بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:
منذ نعومة أظفاره في مطلع شبابه في بيروت، كان هناك مارد في بلاد الكنانة دعا شباب العرب إلى التحرر من الاستعمار والعبودية والتعلق بالوطن وبالهوية العربية، لأن الفتى من عروس العواصم بيروت وعاش في شوارعها استجاب لدعوة الانتماء والتحرر، ذهب يجمع حوله الشباب والفتيان في ثانويات برج أبي حيدر وكل المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة في بيروت وشكلوا في ذلك الحين من أوائل عقد الستينيات من القرن الماضي نواة شباب طليعي تشربوا بذور النفس القومي التحرري الذي زرعه جمال عبد الناصر في عموم الشباب العربي خاصة وامتد ذلك إلى معظم التطلعات التحررية عند قوى التحرر في العالم.
مهما كتبت عن كمال شاتيلا في يوم وفاته فلن تستطيع أن تجمع كل مميزاته وقد يجف قلمك وأنت تسرد خصاله وتضحياته ونضاله المستمر على امتداد ما يقارب سبعة عقود من الزمن .
لم يلتق جمال عبد الناصر لكن أخذ بنظريته التطويرية للمجتمع العربي وطرح أفكاراً تطويرية لبعض ما طرحه أخذا بالاعتبار تجربته السياسية في العمل المنظم .
لم تراوده فكرة السلطة على رغم الطروحات التي عرضت عليه أكثر من مرة من رؤساء لبنانيين وإقليمين وفضل الدعوة لتطوير النظام السياسي في لبنان ولهذا كان مدافعاً شرسا عن إتفاق الطائف وضرورة تطبيق كل بنوده ثم تطويره.
كان يزور الرئيس السادات دون موعد قبل إتفاق الخيانة مع العدو الصهيوني ، وكان يطرق باب حافظ الأسد قبل استلام المقاول عبد الحليم خدام الحكم عمليا في سوريا ولبنان.
سيرة حياته السياسية مليئة بالتضحيات وهي بحاجة إلى مقالات وكتب.
*اُعلن صباح اليوم الجمعة 26 ايار 2023 عن وفاة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني والناشط الناصري كمال شاتيلا في القاهرة، على أن تُحدد مراسم الدفن لاحقاً.