أخبار عاجلة

الذكرى ال 33 لرحيل حسن صعب الدبلوماسي العامل على شدّ الأواصر  في لبنان والعالم

بوابة التربية- كتب محمد ع.درويش:

حسن صعب من أعلام الفكر ورائدا من رواد النهضة، كان له الفضل في إطلاق تيار وطني عماده العلم وسلاحه الثقافة وهمه مواكبة العصر في بعث لبنان بعد ان كاد يمسي الوطن الموات.

وفي إطار إعلان جامعة الدول العربية بيروت عاصمة للإعلام العربي وإيمانا بالدور الثقافي في هذا الوطن وسعياً لإستعادة الدور الرائد الذي كان يتميز به لبنان. نستذكر اليوم المفكر الراحل الدكتور حسن صعب في الذكرى ال 33 لوفاته. لا بد للأجيال في ان تتعرف على مسيرة هذا الرجل وتجربته.

تقدّم «مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث» في هذا البيان بعضاً من تقدير يستحقه هو الحالم والساعي إلى مثالية في إنسان ووطن وأمة.

حسن صعب أثره لا ينسى

عرفته والداً روحياً وأميناً عاماً لندوة الدراسات الإنمائية، وبعد احتكاكي الطويل به وتعرفي إلى العديد من خصاله وشمائله، تكوّن لديّ انطباع يوحي بأن هذا اللبناني، الذي يحمل شهادة الاجازة من الازهر وشهادة دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون في اميركا عام 1956 عاد الى لبنان حاملاً معه فكرة واحدة وهي التطور والتحديث وحين تسلم عمادة كلية الإعلام في العام 1977 التي كان استاذاً محاضراً فيها منذ العام 1969 عمد الى طرح افكاره التطويرية واول ما طرحه هو ابدال اسم الكلية لتصبح “كلية التواصل”. فالإنسان بالنسبة لحسن صعب هو كائن تواصلي ووجوده مرهون بتطور تواصليته.

الدكتور حسن صعب كان رجلاً رؤيوياً، فالإعلام بالنسبة اليه هو صناعة التقدم، وهو دعا في العام 1979 الى ملاقاة الانتقال من الصحافة الطباعية الى الصحافة الالكترونية التي ستصبح بديلة للصحيفة الطباعية المكتوبة والاذاعية والتلفزيونية هذه الصحيفة التي عرّفها حسن صعب “باللوح الإلكتروني” سيشغّل على نطاق كوني من محطة فضائية. ذلك أن التواصل الأرضي سيخلفه التواصل الفضائي.

سنوات مضت على هذه الدعوة قبل ان تصبح حقيقة عاشتها الصحافة المكتوبة مؤخراً وانتقلنا الى عصر الاعلام الفضائي والاقمار الاصطناعية التي تسيّر كل انواع الاتصال في العالم.

وهذا ما أرتآه حسن صعب لطبيعة الإنسان اليوم والذي اسماه “الانسان التلكراسي” حيث كل وسائل الانتاج هي وسائل تبادلية او تواصلية بين المنتج والموزع والمستهلك، ذلك ان تكنولوجيا التواصل الاعلامي كما اسماها، تصوغ الانسان صياغة فردية لا ككائن فردي او اجتماعي بل كوني. السنا نعيش اليوم العولمة بكافة أبعادها الإقتصادية والاجتماعية والاعلامية.

حسن صعب آمن بالعقل والحرية، واذا اعتبر ان العقل يحرر الإنسان من سلاله، آمن ايضاً ان الحرية هي الإسم الآخر للإنسان، والكمال الذاتي لا يتحقق الا من خلال الإنسان الحر.

من هذا المفهوم انطلق الدكتور حسن صعب في تجربته السياسية داعياً الى تعزيز الثقافة الإنتخابية بواسطة وسائل الاعلام وكان شعاره الحرية والكرامة والاستقلال. وقد دعا في محاضرة القاها في العام 1960 الى ابعاد القيد الطائفي عن الحياة السياسية والى ضرورة الغاء الطائفية عن قانون الإنتخاب اضافة الى دعوته الى تجديد الحياة السياسية ودعم الوجوه الجديدة.

ما طرحه حسن صعب العام 1960 نعيشه اليوم فهو الذي دعا مشاركة المرأة الفعالة في الحياة السياسية وذهب أبعد مما يطرح اليوم حول الكوتا النسائية، اذ اعتبر ان الانتخاب الصحيح هو الذي تشارك فيه المرأة مشاركة فعالة مع الرجل.

حسن صعب الذي كان يعتبر ان الحياة العامة لا تقوم إلا على أساس الحرية الفردية والوحدة الوطنية والعدالة الإجتماعية دعا الى تعزيز قيمة المواطن، فمفهوم المواطنة بالنسبة اليه هو الذي يعزز الوحدة الوطنية والمساواة بين الجميع.

وشخصية حسن صعب تجسد شخصية المواطن العربي المنشود، القادر على التوفيق بين تراث الماضي ومستجدات الحاضر، وعلى إغناء الفكر الديني برجاجة التفكير العلمي.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

جدعون: الذكاء الاصطناعي وتفعيل المدرسة الرياديّة، التشاركيّة، الرقميّة والصديقة للبيئة

بوابة التربية:  درّب الخبير اللبناني الأوروبي، رئيس جمعيّة “تحديث وتطوير التعليم”، الدكتور بيار جدعون أكثر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *