Breaking News

ثقافة

يا حبّذا جبلُ الرّيحانِ من جبلٍ

بوابة التربية- كتب د. يونس محمّد علي زلزلي:

يَسَّاقَطُ ثلج “الرّيحان” خفيفًا كقطن النّيل؛ فيتسامى جبلُ “سُجد” ناصعًا في سجدتِه الأبديّة بين مقام نبيّه، وعيون الشّهداء. أمّا أرض “عرمتى” فتفترُّ عن بسمة شمسٍ تهشُّ من بين الغيم الّذي يظلّل صخور جبل “أبو ركاب”، وتبشُّ في حنايا جبل “صافي” وثنايا مروج “عقماتا”، وسنديانات “بئر كلّاب”. ويسرح الحفيفُ موّالًا في جنائن صنوبر “العيشيّة”، ليداعب ترجيع نواقيس كنائس “الجرمق”، ويُلاعب نشيج الماء في بُركةِ “الجبّور” ونشيد الملّول في “كفرحونة”. تغوي أصداء البهاء كينايات “ميدون”، وتفتن شلّال “جزّين”؛ فيرتادان هذا العرس الأبيض. ثمّ يتردّد صدى الفرح في زيتون “مليخ”، وتهدر مياه نبع “الطّاسة” تحمل أسرار “اللويزة” إلى “جرجوع”، وتقف “مليتا” تغمز “الريحان” وتواعده على بوح الحبّ في عرزال الصّفصاف والنّفناف، ويفرش سهل “الميذنة” سجّادته الخضراء ليصلّي على إيقاع ناقوس كنيسة الجرمق شفعَ خيرٍ ووتر جمال، فتغفو “كفر رمّان” قريرة العين على وسادة حرير “الطّهُرّة”.
هكذا، تكتمل فصول جوقة الشّتاء الرّيحانيّ.
على دروب “الرّيحان” ترفو الكلمات حروفها وتهفو القلوب إلى ذلك الفردوس البديع، وتتماس القلوب والدّروب؛ فيتناصّ المقال مع مقام “جرير” النّجديّ في جبل “الرّيّان” مقتبسًا: يا حبّذا جبلُ (الرّيحانِ) منْ جبلٍ وَحَبّذا ساكِنُ (الرّيحانِ) مَنْ كَانَا…

 

المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره

بوابة التربية- كتب محمد ع.درويش: أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة حديثاً، كتاب “المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره” للمؤرخ ماهر الشريف.

يطرح الكتاب سؤالاً جوهرياً حول العوامل التي حالت دون نجاح الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهداف مشروعها والتي أدت بالتالي إلى وصول هذا المشروع إلى مأزقه الراهن؛ بداية من تبلور المشروع الوطني الفلسطيني عقب مرحلة من التخبط السياسي في عهد الانتداب البريطاني، مع ولادة حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن العشرين، وانتقل عبر تطوره، من مشروع تركز على تحقيق هدفي التحرير والعودة، إلى مشروع تركز، في المقام الأول، على تحقيق هدف الاستقلال في إطار دولة فلسطينية تحددت حدودها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، ثم إلى مشروع راهن على أن تقوم هذه الدولة بعد مرحلة انتقالية من الحكم الذاتي، وهو الرهان الذي خاب وولد المأزق الراهن الذي يواجهه هذا المشروع اليوم، وأثار سجالات غنية بشأن سبل الخروج من هذا المأزق.

يحاول الكتاب البحث في تلك العوامل التي حالت دون نجاح الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهدافها من خلال تتبع المراحل التاريخية التي مر بها المشروع الوطني الفلسطيني، وذلك عبر تسعة فصول رئيسية تبدأ بالحديث عن المشروع الوطني الفلسطيني قبل العام 1948، ومن ثم يتحدث الفصل الثاني عن مشاريع قومية واسلامية وشيوعية ترنو إلى فلسطين، ويستعرض الفصل الثالث مشروع حركة ” فتح” الوطني وميثاق منظمة التحرير القومي، وينتقل عبر الفصل الرابع لمشروع التحرير والعودة عقب هزيمة حزيران/يونيو 1967، أما الفصل الخامس فيجسد الانتقال من مشروع التحرير إلى مشروع الاستقلال، وفي الفصل السادس حديث عن الرهان على “الخيار الأردني” وسقوطه، وفي الفصل السابع عرض لمرحلة من “إعلان الاستقلال” إلى “إعلان المبادئ”، أما الفصل الثامن فجاء عن إخفاق مشروع تحول الحكم الذاتي إلى دولة مستقلة وانقسام النظام السياسي الفلسطيني، وفي الفصل التاسع والأخير استعراض لمأزق المشروع الوطني الفلسطيني وسبل الخروج منه. ويستند الشريف في ذلك التتبع إلى منهج ينطلق من فكرة رئيسية فحواها أن الأفكار هي نتاج الأوضاع التاريخية لزمنها، ويقوم بالتالي بعرض الأفكار وتحليلها ضمن سياقاتها المحلية والإقليمية والدولية.

ويعتبر الكتاب إضافة أخرى يقدمها المؤرخ ماهر الشريف إلى جانب إسهاماته الأخرى في حقل تاريخ الفكر السياسي الفلسطيني، فصدر له سابقاً “البحث عن كيان: دراسة في الفكر السياسي الفلسطيني 1908-1993″، و”المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة 1908-1948″ و”قرن على الصراع العربي-الصهيوني: هل هناك أفق سلام؟” و”تاريخ الفلسطينيين وحركتهم الوطنية” بالاشتراك مع عصام نصار. ويشغل الشريف منصب رئيس وحدة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ويعمل كباحث مشارك في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت.

دورة إلكترونية مجانية عن “مهارات الحوار بين الثقافات”

بوابة التربية: تقيم المنظّمة الدولية للفرنكوفونية بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية دورة الإلكترونية مفتوحة الحاشدة عن “مهارات الحوار بين الثقافات” التي أعدّتها جامعة الحكمة، والتي تبدأ في الأول من شهر تشرين الثاني 2021. وقد صمّم جهاز التدريب الضخم هذا، وهو مجّاني بالكامل، للاستجابة إلى التحدّيات المتمثّلة بانقطاع الرابط الاجتماعي وبالصراعات في معالجة المسائل المتعلّقة بالحوار والتواصل وتسوية النزاعات.    

تلاقي الدورة الإلكترونية المفتوحة الحاشدة حول مهارات الحوار بين الثقافات المنظّمة نجاحاً كبيراً منذ إطلاقها بدعم من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ومن المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وبمؤازرة جامعة القديس يوسف وجامعة الجنان (لبنان)، مع الاستعانة بخبرة مركز قدموس لحل النزاعات.    

وبما أنّه تم إعداد هذه الدورة بالاستناد إلى معايير جامعية، فإنّ وحداتها التربوية تحظى باعتراف جامعة الحكمة عند مستوى السنة الثانية من دراسات الماجستير. وتمتد الدورة على خمسة أسابيع تفضي إلى منح شهادة. وهي مفتوحة أمام الجمهور الفرنكوفوني والجمهور الناطق باللغة الإنكليزية من دون أيّ شروط مسبقة أخرى. تقدّم الدورة باللغة الفرنسية مع ترجمة في الحاشية باللغة الإنكليزية. ويتضمّن كلّ أسبوع فيديوهات واختبارات قصيرة، بالإضافة إلى منتدى حوار مدمج في المنصّة.

يتولّى تيسير الدورة:

– السيد سليم الصايغ، وهو أستاذ في الحقوق والعلوم السياسية في جامعتي باريس ساكلاي والحكمة، ومدير مركز قدموس، ووزير سابق.

– السيدة رشا العميري، وهي حائزة على دكتوراه في العلوم السياسية، ومدرّسة في جامعة باريس ساكلاي وجامعة الحكمة، وباحثة ف في معهد الدراسات المتعدّدة الاختصاصات في جامعة باريس ساكلاي.

إنّ باب التسجيل مفتوح من 18 تشرين الأول إلى 15 تشرين الثاني 2021.

تبدأ الدروس في 1 تشرين الثاني 2021 وتنتهي في 5 كانون الأول 2021.

للتسجيل والحصول على المزيد من المعلومات عن الدورة الإلكترونية المفتوحة الحاشدة حول مهارات الحوار بين الثقافات المنظّمة من جامعة الحكمة، زيارة الرابط التالي: https://www.fun-mooc.fr/fr/cours/les-competences-pour-le-dialogue-interculturel/

“صعب للدراسات” تحيي الذكرى الـ ٩٩ لولادة المفكر الراحل حسن صعب

بوابة التربية: تحل الذكرى ال ٩٩ لولادة المفكر الراحل الدكتور حسن صعب، في ظروف استثنائية التي يمر بها لبنان، ومعاناة الإنسان في هذا البلد التي تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم على الصعيدين المعيشي والحياتي. 

وبهذه المناسبة وجهت “مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث” دعوة إلى استعادة لكل ما أرساه من قيم، ومبادىء،  وما عمل لأجله على مستوى النضال لقيام دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية، وما تركه من إرث وإنجازات في شتى الميادين والحقول من أجل إنماء الإنسان كل إنسان وكل الإنسان.

وأحيت “صعب للدراسات”، ذكرى ولادة مفكر الإنماء الدكتور حسن صعب، عرفاناً له، واعترافاً بقيمته التي كانت ثورة جامحة على الباطل والظلم والاستعمار والاقطاعية والطبقية، مطالباً بالعدالة والمساواة بين جميع الناس. وبكونه أحد الأشخاص الذين دعوا، الى صناعة تاريخ جديد وإنسان جديد ودولة جديدة وروح انمائية جديدة.

وبهذه المناسبة، وجه الزميل محمد ع. درويش تحية لروح معلمه، الراحل الدكتور حسن صعب، ولأعماله ومواقفه، التي قدّمها عبر السنين الماضية، للأجيال، ولبنان الحضارة. فهو مَن علّمَ أن لبنان هو الملتقى الفريد للمسيحيّة والإسلام، وهو من نادى بـ”لبنان وطنُ العقل لا وطنُ العنف”، ورفع أمامَ الجميع شعاره الدائم: “إنماء الإنسان، كلِّ إنسان وكل الإنسان”.

ذكر درويش، كيف كان د.حسن صعب رجل فكر وثقافة، حارب الجهل فصرعه ونشر المعرفة، بين جيل وجيل أشرعة وعي وتيقظ وضياء. وكان أيضاً، رجلاً عقلانياً في زمن التعصب والجهل ورجل محبة في زمن الحقد والاقتتال ورجل النقاش الهادىء في زمن فرض الافكار بقوة السلاح.

لقد أدرك حسن صعب أن رجال الفكر كأصحاب الرسالات مدعوون دائماً إلى إبداء الرأي الصحيح والعمل على التغيير وقلب الموازين الوطنية والتاريخية والاجتماعية حتى لو تعرضوا للموت من أجل إبلاغ رسالتهم الصادقة. وفي ضوء فهمه لجدية الترابط بين الهوية اللبنانية والهوية العربية، أكد على أهمية التواصل الإسلامي، المسيحي في نشأة لبنان، الوطن الفريد، والوطن القدوة… المصغر الإبداعي للوحدة من التنوع، في التمدن العربي، والتحضر الإنساني.

عرض درويش، العنوان العريض الذي كان ضمن بنائه الفكري الكبير، وهو “الإسلام وتحديات العصر”. حيث حضّ اللبنانيين على “الإجماع على أن الهوية العربية، كما قال، هويتنا الذاتية الاختيارية، وعلى أن الثقافة العربية المنفتحة على باقي الثقافات الإنسانية انفتاحاً إبداعياً هي ثقافتنا الذاتية الاصيلة”. وحذر ايضاً من الخطر الصهيوني على لبنان والمنطقة العربية برمتها وعلى مستقبل العلاقات الإسلامية المسيحية التي ان أصيبت في لبنان بالذات ستنعكس آثار اصابتها في كل أنحاء العالم”.

ولقد تمنى درويش في ختام كلمته، “في هذا الظرف الفائق الصعوبة والمهدد للوطن ولمكانة لبنان الدولية ولإفراغه من خيرة قواه الحية، يجب على جميع المسؤولين والعاملين في حقل السياسة ان يضافروا قواهم من أجل إنقاذ  لبنان”. 

 كما دعا درويش  الحكومة إلى  “دراسة كل المبادرات التي تهدف إلى  مساعدة اللبنانيين على تجاوز معاناتهم  وألا تدخل في  ذلك اية  اعتبارات سوى مصلحة اللبنانيين والنهوض بهذا الوطن”.

* د.حسن صعب ولد في مدينة بيروت بتاريخ ١٥-١٠-١٩٢٢.

مها كيّال تخترق القراءة الديناميكية عبر كتابها المجاني”ما بين الثقافة والتراث الثقافي”

بوابة التربية- كتبت د. ليلى شمس الدين:

واجهت الباحثة في الأنثروبولوجيا البروفسورة مها كيّال التحدّيات والأزمات المجتمعية التي يعيشها اللبنانيون في الوقت الراهن من خلال إصدار كتابها “ما بين الثقافة والتراث الثقافي” مخترقة مساحة القراءة الديناميكية lecture dynamique)) في العصر الرقمي الذي نعيش.

الكتاب مجموعةً من الأبحاثِ التي شاركتُ بها البروفسورة كيّال في العديدِ من المؤتمراتِ الوطنيةِ والإقليمية، يطال في مواضيعه التراثَ الثقافيّ بشقّيه: المادّيّ وغير المادّيّ، كما الثقافة المعاشة وتأثرها بالموروث.

الأبحاث التي يتضمّنها الكتاب ليست بالجديدة، لكن قسماً منها لم ينشر بعد. وإنّما ارتأت كيّال الباحثة في الأنثروبولوجيا أهمية جمعها ونشرها، لا سيّما وأن مواضيعها مترابطة من حيث المجال البحثي.

تختزن صفحات الكتاب من خلال التحليل، الارتباط بين الثقافة والتراث في قالب اجتماعي لبناني، وينظر بعيون أنثروبولوجية لقضايا الهوية، والتنمية، وعولمة الثقافة، والتراث المادي واللامادي، وإشكالية صون التراث، والهيمنة الثقافية والدلالات والرموز الثقافية، وغيرها من القضايا الفكرية المترابطة التي جمعتها في 208 صفحات شكّلت مجموع صفحات الكتاب الذي مُهر غلافه بريشتها من خلال لوحة مميّزة أضافت بعدًا جماليًا لهذا الإصدار المميّز.

والجديد في هذا الإصدار أيضاً، انّه يمثّل رؤية وتطلعات البروفسورة كيّال للتراث عموماً، لا سيما منه المادي، كما وللثقافة المادية، الذي شرحته بتوسّع في تقديم وفي خاتمة كتابها الذي أرادته أن يكون فاتحة لأبحاث جديدة في الثقافة المادية.

الاستفادة التي قدّمتها البروفسورة كيّال الباحثة في الأنثروبولوجيا في هذا الإصدار لم تقتصر على المضمون الذي لا شك سيُغني المكتبة الأنثروبولوجية العربية من خلال استفادة الباحثين والأكاديميين والطلاّب، وإنّما تعدّته إلى الاستفادة من مضمون هذا الكتاب بصيغة PDF مجّانًا من خلال تنزيله بسهولة من خلال الضغط على الرابط الموجود على حسابها الفايسبوكي.

إضافة جديدة تشكّلت من خلال هذه التجربة التي اعتمدتها البروفسورة كيّال في إصدارها من خلال طباعته عبر Word وتحويله إلى صيغة Adobe Acrobat (PDF) لعرضه، وهو ما اعتبرته المؤلّفة والناشرة في آن أسلوباً سيسمح لها مستقبلاً بتطوير طرائق كتبها، لجعلها كتباً رقمية عديدة الاحتمالات في صناعتها، دينامية التطوير في الشكل كما في المضمون. مفترضة أن تصل إلى صناعة الكتب والأبحاث التفاعلية التي تنقلنا من مرحلة القراءة التأملية (lecture reflexive) التي أنتجها عصر النهضة، إلى مرحلة القراءة الديناميكيةlecture dynamique)).

كتاب مها كيّال “ما بين الثقافة والتراث الثقافي”

يمكنكم الحصول على نسخة من إصدار بروفسورة مها كيّال “ما بين الثقافة والتراث الثقافي” المنشور مجّانًا من خلال الدخول إلى حسابها

https://www.facebook.com/maha.kayal

المرشدة النفسية عيتاني تقدم طرقا للتخلص من المشاعر السلبية

بوابة التربية: امام هذا الواقع المتردي نفسيا واقتصاديا وانعكاسه على نمط الحياة من سلبيات ارتفاع الضغط النفسي،  وجهت المرشدة النفسية والاستاذة الجامعية ديالا عيتاني نصائح عدة لتخطي الازمة التي نعيشها بسلام دون اي مضاعفات صحية تؤثر سلبا على الصحة النفسية الجسدية، وقالت:

 ”لاشك ان هذه الفترة  التي نعيشها صعبة اقتصاديا مما يزيد من القلق الذي يؤثرعلى ارتفاع الضغط النفسي، سواء بالافكار او في العادات اليومية، كالنوم لساعات طوال، ام العكس، عدم النوم  حيث تشيرهذه العوارض الى انهيار نفسي. لذلك  اي شخص في حالة صحية طبيعية سيتأثر بتلك الاجواء الضاغطة ،ومن لديه استعداد ستزيد عنده عوارض الانهيار النفسي،  تحت اطار الامراض النفسية الجسدية،  اذ نجد البعض يشعرون في اوجاع في جسمهم اكثر لاسيما في عضلات الكتف فضلا عن التشنج في الرأس،  خصوصا من الجهة الخلفية  المسؤولة عن  المشاعر، فأي تشنج  نفسي  يعكس سلبا في هذا المكان، اما الجهة الامامية للرأس التي تعكس مكانا للتفكير في الدماغ، فنجدها تتأثر وجعا في هذا المكان عند اي ضغط عصبي  يتعرض له الانسان فضلا عن الم المعدة وعسر الهضم كأن الانسان يأكل مشاعره بالمعنى المجازي، مما لا يستطيع ان يهضم اكله  جيدا فضلا عن   الشعور في  ثقل اليدين نتيجة حمله الكثير من الهموم.

هذا يعني  ان كل منطقة في  الجسم معرضة  للمشاكل الصحية  في هذه الظروف الدقيقة، خصوصا اذا بقيت مكبوتة، لا يستطيع حينها ان يعبر الانسان عنها  كثيرا اما انه ليس لديه وقت للذهاب الى الطبيب للمعالجة  بحجة الاوضاع  المتأزمة  مما يؤدي إلى إرتفاع الضغط النفسي او انه لا يعرف  التخطيط مستقبلا فيزيد عنده  القلق  خصوصا  اذا كان مصابا بالوسواس.

وقالت الدكتورة عيتاني: ”ان الناس تحب  ان تعرف ماذا  سيحصل  لها مستقبلا مما يزيد عندها  القلق لان  امامها شيء غير ملموس  فتصاب اكثر في الانهيار النفسي  نتيجة الوضع المتأزم. تلك الاجواء تؤثر سلبا على الناس حيث البعض لا يعبر فيكبت مشاعره اكثر.

وشددت على ان الحل يكمن في الانسان،  وعليه ان يعرف انه من الطبيعي ان يمر في تلك الفترة المتشنجة اقتصاديا  وسيزيد لديه الضغط النفسي، كونها مرحلة صعبة  لانه اذا  لام  نفسه  فهذا لا ينفع  كون اللوم لا يساعده بل  يدخله في المشاعر السلبية،  التي تؤثر على صحته.

وأعتبرت أن المهم ايجاد طريقة يعبر فيها في عبر التحدث مع  ذوي الخبرة او معالج نفسي  يثق  به  دون ان يطلق عليه الاحكام  او اللجوء الى ممارسة الرياضة التي تخفف الاوجاع او التدليك. كل ذلك يرفع  من هورمون الاوتوسين  التي تساعده  على الاسترخاء  اكثر وبالتالي تخفف عليه التشنجات ففي الحركة مهمة للتخلص من الالام.

التجمّع الأكاديمي في لبنان: يحذّر من موجة التطبيع في محاولات “طمس الذاكرة”

بوابة التربية: اعتبرت أمينة عام التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين الدكتورة لور ابي خليل أنّ “العدو الصهيوني استغلّ الفراغ الذي استتبع “الثورات العربية”، وتمكّن من تحويل البوصلة إلى الحل الداخلي العربي بدل الحل الفلسطيني، ما أدّى إلى ارتفاع وتيرة التهديدات الصهيونية للأمن القومي العربي الذي يُقاس بقدرة الدولة على حماية مواردها ومصالحها وقيمها.

وأضافت “من المعروف أنّ للتطبيع أبعادا عدّة، إلاّ أنّ البعد الأساس الذي يستوجب مواجهته حاليّاً هو “طمس الذاكرة العربية” ببعديها الاجتماعي والثقافي، وهو ما يُحاول العدو الصهيوني ترسيخه من خلال محاولاته لبناء علاقات مع المجتمعات العربية بأشكال وتوجّهات متعدّدة، الأمر الذي يساهم في تبديد فكرة “العدو ” بسبب التواصل الحاصل والمستمر بين العدو الصهيوني والبيئة العربية، وهو ما يُصعّب مسارات المواجهة”.

وأوضحت الدكتورة لور ابي خليل ضرورة الخروج من المواجهة التقليدية إلى أفق الآليات الحديثة التي أثبتت نجاحها في العديد من المواقف، وأبرزها التصويت الذي حصل في مؤتمر حزب العمّال البريطاني باعتبار العدو الإسرائيلي دولة ابرتدهايد وفرض عليه عقوبات عسكرية واقتصادية.

أمام هذا الواقع أكّدت أبي خليل على أحقية شعوبنا المشروعة في المواجهة المفتوحة لهذا العدو الصهيوني لضمان حماية أمننا. وأشارت إلى وجوب بناء عقيدة للدفاع الوقائي الاستباقي، المتمثّل في استنهاض الوعي المجتمعي لشعوب منطقتنا، بوصفه أحد أهداف هذه العقيدة الأساسية. ولفتت دكتورة لور إلى إمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال حذو المسار الذي اعتمده الرئيس بوتين بالهجوم الهجين، حيث اعتبر أنّ التعدّي على أي حليف من حلفاء روسيا من قِبل أيٍ كان، فهو بمثابة اعتداء على روسيا. وبالتالي، إذا ما اعتمدنا هذه الاستراتيجية، يُصبح الاعتداء على أي دولة مشرقية بمثابة الاعتداء على الدول المشرقية مجتمعة. وبوجود هذا الأمر، تكتسب المقاومة مشروعيتها في الدفاع عن أي منطقة من مناطقنا انطلاقا من حماية الأمن القومي تحت مفهوم “الهجوم الهجين”.

وبيّنت أن مفهوم استراتيجية المنع او المكافحة مرتبط بمفاهيم عدّة، موضّحة أنّ المفاهيم المتعلّقة بالتطبيع تتمُّثل في المعرفة والاستباق والردع والحماية والوقاية. وأضافت “من خلال هذه المفاهيم يُمكن وضع استراتيجية دفاعية مبنية على مبدأي المنع والمكافحة. أمر يُمكّننا من جمع القدرات الثقافية الاجتماعية من جهة، والسياسات الدفاعية من جهة أخرى.

كما أكّدت أمينة عام التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين على أهمية وضرورة إقرار مسار استراتيجيات المواجهات الحكومية حيال موجة التطبيع الجديدة بغية تحقيق الأمن المجتمعي واستنهاض الوعي المجتمعي في المنطقة العربية.

كلام دكتورة أبي خليل جاء ضمن ندوة افتراضية نظّمها عبر تطبيق زووم المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة بالتعاون مع حملة المقاطعة _فلسطين (Bcp ) تحت عنوان (موجة التطبيع الجديدة)، وشارك فيها  إضافة للدكتورة أبي خليل كل من رئيس حملة المقاطعة _ فلسطين الدكتور باسم نعيم، ورئيس الوحدة السياسية والإدارية في المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة الدكتور علي رباح .وأدارت النّدوة: التي حضرها وحضره فعاليات أكاديمية وإعلامية وحقوقية وشبابية، الدكتورة ميادة رزوق، الأستاذة الجامعية والباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية.

نظّم هذا اللقاء في الوقت الذي يطبّع فيه البعض مع الاحتلال الصهيوني، بينما يحفر الفلسطينيون قلب الأرض لانتزاع حرّيتهم، وتميّز في مقاربته لحالة التطبيع التي يقوم بها بعض العرب وما تسبّبه من ضعف للحق الفلسطيني، مع التأكيد على أنّ الرهان سوف يكون على الشعوب الحرة والشرفاء في العالم. كما أكّد الجميع على أنّ مسار التطبيع، من كامب دايفيد إلى أوسلو ووادي عربة وصولاً الى اتفاقات ابراهام، لم تلق التأييد من الشعوب العربية، بل رفضته وحاربه أغلب الأحزاب والنقابات في الدول التي وقعت أنظمتها اتفاقيات التطبيع.

وتضمّنت الندوة قراءة للتداعيات التي شكلّتها اتفاقيات التطبيع خلال مسارها التاريخي، بحيث التأثير على الأمن القومي العربي وكيفية المواجهة. وتطرّق المجتمعون إلى الخرق الذي أحدثه مؤتمر أربيل التطبيعي… وختم اللقاء بمقارنة بين إنجازات محور المقاومة وتبعية محور التطبيع.

الطّيّبة دَسكرَةُ الماء وصخرةُ الإباء

بوابة التربية: كتب يونس محمّد علي زلزلي:

هناك في أقصى جبل عامل، تربضُ الطّيّبة بجلالها المتسامي نحو السّماء، وجمالها المترامي بين تلالها المزنّرة بأعذب الغيوم وأوديتها المسوّرة بأطيب التّخوم. كأنّها واسطة عقد مرجعيون، وقلبها العطوف الذي يربط أواصر القرى العامليّة المجاورة والبعيدة (٢٣ قرية) بحبلٍ رحيمٍ من الماء الذي تغرفه من الليطاني بقُربة الحُبّ والإيثار تمتاحها قربةً إلى الله والإنسان في مشروع مياه جبل عامل المعروف بمشروع الطّيّبة، والّذي ناهز عمره سبعين عامًا.

والطّيّبة اسمٌ على مسمّى، فهي الدّماث السّهلة والأرض اللّيّنة التي تضمّ في تعاريج أثلامها حقولًا تتلألأ فيها الحبوب والخضار، وحدائق تضيء بالورود والأزهار، وكرومًا تخضوضر بأربعين ألف شجرة زيتون تتخلّلها أشجار التّين، لتحاكي جارتها دير ميماس في هذا البلد الأمين. وقد نأت عن زراعة التّبغ وشجونها، وشرعت تشَجّرُ طريقها إلى الليطاني بخمسة آلاف من أشجار الخرّوب الدّائمة الخضرة والحلوة الثّمار. وتهجّر الكثيرون من أبناء الطّيّبة، أو هاجروا بين جهات الوطن وأقطار الغربة. وصمد فيها الكثيرون، فكانوا شهداء وأسرى ومجاهدين. والطّيّبة هي السّبّاقة إلى فعل المقاومة، يوم امتشق علي شرف الدّين وولداه عبد الله وفلاح ومعهم محمود قعيق بنادق الصّيد وردعوا الاحتلال محاكاةً لمآثر الأبطال على التّلال في الطّيّبة وشلعبون وصفّ الهوا خلف الإمام موسى الصّدر والشّهيد مصطفى شمران؛ فعانقوا الثّرى بشهادةٍ زاكية وسلاحٍ كان ويظلّ زينة الرّجال في مواجهة عدوان الاحتلال. والطّيبة هي المثابرة على الصّمود بكوكبةٍ من الشّهداء الذين رفعوا بنادق العزّ وبيارق الانتصار من كانون الثّاني ١٩٧٥ إلى أيّار ٢٠٠٠ إلى تمّوز ٢٠٠٦ ، وقد كان لها في زنازين الاعتقال مئةٌ من أبنائها الأسرى المعانقين الشّمس والمعاندين جلّادهم حتّى بزوغ فجر الحرّيّة والتّحرير.

هذه الحاضرة الجنوبيّة الّتي فتحت ذراعيها لليطاني، لتملأ به خوابي العطاء وجرار السّخاء، فتحت ساحتها أيضًا سوقًا مشهودًا بين القرى، ومحجّةً يؤمّها النّاس كلّ أربعاء، لتعقب في مرجعيون ثلاثاء سوق الخان في حاصبيّا في تنافسٍ تجاريٍّ ودّيّ قديم العهد. وهي كانت مقصد الجنوبيّين في السّياسة والرّياسة والدّنيا والدّين، حتّى قيل في موّالٍ مأثور إنّها “كعبة جبل عامل”: عالحجّ بطّلْنا السّفر كعبة جبلنا الطّيّبة”. وقد مكث فيها آل الأسعد بعد أن قدموا إليها من تبنين في زمن الجزّار. وما زال قصر آل الأسعد (العَمْرَة) بأطلاله الدّارسة جاثمًا على إحدى التّلال، يستنطق تاريخ البيت الوائليّ وبكواته المتعاقبين من خليل إلى كامل وعبد اللطيف(الذي خلّده حِداء علي هيدوس الشّهير ذات انتخابات: بشكوف خبّر دولتك سلطاننا عبد اللطيف باريس مربط خيلنا ورصاصنا قلّط جنيف)؛ فأحمد ثمّ كامل. والطّيّبة قبل أن تكون قصر الزّعماء، كانت قبلة العلماء ودوحة الشّعراء، فقد برز فيها الشّيخ ابراهيم بن يحيى العامليّ الطّيبيّ عالمًا متبحّرًا وشاعرًا نَظَمَ معظم ديوانه على حُبّ النّبيّ وأهل بيته الكرام. وهو والد الشّيخ عبد الحسين صادق أوّل من أنشأ حسينيّةً في النّبطيّة في العام 1909. وآل صادق الموزّعون بين الخيام والنّبطيّة، يتحدّرون من عائلة يحيى في الطّيّبة. ولا يغيب في هذا المقام أثر الشّيخ محمّد قعيق العامليّ والسّيّد حسن عبّاس والشّيخ حسين قازان وسواهم من تفاصيل المشهد الدّينيّ والاجتماعيّ والثّقافيّ والأدبيّ في الطّيّبة.

وتطالعنا في هذه البلدة العامليّة الكثير من البيوت القديمة بحجرها الصّخريّ العتيق، تمتدّ من العين الفوقا القديمة إلى العين التّحتا وبيدر الفقعاني وبريك والرّبابيّة، كذلك، يرتسم المشهد التّراثيّ عينه في البيوت المتناثرة على جوانب طرقاتها المؤدّية إلى عدشيت القصير والقنطرة وربّ ثلاثين والعديسة ودير سريان. وفي اقتران الصّخر بالماء، تتجلّى الطّيّبة سهلةً على الصّديق وصعبةً على العدوّ، هي دوسرٌ من صخر وكوثرٌ من ماء ينساب في أودية الليطاني والحجير، فيشنّفُ بترجيع مائه آذان السّماء، ويتشوّفُ بنجيع شهدائه عيونها وجنانها. ولعلّ عين الطّيّبة الفوقا بدرجها الحلزونيّ المنحدر عميقًا في الأرض، والمتحدّر بناؤه وبقاؤه إلى أيدٍ فينيقيّة ورومانيّة وعثمانيّة ولبنانيّة متعاقبة هي واحدةٌ من أجمل عيون لبنان، وقد زيّنت صورتها بعدسة المصوّر كامل جابر في العام 2018 طابعًا ماليًّا تذكاريًّا جعلها مَعلَمًا من معالم لبنان الذّائعة الصّيت.

ولأنّها طيّبة، فإنّ الطّيّبة لم تنس كبارها، فأنشأت لهم بيت المحبّة يغمرهم بجناح رحمة في سنوات الهَمّ والهَرَم. وهي على وفرة حسينيّاتها وجوامعها القديم منها والحديث، تمنطقت بالقراءة والثّقافة، فجعلت الحسينيّة القديمة مكتبةً عامّة، وأنشأت مركزًا ثقافيًّا، وزادت إلى مساحاتها الخضراء حديقةً عامّة وحديقة مطلّ التّحرير، وقامت بتشجير المشاعات وتلّة العويضة بآلاف الأشجار الحرجيّة، وجعلت حرج الأشجار المزروعة فيها محميّةً طبيعيّة يرتادها القاصي والدّاني للتّرويح عن النّفس واستنشاق نسيمها الرّقيق واستراق لحظاتٍ ورديّة في ظلالها الوارفة وجوّها المؤنق البديع.

بعد هذا الطّواف في ربوع الطّيّبة، تلك البلدة الخضراء في قلب الجنوب والدّرّة الحسناء في جيد الوطن، نثمّن دعوة أهلها النّاس في كلّ موسم أن “لاقونا على الطّيّبة”، وندرك أنّ في هذا المكان لونًا لم نجده بعد، على حدّ قول ابن الطّيّبة والفنّان التّشكيليّ العالميّ الرّاحل وجيه نحلة. كي نجد هذا اللون، ليس علينا إلّا معاودة السّعي مرارًا ومكابدة الطّواف تكرارًا على دروب الطّيّبة، وفي أوديتها ومغاورها ومعابدها ومساجدها وخِلَلِها وقِلَلِها وتلال عمرانها وخِلال إنسانها، أو بين مغانيها ومعانيها وأغاريد طيورها وأناشيد رُعاتها. لعلّنا نستنطق الماء والبشر والحجر والشّجر والمَدَرَ والوَبَرَ عن تلك البلدة الطّيّبة وما تكتنفه من أسرار البهاء الخلّاب الّذي يبهر العيون ويسحرُ الألباب، فترتاد مطارح الجمال بالرّؤية والتّفكير والعاطفة والتّصوير، لتغرف من معينها الرّيّان ومعناها الفتّان ما تشتهي من صورٍ وخواطرَ وتأمّلات. كرمال(كرمى) عين الطّيّبة، اندلق الحبر مسكوبًا بالحُبّ: “تكرمي مرجعيون. لعيونك يا جبل عامل .دمت لنا يا جنوب. عشت يا لبنان”.

قدّيس من أجل جهنّم

صورة الشيطان يجرب أيوب

بوابة التربية: خص د. جان داود موقع “بوابة التربية” بأحدى كتاباته الحرة كما يدعوها، وفيها:

من يدّعي أنّ  أرواح النّار إلى الأبدِ نار

رماد سدوم وعامورة مخيّلة،

حركة أبالسة

جهنّم غليان أدمغة البشر

أجيجها صراخهم، حربهم، فرحهم، عذابهم، نفَسهم، فعلهم، لا فعلهم… رُبَّ حتى صلاتهم

يصلّي أحدهم من أجل قدّيس

من أجل بطل يموت صلاةً حُبّاً

يتضافر جماعة تنصهر صلاة

تعِبَت أرواحُ الجحيم

أعطهم يا أبتِ قدّيساً من أجل جهنّم

نختبئ خلف وحش يسكن جلدنا

ندعوه إبليساً

الوحش فينا

نما معنا

شربناه، تملّكناه، أسعدناه، خدمناه، ملّكناه، صنع داره

أعطنا با أبتِ قدّيساً يحرّرنا

أرواح الجحيم تصلّي من أجلنا

من يدّعي أنّ أرواح النّار إلى الأبد نار

أعطهم يا أبتِ قدّيساً من أجل جهنّم

أعطهم يا أبتِ قدّيساً يحرّرهم، يحرّرنا

جباع: الحاضرة العامليّة واسطةُ عقْدِ تراثنا العلميّ والأدبيّ

جباع ليلا بعدسة الأستاذ محمّد زناتي

بوابة التربية- كتب يونس محمّد علي زلزلي: جباع، تلك الحاضرة العامليّة هي واسطةُ عقْدِ تراثنا العلميّ والأدبيّ بين جزّين ومشغرة. وجباع عُدوَةُ العلماء والشّعراء، وآلُ الحُرّ تاجُها الفريد من “عارفهم” إلى “لامعهم”، أو كما قيلَ فيهم:

مَنْ تَلقَ منهم تَقُلْ لاقيْتَ سيّدَهم

مثلَ النّجومِ التي يُهدى بها السّاري.

وجباع زَيّنت الدّين والدّنيا بالشّهيد الثّاني، عَلَّامَتِها الجَبْعيّ، وأفراد أسرته العلماء الاثني عشر كوكبًا روضةً بهيّةً تنير دروب القاصدين من جبل عامل إلى جبل الملح في قمّ المقدّسة مرورًا بهضبةِ النّجف الأشرف.

وإن أذكر آل الحُرّ؛ فلا أنسى عارف الحُرّ معارضًا الشّاعر العراقيّ أحمد الصّافي النّجفي، بأنّ جباعَ جميلةٌ كأهليها، وأهاجر مع لامع الحُرّ إلى معتقل “أنصار”، وأقرأه يراعًا حَدَّدَ بوصلة الشّراع، وذهَبَ “أبعدَ من الرّيف”، فزادَهُ ربُّه، وزادَنا لقصيدته عشقًا عرضُه السّماوات والأرض.

لمثله تقول اللغة: “لقد صَيَّرتَني تِبرًا لا ترابا وماءً لا سَرَابا وحبرًا من تباريح الصّبابة وبحرَ حروفٍ فوقَه ألفُ سَحَابة، أَلِفَتْ قلوبَنا أرضًا؛ فأمطرَتْ وأنْبَتَتْ فيها ألفَ وردةٍ للعاشقين”.