Breaking News

توصيات مؤتمر المدارس الكاثوليكية: مراعاة التحديات الجديدة

إختتم ظهر اليوم المؤتمر السنوي ال24 للمدارس الكاثوليكية، بعنوان “الراعوية المدرسية في المدارس الكاثوليكية: رؤية ومسارات”، وذلك في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير – كسروان، بعدما شهد إنعقاد أربعة محاور سلطت الضوء على واقع الراعوية المدرسية وتحدياتها، ودور المؤسسات التربوية الكاثوليكية والرعايا في تعميم التربية الدينية وتفعيلها بما يتلاقى ورسالة المدارس الأساسية.

الافتتاح
بعد الصلاة الصباحية التي أدارها الاب أندريه ضاهر، إفتتحت أعمال المؤتمر بالمحور الثالث: “مبادئ توجيهية للرعوية المدرسية مع مراعاة التنوع الديني”، الذي أدارته مندوبة بطريركية الروم الملكيين الاخت ابتسام سعد.

تيلمان
وكانت المداخلة الأولى بعنوان: “مساهمة الراعوية المدرسية في تعزيز الالتزام المسيحي”، قدمهاالمسؤول عن التعليم الفرنسي في لبنان سيرج تيلمان، حيث أشار الى أنه “يمكن التعامل مع التعليم المسيحي كتدريس للكلمة على الكلمة والالتزام المسيحي كعمل من الثقة استجابة لدعوة الله. مثل كل مواد التدريس، التعليم المسيحي يرتكز على فرضية: كل الحياة المسيحية تطغى عليها روحية اللقاء مع يسوع”.

وقال: “الخير نحو العالم والبشر يرفع كل المسيحيين إلى رغبة حقيقية في تلبية الدعوة الحقيقية من يسوع: الخيارات الصعبة والغير عادية من أجل الوصول إلى الخلاص. يمكن فهم مساهمة الراعوية المدرسية في تعزيز الالتزام المسيحي الحق المبني على الرحمة كأساس الهوية المسيحية، من أجل تجاوز كل شيء والوصول إلى فهم القيمة التي لا يمكن إختزالها لكل إنسان وهي الحرية”.

وأكد أن “الخيار في خدمة الله هو بالفعل استجابة لنداء سماوي استثنائي، يضع كل مسيحي في خدمة الإنسانية. تميل الراعوية نحو المستقبل وهي ترفع قيم الوفاء. من المهم التأكيد على الطابع المقلق أحيانا للتدريس الأخلاقي، عندما تتطرق المواضيع عن يسوع المسيح. إن قبول المبادئ الإنجيلية التي ترتكز عليها الأخلاق الجديدة ترسي الإلتزام المسيحي”.

جبر
وفي المداخلة الثانية من المحور الثالث، أكد عضو اللجنة الكاثوليكية للتعليم المسيحي إدوار جبر، عن “المهارات الروحية التي سيتم تعزيزها في التكوين الديني للتلميذ اللبناني، الكفاءة الروحية التي هي موضوع العديد من الدراسات والكتابات، هي جزء لا يتجزأ من الكفاءات التي من المفترض أن تطور المعلم والمتعلم. في الواقع، إن هذه الكفاءة تشمل جميع القدرات التي تمكن المتعلم من وضع نفسه ربما ضد المؤسسة وحدود أفق حياته. فإنه يمس في عمق تطوير الداخل الإنساني. مع ذلك، غالبا ما يساء فهم الكفاءات الروحية أو تجاهلها لأنها تدعم كل نهج رعوي مهني متكامل”.

وتحدث عن “كيفية تحديد الكفاءة الروحية من خلال الدراسات والأعمال وسبل تطويرها”، وأشار الى أن “ثمة منابر وأنشطة تطور هذه الكفاءة وليس فقط المنبر الديني”. وأكد ان “الحياة الروحية موجودة فينا وتتحكم في جميع الناس ويجب أن تحفز وتزرع الأمل، بحيث تتطور في داخلنا وتطور النفس القادرة على التحاور”.

واعتبر ان “تعقيد هذا البعد العميق والأساسي للانسان يستلزم معالجته بطرق متعددة. عملنا كمعلمين، كل من مجال تدريسه، يتكون من بناء الجو العام الذي يطور الذكاء الروحي للأطفال، ويجب بعد ذلك تدريب اختصاصي التوعية المثقلين ليس فقط بالدراسات بل بالتجارب. ان توعية الذكاء الروحي تفتح آفاقا جديدة لتنشيط وتغيير حجم جميع التخصصات في المجال المدرسي، بما في ذلك التعليم المسيحي”.

هيرفو
وفي المداخلة الثالثة أشار مسؤول النشاط الرعوي في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في فرنسا جوزيف هيرفو، عن “الالتزام الحالي للتعليم الكاثوليكي الفرنسي للثقافات والأديان: أسس وتوقعات”.

وقال: “قد رحبت المؤسسات التعليمية الكاثوليكية منذ عدة عقود بالشباب من مختلف الأديان والثقافات إلى فرنسا. إذا كانت المدرسة الكاثوليكية مفتوحة للجميع، فإن العلمانية وتنوع الثقافات يشكلان عددا من التحديات الجديدة للمدرسة الكاثوليكية. لا بد من إعادة صياغة مشروع متخصص يتناسب مع هذه الظروف الجديدة، ولا بد من معرفة كيفية تحسين التعبير عن الهوية والانفتاح والحوار والدعاية المفيدة”.

أضاف: “يجب تعميق الهوية الكاثوليكية في مدارسنا من خلال اتخاذ المزيد من الوقت لبث تعاليم الكنيسة والأنثروبولوجيا المسيحية. ومن جهة أخرى يجب التثقيف من خلال الحوار في ممارساتنا التعليمية”.

وفي التوصيات، شدد على ان “يجب أن نعيش في مؤسساتنا الأشكال الأربعة للحوار: حوار الحياة، حوار العمل، الحوار اللاهوتي وحوار تجربة المؤمنين”.

ضو
وفي مداخلة أخيرة ضمن المحور الثالث، تحت عنوان “التربية على الثقافة الدينية في السياق المدرسي اللبناني المتعدد: من النظرية إلى التطبيق” اكد رئيس “مؤسسة أديان” الاب فادي ضو، ان “الاختلاف الديني حظي باهتمام لافت ومتزايد من قبل الكنيسة الكاثوليكية، منذ المجمع الفاتيكاني الثاني (1965)، وما تلاه من تعاليم وتوجيهات راعوية من البابوات والسلطات الكنسية المحلية. فجاء في مقدمة البيان حول “علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية” بأن: في عصرنا الذي يتحد فيه الجنس البشري اتحادا أوثق، يوما بعد يوم، وتنمو فيه العلاقات بين الشعوب المختلفة، تتفحص الكنيسة بانتباه بالغ ما هي علاقتها بالديانات غير المسيحية؛ وتعمل الكنيسة على ذلك في ضوء رسالتها التي تقوم على تعزيز الوحدة والمحبة بين الناس والشعوب. وفي هذا السياق، تتالت الدعوات الكنسية إلى اعتماد الحوار سبيلا لتعزيز العلاقة مع الآخرين، والعمل على تطهير الذاكرة من آلام الماضي، وتعزيز العيش معا واحترام الاختلاف والتضامن في ظل المواطنة والحرية الدينية”.

أضاف: “بناء على ما تقدم، نعتبر الراعوية المدرسية والتربية الدينية في الخط الأول للعمل على تحقيق هذه الرسالة، وخصوصا في سياق المدارس الكاثوليكية، التي تتميز بين المدارس الخاصة الأخرى، بأنها تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، وتضم بين طلابها نسبة عالية من غير المسيحيين. تأخذ مسألة التربية الدينية في سياق المدرسة اللبنانية المتعدد، ثلاثة أبعاد متكاملة، سوف نستعرضها هنا باختصار، ونقدم الاقتراحات التي يمكن أن تؤدي إلى تطوير مقاربة هذه المسألة في المدارس الكاثوليكية، وأن تعزز دورها الريادي والنموذجي ضمن المجال التربوي اللبناني في القطاعين الخاص والعام”.

وتابع: “لا يعد من الممكن أن أتعامل مع الاختلاف الديني كموضوع خارج عن مسار التنشئة المسيحية والتربية الإيمانية. وهذا يتطلب بناء مفاهيم التربية المسيحية انطلاقا من سر الله الواسع، هذا وعلاقتي كمسيحي به. وعلى سبيل المثال في هذا السياق، لا يبقى صحيحا تقديم السيد يسوع المسيح، محور الإيمان المسيحي، بمعزل عن سر حضوره في الكون والآخر وحتى في الأديان الأخرى، والتعامل مع أثر ذلك على نظرتي للآخر ولدينه. أو لا يبقى صحيحا تقديم الكنيسة على أنها جماعة المؤمنين المسيحيين وحسب، دون تقديمها كما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني كعلامة وأداة لبناء الوحدة بين البشر وشراكة الجميع مع الله، وتقديم علاقتها الروحية مع الآخرين، وخصوصا مع أبناء الديانتين اليهودية والإسلامية الذين كما جاء في المجمع، يتشاركون معنا في الإيمان الابراهيمي”.

واردف: “تتضمن التربية على التعددية الدينية، في مرحلة أولى تعريف أديان العالم من خلال عرض تاريخها وتوسعها الجغرافي، مبادئها الإيمانية الأساسيّة، كما والتعرف على نصوصها وعلى طقوسها وتقاليدها وأعيادها وعلى المذاهب والفرق المتنوعة ضمن كل ديانة”.

وقال: “في مرحلة ثانية، تأخذ هذه المادة بعين الاعتبار التأثير الديني ليس فقط على الثقافة بل على جوانب حياتية واجتماعية أخرى مثل الفكر والسياسة وحتى الاقتصاد. وتقوم بمقاربة بين الأديان لفهم نقاط تلاقيها كالقيم المشتركة، أو بعض نقاطها الإيمانية المشتركة، أو خبرة الإنسان الدينية العامة بمعزل عن انتمائه الديني الخاص، دون الإنزلاق إلى التبسيط أو التلفيق. تشترك الجماعات الدينية في مهمة تطوير الحياة العامة وتعزيز الترابط الاجتماعي والسلام داخل المجتمعات وفي ما بينها. فالمؤمن باسم إيمانه، يحمل مسؤولية اجتماعية، في تحقيق العدل والسلام كقيم الملكوت الذي أعلنه السيد المسيح. لهذا السبب، لا تكتمل لا التنشئة الدينية ولا الثقافة الدينية العامة، إن لم تترافقا مع تربية مكثفة وناجحة على قيم الحياة العامة”.

وفي المحور الرابع والاخير من المؤتمر، حول “الإدارة الراعوية لاكتشاف، عيش، فرح إعلان الإنجيل من أجل تدريب الرسل الشباب الجدد”، تحدث كل من الأخت كارولين الراعي، الأب أنطوان قزي، جاكي ضومط، باسكال جلخ، الأخ سامي حاتم، فيوليت المسن والأب جوزف نجيم.

الجلسة الختامية
وفي الجلسة الختامية التي أدارتها الأخت كلوتيلد ديبة، تحدثت الأخت باسمة الخوري وليون كلزي، عن، “تداعيات زيادة الأجور على الأوساط التعليمية في القطاع الخاص”، بعدها كانت خلاصة المؤتمر، “استراتيجية العمل المشترك والتوصيات النهائية” مع الأخت ميرنا فرح والأب أندره ضاهر من اللجنة المنظمة للمؤتمر.

ووجه الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار كلمة شكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر.

ولاحقا، صدرت التوصيات التالية:

“1- بما أن المهمة الرئيسية للمدرسة الكاثوليكية هي الإيصال الصريح و/أو الضمني للايمان، ندعو المدارس الى التبشير والعيش على مثال مجتمع الايمان والرجاء.

2- في إطار الإصلاح التعليمي الرسمي للمناهج الدراسية في لبنان، إجراء تقييم لبرامج التعليم المسيحي القائمة، مع مراعاة التحديات الجديدة التي يطرحها التنوع الديني وتعدد الطوائف، والعولمة، والنقلة النوعية للنماذج، ومع تنويع المقاربات والأساليب التربوية والتكنولوجية.

3- ضمان تعليم الثقافة الدينية في جميع المؤسسات الخاصة والعامة من أجل حض الطلاب اللبنانيين على احترام التنوع الديني والحوار وقبول الآخر. (على وجه الخصوص، المنهاج المساعد الذي صدر بموجب المرسوم الوزاري في 2014 بشأن التعليم من أجل المواطنة الشاملة للتنوع الديني.

4- العمل، بالتعاون مع الجامعات الكاثوليكية اللبنانية، على تدريب معتمد للعمال الرعويين بهدف تجديد التعليم المسيحي والرعوي في البيئة المدرسية.

5- انشاء لجنة داخل الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية لتوضيح الكفاءات الدينية والروحية التي يجب أن تكون لدى الطالب، لجمع التجارب الناجحة في الحركة الرعوية، وللتعاون من أجل نشر الكتيبات والنصوص المرجعية.

6- إضفاء الطابع الشخصي على مقاربة نهج الإيمان مع احترام حرية كل فرد”.

About mcg

Check Also

مشيك في لقاء للمكتب التربوي لـ”امل” للعاملين في القطاع التربوي: وضعنا أفكارنا عند المركز التربوي

بوابة التربية: اقام المكتب التربوي المركزي لحركة امل لقاء لموظفي  وزارة التربية والتعليم العالي وللعاملين …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *