أخبار عاجلة

درب الاصلاح السياسي من المنظور التربوي مكلفٌ ويتطلب التضحيات

بوابة التربية- كتب د. نبيل قسطنطين:

أخي وصديقي الكريم،

تحدثني عن المؤامرة،  لا يا أطيب الناس المحبين الصادقين،

نحن ندفع ثمن جهلنا وضعفنا، وبدل استعبادنا بإرادتنا، من أجل استغلالنا وإذلالنا، طائعين راكعين أمام زعماء الطوائف والمذاهب الدينية منها والسياسية والعقائدية والعشائرية،

فقط، لأنَّ الكيدية والمحسوبية والزبائنية والماكيافيلية، والتكاذب، وحب الذات والمال والسلطة، تأتي جميعها قبل محبة الله سبحانه وتعالى، الساكن في روح كل واحدٍ منَّا منذ لحظة ولادتنا، وهي التي تقودنا حتمًا – إذا ما عملنا بمشيئة – إلى محبة الآخر بحسب قول السيد المسيح: “أحبوا بعضكم، كما أنا أحببتكم” أو بحسب الحكمة التي أطلقها الإمام علي، في محبة الناس “الناس صنفان: أخٌ لكَ في الدِّين، أو نظيرٌ لكَ في الخَلق”، محبةُ الناس كلِّهم من دون استثناء”.

ولكنَّ تجاهلنا لوجود الله الواحد الأحد في قلب كل واحدٍ منَّا، بما يحمل من صفات، تكفي الواحدة منها، في ما لو عملنا بمضمونها، لتغيِّر وجه العالم – وأنت يا أخي وصديقي العزيز تعرفها أكثر منِّي-،  تجاهلنا عمدًا أو غباءً لهذه القدرة الإلهية، هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه،

وتعود لتسألني عن المؤامرة، بالتأكيد، مؤامرة، ولكن يبقى السؤال الجوهري، هل باستطاعت المتآمر – مهما علا شأنه- أن يدخل حرم بيتك ويعبث به وبأهله، إذا كان هذا البيت محصَّنًا على الصعد كلها؟

الحل؛ بالعودة إلى الذات والتأمل بعمق، لتجد معي على أنَّ التربية هي الحل، ومشروع التربية المتكامل، يتطَلَّبُ تغيرًا جذريًا في الفلسفة العامًّة للدولة، التي تنعكس على الفلسفة التربوية، حيث يجب أن تبدأ بالأسرة، مرورًا بالمدرسة وانتهاءً بالمجتمع. وفي ما عدا ذلك، بحثٌ في المحال، وتبقى رقابنا تحت سطوة الطامعين بنا وبمقدراتنا البشرية والمادية، إلى حين تأتي الساعة.

وعلينا الاختيار، والاستعداد لدفع الثمن.

وأنتم تعرفون يا صديقي الغالي، إنَّ درب الاصلاح السياسي من المنظور التربوي، مكلفٌ ويتطلب التضحيات، فهل نحن مستعدُّون؟

وللحديث بقية وصلة،

مع محبتي وتقديري،

أخوكم المخلص نبيل قسطنطين

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

وفد تجمع المعلمين يعود من مؤتمر الرباط والتوصيات تدعم المدرسة الرسميّة

بوابة التربية: عاد وفد تجمّع المعلمين في لبنان من مشاركته في المؤتمر 21 لاتّحاد المعلّمين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *