الإثنين , سبتمبر 29 2025

ثقافة

المرشدة  ديالا عيتاني: ما هي الايجابية السامة ؟ ومتى يصبح التفاؤل المزيف سيئاً

بوابة التربية- كتبت المرشدة النفسية د. ديالا عيتاني:

الايجابية السامة هي المفهوم لمستوى السعادة والمفرطة والتفاؤل مما يولد حالة من النكران والتقليل من قيمة المشاعر الحقيقية كالألم والخيبة وارتداء قناع مزيف تجاه الأخرين لأخفاء المشاعر الفطرية والتظاهر بأن كل شىء على ما يرام والمبالغة في استخدام العبارات الايجابية في غير مكانها .لدى الايجابية العديد من التفاؤل ولكنها قد تصبح أحيانا ضارة ومدمرة.فالأمل ليس مفيدا في حين يقف في وجه الاحساس الطبيعي بالمشاعر المزيفة ، أو حين يتجاهل المرء حدة الموقف.

أحيانًا، كلّ ما يحتاجه أحدهم هو أن يتمّ تقبّل مشاعره والاعتراف بها. جميعنا نريد أن يُسمع صوتنا، ولا أحد منّا يرغب في أن يُقال له ما يجدر به وما لا يجدر به الإحساس به، أو أنّ ما يمرّ به ليس بهذا السوء. لكن قبل، أن تتقبّل مشاعر الغير، عليك أوّلاً تقبّل مشاعرك الخاصّة لأنّك إن لم تفعل، ولم تواجهها ستعود إلى السطح من جديد ولكن بشكل أسوأ وأكثر إيلامًا. عندما تخفي مشاعرك الحقيقية وتكبتها، فهي لا تتلاشى هكذا وحسب، لا إنّها تختفي عميقًا في داخلك، وستأكلك شيئًا فشيئًا مسبّبة لك مشاكل صحيّة جسدية تأتي على شكل: أوجاع الظهر والعضلات. الأمراض المختلفة. جلطات القلب الفجائية. ارتفاع ضغط الدم. وغيرها من الأعراض التي قد تعتقد أنّها مجرّد أمراض عابرة، لكنها في الواقع نتيجة للكبتِ والضغط النفسي. عليك الاعتراف بمشاعرك وتقبّلها. لا ضير في أن تشعر بأنك لست على مايرام. لا ضير من الشعور بالغضب أو التعب أو الخوف أو الإحباط أو غيرها من المشاعر السلبية.

تعتبر الايجابية الحقيقية هي التعامل مع المواقف المزعجة التي تعرف المشاعر الحقيقية تجاه أي موقف أو اضطراب ما، ويعتقد الفرد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.ومن الطبيعي أن يعبر المرء بمشاعره الحقيقية عند حدوث خطب ما ويعبر عن الألم ،الغضب و الوجع  التي يمر به الانسان . فالحياة عبارة عن تفاعل مع الأخرين على التعبير عن المشاعر مهما كان الوضع صعب ومع تحديد المشاعر يصبح الوضع شيء طبيعي وتلقائي وتصبح  تعبير المشاعرحالة  طبيعية تريح الشخص وتزوده بطاقة ايجابية وتساعده لرسم مستقبل أفضل.

فالشعور بالحزن والخيبة عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدها المرء أو عندما لا يحقق المرء هدفه هو شعور حقيقي .ومن الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق والأحباط ،فهذه المشاعر طبيعية ولا ينبغي على المرء تجاهلها. مع ذلك، فان الشيء المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر.كل شخص سبق أن مر في خيبة أمل أو صدمة، كفقدان وظيفة، أو فشلا في عمل ما، أو حادثا خطيرا أو غيرهما من الحوادث التي قد تغير حياة كل شخص. ففي هذه الحالة، تنبع مشاعر القلق والاحباط والحزن وتسيطر المشاعر السلبية على الشخص.

حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة

بوابة التربية: أقيمت حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة للكاتبة والباحثة الدكتورة جمال القرى، بدعوة من “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسيُة، والناطقة باللغة الروسية” في لبنان، وحلقة الحوار الثقافي وبالتعاون مع البيت الروسي في بيروت، ودار سائر المشرق، وبرعاية وحضور سفير روسيا الإتحادية الكسندر روداكوف، مساء الأربعاء في ٥ / ٧ / ٢٠٢٣ في إحدى قاعات البيت الروسي في بيروت.

 الكتاب الذي أصبح لأهميته مرجعاً معتمداً في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، جاء عصارة جهود جبّارة للكاتبة اللبنانية، خرّيجة روسيا بإختصاص الجراحة النسائية والتوليد من “جامعة الصداقة بين الشعوب” في موسكو، والحائزة أيضاً على شهادة في الترجمة من اللغة الروسية الى العربية من كليّة اللغات في جامعة الصداقة بين الشعوب. وهي ناشطة إجتماعيّة وكاتبة مقالات سياسية في جريدة النهار اللبنانية، ومهتمة بالشأن الروسي والثقافة الروسيّة.

شارك في هذه الحلقة، بالإضافة الى الكاتبة جمال القرى، والسفير الكسندر روداكوف، كل من:

الدكتور محمد الحاج، خرّيج روسيا، الحائز على دكتوراه في الهندسة المعمارية، وشغل منصب عميد سابق لكليّة الفنون الجميلة والمعمارية في الجامعة اللبنانية. وهو ناشط إجتماعي ومهتم بالشأن الروسي وملمّ به.

الدكتور رجا العلي، خرّيج روسيا وحائز على شهادة الدكتوراه في هندسة الكهرباء، وهو مدير سابق لمديريّة الدراسات في شركة كهرباء لبنان، وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وهو ايضاً مدير الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات- فرع لبنان، وناشط إجتماعي، ورئيس سابق “لنادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية”، ويعمل حالياً رئيس لجنة العلاقات الخارجية في النادي. وهو من الأشخاص الأوائل الذين أولوا اهتمامهم بهذا الكتاب لأهميته، بعد الإطلاع عليه.

حضر الندوة  رئيس “الاتحاد العربي لجمعيات خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا” الدكتو طوني معلوف، رئيسة “جمعية خريجي جامعة الصداقة” السيّدة غالينا عبّاس، المهندس محمد فواز عن “جمعية الخريجين”، الكاتب والمفكر والمؤسس والأب الروحي “لحلقة الحوار الثقافي” فرحان صالح، ممثل جامعة القديس يوسف الدكتور جورج سعادة، الكاتب والباحث والناشر و مدير المنتدى الاقليمي للدراسات والاستشارات والرئيس الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية في للجيش اللبناني العميد الركن خالد حمادة، المحامي صلاح حدشيتي من رابطة  خريجي جامعة الحكمة، الناشط النقابي والاجتماعي والسياسي، المعماري الدكتور خالد بو طعام،

 الاعلامي والناشط الاجتماعي عصام شلهوب عضو اللجنة الوطنية لإدارة الازمات والكوارث، ونائب رئيس منتدى البرلمانيين العرب الناشطة النقابية والاجتماعية الدكتورة سمر حداد. الناشط السياسي جوزف ثابت، مدير عام الهيئة الوطنية لمراقبة الدواء والغذاء الدكتور ايلي عوض وحشد من الخرّيجين والأصدقاء.

مصطفى

قدّم الندوة رئيس “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية” الدكتور مروان مصطفى الذي رحّب بالمشاركين وبالحضور  أطلعهم، بعد النشيدين اللبناني والروسي، على نبذة مختصرة عن الكاتبة وكتابها موضوع الندوة والقى مداخلة مختصرة عن طبيعة العلاقات بين روسيا ولبنان عبر التاريخ، جاء فيها “أن الشرق يشكّل قبلة لروسيا عبر تاريخها، منذ زمن الأمير فلاديمير الملقّب “بالشمس الحمراء” حتى اليوم”.. و”ان السياسة التي اتبعتها روسيا خلال وجودها في الشرق حملت طابعاً امبراطورياً هدف الى تعزيز مكانتها كقوة عظمى على الساحة الدولية من جهة والى توسيع الرقعة الجغرافية التي تحمي أراضيها من جهة أخرى وذلك بخلاف الطابع الإستعماري – السياسي الإقتصادي الذي اتبعته الدول الغربية”.

السفير روداكوف

وقال راعي الندوة السفير الكسندر روداكوف، الذي افتتح كلمته بالقول: “الأمة التي لا تعرف تاريخها اوماضيها ليس لها مستقبل”، وبالتالي فإن عملية كشف الحقائق التاريخية وتوثيقها بوجه المحاولات السافرة والنافرة لتشويه التاريخ أهميّة خاصة. وأعرب السفير عن إعجابه بمضمون الكتاب، موضوع الندوة، الذي “يحتوي، على كمّية هائلة من المعلومات المهمّة والموثّقة ويتميّز بجدّيته وشموليته ومصداقيته ويكشف تاريخ تشكيل السياسة الروسية في الشرق الأوسط في جميع المجالات” . وأثنى روداكوف على الجهود الكبيرة التي بذلتها الكاتبة جمال القرى، متمنياً لها “المزيد من الإنجازات البحثية والأنشطة المثمرة”.

محمد الحاج

ثمّ أُعطيت الكلمة للدكتور محمّد الحاج، الذي قدّم قراءة شاملة في الكتاب “، استهلّها بنبذة عن الكاتبة ونشاطاتها الإجتماعيّة، الثقافية، والنقابية والسياسية، وعن الجهود الكبيرة التي بذلتها في اصدار هذا الكتاب. وقد أسهب الدكتور محمد في شرح وتحليل الكتاب من حيث الشكل والمضمون. وبعد شرح أقسام الكتاب ومحتوياته قال في مضامينه، (باختصار)،  أن الكتاب “تجاوز التقليد في التأريخ وكلاسيكيات كتابة الوقائع، فنجد الديبلوماسية والإستشراق والسياسي والثقافي والإجتماعي والإنساني تتماثل في إهتمامات الكاتبة وحرصها على إبراز حقائق مشهديّة مقارباتها، ونستشف منطلقات وجدانها في استخدام المعلومة وفي توظيفها المعرفي، والمتأتي من تشكّل وعيها ومن العلاقات الإنسانية مع العديد من المستشرقين والمؤرخين والباحثين الروس”.. وأشار الدكتور الحاج من خلال قراءته لمضمون أقسام الكتاب الى ظهور جاذبياته السردية، في كلّ خواصها التاريخية والإستشراقية والديبلوماسية والثقافية والإنسانية…”.

وتابع الحاج واصفاً الكتاب “وكأنه مجموعة كتب رتبتها الكاتبة في نسق معرفي متمايز بمعطياته ومعلوماته ورؤاها التحليليّة لتتابعية الأحداث وتفاعل مؤثراتها في صيغ الإستنتاجات  وفي بلورة الخلاصات والظواهر، والتي نجد تقاطعاتها التبادلية في جرأة تظهير الرأي”.. وقال ان “الكاتبة حاولت إدراج القيمة الاثنية والدينية والديبلوماسية والثقافية، بتتابعيتها وبإدخال الحيثيات المعرفية للمعلومات والأحداث. ما أدّى الى طرحها نوعيّة مفاهيمية معاصرة لترابط الإستنادات مع تصوراتها للأهداف، مستخدمة حتى الإعتبارات غير الموثّقة للعلاقات بمختلف مستوياتها، والتي حاولت الإضاءة عليها.”.. واعتبر الدكتور محمّد الحاج ان الكاتبة “عملت بجهود كبيرة على تجاوز الدراسات البحثيّة والتحليل الشكلي والمقاربات التقنية ، ودلّت على المفيد في تظهير التاريخي والثقافي لاستيلاد المعاصر والمستقبل، الأكثر تفاضلية وثقة وتشاركية… غير آبهة بأي ارباك بسعيها لجعل السياسي المتداخل مع الديني والثقافي كإرساء للديبلوماسي والمنفعي”. وختم الدكتور محمد كلمته بأن “كتاب الدكتورة جمال سيساهم في إيضاح النشأة والتطور لنوعية العلاقات بين الدول، ويؤسس لمسارات في قراءاتها وبكيفيّة تأمين تبادلية المصالح المشتركة. وهي توّجت بإصداره قيمها الإداكية لأصالة انتمائها ولرفاهة وجدانها في خلاصاته، بحثت بجدّ وصدق عن الممكن من المشترك، من المصالح والقيم لتطوير علاقات الشعوب وتعاونها، وهذا ما حاولت تأكيده من إيضاح ما تزخر به تاريخيّة العلاقات الديبلوماسية والثقافية الروسيّ – الشرق أوسطيّة”.

العلي

ثمّ أعطي الكلام للدكتور رجا العلي، الذي تحدّث قليلاً عن الكاتبة وعن بعض مزاياها الحميدة، معبّرا عن احترامه وتقديره لها. وابدى إعجابه العميق بكتابها، موضوع الندوة، وقال: “ان هذا الكتاب النادر يضيء على ما هو مجهول من تاريخ العلاقات التي ربطت روسيا بالشرق الاوسط والممتد لأكثر من ألف عام. وتتمثّل ندرة الكتاب بندرة المراجع والمصادر التي اعتمدتها الكاتبة لتوثيف هذه العلاقات. وبعد شرح مفصّل لأقسام الكتاب ومضامينه، اعتبر الدكتور رجا العلي ان هذا الكتاب “يمكن اعتباره مرجعاً موثّقاً لتاريخ العلاقات بين روسيا والشرق، ومصدراً معلوماتياً موثوقاً لما جرى خصوصاً في القرنين السابقين وبقي طي الكتب لعدم وجود ترجمة له. كما انه يمكن اعتباره موسوعة تاريخيّة لأحداث مرّت ولم تُلحظ بعد.” واعبر ان هذا الكتاب “يثير اهتمام أصحاب الإختصاص والمهتمّين في مجال التاريخ والثقافة والعلاقات الروسيّة الشرق أوسطية والعاملين في مجال التفاعل بين الثقافات.”

القرى

ومن جهتها اعتبرت الكاتبة، الدكتورة جمال القرى ان “الدراسة البحثية تضيء في تاريخ العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية الدينية – الكنسيّة والسياسية – الدبلوماسيّة والثقافية من خلال استعراض أعمال مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، على جوانب غير مُكتشفة من هذه العلاقات حتى الآن”. واشارت الدكتورة إلى “أن مصادر هذه الدراسة كانت وثائق دبلوماسية رسميّة وتقارير ومراسلات وكتابات القناصل والدبلوماسيين والرحّالِة والمستشرقين الروس التي احتوت على أخبار تفصيلية شبه يومية للأحداث الداخلية في بلدان الشرق، وللحروب التي جرت فيها على وقع صراعات الإمبراطورية الروسيّة مع الإمبراطورية العثمانية والدول الكبرى، ما يشكّل ضرورة لفهم وتحليل الوجود الروسي في الشرق الذي بات اليوم وجوداً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً مباشراً لم يسبق له أن وصل إلى هذه الحدود. ففي ظل التنافس الروسي – الغربي – الأميركي على مناطق الشرق ومناطق أخرى في العالم، تحاول روسيا استعادة نفوذها ومواقعها التي خسرتها في الشرق الذي كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، خلال تنافسها الديني – الدبلوماسي – السياسي مع الدول الأوروبية الكبرى، وجعله منطقة دفاع عن أمنها القومي، ومساحة لتحقيق مصالحها الجيو – سياسية.” وقالت “ان الدراسات والتحليلات المقارِنة التي أجراها المستشرقون والمؤرّخون الروس، تقدّم أهمية كبرى في فهم آليات العمل الدبلوماسي والسياسي الروسي في الشرق. كما تقدم أيضاً تأريخاً جديداً للمنطقة، من منظور السياسة الروسيّة فيها، بما يسمح بإجراء تقييمٍ جديدٍ للصراعات القائمة اليوم بين روسيا والدول الأخرى، وانعكاسها على حاضر ومستقبل دول الشرق التي ما زالت تلعب في تشكيلاتها السياسية – الاجتماعية الخصوصيات الدينية والإتنية والثقافية الدور الأكبر، وتشكّل، كما كانت عبر كل تاريخها، بؤرة صراعات داخلية وخارجية.

ويتضح من قراءة الأعمال الحديثة للمؤرخين الروس، تحوّلهم بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي إلى البحث والتنقيب في مسار العلاقات التاريخية التي ربطت روسيا بالشرق التي لم تُولَ في السابق الاهتمام الكافي لأسبابٍ كثيرة، ليس أقلّها خضوع التأريخ إلى مفاهيم تلك الحقبة التي كانت تقوم فقط على الأساس الماركسي – اللينيني، وبما يتوافق مع النظرة السياسية – الاستراتيجية السوفياتية إلى الشرق، وأيضاً على إدغام السياسة بالإيديولوجيا.

من هنا، أتت فكرة كتابة هذا الكتاب الذي يتناول تاريخية العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية، استناداً إلى مصادر روسيّة بحتة غير معروفة في الثقافة العربية، نظراً لغياب الاهتمام بها، ولانتفاء وجود ترجماتٍ لها إلا في ما ندر. وما شجّعني أكثر على ذلك، هو أنه عند توسّع قراءاتي للمصادر الروسيّة، وجدت فيها معلومات جديدة يمكن أن تشكّل قيمة إضافية للمعلومات المستقاة من المصادر العربية والأجنبية، حيث استعنت بعشرات المراجع لأهم مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، وترجمت أجزاء مهمة منها، وخصوصاً تلك التي تضيء على ما هو غير معروف بشكلٍ كافٍ حتى الآن.”

واختتمت الندوة الحوارية بتوقيع الكتاب.

“بيروت: جدل الهوية والحداثة” كتاب جديد لنادر سراج

بوابة التربية: محمد ع.درويش:

أصدر الكاتب والمؤلف نادر سراج كتابه الجديد بعنوان “بيروت: جدل الهوية والحداثة”. قدم للكتاب مدير مركز الأبحاث الفرنسية والأكاديمي فرانك ميرميه، معتبرًا “أن صدور هذا البحث التاريخي واللساني الاجتماعي في هذه الفترة التي تلي انفجار المرفأ في 4 آب 2021 يتخذ أهمية كبرى”ن وكتب:”ونادر سراج يساهم بهذا البحث الذي سيكون له أهمية كبيرة في تاريخ المدن في العالم العربي في الحدّ من التصدعات المتعددة التي يعانيها مخيال سكان المدينة. وهو حينما يعيد بناء هذا الماضي المشترك بهذه الطريقة الرائعة فإنه يشيد من أجل سكان بيروت “مكانًا للذكرى” الإنسانية التي تلامس وجدانهم”.

يرسم سراج، استكمالًا لمشروع معرفي استهله منذ عقد بكتاب “أفندي الغلغول: تحولات بيروت خلال قرن 1854 -1940″، مراحل تدرّج بيروت العشرينيات وما بعدها في سلّم الحداثة الغربية، في مدينة تُعدُّ الأسرع تجاوبًا لإيقاع الجديد والنهوض والتألق. يكتنز الكتاب مشاهد بانورامية موثقة يتشابك فيها التاريخ بالجغرافيا، الاجتماع بالإنسان، والسياسة بمفهومها الرحب بالخصوصية.. وتتمحور فصوله حول التبدلات التي عاشها الناس والمبتكرات الحديثة التي قلبت أدوارًا عند أهالٍ  استهدفتهم “مستحدثات العلم المادي” ويسّرت لهم سبل عيشهم.

صراع البقاء والنفوذ بين قيافة عثمانية مدبرة وموضة غربية وافدة تبدت أماراته في شيوع النمط الإفرنكي ومظاهر الفرنجة ونواتج “السلم الفرنسي” وفق مقولة اطلقها الجنرال غورو لدى إعلان دولة “لبنان الكبير”.

عالج الكتاب تفتحات الحداثة وتأتيراتها على ارتقاء الصنائع والعلوم وتعزيز الآداب الرفيعة وانطلاق عجلة التربية والتعليم (نماذج الصنائع والفنون والليسيه الفرنسية والمقاصد والعاملية) وبناء المرافق العامة. كما درس تجليات الثقافة وعاين انبلاج اللغة وسعى لكشف المضمرات وردّ الاعتبار إلى الهوامش ووصل حلقات مفتقدة في التاريخ الاجتماعي للمدينة العربية بنموذجها البيروتي. بقدمين ثابتتين ومتوازنتين بين عمقين  متجاورين ومتآزرين: الحفاظ على إرث ثقافي اجتماعي عربي، مديني الهوية والهوى، والنهل بدراية من نواتج حضارة غربية وتنويرية وافدة، استطاعت بيروت أن تبتدع توليفة ذكية توازي بين مساري الهوية والحداثة. تفاعلا في عمل توثيقي استغرق من المؤلف ثماني سنوات ليسرد للقراء “تواريخ صغيرة” لأسلافهم، لأناس وأفراد وشخصيات مغمورة عمرت في سالف الأيام “أنيسة المدن”.

على مدى خمسمئة صفحة استنطق سراج أبطال حكاية التحديث فكشفوا النقاب عن صفحات مطوية وأوراق منسية لبيروت ما بين الحربين ولمدن عربية مجاورة تشاركت وإياها التجارب الحضرية. ميزة الكتاب أنه نخل الفضلات والشوارد والهوامش وجعل منها “عصارة طيبة” وفق تعبير ناسك الشخروب. فحقق بذلك تناغمًا معرفيًا قوامه استقراء تحليلي لأنسجة إثبات وتغيير عثمانية وانتدابية وأسلوب سلس يجمع بين الإناسي والسوسيولوجي واللساني ليروي مسارات المجتمع ومخاض ترسّخ الهوية الوطنية بأبعادها الرحبة والمؤتلفة.

المرتضى ردّاً على بعض الاصوات: أعيادنا الدينية في لبنان مواسم مقدسة لتأكيد العيش الواحد

بوابة التربية: ردّ وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على بعض الاصوات التي دعت المسلمين الى عدم التعطيل في مناسبات “الاعياد المسيحية” وقال: “يوم خرج الإمام الصدر مجاهدًا ضد الحرمان ومناديًا بالعدالة الاجتماعية، لم ينظر إلى اللبنانيين بحسب قيد النفوس الطائفي أو الهوية الدينية.”

واضاف: “يوم سال دم المجاهدين على دروب التحرير لم يفرق بين تراب رميش والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل والزبداني ووادي النصارى. ”

وتابع: “هكذا أعيادنا الدينية في لبنان لا ينبغي لها أن تكون عنوانًا للتفرقة ولا للمزايدة. إنها مواسم مقدسة لتأكيد العيش الواحد، ومن أراد أن ينظر إليها بمنظار آخر فإنه ينفي نفسه من الوحدة الوطنية التي هي معنى وجودنا.”

وختم:” ‏نحن لا نتصرّف تحت وطأة الانفعال، ولا نقبل أن يملي علينا الغضبُ ردود أفعالنا، لذلك سنعيّد أعياد المسيحيين والمسلمين كلها لأنها أعيادُنا، ونحترم القانون كما هو لأنه قانوننا، وكل كلام خلاف ذلك عزف نشاز.”

منجّد طلب تأجيل إحتفالية طرابلس عاصمة ثقافية 2024

بوابة التربية: توجه رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد بكتاب إلى كل من رئاسة الحكومة ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى مطالبا بإجراء الإتصالات اللازمة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، والراعية لإحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، والتمني بإرجائها لتعذر إجراء هذه الإحتفالية في موعدها المحدد.

وشرح منجد دواعي هذا التأجيل لأسباب عِدّة، “في مقدمها الظروف الإستثنائية التي يمر بها لبنان حاليا على مختلف الصعد الإقتصادية والمعيشية وعدم إنتظام الوضع الحكومي وتأثير ذلك على إنتاجية وعمل الدوائر والمؤسسات الرسمية ذات الصلة بهذه الإحتفالية وبخاصة ما يتعلق بتخصيص الأموال اللازمة لتفعيلها  وإقامة الأنشطة والفاعليات المقررة، سواء منها تلك التي ستقيمها الجهات الرسمية الحكومية والبلدية أو تلك التي من المقرر أن تشارك بها الأندية والجمعيات المحلية”.

وقال: “إن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية بشكل خاص والتي من المتوقع أن تزداد بؤسا وتتفاقم معها الأجواء المحلية وما قد يترافق معها من تطورات قد تؤدي إلى إتساع رقعة التحركات الشعبية والقطاعية وما قد تؤدي إليه من خضات”  أمنية، ليس بإمكان أحد أن يحدد مسبقا مدى فاعليتها وإنعكاساتها، ما يجعل إجراء أي أنشطة ذات أبعاد فنية وثقافية وسواها، ضربا من التهور في وقت نرى فيه المرضى يتوفون لعدم قدرتهم الحصول على أدوية او علاجات إضطرارية في حين ان مختلف المؤسسات الصحية والرعائية قد باتت تعاني من إنعدام قدرتها على تحمل المزيد من الأعباء”.

وتابع: “لقد بات من المستحيل أمام الأندية والجمعيات والثقافية منها بشكل خاص، إضافة إلى المؤسسات البلدية والإقتصادية صياغة برامجها التي يجب أن تتم صياغتها والإعداد لها منذ الآن بما في ذلك تحديد موازناتها لا سيما ما تتطلبه من مصاريف، في وقت ليس بإمكان أحد توقع ما سيكون عليه الوضع الأمني بشكل خاص في ضوء الأحداث والإشكاليات الأمنية التي تشهدها طرابلس يوميا ويذهب ضحيتها بعض القتلى والجرحى إلى جانب توتير الوضع الأمني، ما يؤدي إلى إقفال العديد من الطرقات العامة او تلك التي تربط ما بين المدينة والمناطق الأخرى التي تعاني طرقاتها وخصوصا خلال ساعات الليل من تفلت وأعمال سطو وإعتداءات على المارة، بما في ذلك الأشخاص الذين يقومون بخدمات إيصال الديليفري” إلى حد تبدو معه شوارع المدينة خالية من المارة، وهي أصلا تعاني من غياب تام للإنارة الليلية”.

وتساءل منجد: “كيف يمكن لمدينة ليس فيها فندق جاهز لإستقبال الزوار، أن تستقبل ضيوفها من رسميين عرب ولبنانيين ومن أبناء شتى المناطق اللبنانية،  لاسيما وأن أي جهة رسمية أو خاصة لم تتحرك لغاية اليوم لإعادة تفعيل وتشغيل فندق الكواليتي-ان التابع لمنشآت معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، في حين أن هذا الأخير أيضا لم يشهد أي عملية إصلاح أو تأهيل لمنشآته وما يتطلبه المعرض من تدابير ليكون حاضرا ومهيئا لإستقبال فاعليات هذه الإحتفالية؟”.

وختم: “نصارحكم يا معالي الوزير أن مدينة بدون كهرباء وبدون مياه أحيانا وبدون مساعدات لأهاليها وسكانها ومن دون إستقرار في أوضاعها وأجوائها الأمنية، وتدهور إقتصادي ومالي ومعيشي، لا يمكّن عاصمة الشمال طرابلس أن تقيم حفلا ترفيهيا في خضم هذه الأجواء التي تخيّم على أسواقها وعلى أهاليها وسكانها، فكيف بإمكانها أن تُحْيي هذه الإحتفالية على مدى شهر، بما تتطلبه من جهد ومال وتفرغ؟ بل كيف سيتقبّل الناس المنهكين جوعا ومرضا وبؤسا وشقاء وإنعداما لأي مورد حياتي وإجتماعي أن يتقبلوا وأن يشاركوا وان يكونوا من صنّاع فعاليات هذه الإحتفالية الكبرى؟”.

“المُدن العربيّة بين العراقة والاستدامة” كتاب جديد من مؤسّسة الفكر العربيّ

بوابة التربية: بمناسبة يوم المدينة العربيّة، أطلقت مؤسّسة الفكر العربيّ كِتابها السنوي السادس “أفق” بعنوان “المدن العربيّة: بين العراقة والاستدامة”، الذي شارك في تأليفه نخبة من المؤرّخينَ والخبراءِ المختصّين والنقّاد الأدبيّين من العالم العربيّ.

يأتي هذا الإصدار في سياق الاهتمام المتزايد خلال العقود الثلاثة الأخيرة بدراسة المُدن من نواحٍ عدّة، سوسيولوجيّة وديموغرافيّة وأنتروبولوجيّة وعمرانيّة وتنمويّة وبيئيّة وغيرها، وذلك بعد أن أضحى أكثر من نصف سكّان العالَم يعيشون الآن في مناطق حضريّة، مع توقُّع ارتفاع نسبة قاطِني المُدن في العام 2030 إلى 60%.

وعندما قرّرت المؤسّسة أن تُخصّص كِتابَها السنوي لهذا الموضوع، كانت مُدرِكة أنّ المدينة عالَمٌ شاسعٌ يكاد لا يُحَدّ، وأنّ الموضوعات التي ترتبط بها لا تُحصى، لكنّها اختارت هذا الموضوعَ بالذّات، نظراً لما تُمثّله المدينة العربيّة من تراثٍ فريدٍ وثريّ تنبغي حمايته، ولما يُفرض عليها من تحديّاتٍ داهِمة ومُنوّعة يَتعيّن علينا العمل الجادّ لمُواجهتها، ونظراً أيضاً لما تَنشده من حداثةٍ واستدامة يحسن بها أن تتهيّأ للانخراط الفعلي في فضاءاتهما ومَساراتهما.

يتألّف الكتاب من أربعة مَحاوِر، يتناول أوّلها تاريخ المدينة العربيّة وهويّتها، مُستعرِضاً خصائصها وتراثها المِعماريّ، كما يُعرِّف بمدنٍ عربيّة قامت في الغرب ولا تزال قائمةً فيه حضاريّاً حتّى اليوم، ولكنْ بمكوّناتٍ بشريّة غير عربيّة.

ويركّز المحوَر الثاني على ما شهدته المدن العربيّة من محو للذاكرة وتشويهٍ للتراث، في ظلّ التحوّلات العميقة التي طَرأت عليها بفعل الهجرة الكثيفة من الريف والنموّ المدينيّ السريع وما رافقه من اجتياحٍ عمرانيّ انعكست آثاره السلبيّة في مناحي الحياة المُختلفة، من جهةٍ أخرى.

ولا تكتمل دراسة المدينة العربيّة دون إلقاء نظرةٍ استشرافيّة إلى مُستقبل المدن العربيّة، حيث يضطلع المحور الثالث بمهمّة التعريفِ بالمُدنِ الذكيّةِ والخضراءِ والإبداعيّة، وعَرضِ نماذجَ ومشروعاتٍ لمُدنٍ عربيّة أُنشئت أو هي قَيد الإنشاء وِفْقَ هذه المَفاهيم.

هذا ولا يغفِل الكتاب قوّة حضور المدينة في المخيال الروائي، معايناً في المحور الرابع العلاقة العضويّة التي لطالما ربطت بين المُدن وهذا الجنس الأدبيّ الذي وثّق تاريخ المدن العربيّة، قديمها وجديدها، وساهم في الحفاظ على ذاكرتها من التبدّد والنسيان.

دور الوسائط الفنية في معالجة سلوك الأطفال

 

خاص بوابة التربية- **إعداد: د. أمل قرجة ود. إيناس بكاري:

تعد الفنون لغة عالمية رفيعة المستوى تخاطب الإحساس مباشرة، ومن هذا الأساس تنبع قيمة الدور الذي تحضا به في المجال التربوي، فالتعبير الفني له دور فعال في تحقيق التوازن الانفعالي والتوافق الاجتماعي للطفل.

من هنا دور الوسائط الفنية في معالجة سلوك الأطفال، فالطفولة مرحلة هامة وأساسية من مراحل حياة الإنسان، تتكون خلالها شخصيته وتنبني، حتى يمكننا القول أن جل مكتسبات الطفل من عادات وسلوكيات في هذه المرحلة يمكن أن تنعكس على شخصيته المستقبلية، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الطفل في هذه المرحلة مادة قابلة لتأثر والتشكل، مما يبين أهميتها في بناء شخصيته وتعديل سلوكه.

يعد الفن مدخلا وظيفيا لعالم الطفولة في مجال التربية والتعليم خاصة، فهو وسيط له دور مهم في تشكيل شخصية الطفل والإلمام بكل جوانبها الحسية والحركية والاجتماعية والانفعالية… كما يعد أيضا حقلا تعليميا يمكن أن يثري حياة الطفل الوجدانية ويحقق توازنه الانفعالي.

إنّ تنوّع واختلاف الدّراسات والبحوث في مجال علوم التربية والعلوم الإنسانيّة فيما يتعلّق بميدان الطّفولة باختلاف فتراتها دفعنا إلى محاولة اكتشاف مجالات جديدة لم يتم التّطرّق إليها بصفة واضحة خاصّة فيما يتعلق بالدّراسات المدونة باللّغة العربيّة. فقد تعدّدت الدّوافع الّتي دعّمت رغبتنا في اختيار موضوع “دور الوساطة الفنية في معالجة سلوك الأطفال” وذلك بهدف التّعرّف على أهميّة الوسيط الفني ودوره التربوي والعلاجي.

إن ظاهرة اضطراب السلوك عند الأطفال من المشاكل المنتشرة في مجتمعاتنا الحديثة، وبما أن مجال التربية يستهدف إعداد الطفل ليصبح عنصرا فاعلا في المجتمع عبر العملية التعليمية التعلمية والخبرات التربوية والبيداغوجية فهو يعد المجال الأنسب لمواجهة ظاهرة اضطراب السلوك والإحاطة بكل أبعادها من خلال استعمال أساليب التنشيط التربوي الاجتماعي وتطويعها.

من هذا المنطلق تقتضي خصوصية تعامل المربي مع الأطفال تطبيق مناهج وأساليب علمية انطلاقا من تخصصه المعرفي، بهدف مساعدتهم على اجتياز الوضعيات الصعبة وغرس قيم ومعايير سلوكية جيدة إلى جانب بناء وتحقيق اجتماعيتهم وتهيئتهم للاندماج في الحياة الاجتماعية وقد مثل هذا السياق نقطة تساؤل حول الأساليب والأدوات والوسائط التي يعتمدها المربي في التعامل مع الحالات المختلفة لهؤلاء الأطفال.

من هنا نشأت فكرة البحث في العلاقة بين الوسائط الفنية والمجال التربوي واضطرابات السلوك عند الأطفال ليطرح سؤال أساسي عن كيفية إسهام الوسائط الفنية في علاج سلوك الأطفال؟

يهدف هذا البحث إلى:

  • اكتساب تقنية جديدة تمكن الأطفال من القدرة على طرح أفكارهم والتعبير عنها عبر التعبير الفني وترسيخ استخدام الأنشطة الفنية كوسيط تنفيسي وعلاجي يسهّل على الطفل تجاوز الوضعيّة الّتي هو عليها
  • بيان كيف تعكس الممارسة الفنية الصعوبات النفسية أو السلوكية التي يمكن أن تواجه الطفل
  • بيان دور الوسيط فني في تحقيق التوازن النفسي للطفل وتكوين شخصيته
  • بيان أهمية اعتماد الفن كوسيلة لتحفيز الطفل على التعبير
  • بيان دور الفن في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال
  • الرغبة في تجاوز الممارسات التربوية الروتينية في مؤسسات الطفولة
  • تنمية روابط علائقية جديدة بين الطفل ومحيطه عبر استعمال الفنون
  • حاجة المهتمين بمجال التربية والطفولة إلى التمكن من وسائل تربوية جديدة

تنبع أهمية هذا البحث من أهمية اعتماد أساليب تربوية حديثة تمكن من تمرير الفكرة والقيمة للطفل دون تلقينها إلى جانب اعتماد وسائل وتقنيات جديدة في سبيل مساعدة الأطفال على الإندماج والتعبير وتحقيق التواصل وتجاوز الصعوبات التي تواجههم. ومن دوافع اختيارنا لهذا الموضوع تسليط الضوء على مدى تأثير الوسيط الفني في عملية التواصل ودورها في علاج سلوكيات الأطفال إلى جانب لفت الانتباه إلى أهمية الاعتماد على الوسيط الفني في حل المشاكل التي يمكن أن يمر بها الطفل.

كلّ هذا يتمّ عبر اعتماد الوسيط الفني للمراوحة بين محاولة تنمية تقدير الذات لدى الطفل وبين رغبته وقدرته على التواصل مع الأخر وتنمية ذكائه الاجتماعي، إلى جانب محاولة فهم الأطفال في أوج مراحل حياتهم من خلال دفعهم إلى ممارسة التعبير الفني الذي يمكن أن يكشف لنا ما يخفيه الطفل وراء بعض السلوكات الغريبة أحيانا.

فالطفل باعتباره مجال اهتمامنا قد يركّز على الجانب الفردي للإفصاح عن الهويّة الجماعيّة وفي ذلك بناء للذّات من جديد ومحاولة لتحديد المسار السّليم خاصّة وأنّنا نعلم ما لهذه المرحلة في حياة الفرد من أهميّة.

** د. أمل قرجة ود. إيناس بكاري من المنظمة التونسية للشغل- الجمهورية التونسية

مشاركة في مؤتمر المنظمة العربية للتربية المنعقد في لبنان

 

 

 

الاحتفالات العالمية بعيد الميلاد ما بين المعتقدات والاستهلاك

بوابة التربية_ كتبت الدكتوره ليلى شمس الدين:

ولد المسيح هللويا …
وأضحى التهليل عالميًا، ولكن بخصائص وممارسات متفاوتة، شأنه شأن احتفالات كثيرة أضحت من صلب معايشاتنا، نستحضرها ونمارسها.
وفي هذه المناسبة، يتداعى كثيرون إلى طرح السؤال الإشكالي التالي: هل هو احتفال من قِبل المسلمين بعيد الميلاد المسيحي؟ أم هي عطلة معاشة على نطاق واسع في العديد من البلدان حول العالم. بما في ذلك بعض البلدان التي تقطنها أغلبية مسلمة.
قد يرى البعض، أنّه ليس من غير المألوف أن يشارك المسلمون في احتفالات عيد الميلاد في سياق ثقافي أو اجتماعي، مثل حضور حفلات الأعياد أو تبادل الهدايا مع الأسرة والعائلة، والأصدقاء من غير المسلمين.
ويرى آخرون أنّ عيد الميلاد لم يعد للمسيحيين فقط. فمنهم من يقيم حفلة عيد الميلاد، ويطبخ لخصوصية المناسبة ويحضّر الحلويات ويغني ترانيم عيد الميلاد، ومنهم من لا يفوّت أبدًا تزيين شجرة عيد الميلاد، وإعداد عشاء عيد الميلاد، كما تبادل الهدايا.
كثيرة هي الأمثلة التي توضّح كيفية تفاعل الأشخاص، كما الجماعات بشكل انتقائي مع روايات الاستهلاك الدينية والثقافية والمشتقة من الأسواق العالمية المفتوحة على الاحتفالات التي تشير إلى مجموعات دينية أو مجتمعية أخرى.
في هذا الإطار يمكن تفسير هذا السلوك جزئيًا عن طريق التثاقف لدى المستهلك، إذ أظهرت أبحاث سابقة، كيف تتأقلم الجماعات وتتفاوض وتتكيّف مع السياق الاجتماعي والثقافي الأوسع للمجتمع.
وهنا يُمكننا أن نطرح السؤال التالي: هل عيد الميلاد هو عيد ديني يحتفل بميلاد يسوع المسيح أم احتفال بالأسرة والاستهلاك؟
في سياق متّصل، أمثلة كثيرة تلحظ كيف يدمج المسلمون قيم الاستهلاك المستمدّة من الثقافة الغربية والشرقية خلال شهر رمضان الإسلامي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الخيام الرمضانية التي تتضمّن سهرات سمر وإحياء لحفلات غنائية واجتماعات غير مرتبطة بالقيم الرمضانية. وعلى الرغم من ذلك تظل المعاني الثقافية الإسلامية السائدة المهيمنة كما هي.
لذا نرى أنّ مثل هذه السلوكيات المتمثّلة بالانخراط بالاحتفال بعيد ميلاد السيّد المسيح لا تعكس الالتزام الديني للأشخاص، بل تعكس الخيارات الشخصية واعتماد أسلوب حياة. دون أن نستبعد تأثير هذه الظاهرة الموجودة داخل البنى الاجتماعية والثقافية والدينية، وبشكل موسّع. ودون أن نغفل مدى تأثّرها طواعية، أو غير ذلك، بالقوى التي تتحدّى تديّنها أو تدعمه أو تعيد تفسيره. إذ يتخذ المشاركون قراراتهم العقلانية في تفسير إحياء أو المشاركة في عيد الميلاد، على أنّه حدث ثقافي، في حين يطبّق البعض منهم، المنطق الإسلامي حول أهمية التجمّعات العائلية وتردّداتها الإيجابية في غير مناسبة. في المقابل، يحدّد وجود السياق الديني والعلماني، كيفية دعم الجهات للمعتقدات والقيم الدينية للمشاركين الملتزمين دينيًا في احتفالات عيد الميلاد داخل مجتمع علماني.
وإذا ما أردنا أن نحدّد التديّن من منظور اجتماعي، نجده مجموعة فردية من المواقف والمعتقدات الدينية التي تظهر من خلال الأنشطة والممارسات والإهداءات ذات الصلة. وبذلك يُمكننا القول، إنّنا أمام مجموعة معقّدة من المعتقدات والقيم المترابطة القائمة على الفهم الديني المشترك بين المسيحيين والمسلمين، (يسوع المسيح / النبي عيسى) إضافة إلى القيم الثقافية الهجينة، والضخ الاستهلاكي الجماعي ضمن ثقافة السوق السائدة، التي ربما تكون إحدى أهم القوى المؤثّرة فيها هي التثاقف لدى المتلقّين. فآلية التدخّل الأساسية التي تعمل على جلب المسلمين للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد هي السوق.
لذلك نشهد احتفالات عيد الميلاد، في بعض المجتمعات، إن لم يكن في غالبيتها، كآلية منتشرة ومتغلغلة تغطي جميع جوانب الحياة، بدءًا من التنشئة الاجتماعية في الطفولة، وحتى أحداث التسوق، وليس انتهاءً بحفلات عيد الميلاد في المكاتب في مرحلة الوظيفة. وبذلك تغدو هذه الآلية بمثابة قوّة لا يملك العديد من المشاركين في احيائها والمنخرطين فيها، الرغبة في مقاومتها.

“وهج  في ارتفاع شاعر” تكريمأ الدكتور محمد علي شمس الدين

 

بوابة التربية: نظّم منتدى “لقاء” حفلاً تكريميًا للشاعر الراحل الدكتور محمد علي شمس الدين تحت عنوان “وهج في ارتفاع شاعر”، في “مركز تمّوز للدراسات والتكوين على المواطنية” بالقرب من أعمدة هياكل جبيل، بحضور معالي النائب الدكتور سليم الصايغ، وسعادة النائب الأستاذ رائد برّو، وسماحة الشيخ محمّد حيدر أحمد، وسعادة مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور حسّان العكره، ومدير عام مصلحة المياه والكهرباء في جبل لبنان الأستاذ جان جبران، وأمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيّين الدكتور الياس زغيب، ورئيس بلديّة بجّة الأستاذ رستم صعيبي، وممثّل سعادة النائب سيمون أبي رميا الأستاذ هاني عماد، وممثّل سعادة نائب جبيل زياد حوّاط الأستاذ بول حوّاط، ورئيس الهيئة الإدارية في المجلس الثقافي في بلاد جبيل وأعضاؤها، وأصدقاء الشاعر الراحل وعائلته، وفعاليات اجتماعية وثقافيّة وإعلامية بينها الإعلاميّ الأستاذ محمّد عمرو الذي نقل الاحتفال مباشرة عبر صفحة “زمان الأخبار” الثقافية.

قدّمت للاحتفال الذي ابتدأ بالنشيد الوطني اللبناني، الشاعرة جوليات أنطونيوس.

 

الصايغ

بدأ النائب سليم الصايغ كلمته بالقول “سأحاول التحدث عنه ـــــــ الدكتور محمد علي ـــــــ من خلال قراءاتي لبعض من إرثه الشعري. هو شاعر الحبر والورق الذي لا يهمل التفاصيل … هو الراحل الحاضر دوماً، يستشرف المستقبل ويجعل من الماضي أنيقاً، حاول الإمساك بالخط الأساسي للتاريخ العربي وعمل عليه … يحلّق في الشعر كما يتنفس في النثر … هو شاعر الأقنعة والنرجسي الذي لا يدع الآخر يغلبه في القصيدة والمقصد، حيث كان يخلق صورة جديدة بعيدة عن الكلاسيكية والتي تخلق صراعاً بين الأصل والقناع حيث يتغلب الأصل وهو “أنا الشاعر” كما كان يحب ان يقول”.

وأضاف “هو شاعر الحب كما جرى وصفه في آخر إصداراته “للصبابة للبلبل وللملكوت” إذ أنّ الشعر عنده العمق الاستراتيجي للوجود. كيف لا وهو ابن الجنوب وجبل عامل ولبنان كما هو أبعد من هذه الرقعة الجغرافية حيث الأصالة التي تخترق التاريخ والفرصة التي تنتهز اللحظة. وأضاف “لقد استمتع الشاعر محمد علي شمس الدين بمحاورة الحبّ والموت والألم والحرّية، معرفاً الشعر بأنه الخريطة الداخلية للحياة وبأنّه العالم الافتراضي للعالم الواقعي…”. وختم النائب كلامه بالقول ” ترجّل شاعر الأقنعة بهدوء وغادر المكان بشجاعة… وعمن يرثه في الشعر من الشعراء الحاليين فكان يعتبر أن الورثة موجودون كظلال، كاستعمال للعبارة، كانتباه للتاريخ وللأقنعة”.

 

فغالي

بعد الترحيب بالحضور، ألقى مؤسّس “لقاء” ورئيسه الدكتور عماد يونس فغالي كلمته وجاء فيها “تساءلتُ وضميري على غير ارتياح، في غمرة محبّة الناس الكبرى لمكرَّمنا، من “لقاء” ليستحقّ يكرّمه، وماذا سيقول فيه إضافةَ ما قيلَ وما دُرس ونوقش؟ أمَا كان أجدرَ، لو اكتفينا بانحناءةٍ قادرة أمامَ ارتحاله المهيب، ونحن واقفون على قيمةِ الرجل وهيبته؟ ” وأضاف “في الواقع، رجفتْ عيني لا تجرؤ على بوحٍ بدمعةِ فقدٍ لحبيبنا الذي عاش بيننا في صفوف الملائكة المنشدين المجدَ طغماتٍ علويّة، فكرًا وحرفًا وجمالاً!  أردتُ الاحتفاءَ به في أمسيةٍ يحييها، وننعم به صعودًا نحو نشوة الألق، استمهلني والأزمة تشتدّ، نحن في بُعادِنا وهو إلى ابتعاد! “. وتابع رئيس لقاء “لا يدّعي “لقاء” يا أحبّةُ الخوضَ في كِبَر محمّد علي شمس الدين، ولا في مسيرته العالية على صعُدها كافّةً. إنْ نفعلْ، صدّقوني نبَنْ صغارًا… الدنيا كلّها تحدّثُ عنه دفقًا عبر المدى!! نحن هنا، نُجمعُ على قولةِ حبّنا، وحاجتنا اللا تنضب لنغرفَ دومًا وتكرارًا من نبعةِ عطاءاته الفائضة!!”.

وختم د. فغالي كلمته بالقول “د. محمّد علي، لو صار لنا ما تمنّيناه، لكنتَ الآن تؤمّ محضرَنا، تتلو أشعارَكَ شعائرَ قدسيّة في محرابِ المعجبين… لكنّكَ آثرتَ أن تكون صلاتَنا، نؤدّيكَ عبادةً إبداعيّة، إلى حيثُ أنتَ في مصاف النبيّين، ترفرفُ روحًكَ الشاعريّة والمعرفيّة علينا، بأجنحةِ الرضى والحبور، بركاتٍ نورانيّة من وهجكَ العلويّ مدى الأبد!!!”.

 

جوني

أعلمنا صديق المكرّم الدكتور المهندس مصطفى جوني في كلمته بما دار بينه وبين الراحل الكبير في أيامه الأخيرة في هذا العالم، قائلاً “اتصل بي قبل أيام من دخوله المستشفى، ليخبرني أنه بصدد طباعة ديوان، فيه من الشعر ما يَطيب سماعه؛ وأنا أخبرته أنني بدأت بإضافةِ بعض الجمل القليلة على مقدمة كتابي عنه، في طبعته الثانية إن حدثت، وكلانا تمنى أن يكون لقاؤنا قريباً كي يسمع كل منا ما كتبه الآخر.  شاء القدر ألا يكونَ اللقاءُ الذي أردناه على شرفة منزله كما كانت العادة بيننا، بل أمامكم في منطقة جبيل الحبيبة، وروحه ترفرف وتنصت إلينا بفرح”.

ووصف الدكتور جوني الراحل الكبير بأنّه “متكلّم بارع، وعلاقَتُهُ بالحرف كعلاقة الدنِّ بالخمر، فتأتي كلماتُهُ منتقاةً، وكأنها مغمسة بقليل من النبيذ الأحمر المقدس، تُفرِح قلوب سامعيه، وأنا واحدٌ منهم؛ حيث كنت أجد نفسي مُلقىً على الكرسي أمامه، لاحول لي ولا قوةَ إلّا الإصغاءُ إليه بفرح المصغين”.

وتحدّث عن كتابه الذي خرج إلى العلن عن الراحل شمس الدين بعنوان ” قصائد أنبتتها الصخور في سيرة محمد علي شمس الدين”، لينهي كلمته برسالة إلى الشاعر الراحل جاء فيها “قريبي وصديقي محمد علي، اقتنعت بعد التقرّب منك، بأنّ الكلمات تَنَزَلُّ على الشعراء الموهوبين كما الوحي على الأنبياء، فتحملها أصابعهم وتغمسها بمشاعرهم، وتزرعها على الورق فتنبت شِعراً. وعندما يفيض الوحي على بعضهم يكونون شعراء غير أكثرهم، ولا أبالغ إذا قلت بأنّ محمد علي قد ارتقى فوصل ليكون في الصف الأول من الشعراء”.

 

البيطار

ألقت الشاعرة الدكتورة يسرى البيطار قصيدة في هذه المناسبة، وهي:

قَرعتُ الجدارَ النوافذَ بابًا من الغيم فافتحْ قليلَا

أنا نسَمٌ قِيلَ كان اشتعالًا، وكان احتضارًا، وكان عليلَا

وكنّا، محمدُ، قبل النخيلِ

نهيِّئُ للرُّطَبِ الماءَ عذبًا

وكنّا نخيلَا

تُراها الينابيع حوَّلَت الماءَ نحو العيونِ؟

تُراها الينابيع ثكلى عليكَ فما لاح وجهٌ لِقَيسٍ، ولا لاح وحيٌ، وإنّي كبرتُ فصولَا!

◇◇◇

قَرعتُ على البحرِ، “عامِلَ”، ذاك الترابِ، رؤوسِ الأزاهير فافتحْ قليلَا

بخدَّينِ، حتى السكونِ الأخيرِ، ثوى فيهما الياسمينُ بَلِيلًا

ونامَ الغناءُ ظَلِيلَا

هو الشاعرُ الحرّ يَعجُنُهُ الألمُ المستطيلُ لِيبقى جميلَا

فمَن يَبعثُ الشمسَ من مضجع الموج صبحًا؟

ومَن يَرفد الأرضَ سِحرًا، أصيلَا؟

لكَ الشعرُ لوِّنْ بهِ كوكبَ الصابرينَ، وعَينًا تصلّي، وخصرًا نحيلَا!

◇◇◇

قَرعتُ على الحزنِ والمطلعِ العربيِّ على الليل فافتحْ قليلَا

لأجل الحقول التي احتلَّها المعتدونَ

ألَا ارصفْ على الجانبين الخيولا

لأجل الكرامةِ بدّدَها الخاضعونَ

ألَا اغضَبْ طويلَا

لأجل الحداثةِ أشعِلْ وُرودَكَ

ما زلتَ أنتَ الدليلا

وذلكَ طفلُكَ في الشيخ يأبى على شاهقٍ أن يَميلا

لأجل المساكينِ في الحبّ والمتعَبينَ الحيارى ألَا افتحْ على الشمس بابًا

سُهُولًا

 

شمس الدين

ألقت الدكتورة ليلى شمس الدين كلمة العائلة، واستهلتها بنقل بالغَ تحياتِ مفتي بلادِ جبيل وكسروان سماحةِ العلاّمة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ومحبته، هو الذي كان يهمُهُ مشاركة الحضور هذه المناسبة التي تعني لهُ الكثيرَ كونَها تخصُّ تكريمَ الحبيبِ الراحلِ الشاعرِ الكبير د. محمد علي شمس الدين من جهة، ولوجود الحاضرين من جهة. وبلّغت الحضور محبّة سماحتِه واعتذاره عن عدمِ تمكّنه من تلبيةِ هذه الدعوة وذلكَ لظروف استثنائيةٍ مرتبطةٍ بهذه الليلة.

وأضافت “وأنا أقفُ هنا، أجدُني أعودُ بالذكرى إلى طفولتي، إلى أيامٍ مضت وأنا أفتخرُ وأعتزُّ بمعرفتي كما بقرابَتي لشخصيةٍ أجدُها استثنائية. استثنائية في الحضور واستثنائيةً في الطموحِ والمسار”. وأكملت شمس الدين “اسمحوا لي أحبتي أن أتلو بعضًا ممّا خبرته من فعل محبته أمامكم. فمن يعرفُ شاعرَنا منذُ نشأتِهِ يوقنُ جيّدًا أنّه لم يشترِ كما لم يسعَ وراءَ منصب، ولم يساوم أو يبيعَ موقفًا. عَرَفناه واضحًا ومباشرًا، لبقًا يرشَحُ جمالاً ورقيَّ حضور. عصاميَاَ فرضَ نفسَهُ بامتلائِه ومكانتِه، كبيراً أبى إلاّ أن يتفوّق على دربِ الكِبار، حقيقةً واقعيةً أدركنا فصولَها ومراحلَها”.

وتابعت “لم يكن شاعرُنا الكبيرُ انطوائيًا ولا انتقائيًا، كانَ ولا يزالُ أكبرَ من أن يتموضَعَ ضمنَ عائلة، لا لِكِبْرٍ وإنّما لدَورٍ سكنَهُ فاتسعت حدودُهُ لتتجاوزَ حدودَ الوطن وهوَ الذي سكنَ الوطنَ وأسكنَهُ في فِكرهِ وقلبِه وشعرِه. كان صاحب رسالة، أدركَ مسؤوليةَ الشاعر في حملِ رسالةِ المحبةِ والإعلام من خلال تصوير وقائع حياتية إنسانية ووطنية جامعة. كثيرةٌ هي الألقابُ التي حُمِّلَت له، وهي فعلُ محبةٍ ممّن قرأوه، فعرَفوهٌ ملكاً في الشعرِ وعلى المِنابرِ. يُحرّكُ خطواتِهِ بدقّة، وينحِتُ حروفَهُ بإحساسٍ فتخرجُ مسبوكةً من بينِ شفتيه”.

وختمت الدكتورة ليلى كلمتها ببضع كلمات توجّهت بها إلى الراحل الكبير، فذكرت “برحيلكَ لن ينطفئَ قمرُ الشعر، رحلت وفي جَعبَتكَ الكثيرُ الكثيرُ لتسوغَه، رحلت تاركًا إرثَ محبة، وإرثُكَ يا شاعرَنا وهجٌ مرتفع، فالكبارُ يَسمونَ ويرتفعون، ووهْجُكَ لن يخبوَ ما دامت حروفُ الشعرِ تُنظَم”.

 

اختتم الاحتفال بتسليم درع محبة ووفاء من رئيس لقاء باسم لقاء، لعائلة الشاعر الراحل، بشخص عقيلته السيدة خديجة وكريمته الشاعرة رباب، التي بدورها شكرت الحضور ولقاء على تنظيم هذه المناسبة.

إخلاص فرنسيس قدمت كتابها “ذاكرة الضوء” إلى مكتبة عصام فارس في البلمند

بوابة التربية: زارت الأديبة الّلبنانية إخلاص فرنسيس، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة البلمند والتقت عميدها البروفسور حنا النكت، في حضور الكاتبة والأستاذة في الكلية الدكتورة دورين نصر.

قدمت فرنسيس، المقيمة في الولايات المتحدة، كتابها “ذاكرة الضوء” إلى مكتبة عصام فارس في جامعة البلمند. الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات أدبية ونقدية شارك فيه العديد من النقاد من كل أنحاء العالم العربي. وقد هدفت فرنسيس من خلاله أن تسلط الضوء على أعمال الكاتبة والناقدة الأدبية اللبنانية المعاصرة الدكتورة يمنى العيد.

تسعى فرنسيس من خلال منصتها “غرفة 19” إلى تكريم الشخصيات اللبنانية العربية والأجنبية، بالإضافة إلى دعم المواهب الأدبية الجديدة. كما تحاول نشر كتابها وتوزيعه على نطاق واسع من المدارس والجامعات بهدف تعريف الطلاب على الكنوز الأدبية اللبنانية.

بدوره شكر العميد النكت للأديبة فرنسيس مبادرتها، وشدد على “ضرورة وجود أعمال أدبية وثقافية شبيهة بـ”ذاكرة الضوء” في مكتبة عصام فارس.

من جهتها،  شددت الدكتورة نصر على “أهمية تشجيع طلاب اللغة العربية على التعرف على الإبداعات الأدبية وزيارة مراكز ثقافية وأدبية مختلفة”.

أما الأديبة فرنسيس فأثنت على “دور جامعة البلمند الرائد في احتضان الإبداعات الفكريّة والثقافيّة من خلال تنظيم نشاطات ثقافيّة عدة وتعزيز التعاون الفكري مع العديد من الأدباء والكتاب”.