الجمعة , أكتوبر 10 2025

في البقاع: امتحانات على وقع الغارات وشموخ لا يُكسر

 

بوابة التربية- نادين خزعل:

في البقاع الأبي، حيث الجغرافيا على تماسٍ دائم مع النار، وحيث الأصوات اليوم لم تكن أجراس المدارس بل  كانت أزيز الطائرات المعادية، خطّ الطلاب  مشهدًا من البطولة الأبية.

في اليوم الأخير من الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة  اخترق هدير الطيران الحربي الإسرائيلي سماء المنطقة، وسرعان ما تبعته غارات عنيفة هزّت القرى والبلدات، ومنها بلدة شمسطار التي كانت على موعد مع لحظة من العناية الإلهية.

في ثانوية شمسطار الرسمية، وبينما كان الطلاب يقدمون امتحاناتهم، دوى انفجار قريب كسر زجاج المدرسة، لكن العناية الإلهية شاءت ألا يُصاب أحد، فقد كان الطلاب قد انتقلوا إلى ملعب المدرسة قبيل دقائق قليلة. لحظة كانت كفيلة بأن تتحول إلى مأساة، لكنها تحولت إلى شهادة جديدة على صلابة هذا الجيل.

لم يغادر أحد. لم يبكِ أحد. لم يتراجع أحد.

أصرّ الطلاب على استكمال امتحاناتهم، تحت وقع القصف، وتحت ظل الخطر، وكأنهم أرادوا أن يوجهوا رسالة أقوى من كل طائرات العدو: “هنا باقون، وهنا نتعلم، وهنا ننتصر.”

ما حدث اليوم لم يكن مشهداً عادياً، بل ملحمة من نوع آخر. إنها المقاومة بالتربية. إنها الشهادة على أن هذا الجيل لا يركع إلا لله، ولا يُوقفه عدو، ولا يُرهبه صوت دمار، لأنه تربى على الإباء، ونشأ على معنى الوطن الحقيقي.

تحية من القلب لطلاب البقاع، وتحية لطلاب شمسطار الذين أثبتوا أن المقاومة ليست فقط في المتاريس، بل في الأقلام والدفاتر، في العزم والثبات، وفي تصميمهم على أن مستقبلهم لا يُكتب إلا بالعلم رغم كل الظروف.

إنهم جيل يُحتذى به… جيل يصنع الفجر ولو احترقت السماء.

جيل يستحق من وزارة التربية أن تبادر صموده بما يستحق…

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الرؤية الموحدة لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي

  ​بوابة التربية- كتب ياسين المرعب: الرابطة، التي تُمثِّل الجمعيات العمومية، هي المظلة الحامية والملاذ …