أخبار عاجلة

وداعا ابراهيم ايوب

المناضل الراحل إبراهيم أيوب

بوابة التربية- كتب النقابي محمد قاسم:

 ترجل احد ابرز رواد وفرسان التعليم الرسمي عموما والثانوي خصوصا وأحد المع واشجع مؤسسي ومناضلي العمل النقابي .

ترجل إبراهيم ايوب تاركا خلفه ارثا غنيا وتاريخا ناصعا في مسيرة التربية والتعليم والادارة، وفي الحفاظ على وحدة الجسم التعليمي رغم كل العواصف والازمات .

عرفته منذ العام ١٩٦٨ حين التحقنا وتصادقنا رفاق درب ونضال. لم نتفارق يوما ولم نختلف يوما، وكان السباق لإعادة الوصل والوصال، جمعتنا كلية التربية والرحلة اليومية اليها، والمعارك الطلابية لتعزيز وتطوير التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية وكلياتها التطبيقية، ومن ثم وحدة التعليم الثانوي ووحدة اساتذته التي تجلت بوحدة الرابطة، وجمعنا قبلها وبعدها مكتب المعلمين الذي كان يجتمع على درج وزارة الصحة خلال ايام الحرب المشؤومة ، كما جمعتنا هيئة التنسيق النقابية والنضالات الوطنية والسياسية وما اكثرها .

لم يغب الرفيق إبراهيم يوما عن الساحات، ولم يتردد يوما عن تنفيذ المهمات، ولم ينكفأ رغم الضغوطات ، ولم يتراجع رغم المغريات. 

   كان طيلة خدمته منذ ١٩٧٢ وحتى تاريخ تقاعده نموذجا مميزا في صياغة المواقف ورسم الخطوات وتأمين وحدة وتماسك الجسم التعليمي وفي تأسيس الرابطة وخوض نضالاتها التي جعلت منها ايقونة العمل النقابي في قدرتها على الحفاظ على الموقع الوظيفي للأستاذ الثانوي الرسمي وفي تأسيس مكتب المعلمين ومن ثم هيئة التنسيق النقابية التي خاضت اشرس واعقد النضالات التي كشفت عيوب النظام التربوي  المالي والنقدي والوظيفي ومزاريب الهدر والفساد والصفقات والسمسرات والمحاصصات. فكان منذ التحاقه بالوظيفة في طليعة التظاهرات والاعتصامات التي ملأت ساحات العاصمة والمحافظات. ولطالما كنا ننتظر وصوله الى كل الاجتماعات واللقاءات ببسمته المعهودة وضحكته المميزة، حيث كان يأتيها من البقاع الغربي بالسرفيس او الفان ويعود اليها كما جاء حتى عند منتصف الليل ومهما كان الطقس عاصفا او حارا. فمهما كتبنا، ومهما وصفنا، لن نفيه جزء من حقه لتعذر الإحاطة بكامل دوره النقابي والتربوي والاداري والسياسي وقدرته الباهرة في التوفيق والفصل بين هذا المهمات وغيرها، واستعداده خوض مغامرة تحدي القرارات السياسية عندما تتعارض مع القرارات النقابية.

 تقاعد من الوظيفة ولم يتقاعد من المهمات. كان الوجه البارز في تأسيس رابطة الاساتذة المتقاعدين وقيادتها فاستمر نضاله بالوتيرة والنفس الطويل ذاته لاستعادة الحقوق المهدورة وخاصة رفع الغبن الفادح الذي الحقه بها قرار وزير المالية بحرمان الاستاذ المتقاعد ٥٠ % من حقه المشروع .

غادرنا وفي قلبه غصة على ما خسرناه ولما آلت اليه اوضاع البلاد على المستويات كافة من انهيار كامل لمؤسسات الدولة وما نتج عنها من افقار هائل للأساتذة والمتقاعدين المدنيين والعسكريين والموظفين وكافة الاسلاك العسكرية بفقدان ما لا يقل عن ٩٠ % من القدرة الشرائية لرواتبهم واجورهم وتراجع القدرة الشرائية للعملة الوطنية اكثر من ستين ضعفا بينما يتنعم اهل السلطة بالمغانم وبالثروات التي نهبوها وهربوها الى الخارج .

 رفيقي وصديقي وعشير العمر ابراهيم ايوب، يا صاحب القلب الطيب والشفاف، لم يقعدك المرض رغم قساوته، فبقيت كم انت كبيرا، قامة وطنية نعتز برحلتنا الطويلة معك والى جانبك،، كلنا يعلم انك بقيت حريصا ومتابعا لكل الامور رغم شدة المرض وحتى اللحظات الأخيرة .

نم قرير العين فانت مغروس في وجداننا وذاكرتنا وتاريخنا ، وصفحة ناصعة في تاريخ العمل النقابي والتربوي والسياسي. 

   لروحك الطاهرة السلام والرحمة وللعائلة الكريمة والأهل والاقارب والمحبين ورفاق دربك اسمى آيات  العزاء واحر مشاعر الأسى والحزن لرحيلك .                   

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الأشقر في إطلاق منصة تربوية: تسهل التواصل بين مكوناتِ القطاع التربوي

بوابة التربية: تقرير: نادين خزعل: برعاية وحضور المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر، تم إطلاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *