Breaking News

كم فكرة يستوعب عقل الطالب؟

كتبت ريتا بولس شهوان- بوابة التربية: هل تعلمون أن ما يتجاوز الـ 75 الف فكرة ترد على عقل الانسان والدماغ، والمضحك ان العقل لا يستطيع استيعاب هذا الكم من المعلومات ومن هنا علينا ان نتفاعل مع هذا الواقع، خصوصًا فيما يتعلق بالتعليم. فكيف علينا ان نتعامل مع الطلاب لجعلهم يكتسبون من الحياة ومن المحيط الثقافي طرق تفكير ومعالجة معلومات. هذا كان موضوع  محاضرة د. لورانس عجاقة (المحاضرة في جامعة الروح القدس) التي القتها في دار الاولاد في بيت مري لمعلمي  مدارس الناصري الانجيلية، والتي شددت من خلالها على وجوب التخلص من المفاهيم المغلوطة وحشو الطالب بعلومات قد لا تعود بالفائدة عليه.

بدات المحاضرة بالحديث عن الاختلاف بتركيب العقل ما بين الجنسين، بالاشارة الى ان الوجود الكثيف للمادة الرمادية في عقل الرجل، تمنعه من نقل المعلومات من قطب لاخر، فيما الحال مختلف عند الفتاة بحيث وجود المادة البيضاء الكثيفة، يجعل انتقال المعلومات من قطب الى اخر سهلاً للغاية. وتضيف بان ذلك مهم جدا خلال التواصل مع الطلاب في الصفوف بما ان مهمة الاستاذ اليوم هي ان يكون ميسراً، فعليه تقسيم الطلاب في مجموعات مختلطة فنحن بحاجة الى العقل المفكر والمحلل وبحاجة للمعلومات لبناء الوعي.

والجدير ذكره ان التفاعل مع الصبيان قد يكون اصعب مما عليه مع الفتيات، وذلك بسبب تركيبة عقل الصبي والتي هي عبارة عن عدة صناديق، فنحن بحاجة لمساعدة هذا الطالب للتنقل من صندوق الى اخر في دماغه لاستيعاب ما يجري.  وبناء على شرح د. لورانس علي الاستاذ الاخذ بعين الاعتبار ان هنالك فترة يدخل فيها الجنس الذكري بحالة من الفراغ وهي “الصندوق الفارغ” فيصل الى مرحلة لا يقدر على استيعاب اي شئ او سماع اي شئ، مما يدخل عقله في حال من فقدان الوعي. فمسؤولية كل استاذ ان يتفاعل مع هكذا حالات بطريقة ايجابية لا تؤدي الى التصادم وبالتالي خلق عقدة العلم لدى الطلاب هذا ما لا يحصل عادة على حد تعبيرها.

وتتابع القول بانه ليس على الاستاذ التسرع في ضخ المضمون بهدف الانتهاء من البرنامج فهذا ليس الهدف من عملية التعلم. فالهدف هو القدرة على زرع الوعي الذاتي وزرع الافكار النيرة التي تؤدي الى وعي قادر على التحليل والتقييم، واخذ القرارات الصائبة، خصوصاً ان الكم الكبير من المعلومات بوجود التكنولوجيا له تداعيات كبيرة على تنظيم المعلومات.

واشارت الى ان التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي على اسس المعرفة يجعلهم ضليعون الى حد تخطي خزان معلومات الاستاذ.

كثافة الافكار وكثرتها تجعل العقل يستمر على التفكير بهم الى اليوم التالي مما يمنع تنظيم الافكار، إضافة الى التعرض للتكنولوجيا تقول “لكن للعقل منظومة دفاعية، تتخلص من حشو الدماغ” هكذا يمكن ان يدافع عقل الطالب عن نفسه اذا ما تسرعنا في ضخّ المضمون لذا يجب التركيز على “صناعة البشر” أي بناء الوعي.

وطرحت سؤالاً على الحضور “كيف اجعل التلامذة يحبوني ويتقبلون المعلومات التي ازودهم بها دون ان تتحرك المنظومة الدفاعية؟” إذًا يجب فهم كيف يتفاعل الطالب قبل التفاعل معه بالتالي معرفة كيفية توزيع الادوار للوصول الى طريقة تفكير سليمة هكذا إذًا لم يعد للاستاذ دور في المعلومات التي لدى الطالب ولا يتحكم بها لان دور الاستاذ هو اشراك الطالب في الصف ودمجه به، مما يحتم على الاستاذ العمل على التخلص من الغرور لدى الطالب وذلك لا يكون الا بتحديد المعلومات التي يجب ان تدخل الى عقل الطالب والعمل على ما ينتجه، فيتم المزج بين ما لديه وما هو جديد. بالنهاية دعت جميع الاساتذة إلى الالتزام بهكذا آلية وبناء اجيال صالحة مزودة بمعلومات مطلوبة من كل فرد بصف القرن الواحد العشرين.

 

 

About mcg

Check Also

طرابلسي: مبروك… انتصر العقل

بوابة التربية:  بعد القرارات التي اتخذها وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي بخصوص الامتحانات الرسمية …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *