أخبار عاجلة

مكتب المعلمين في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي: لرص صفوف المعلمين لمواجهة التحديات

بوابة التربية: دعا مكتب المعلمين في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، في بيان، لمناسبة عيد المعلمين، الأساتذة والمعلمين إلى رصّ الصفوف والمشاركة في مواجهة تحديات المرحلة الحاضرة على كل المستويات.

تمرّ ذكرى عيد المعلّم هذا العام في ظروف صعبةٍ واستثنائية. فهي تأتي بعد عام ونصف العام من انتفاضة السابع عشر من تشرين 2019، حين امتلأت الشوارع بمئات آلاف اللبنانيين في كل المناطق والمدن وصولاً إلى القرى والدساكر النائية، احتجاجاً على زيادة سعر خدمة الواتسآب، واستشعاراً بما هو قادم من ظروفٍ معيشية وسياسية صعبة.

شارك الطلاب بشكل لافت في تلك الاحتجاجات، وانطلقوا من الثانويات في اتجاه الساحات في ظاهرة لم تعهدها البلاد منذ عقودٍ طويلة، حيث بقُوا في الشوارع لعدة شهور، ومع عودتهم إلى مقاعد الدراسة على أمل التكثيف لتعويض ما فاتَهم بسبب فترة التظاهر، داهمت الجميعَ جائحةُ الكورونا، ما عطّل المدارس في الشهور الأخيرة من العام الدراسي، ومَنَع بالتالي إمكانية إنجاز المناهج أو إجراءَ الامتحانات، لا الامتحانات المدرسية ولا الرسمية لطلاب الشهادات، فكانت النتيجة حصيلةً جدباء لعامٍ دراسيٍّ بكامله.

بدأ العام الدراسي الحالي في نفس الظروف التي انتهى بها العام السابق، بما فيها استمرار انتشار الوباء، مما أدى إلى وضع برنامج يتكيّف مع الواقع الجديد، من تخفيف للدروس في أكثر المواد التعليمية، إلى اعتماد التعليم المدمج الموزّع ما بين التعليم الحضوري الذي يشمل نصف الطلاب، والتعليم عن بُعد الذي يشمل النصف الثاني من الطلاب، وبالتناوب الأسبوعي بين المجموعة الحضورية ومجموعة التعليم عن بعد.

لم تتجاوز فترة التعليم الحضوري الشهر ونصف الشهر لكلتا المجموعتين، ثم جاءت الإجراءات المشددة بسبب انتشار الوباء، مما فرض على الجميع خيار التعليم عن بُعد، مع ما رافقه من صعوباتٍ وإرباكات، بسبب عدم التوفر الدائم للتيار الكهربائي، وسوء خدمات الأنترنت وعدم توفرها عند الجميع، إلى عدم القدرة على حيازة أجهزة كمبيوتر عند عددٍ كبير من الطلاب وبعض الأساتذة، مما أدى إلى تفاوتٍ كبير في الفرص المتاحة أمام الطلاب للحصول على إمكانية التعلم عن بعد.. إلى غياب إمكانية إجراء الاختبارات والامتحانات للطلاب.

يُضاف إلى كل ذلك انهيار القدرة الشرائية لرواتب الأساتذة والموظفين بشكل لامس التسعين في المائة من تلك القدرة، مما يضع البلاد أمام خطر الدخول في نفق الفوضى والانفجار الاجتماي.

إن مكتب المعلمين في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، إذ يتقدم بهذه المناسبة من أساتذة ومعلمي لبنان بأسمى آيات التقدير للمعلم ولدوره في تربية الأجيال ونشر العلم والمعرفة والتنوير، وتعبيد السبل أمام الأجيال الجديدة من أجل النهوض بالوطن، فإنه يدعو الأساتذة والمعلمين إلى رصّ الصفوف والمشاركة في مواجهة تحديات المرحلة الحاضرة على كل المستويات.

على المعلمين أن يستنهضوا الهمم لمواكبة طلابهم وتقديم ما يستطيعون من أجل مساعدتهم في حصر خسائر هذه المرحلة والتقليل منها قدر الإمكان.

وعلى الأساتذة والمعلّمين أيضاً أن يرصوا الصفوف للدفاع عن لقمة العيش الكريم، وعن حقوقهم ورواتبهم التي تتآكل باطّراد بفعل تدهور القيمة الشرائية وانهيار سعر صرف العملة الوطنية.

وعليهم وعلى روابطهم وأدواتهم النقابية قبل ذلك، إعلان المواقف الواضحة والمشاركة في التحركات المناسبة في محاربة الفساد وعمليات السرقة التي تمارسها الفئة الحاكمة التي أوصلت البلاد إلى ما نحن فيه من كوارثَ على كل المستويات.

ليس مقبولاً منطقياً ولا أخلاقياً ولا وطنياً، أن تقوم الروابط والنقابات بالاحتجاج على انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، والمطالبة باستعادة تلك القدرة المهدورة، دون الإشارة أو الاحتجاج على من سرق مقدرات البلاد وأوصل الجميع إلى هنا.

ليس مقبولاً أن يبقى الأساتذةُ ونقاباتُهم وروابطُهم معتكفين خلف أسوار صمتهم طوال سنة ونصف السنة من بدء التهاب الشارع في مواجهة الطبقة الحاكمة الفاسدة، بينما يسعَون للتحرك في محاولة لاستعادة ما خسرته رواتبُهم، بعدما فقدت العملةُ الوطنيةُ قيمتَها الشرائية بسبب ذلك الفساد نفسِه، وبسبب السمسرات والهدر وتهريب الأموال إلى الخارج.

وبما أننا نعلم أن الروابط بتركيبتها الحالية، لا يمكن أن تقوم إلا بما يُرضي هذه الطبقة السياسية الفاسدة نفسها، أو بموافقتها، لأنها صنيعتُها وصورةٌ ائتلافية عن أحزاب السلطة، فإننا ندعو الأساتذة إلى الضغط على تلك الروابط ودفعها لأخذ مواقفَ أكثرَ تقدماً، وإلى تهيئةِ النفس في ذات الوقت لإحداث تبدلاتٍ جذرية في تركيبة هذه الروابط والنقابات لتكون مرآة تعكس مصالح الأساتذة أنفسهم، وتعبر عن حسهم الوطني الرافض لكل أشكال الفساد وأدواته.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

جدعون: الذكاء الاصطناعي وتفعيل المدرسة الرياديّة، التشاركيّة، الرقميّة والصديقة للبيئة

بوابة التربية:  درّب الخبير اللبناني الأوروبي، رئيس جمعيّة “تحديث وتطوير التعليم”، الدكتور بيار جدعون أكثر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *