Breaking News

في المسؤولية عن الأزمة التربوية

بوابة التربية- كتب الأستاذ زيّاد علّوه:

وإن كنا نعلم جميعاً أنَّ الروابطَ تتحوّل إلى أدواتٍ رديفةٍ للسلطة ولكنَّ التمايزات ضمن الروابط تتبع القوى المكوّنة ومقارباتها.

في الصيف كانت الروابط تتحضّر للعام الدراسي لتأمين انطلاقةٍ واستمراريّةٍ في ظلّ المشاكل والوعود التي تم على أساسها تمرير الامتحانات الرسمية والانتخابات وإنهاء العام الدراسي السابق.

في بداية العام كان هناك إصرارٌ على عدم بدء الأعمال التحضيريّة والتسجيل واتخذ قرار على صعيد الرابطة بعدم البدء بالإجراءات منعاً للتسويف وتضليل الأهالي لجهة استقرار العام الدراسي.

الإسفين الأول من خارج الروابط كان دعوة يوسف مرعي المسؤول في حزب الله مدراءَ وقواعدَ الحزب التربوية إلى بدء التسجيل في سابقةٍ لا تمتّ إلى العمل النقابي بصِلَةٍ مما أدى إلى عدم حسم استقرار العام الدراسي نتيجة إفشال الضغوط بإعلان إدارةٍ تربويّةٍ ذاتية فئوية ذاتِ لونٍ مذهبيٍّ خلق لأوّلِ مرَّةٍ حديثاً في أوساط التعليم الرسمي عن مواقفَ مذهبيةٍ متقابلة .

إذاً، الأساس في سوء تحضير انطلاقةٍ تضمن الاستقرار كان في هذه المواقف وما أدّت إليه لاحقاً من اقتراحاتٍ عن تعليمٍ جزئيٍّ وعودةٍ إلى انطلاقةٍ عرجاءَ قائمةٍ على الوعود غيرِ المؤكّدة، إن لم نقل الكاذبة بتزويرٍ واسعٍ في نتائج الجمعيات العمومية .

في الأزمة الأخيرة كان قد تكشّف كذبُ الوعودِ وذهبت الأزمة المتفاقمة بالرواتب إلى حدِّ العجز عن الاستمرار في التعليم، وهذا لا يعني عدم الوصول إلى المدارس بل غيابُ مواردَ لحياةِ الأساتذة وأُسَرِهم بالحدّ الأدنى واضطرارٌ على نطاقٍ واسعٍ إلى الاعتماد على مواردَ أخرى لتغطية هذه النفقات وإلى آلامٍ عظيمة وأعباءٍ تعجيزيّة بسبب غياب الضمانات الصحّية .

الغباء اعتقادُ أنّ الأزمة هي بسبب عدم القدرة على الوصول، بل هي بسبب عدم تقاضي البدل المناسب ليتمكن الأساتذةُ من ضمان حياةِ عائلاتهم بالحدّ الأدنى وهو الكفاف دون الحاجة إلى الاستعانة بأحدٍ لحفظِ كرامتهم الإنسانية والشخصية وكرامة المهنة.

التطور الأبرز (بعد الإضرابِ المتمادي القسري والتحاقِ الروابطِ بالأساتذة لتبيُّنِهم الاستحالة العملية لاستمرار التعليم)، هو إعلانُ الروابطِ العودةَ بمشاركةٍ حاسمة من ممثّل حزب الله الذي يتولى رئاسة رابطة الثانوي بالفعل دون العودة إلى جمعيات الأساتذة العموميّة، التي هي مصدرُ القرار في التعليم الثانوي متوسّلاً فتاوىً في النظام لا تستند إلا الى الرغبة في الإملاء وفرض الرأي.

لقد تبيّنَ عدمُ قدرةِ الهيئة الإداريّة في رابطة الثانوي على إخضاع الأساتذة خلافاً للنظام الداخلي، وتعطّلَتْ بسبب ذلك السلوكِ المدارسُ بشكلٍ فعليٍّ رغم كلِّ المحاولات الجانبية التي تقوم على الإحسانِ والترغيب والترهيب وتغطيةِ فتحِ المدارس بإنتاجيةٍ تعادل الصفر وتزويرِ واقعِ عمل المؤسسات التربوية المتوقفة على نطاق واسع.

إذاً، عدمُ العودة إلى الجمعيات العموميّة وِفق الأصول وتفاقم الخلاف أدّى إلى وضعٍ غيرِ سوي في التعليم وعرض طلاب المدرسة الرسمية إلى عدم التكافؤ مع الخاص في حال إجراء الامتحانات بفاقد تعليمي 80%.

المكابرة الكاذبة والتافهة وتسويق انتظام العمل هو وراء الثمنِ الباهظ الذي سيدفعه الطلابُ والتعليمُ الرسمي لأنّ الفترة الممتدة من بداية آذار هي فترةُ عجز لا يحتسب في الوقت اللازم لتمديد التعليم نتيجة الفوضى .

الحلول بسيطة وغير تعجيزية يمكن أن تقوم بها الحكومة تجاه القطاع العام بعيداً عن ممارسةِ الضغوط؛ وبالعودة إلى الجمعيات لاتخاذ القرار الذي يحفظ العامَ الدراسيَّ ويعوّض فعليّاً التعطيلَ دون إسهال الكلام التافه والتحريضي من أولئك الذين يتحملون المسؤولية عن هذه الفوضى التي تتراوح بين تعطيل كامل أو تعليم شكلي .

المثل العامي الذي يقول “شيلي اللي فيكي حطيه فيي” خير وصف للواقع.

غير ذلك من حلول لا تقوم على حسن تقدير الفشخة هو هراء عند أيِّ اختبارٍ جدّي.

About tarbiagate

Check Also

باقة انترنت مجانية لاستخدامها من قبل طلاب الجنوب

بوابة التربية: اعلن المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات في بيان انه”بهدف تخفيف العبء المادي عن كاهل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *