بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
Related Articles
بوابة التربية- كتب الأستاذ هشام حيدورة:
إن المعدل الوسطي لراتب أستاذ التعليم الثانوي الرسمي حالياً هو 120 دولاراً أميركيا ….وما نشرته من سنتين وثلاث سنوات قد تأكد، وهو أن لدى الحكومة اللبنانية نية بالقضاء على التعليم الرسمي في لبنان…. ومنذ ثلاث سنوات اقترحنا بأن تعطي الحكومة اللبنانية جزءًا من رواتب الموظفين والأساتذة بالدولار الأميركي منعا لأي تضخم مالي أكثر، جراء ارتفاع سعر صرف الدولار…لكن لم نجد آذانا صاغية لا من الحكومة، ولا حتى من روابط المعلمين والأساتذة الذين صاروا وقتها يرددون كما يردد المسؤولون الحكوميون بأنه لا أموال في الدولة اللبنانية، والوضع المالي منهار ووو…..وكلها تبريرات لتنويم أو تخدير الأساتذة عن أي تحرك من شأنه إعلاء الصوت لإستعادة حقوقهم المسلوبة….وقد ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي منذ ذلك الوقت حتى الآن ارتفاعات قياسية وجنونية فاقت جميع التوقعات ….وتدهورت قيمة الرواتب حتى أصبحت أوضاع الأساتذة والموظفين في قعر الفقر والعوز ….
ولكي لا أطيل عليكم، سوف أوجه جملة واحدة معبرة عن رسالة حول ما يفكر به كل أستاذ تعليم ثانوي رسمي وصاحب ضمير تربوي سوي مع نفسه ومخلص بعطائه، وأتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المسؤولين كافة في الحكومة، من أعلى الهرم إلى أقل موظف في وزارة التربية، وإلى رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان..وهي: “إذا لم تصحح رواتب أساتذة التعليم الثانوي الرسمي خلال هذين الشهرين (حزيران وتموز من العام 2023) ليصبح هذا الراتب قادرا على تأمين معيشة هذا الأستاذ وعائلته (على الأقل 1000 دولار شهرياً وفقاً لمختلف الدراسات الاجتماعية التي أجريت على الحد الأدنى لمصروف أي عائلة لبنانية)، وكذلك التغطية الصحية والاجتماعية الكاملة…. إذا لم تؤمن هذه الحقوق، فهذا معناه أن المسؤولين في هذه الدولة يتعمدون القضاء على التعليم الثانوي الرسمي في لبنان عن سابق إصرار وتصميم …. ولن تفتح ثانويات رسمية في لبنان العام الدراسي القادم ….ونحن أساتذة التعليم الثانوي الرسمي مازلنا نطالب بعقلانية ومنطق ، ومنذ أربع سنوات ما زلنا نتحمل ونصبر ،ولم نطالب بإعادة رواتبنا مباشرة كما كانت ( 2500 دولار معدل وسطي ) نقول اعطونا حالياً 1000 دولار فقط !!! يعني اقل من نصف راتب !!!! … والغريب أن الكثير من الناس في مجتمعنا هذا يعتقدون أو يفكرون بأنه إذا ظلم الأستاذ وسلب حقه فإن هذه الحالة محصورة بمجتمع الأساتذة ….وهم في تفكيرهم واهمون … إن ضرب مكانة الأساتذة وسلب حقوقهم سترتد تداعياتها على المجتمع كله تخلفا وزيادة في الفوضى والفلتان، وتعاطي المخدرات والسرقات، وزيادة الفاحشة وغيرها من الجرائم…وهذا يسهل تدخل الدول الخارجية للسيطرة على ثقافة هذا البلد، واستغلال فقر موظفيه عبر خصخصة القطاعات ….فهل يستفيق المسؤولون في هذا البلد وروابط المعلمين والأساتذة من سباتهم العميق الذي استمر أكثر من أربع سنوات ؟؟؟!!! أم هم خاضعون ومستسلمون لما يحصل من ظلم واجحاف بحق التعليم الرسمي واساتذته وطلابه ؟؟
