أخبار عاجلة

بحرُنا دلال المغربي وبَرُّنا نعمة هاشم

بوابة التربية- كتب يونس زلزلي:

في الحادي عشر من آذار ملأت البحر قافلةٌ من أربعة عشر فدائيًّا تقودهم دلال المغربي بسفين العزم يمخرون عباب الشّوق إلى يافا. عيونهم ترنو إلى جبل النّار، وقلوبهم تنبض على دروب القدس. أقاموا فلسطينهم على متن أتوبيس الثّورة بين حيفا وتل أبيب. تدثّروا ببنادقهم، وتكفّنوا ببيارقهم بالأحمر والأخضر والأبيض والأسود. فرفرفت راية فلسطين، لتعلن ميلاد الصّبح من جرح كمال عدوان، وميعاد الفتح من قمح أبي جهاد مواسم فداء وانتفاضاتٍ تغسل وجه أرض البرتقال الحزين بنجيع الشّهداء.

وبعدها بسبع سنوات، ملأ نعمة هاشم البَرَّ بأربعين مقاومًا، ضاقت ببطولاتهم أرض الزّراريّة؛ فانفجرت بعمليّةٍ مزدوجة حفظت مفتاح الجنوب في أيدي الأوفياء، وأشعلت البلاد سعيرًا تلهب جنود الاحتلال. فكانت الزّراريّة وأخواتها على موعدٍ مع كربلاء الحسين، تكتب بالدِّماء ملحمة التّراب؛ فيتعانق البَرُّ الجنوبيّ مع البحر الفلسطينيّ، ويصلّي برتقال الخرايب صلاة الوحدة مع برتقال يافا، وتتشابك قصفات زيتون أرزي مع زيتونات الكرمل. فيضيء زيت المقاومة إذ تسكبه دلال، ثمّ يمسسه نعمة هاشم، ليتلاقى الجنوب مع فلسطين نورًا على نور، وتسري خيول براق الجهاد في إسراء الشَّوق إلى الأقصى، ومعراج الشَّهادة إلى السّماء.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

جدعون: الذكاء الاصطناعي وتفعيل المدرسة الرياديّة، التشاركيّة، الرقميّة والصديقة للبيئة

بوابة التربية:  درّب الخبير اللبناني الأوروبي، رئيس جمعيّة “تحديث وتطوير التعليم”، الدكتور بيار جدعون أكثر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *