بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:
إستطاعت معظم الثانويات الرسمية على إمتداد الوطن أن تعيد الحيوية إلى مقاعدها الدراسية، بعد موجة الإضرابات التي شهدتها الفترة الماضية سواء بإضراب الشهرين الأولين من السنة أو بإستمرار جزء كبير من الأساتذة المنتفضين بالإضراب في فترة الشهرين اللاحقين في حين مازال جزء ممتنعا من دخول الصفوف، لأن تقديمات السلطة لا ترقى إلى مستوى تضحيات الأساتذة والمعلمين.
وعلى الرغم من أحقية مطالب المدرسين المنتفضين، فإن بعضهم رأى أن الإستمرار في عدم التعليم قد يؤدي إلى نتائج غير مقبولة على السلوك الوظيفي وعلى الوظيفة بحد ذاتها، لذا فضل قسم العودة إلى التعليم على مضض، ليس حباً بالهيئة الإدارية لرابطة الثانوي، بل لإعتبارات أخرى خاصة تتعلق بكل أستاذ ،منها يتعلق بالمجتمع المحلي ،وأخرى تتعلق بالطلاب ، ومنها خوفاً من انقطاع الراتب على قلته ،لأن هناك مشكلة كبيرة في كيفية إعادته، إذا قرر الأستاذ العودة إلى التدريس في لحظة ما.
الحالة اليوم عند الأساتذة متأرجحة، لأن الذي يدرس، متألم من الحالة المعيشية التي تعاني منها أسرته، وهو يرغب بالضغط على السلطة، كي تسعى إلى تحسين وضعه فعلياً، وليس بعدد الرواتب التي تقر في مجلس الوزراء! لأن تلك الرواتب سرعان ما يلتهمها إرتفاع الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
أما الأساتذة الصامدون في إمتناعهم عن التعليم، وبعضهم لا يحضر إلى مركز العمل ،يشكلون بموقفهم إحراجا مهما للسلطة، خاصة إنها لا تقوى على إتخاذ قرارات صارمة في حقهم، لأنها بإختصار سلطة تصريف الأعمال.
من الواضح أن الوزارة والرابطة ومن يهتم بالعام الدراسي، مشغولون بإنهائه كيف ما كان، وإجراء امتحانات رسمية بغض النظر عن نتائجها .
هل تستطيع الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي الضغط على السلطة في ربع الساعة الأخيرة من العام الدراسي؟ أم يترك تحسين مستوى معيشة الأساتذة إلى أيلول بوعود واهية كما يتحفنا بها بعض أعضاء الرابطة بين الحين والآخر!.