أخبار عاجلة

عويجان في ورشة عمل عن الاختبارات الدولية: لمناهج ترتكز على كفايات التفكير

بوابة التربية: أقام المركز التربوي للبحوث والانماء، ورشة عمل عن “تحسين قدرات لبنان في المشاركة في الإختبارات الدولية”، في قاعة المحاضرات في مبنى المطبعة- سن الفيل، بعد التقرير الذي أطلقه المركز في كانون الأول 2019 حول النتائج الرسمية لاختبار الPISA 2018، والموجود على الرابط: https://www.crdp.org/news-details/26465/ar/، والذي أشار إلى الخطة الاستراتيجية العامة وخطة الاستجابة والتحضير لاختبار الPISA، اللتين ينوي المركز اعتمادهما، وبدأ بالفعل بالتطبيق.

ضمت الورشة مديري المدارس المشاركة في العينة التجريبية، وتم فيها عرض للإطار النظري للدراسة، وخصوصية الأسئلة التي تتضمنها وآلية تنفيذها من الناحيتين التربوية والتقنية خصوصا أنها ستجرى هذه السنة للمرة الأولى باعتماد النسخة الإلكترونية.
عويجان
بعد النشيد الوطني أكدت رئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان للحضور أننا “سنحول مناهجنا إلى مناهج ترتكز على كفايات ومهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع ولتكن الروح التنافسية الإيجابية والشعور الوطني، مصدر إلهامكم ودافعكم لإيصال لبنان إلى أحسن المراكز”.

وقالت: “دراسة الPisa (Programme for International Student Assessment) هي برنامج دولي لتقييم الطلاب، ودراسة عالمية تجرى كل ثلاثة اعوام في ما يقارب 70 دولة مشاركة، تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD منذ العام 1997 بهدف قياس أداء الأنظمة التربوية. يطاول هذا الاختبار المتعلمين البالغين 15عاما والذين على وشك إتمام تعليمهم العام أو المهني أو الانخراط في سوق العمل.
يقيس هذا الاختبار قدرة المتعلمين على مواجهة التحديات، وتنفيذ المهمات اليومية، وحل المشكلات المرتبطة بالواقع المعيشي، من خلال استخدام المعارف والمهارات المكتسبة في مواد العلوم والرياضيات والقراءة، وأيضا من خلال الدفاع عن المواقف بأسلوب علمي ومنطقي وجدلي.
وتجدر الاشارة الى أنه عام 2018، شارك لبنان للمرة الثانية بالاختبار في 320 مدرسة رسمية وخاصة باعتماد النسخة الورقية وهذا العام يتحول الاختبار نحو النسخة الإلكترونية”.

وأضافت: “في هذا الاطار، صدرت منذ أشهر قليلة النتائج الرسمية لاختبار 2018 Pisa ، وجاءت نتائج لبنان ومعدلاته غير مرضية، حيث حل في مراكز متأخرة. وتعود أهم أسباب هذه النتائج الى: عدم معرفة وعدم تقدير أهمية المشاركة الجدية لهذا الاختبار من قبل المتعلمين والمعلمين والمدارس، تحضير المتعلمين المحدود لهذه المقاربة خصوصا في طرح الاسئلة وفي متطلبات الاجابة، اختيار العينة من قبل المنظمة بطريقة غير ممثلة، تخلف بعض المدارس عن اجراء الاختبار، التصحيح الصارم الذي كان يقوم به المصححون في لبنان، بعض الاختلاف في المواضيع وفي مقاربة طرح الأسئلة بين المناهج اللبنانية وال Pisa.
وتجدر الإشارة أيضا الى أن 2% من الطلاب اللبنانيين المشاركين في الإختبار تميزوا بأداء قوي جدا (طلاب المستويين الخامس والسادس) بعضهم موزع في مدارس معينة، ستعرض في وقت لاحق احصاءات حولهم.
بناء على ما ذكر، ولمعالجة هذا الوضع، صمم المركز التربوي تصورا لخطة وطنية للتطوير. سيتم من خلالها التعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والمدارس الخاصة، تقوم على التوعية حول أهمية الاختبار، على تطوير المناهج والبيئة التعليمية، تطوير قدرات المعلمين في المدارس، تحفيز المتعلمين على المشاركة الفاعلة وكل ذلك بهدف تطوير نتائج أداء كامل المنظومة التعليمية خاصة تطوير محتوى المناهج والكفايات المطلوبة، والمقاربة التعليمية التعلمية وتحويلها الى مناهج تركز على الكفايات ومهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع.
من هنا تساعد اختبارات ال Pisa في مقارنة مستويات الطلاب في العالم، وتكشف أوجه الضعف لديهم، وتساعد الدول على الاستفادة من تجارب الدول المتفوقة”.

وأردفت: “ان مشروع تطوير مناهج التعليم العام التي أطلقها المركز التربوي منذ شهر تطمح الى بناء شخصية متوازنة ومتكاملة لمواطن متعلم فاعل ومنتج، مع التحلي بالقيم الوطنية والإنسانية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية وغيرها. كما يطمح هذا المشروع الى تنمية مهارات التفكير الناقد والتواصل والإبداع، وترسيخ الشفافية والصدقية والمسؤولية وتنمية مهارات التخطيط والبحث والنقد والتحليل واتخاذ القرار، وتعزيز كفايات المواطنية الفاعلة الحرة والواعية ومقاومة كل أنواع الظلم والفساد، ملبين بالتالي حاجات المجتمع وسوق العمل، ورابطين التعلم بالحياة وبمهارات القرنِ الواحد والعشرين ومنفتحين على العالم وعلى أهداف التنمية المستدامة”.

وختمت: “تتطلع الخطة الوطنية الى الارتقاء بالمنظومة التربوية في لبنان من خلال تحديد هدف وطني استراتيجي، لا يمكن تحقيقه الا بمشاركة كل الفرقاء التربويين. فلنرفع اسم لبنان عاليا بين الدول، ولنقدم أحسن ما عندنا على مستوى أداء أولادنا ومعلميهم ومدارسهم وبدعم من الأهل والمجتمع، ولتكن الروح التنافسية الإيجابية والشعور الوطني مصدر إلهامكم ودافعكم لإيصال لبنان الى أحسن المراكز”.

السبعلي

بعدها عرض خبير تطوير المناهج في المركز الدكتور ميلاد السبعلي، نتائج لبنان في اختبار PISA للعام 2018، مقارنا هذه النتائج بنتائج العديد من الدول العربية والاجنبية، والمعدلات العالمية. كما تحدث عن توزيع مستويات الطلاب اللبنانيين ونوه بوجود عدد من الطلاب اللبنانيين المتفوقين الذين صنفوا من بين اصحاب الأداء المتميز على مستوى عالمي.

وأوضح أن “هدف خطة الاستجابة لاختبار PISA التي صممها المركز التربوي تهدف الى تهيئة الطلاب اللبنانيين لامتلاك الكفايات التي يتم قياسها في الاختبار. وتتضمن خطة المركز التربوي مرحلة تحسسية توجيهية تمتد من تاريخ الورشة الحالي وحتى شهر نيسان 2020 تاريخ إنهاء الاختبار التجريبي لهذا العام، وتتضمن حملة توعية على أهمية المشاركة الجدية بالاختبار والاسهام بتحسين نتائج لبنان، وتدريب المدربين والمعلمين على المقاربة وتهيئة الطلاب للاختبار”.

وذكر أن “المركز التربوي سيستضيف في آخر الشهر الحالي مدير التعليم في منظمة التعاون الاقتصادي OECD والشخص الأول وراء الاختبار اندرياس شلايخر، وسيكون هناك لهذه المناسبة عدة ورشات عمل مع الهيئات التربوية والفاعليات الاقتصادية”.

وعلى المستوى المتوسط والطويل الأمد، لفت السبعلي إلى أن “الخطة تشمل الإفادة من نتائج الاختبار والأطر المرجعية التي يعتمدها، في تطوير المناهج الجديدة والتدريب المستمر للمعلمين، وترسيخ مهارات التفكير العالي والابداعي والنقدي عند الطلاب، مما يحسن أداءهم في الاختبار”، مشددا على أن “الاختبار التجريبي هذا العام، هو بحد ذاته تحضير للاختبار الأساسي في العام المقبل، وسيصار بعد ذلك الى تطبيق كفايات المنهاج الجديد لتحضير الطلاب في شكل افضل لاختبار PISA المقبل وغيره من الاختبارات الدولية”.

عبد الله

بدورها، تطرقت منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز رنا عبدالله، إلى أهمية الPISA في تطوير كفايات المتعلمين في حل المشكلات الحياتية مستخدمين الثقافة العلمية وثقافة الرياضيات والقراءة والتفكير الإبداعي من خلال:
-التعرف إلى الإطار النظري والمرجعي لإختبارات PISA 2018 بحسب الثقافة العلمية وثقافة الرياضيات والقراءة، بحسب الاختبارات الدولية PISA 2021.
– التعرف على الإطار المرجعي لكفايات التفكير الإبداعي (Creative Thinking) بحسب الاختبارات الدولية PISA 2021.
-التعرف على أنواع بنود الأسئلة ومقاربات الإجابة عليها، تحليل عناصر الأسئلة التفاعلية المحملة على موقع OECD PISA Tests ومنصة المركز التربوي والغاية منها، تحليل متطلبات الإجابة عليها، تحليل عناصر الأسئلة المنتمية للمجالات الأربعة للكفايات الإبداعية في حل المسائل الاجتماعية والعلمية والكتابة الإبداعية والإبداع في التصميم ومتطلبات الإجابة عنها”.

وفي نهاية العرض، شرحت عبدالله للحاضرين خارطة طريق للمشروع والتي بدأت بهذه الورشة وستستمر في ورش لاحقة.

عيسى

من جهته، تطرق منسق المشروع منسق الوحدات الفنية في المركز باسم عيسى،، إلى كيفية اختيار عينة المدارس وعينة إعداد الطلاب والاساتذة المشاركين في الاختبار من كل مدرسة، كما تطرق الى كيفية تعبئة استبيان المدرسة واستبيان الاستاذ، إضافة الى الأعمال اللوجستية الخاصة بالمدرسة قبل وخلال وبعد اختبار PISA والمتعلقة ب:
– التنسيق بين إدارة المدرسة وفريق المركز التربوي
– الكشف الفني قبل يوم الاختبار.
– شرح مواصفات الغرف المطلوبة لتنفيذ الاختبار.
– شرح طريقة نقل وتركيب اجهزة الكمبيوتر المحمول وتركيبها في الغرف.
– تحديد تاريخ موعد الاختبار في كل مدرسة.

في نهاية الورشة وبعد أن أجاب فريق العمل في المركز التربوي على جميع الأسئلة، تمنى للجميع التوفيق، مؤكدا “أهمية المشاركة الفاعلة من قبل المدارس والمعلمين والتلامذة، مع ضرورة تقديم أفضل ما عندنا لرفع اسم لبنان عاليا بين الدول”.

عن mcg

شاهد أيضاً

وفد من كلية الهندسة في “اللبنانية” هنأ النقيب فتفت بانتخابه

بوابة التربية: زار وفد من كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، ضم عميد الكلية الدكتور نزيه المبيض وأعضاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *