الأربعاء , ديسمبر 11 2024

احتكار القرار قتل الحراك النقابي في التعليم الثانوي

بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:

تشرذم أساتذة الثانوي يضعف مطالبتهم بحقوقهم، فالغبار الذي يثار بين الحين والآخر ،لن يؤدي إلى نيل مطالبهم ،وإعادة موقعهم الوظيفي إلى ما كان عليه  قبل عقد من الزمن.

تأمل الأساتذة خيراً عندما إنتفضوا صبيحة التاسع من كانون الثاني 2023 على السلطة المتغاضية عن حقوقهم ، وكذلك واجهوا الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي ما أدى إلى تراجعها عن قرار العودة إلى التدريس ، وتناغمت إلى حد كبير مع  مطالب الأساتذة ، واستطاعت قيادة تحركهم على مدى شهرين متتابعين ، وعندما دعت إلى العودة للتدريس دون العودة إلى الجمعيات العمومية ، اغتاظ جزء كبير من الأساتذة بسبب عدم تحقيق أي مكسب من مطالبهم المرفوعة والمعروفة.

أمام هذا الواقع غير المحسوب عند غالبية الأساتذة ،انقسموا إلى عدة فرق.

منهم من عاد الى التدريس مقتنعا بأن الاستمرار في الإضراب لن يعطي نتيجة فعلية، وجزء آخر عاد بسبب تلقي ضغوطات إدارية في مركز عمله وربما مغريات أخرى.

أما بالنسبة للمنتفضين الذين رفضوا الدخول إلى الصفوف توزعوا إلى عدة فئات ،منهم يحضر إلى الثانوية ليوقع على دفتر السجل اليومي دون تعليم ، وفئة أخرى تحضر كل خمسة عشر يوما حتى لا تطرد من  الوظيفة ،ومنهم قدم استقالته وينتظر رد الوزارة.

بالمحصلة ليسوا على جبهة واحدة ، وما زاد الطين بلة ، عندما شكلت لجنة ، إعتبرها بعضهم أنها الممثل الوحيد لكل الذين إنتفضوا في 9/1/2023 وصولا إلى 6/3/2023، لم تحصل على إجماع المنتفضين  ، وبدأت ترتفع أصوات من هنا وهناك لأجل توسيع اللجنة عبر ضم أسماء لها حضورها النقابي بين الأساتذة.

ولكن الذي حدث أن فكرة التوسيع لم يعد طموحا، خاصة بعد استقالة أكثر من عضو فيها.

إن الذي أدى إلى هذه النتيجة، هو إصرار بعض من أراد القيادة، على رفض التلاقي بين مكونات التعليم الثانوي على الصعيد النقابي، والوصول إلى قواسم مشتركة مع الهيئة الإدارية للرابطة التي رفضت بدورها مسايرة لجنة المنتفضين والتلاقي معهم ، والجانبان كانا متشنجين.

لقد جف قلمنا ونحن نكتب عن أهمية التلاقي والحوار وكانت مقالات متتابعة تدعو له في هذه الصفحات الإلكترونية “لبوابة التربية” ، ففي 30/3/2023 كان مقالا “فتح كوة في جدار أفضل من الإنتظار” وفي 5/4/2023 “طاولة حوار تنقذ الأساتذة من الإنهيار”  وفي 8/4/2023″هل تنجح مساعي الحوار في نشل التعليم الثانوي من الإنهيار ” كما ونشر في 9/4/2023 مقال بعنوان”نعي الحوار بين الرابطة والأساتذة المنتفضين ينسف العام الدراسي ” وفي 16/4/2023″لقاء الهيئة الإدارية وأساتذة ممتنعين يغيظ لجنة المنتفضين ” وكلها نشرت منذ إعلان لجنة المنتفضين.

لقد تعرضنا لهجومات متتالية غير موضوعية ،والتطاولات  لم تضع بديلا عن اقتراح الحوار والتلاقي على مصلحة الأستاذ الثانوي وجعلها فوق أي إعتبار.

المؤلم والمؤسف الآن أن الحراك النقابي في التعليم الثانوي يندى له الجبين ،نتيجة لإحتكار القرار من جهات في الهيئة الإدارية للرابطة وجهات في لجنة الإنتفاضة .

وهاتين الجهتين الآن أصبحتا ضعيفتين ،لأن تمثيلهم على الأرض لم يعد كما كان.

واللافت أن الذي عاد الى التعليم ليس إرضاء للرابطة .

وهناك أساتذة منقطعون ومنتفضون ليس حبا بأعضاء لجنة الإنتفاضة. والاستبيانات على الأرض بينت نتائج ملموسة على هذا الصعيد.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

ِالحلبي في اجتماع الهيئة العليا للمناهج التربوية: اجيالنا تستحق أن تكون لها مناهج عصرية

    بوابة التربية: ترأس وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي اجتماع الهيئة العليا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *