Breaking News

مؤتمر التعليم العالي للنازحين، لاسن: لعدم التمييز، حمادة: لعودة أمنة

حمادة متحدثا في المؤتمر

 

نظمت المفوضية الأوروبية بالتعاون مع مشروع HOPES “فرص ومجالات التعليم العالي للسوريين”، الممول من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية “صندوق مدد”، مؤتمرا حول “كيفية دعم اللاجئين والشعوب المعوزة في البلدان المضيفة للوصول إلى التعليم في منطقة المتوسط”. حضر الافتتاح كل من وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن والأمين العام لاتحاد الجامعات العربية سلطان أبو عرابي العدوان.

وشارك في المؤتمر 120 ممثلا عن الوزارات والمنظمات الدولية وغير الحكومية والجامعات، فضلا عن طلاب من منطقة المتوسط، وممثلين عن المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويهدف المؤتمر إلى تسهيل النقاشات ومقارنة النجاحات والتحديات في تأمين الوصول إلى التعليم العالي للاجئين من سوريا وللطلاب المعوزين من المجتمعات المضيفة.

حمادة:

وتحدث الوزير حماده في مستهل المؤتمر فقال :

فرضت الأزمة السورية أوضاعاً ضاغطة على العالم، ولكن هذه الضغوط كانت ذات تأثير هائل على الدول المجاورة لسوريا مثل  لبنان والأردن وتركيا، وعلى دول حوض المتوسط، لأن موجات النزوح فاقت كل التقديرات والتوقعات، مما استدعى تضافر الجهود الدولية للإستجابة للأزمة السورية في حقول ومجالات عديدة منها الأمني والصحي والتربوي والإجتماعي والإقتصادي وغيرها.

ونحن اليوم نجتمع مع نخبة من الخبراء والجامعيين في التعليم العالي من أجل التعاون وجمع الجهود في موضوع التعليم العالي والنازحين، وقد كانت جهودنا في الفترة السابقة مركزة على توفير التعليم عبر الإلتحاق بالمدارس في التعليم الأساسي والثانوي والمهني والتقني، ولا تزال المعاناة قائمة نتيجة النقص في التمويل الدولي أو التأخر في الإيفاء بالوعود المقطوعة في هذا المجال، مما يعيق تنفيذ الخطط الهادفة إلى إستقطاب عدد أكبر من الأولاد في النظام التعليمي العادي أو في برامج التعليم غير النظامي. ومما زاد في الأزمة حدّة انفراد بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية في تشويه صورة لبنان الناصعة حتى الآن في معالجة النزوح، وادعائهم بالنسبة للعودة التي نتمناها بل نريدها جميعاً أن لبنان سيدفع بالذين استضافهم إلى سجون ومسالخ النظام السوري القاتل قبل توفر الحل السياسي والعودة الآمنة لهؤلاء. اننا لن نقبل هذه المواقف الخارجة عن السياسة الحكومية والبيان الوزاري وسنتصدى لها مهما علا شأن الداعين اليها.

إن البحث في موضوع الإستجابة لأزمة النزوح السوري على مستوى التعليم العالي يستدعي إستعدادات مختلفة، ويتطلب مشاركة فعالة على مستوى الدول والجامعات والمؤسسات المانحة، إذ أن الشريحة المطلوب أن تتلقى الإحتضان والدعم هي شريحة الشباب المتعلم والمتخصص التي سوف تكون في الواجهة لتسلم المسؤوليات والنهوض بمستقبل سوريا على أسس علمية متطورة ديمقراطياً وفكرياً واقتصادياً واجتماعياً ووطنياً.

إن الرهان على الطاقات الشابة المتخصصة والمثقفة هو الرهان الصحيح على جيل الشباب وبالتالي فإن كل الجهود والخطط التي يتم إعدادها من أجل استنهاض سوريا، لن تتمكن من بلوغ مراميها إذا لم تقترن بإعداد الموارد البشرية الوطنية التي تندفع بكل مسؤولية لإعادة بناء بلادها وترسيخ دعائم استقرارها.

لقد أحدث النزوح السوري أزمة إنسانية نتيجة للتدفق غير الشرعي إلى شواطئ أوروبا، كما تسبب بالإرباك لدى الدول والمجتمعات المضيفة، وإننا في لبنان الذي تحمل ولا يزال يتحمل أعباء هذا النزوح بما يفوق طاقات وإمكانات دولة عظمى، يدرك تماماً أهمية أن يتواكب الجهد لإستقبال النازحين وتعليمهم مع الجهد السياسي لإرساء الإستقرار في سوريا وتوفير ظروف عودة النازحين الآمنة إلى مناطقهم وقراهم، لكي يعيدوا إعمارها، ويعيدوا الحياة إليها.

إن مؤسسات التعليم العالي اللبنانية الرسمية والخاصة تستقبل طلاباً سوريين ولكن أزمة تغطية نفقات تعليمهم الجامعي بدأت تتفاقم، وإننا نخشى أن يحدث تدفق في إتجاه الجامعات اللبنانية مع ارتفاع أعداد الطلاب الذين أنهوا مرحلة التعليم الثانوي، ما يستدعي توفير أموال طائلة نظراً للكلفة التي يتطلبها توفير التعليم العالي.

إنني أقدر عالياً الجهود التي تبذلها سفيرة الإتحاد الأوروبي الصديقة كريستينا لاسن وسفراء دول الإتحاد الحاضنين لمشروع “hopes”، ما يعني بالعربية “الآمال” وهو اسم على مسمى، كما أقدر مشاركة إتحاد الجامعات العربية والدول الداعمة، وأرغب بالتأكيد على الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الرافض للتوطين، والرافض لإدخال النازحين إلى سوق العمل في المجالات التي تشكل مزاحمة لليد العاملة اللبنانية. والثابت في الوقت نفسه على عدم دفع النازحين في جهنم النظام. إن لبنان يؤكد على الشراكة الفاعلة مع دول الإتحاد الأوروبي ويطلب من الشركاء المشاركة المستدامة في حمل أعباء هذا النزوح، وتغطية أكلاف تعليمهم العالي، لكي لا تتفجر أزمات جديدة في هذا السياق، ولكي نبني معاً مستقبلاً افضل للدول.

لاسن
ورأت السفيرة لاسن في كلمتها الافتتاحية ان “سوريا والمنطقة والاتحاد الأوروبي والعالم أجمع في حاجة لأشخاص متعلمين وأصحاب خبرة فنية، وواثقين من أنفسهم ومندفعين ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم. ومن خلال الوصول إلى التعليم العالي، سيكون لهؤلاء الأفراد ومجتمعاتهم آمال أكبر وتطلعات أفضل للمستقبل. لذلك نحن في حاجة لجامعات توفر تعليما ذات جودة يمكنها إيجاد بيئة من الثقة والاحترام وعدم التمييز، ومؤسسات تعليم عالي تشجع التنوع الثقافي والديني، وتعزز احترام الفرد والحرية الشخصية”.

وأضافت: “انه من المهم خلال المؤتمر إظهار النجاحات والتحديات التي لا تزال قائمة. فهذان الأمران سيشكلان ركائز أساسية لتعاون الاتحاد الأوروبي في المستقبل ولمؤتمر بروكسل الثاني حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي سينظم خلال عام 2018 كما أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني في نيويورك يوم الجمعة الماضي”.

بيان
وذكر بيان صادر عن المفوضية انه “جراء الحرب في سوريا، نزح أكثر من سبعة ملايين سوري وفر ما يناهز الخمسة ملايين، تاركين وراءهم أسرهم، أصدقائهم وأملاكهم كما وآمالهم وتطلعاتهم. ورغم مضي سبع سنوات على النزاع القائم، لم يتم بعد إيجاد حلدائم في الأفق. وأدت هذه الأزمة إلى انقطاع الملايين من الأطفال والشباب السوريين النازحين عن استكمال دراستهم التعليمية في كل مراحلها. حيث أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين هم دون 18 عاما وهم بحاجة ماسة للتعلم.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتأمين التعليم في المرحلة الابتدائية وبشكل جزئي في المرحلة الثانوية، لا يزال التحاق اللاجئين السوريين في قطاع التعليم العالي غير كاف. مما يخلق فجوة خطيرة في تعليم وتأهيل جيل الشباب السوري، وهو الجيل الذي سيعيد يوما بناء سوريا وبالتالي فلا يجب أن يصبح “جيلا ضائعا.

وقدم الاتحاد الأوروبي بوجه خاص المساعدة المادية والعينية كما والخبرات اللازمة لإلحاق الشباب السوري والشباب من المجتمعات المضيفة بمؤسسات التعليم العالي. علما أن الصندوق الإئتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية “صندوق مدد” قد خصص وحدهمبلغ 53 مليون يورو للمساعدة. ويشمل هذا الدعم حوالي 3800 منحة دراسية كاملة، و5,741 دورة لغوية، وأكثر من 40,000 جلسة إرشاد وتوجيه، تضمنت نسبة عالية من الفتيات والنساء. وقد سمحت هذه النشاطات للطلاب في حضور واستكمال البكالوريوس على مدى 4 سنوات ودرجة الماجستير والدورات المهنية ودروس اللغة في القطاعات الرئيسية مثل التمريض والصيدلة والتعليم والهندسة وإدارة الأعمال وغيرها.

واعتبر ان هذه الجهود تكملة لنشاطات الإتحاد الأوروبي في دعم وتحسين جودة وإصلاح أنظمة ومؤسسات التعليم العالي ضمن برنامج Erasmus + إيراسموس + وبرامج ثنائية محددة مع بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأبدت منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط والدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي اهتماما خاصا للاستفادة من هذه التجارب وكيف تعمل المؤسسات وغيرها من المنظمات المحلية على تلبية احتياجات النازحين واللاجئين في مجال التعليم العالي.

وتعتبر مشاركة ممثلين عن دول جنوب المتوسط (الجزائر ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتركيا وسوريا وتونس) وعن الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي (بلجيكا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وهولندا، والبرتغال، وإسبانيا، والسويد والمملكة المتحدة) فرصة لتشارك الخبرات وإثراء المناقشات”.

About mcg

Check Also

مدارس المبرّات تُطلق فعاليات أسبوع المطالعة الخامس عشر

بوابة التربية:  افتتحت مدارس المبرّات أسبوع المطالعة الخامس عشر تحت عنوان “نقرأ ونتحدى في رحاب …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *