على المستوى العالمي.”
وأردف:” لقد أطلقنا في كلية الفنون الجميلة والعمارة تدشين المسرحين ليكونا مكاناً للتلاقي مرة جديدة لكل العاملين في المسرح على الصعيد الوطني، ولنؤكد مرة جديدة أننا رؤيويون للمستقبل في مجتمعنا اللبناني ومصرّون على التطور والإزدهار والإستقرار.”
أيوب
وألقى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب كلمة قال فيها:” إنَّ القيمةَ في أي عملٍ تكونُ في نَتائجِهِ، وتزدادُ هذه القيمةُ سُمُوَّاً كلما جاءَت النتائجُ مُتميزةً وفيها منَ الإبداعِ ما هو بارز، والعملُ الناجحُ هو الذي يَدُلُّ على أصحابِه ويَضَعُهُم في الصفوفِ الأماميةِ في مجالاتِ اختصاصاتِهم .”
وتابع:” نحن اليومَ في كليةِ الفنون الجميلة والعمارة أمامَ ظواهرَ رائدة في العملِ المسرحي والإخراجِ والتمثيل، بل أمامَ شخصياتٍ ليستْ مُبْدعةً في أعمالِها فحسْبْ، إنَّما مُؤسِسَّةً لها ومُساهِمَةً في تطوُّرِها وإنتاجِها، وبهذا يكونُ لهم فضْلانِ، فضْلٌ في التأسيسِ وفضْلُ النجاح.
فَحَقَّ لهمُ التكريمُ ، وذِكْرُ مآثرِهِم ، وواجبُ الجامعةِ إعطاءَهم حقَّهَم في التقديرِ وعِرْفانِ الجميلِ والوفاء ، بعد مَسِيْرَةٍ مِن الجهودِ والبَذْلِ والنجاحات .
وأضاف:”أسماءٌ لمَعَتْ في عالَمِ المسرح ، ولها تاريخُها في حركتِهِ وجاءت بصماتُ أصحابِها لِتُلَوِّنَ أعمالَهُم بألوانِهم الغَنِيَّةِ الزَّاهية.
“ريمون جبارة، لطيفة وأنطوان ملتقى” عناوينٌ لنجاحاتٍ نالَت منها كليةُ الفنونِ نصيبَها منَ السِّمْعَةِ العَطِرَة، لأنَّ هذه الأسماءَ هي مِنْ أساساتِ معهدِ الفنونِ الجميلة وارْتَبَطتْ به، والتي ما إنْ ذُكِرَ اسمُ هذه الكلية حضَرَت هذه الأسماءُ في الأذهان .
هم مِنَ المؤسِّسين للمسرحِ في الجامعةِ اللبنانية ومِنْ مُطَوِّري عملِهِ، ومن أساتِذَتِه الذين خرَّجوا فيها عمالقَةً في الإخراجِ والمسرحِ والتمثيل وفَتْحِ مساراتٍ جديدةٍ وتياراتٍ فنيةٍ رائدة، وصاروا منْ قادةِ العملِ الفنِيّ الحديث الذين أرْسوا القواعدَ والأُسُسَ التي ضاهَتْ الحركاتِ المسرحية العالمية.”
وتابع:” كليةُ الفنونِ مَدِيْنَةٌ لهذه القاماتِ العالية منذ التأسيس ، يومَ رافقتْ العميدَ الأول نقولا النمّار ، الذي لا يُمكنُ أنْ ننسى له فضْلاً في وضْعِ ركائزِ هذه الكلية .
وحَرِيٌ بالجامعةِ وبكليةِ الفنون أنْ تقومَ ببعضِ واجبٍ تِجاهَ رُوّادٍ ساهموا في رِفْعَتِها وسِمعتِها الطيِّبة ، وأعطوها مِنْ أنْفُسِهِم وجهودِهم كلَّ شيءٍ مُسْتَطاع وكلَّ خِبْرة، وأقَلُّ الفِعْلِ أنْ يُرَدَّ الجميلُ بالوفاء.”
وأردف:” يُسعِدُنا اليومَ أن نُطْلِقَ على قاعةِ مسرحٍ في هذه الكلية إسمَ لطيفة وانطوان مُلتقى ، تقديراً لتاريخِهما المَلِيءِ بعطاءاتِهما ، كما يُسعِدُنا أن نُطلِقَ على قاعةِ مسرحٍ أُخْرى إسمَ ريمون جبارة ، تخليداً لذكراه ، وإنطلاقاً من حِرْصِنا على إبقاء هذه الأسماء علامةً فارقةً مُتميزة في كلية الفنون الجميلة، لِتَكونَ عنواناً لطلابِنا في الإقتداء، وليس ببعيدٍ عن هذا اليومِ سَتكونُ لنا وقفة ٌ مع كُلٍ مِنْ هذه الهاماتِ لِمَنْحِها شهادات دكتوراه الفخرية وذلك بناءً على قرار مجلس الجامعة رقم 1881/36 تاريخ 6/12/2017 رَحِمَ اللهُ الأستاذ ريمون جبارة وكلَ الكبارِ الذين أغنوا هذه الكلية ، وأَطالَ بِعُمْرِ السيدة لطيفة وعُمْرِالأستاذ أنطوان.”
وفي الختام قدّم عدد من الفنانين دروع تكريمية لكل من لطيفة وأنطوان ملتقى وشقيقة الراحل ريمون جبارة تقديراً لمسيرتهم الفنية الغنية .