أخبار عاجلة

إمتحانات شكلية مئة في المئة في حال … أُجرِيَت …

بوابة التربية- كتبت د. *ندى عويجان

في حال أُجرِيَت الإمتحانات لهذا العام، فستكون شكليّة، وستمتحن التّلميذ بأقل من ربع المنهج، ولن تراعي تكافؤ الفرص ولا الوضع النفسي للتّلامذة، ولا درجة تركيزهم واستيعابهم، وستكون هدر للمال العام وستفقد الشّهادة الرّسمية مستواها وقيمتها، ولن تعبّر عن المستوى الحقيقي للتحصيل التّعلّيمي

في حال أُجرِيَت الإمتحانات، فهي ستمتحن التّلميذ بحوالي 62% من مواد مقلّصة من 50 إلى 60% من المنهج الأساسي. يعني وكأنّنا نمتحن التّلميذ بحوالي ربع المنهج. وبعدها سنطلب من لجان الإمتحانات تسهيل المسابقات في ظل الظروف الصحيّة والنفسيّة وغيرها.

1- بعد إنتاج مناهج 1997، تبيّن أنّ تطبيقها يتعدّى عدد الأيام المخصّصة للتعليم. وأن بعض مستلزماتها لم تتوفّر في المدارس. فعُمد إلى وَقف العمل ببعض الأقسام والمحاور والفصول في جميع المواد التّعليميّة، ما عُرف باللغة الدّارجة بالتقليص. وأوقف العمل ببعض المواد خاصّة الإجرائيّة منها، وتُرك قرار تعليمها للمدارس بحسب قُدرتها على تأمين مستلزماتها. في النّتيجة، أوقف العمل بما يقارب 20 إلى 25 % من مواضيع ومحتوى المنهج آنذاك.

2- بانتظار تطوير المناهج، وبعد عدّة ورش عمل متخصصة منذ العام 2015، شارك فيها تربوييون من القطاعين الرّسمي والخاص، ومن التّعليم العام والتّعليم الجامعي ومؤسّسات المجتمع المدني وبعض الشركات الخاصّة وبمواكبة من التفتيش التّربوي، أوقف العمل، مجدّداً، ببعض المحاور والفصول في العديد من المواد التعليميّة وأعيد العمل ببعض آخر، ما عُرِف بتقليص العام 2016، الذي تمّ تقييمه وتعديله في العام 2019. في الحصيلة، أوقف العمل بحوالي 5 إلى 10% إضافيّة مّما تبقّى من مواضيع ومحتوى المنهج.

3- بسبب جائحة كورونا وضبابيّة العودة الآمنة إلى التعلّم الحضوري، قُرّر تحديد المواضيع والكفايات الإنتقالية في المواد وبين الصفوف، وحُدّدت المحاور والفصول المطلوب إنهاؤها، إستثنائيّاً للعام الدّراسي الجاري، من قبل جميع المدارس، على أن تستكمل ما تبقّى من المنهج، المدارس التي تملك الإمكانيّات لذلك. وهذا ما عُرف بتقليص العام 2020، للعام الدراسي 2020-2021. في النّتيجة، أوقف العمل استثنائيّا ولعام دراسي واحد، ما يقارب 30 إلى 35% إضافيّة مّما تبقّى من مواضيع ومحتوى المنهج، وذلك بطرق متفاوتة بين المواد التعليميّة.

4- وبعد مرور أشهر معدودة، وفي أواخر العام الدراسي الحالي (منتصف شهر نيسان)، قُرّر إجراء تقليص على التقليص وأوقف العمل بحوالي5 إلى 10% إضافيّة مّما تبقّى من مواضيع ومحتوى المنهج وذلك بطرق متفاوتة بين المواد التعليميّة.

في الحصيلة النهائيّة، تم تقليص ما يقارب 50 إلى 60% من المنهج الأساسي لهذا العام.

5- ثم أُنزلت “بِدعة المواد الاختياريّة” في الإمتحانات الرسميّة، ليُمتحن التّلميذ ب 6/9 من مواد شهادة العلوم العامّة، و 7/10 من مواد شهادة علوم الحياة، و 7/12 من مواد شهادة الإجتماع والإقتصاد و 6/11 من مواد شهادة الآداب والإنسانيّات. أي وقف العمل بحوالي 38% من المواد.

وهذا كلّه ليؤكّد أنّه في حال حصلت الإمتحانات، فهي ستمتحن التّلميذ بحوالي 62% من مواد مقلّصة من 50 إلى 60% من المنهج الأساسي. يعني وكأنّنا نمتحن التّلميذ بحوالي ربع المنهج. وبعدها سنطلب من لجان الإمتحانات تسهيل المسابقات في ظل الظروف الصحيّة والنفسيّة وغيرها …

ألا يُفقد هذا الوضع من مستوى الشّهادة الرّسمية وقيمتها وعدم إمكانيّة مقارنتها مع إمتحانات السّنوات السّابقة؟

هذا كلّه، ولم نتاول ما سبق وذكرناه في مقالات سابقة حول التفاوت الذي حصل، هذا العام والذي سبقه، في عمليّة التّعليم والتعلّم، وحول الوضع النفسي للتّلامذة، وحول المستوى التّعليمي والتّحصيل التّعلّمي المغلوط الذي ستعكسه الإمتحانات الرسميّة. إذا حصلت…

يعني إمتحانات مئة في المئة شكليّة

*الرئيسة السابقة للمركز التربوي للبحوث

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

متوسطة عانوت تنفي توقيف قاصر سوري يوزع مخدرات داخل المدرسة

بوابة التربية: أوضحت لجنة الأهل في متوسطة عانوت المختلطة الرسمية بياناً، بخبر توقيف قاصر سوري …