أكتفى رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب بالرد على منتقديه في الأيام الآخيرة حول التعيينات، بالقول: وقال: “إسمحوا لي أن أقولها بصوت صارخ أن الجامعة اللبنانية ومهما حاول البعض النيل من سمعتها عبر إطلاق أضاليل وأباطيل مزعومة، فهم لن يستطيعوا تزوير الحقائق ولو حرصوا، ولن يستطيعوا تغيير معالم النجاح بما يزعمون من أكاذيب لن ترتد إلا على مطلقيها وتاريخهم”.
إحتفلت كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ممثلا برئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، بتسليم الشهادات لخريجي الكلية للعام 2016-2017 في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث. حضر الإحتفال العقيد خالد حمدانية ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الدكتور رفيق يونس، العقيد المهندس جرجس مرون ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الرائد شوكت جمعة ممثلا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، مدير معهد العلوم التطبيقية CNAM الدكتور الياس الهاشم، الدكتور يوسف ضاهر ممثلا رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد صميلي، مديرو الفروع الثلاث الدكتور إميل يوسف، الدكتور ميشال خوري والدكتور خالد الطويل وعدد من الأساتذة والإداريين وأهالي الطلاب المتخرجين.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، ألقت الطالبة رنا كسرواني كلمة المتخرجين قالت فيها: “نحن طلاب الجامعة اللبنانية المهندسون المعول عليهم في المستقبل، نحن الذين حفرنا طريقنا بكدنا وتعبنا، ولم ننتظر يد العون لتنشلنا، نحن واجهة الأمل والمستقبل المشرق، إذ إن الإشراق يكون من هممنا وما سنقدمه للوطن، نحن الذين لم نكبد أهلنا أموالا طائلة لنحصل على هذا الشرف وواجهنا كل المعوقات وصنعنا الصبح لأنفسنا بسهر الليل”.
أضافت: “ان الجامعة اللبنانية هي أم الجامعات، وكلية الهندسة هي الرائدة بين كل الكليات في وطننا، وانطلاقا من حرصنا على جامعة الوطن، نحن كطلاب في هذه الجامعة سنقف سويا ونتوحد حول هذا الصرح العلمي الكبير وسنحافظ عليه بأشفار العيون، وسيبقى المنارة العلمية لوطننا”.
شليطا
ثم ألقى الدكتور جورج ابراهيم شليطا كلمة أساتذة الكلية وقال: “إنها لفرحة كبيرة للطلاب بعد خمس سنوات من الجهد المتواصل إجتازوا خلالها إمتحانات دورية وفصلية على مستوى علمي عال جدا كأنها فعلا معمودية نار متواصلة لخمس سنوات.
إنها لفرحة كبيرة للأهل برؤية فلذات أكبادهم يتسلمون شهاداتهم بعد أن أمنوا لهم كافة سبل العيش والراحة في أصعب الظروف الإقتصادية.
وإنها لفرحة كبيرة أيضا للأساتذة أن يروا نجاح طلابهم الذين واكبوهم من لحظة دخولهم إلى الكلية حتى تخرجهم، واضعين أمامهم أعلى مستوى من الخبرات التعليمية النظرية، التطبيقية والبحثية، وأفضل نموذج من التواصل والتعاون بين الأساتذة والطلاب والإدارة لخلق أفضل بيئة تساعد الطلاب للوصول إلى أعلى مستوى من العلم والكفاءة”.
يوسف
أما كلمة مديري الفروع فألقاها مدير الفرع الأول الدكتور إميل يوسف وقال: “لقد اعتادت كلية الهندسة أن تنسج ثوب فخارها من خيوط التفوق والإلتزام، وتستسيغ طعم غذائها من غلال العقل المروية بعرق الطموح، فها هي سنابلها المستأسدة تشمخ أمامكم بقاماتها الباسقة تملأ حقول العيون الحالمة وتنعش بنسيم الأمل القلوب، هكذا استحالت لؤلؤة وهاجة بضياء التطور والتقدم والعطاءات الجليلة، وسوارا يزين معصم المنطقة والوطن بالإجازات والإنجازت”.
وتابع: “أعد وأتعهد بأن كلية الهندسة ستبقى المعين الصافي لكل طامح إلى ارتشاف زلال العلم والمعرفة. أما نحن المدراء فجئنا حاملين مشعل الاستمرار بكل تفان وتجرد وبمنأى عن الميل والهوى وكل صفوف الطائفية والمذهبية والانتماءات السياسية الضيقة أيمانا منا بأن الهدف الوحيد والأساس هو إبراز صورة الجامعة الحضارية التي تليق بعراقة تاريخها”.
زيادة
وألقى نقيب المهندسين في طرابلس كلمة قال فيها: “كوكبة جديدة من خريجي جامعتنا الوطنية، أوصلها العلم والنجاح والمثابرة، نلقي عليها التحية، فألف تحية وسلام. كوكبة من المهندسين ستنضم إلى أسرتنا الكبيرة على مساحة الوطن، نقول لها أهلا وسهلا معا سنبني لبنان، معا سنبني جسور التواصل، معا سنصون العلم، ومعا سنرفع اسم لبنان عاليا ليعانق نجاحنا السحاب”.
أضاف: “إنه يوم المهندس، فعلى أكتاف المهندسين تبنى الحضارات، وبأيدي المهندسين تشيد صروح العلم، وبأعين المهندسين تستوي الأمور وينتظم العمل، وبسعيهم يتحقق الأمل، والمهندسون أهل الحضارات وحراسها منذ فجر التاريخ وهم رمز التقدم والرقي في البلاد. فألف مبروك لنا وألف مبروك لجامعتنا الوطنية التي تعطي بلا حدود، وتجدد الثقة أن لبناننا ما تزال إليه النظرة نظرة تقدير واحترام، وهذا ما نعمل عليه في النقابة بإبقاء علم الهندسة علما لا يقبل الضعف ولا اللين، علما لا يستهان به ولا يستخف، علما رائدا بين العلوم الأساسية”.
يونس
ثم كانت كلمة لعميد كلية الهندسة رفيق يونس قال فيها: “الجامعة اللبنانية، بناء يعانق عنان السماء في رفعته، ويحمل الوفاء في جدرانه، كلياتها ستبقى أغصانا يافعة يستظل بظلها طالبو العلم والتميز. في جامعتنا يلتحم الفكر والروح في عشق هذا المكان الذي يسكن فينا، ونكاد نمسك خيوط الشمس حينما نتحدث عنها، ودائما حاضرة في وجداننا، نستشعر وجودنا فيها حيث تعبق رائحة الألفة والإنتماء إلى الوطن”.
كما عرض بعض الإنجازات التي حققتها كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية ومنها توقيع عدد من اتفاقيات التعاون مع الجيش ونقابة المهندسين في الشمال، اندفكو، بلدية طرابلس، ليبنور، وزارة الاتصالات، مطار بيروت، مجلس الإنماء والإعمار، معهد البحوث الصناعية، صندوق التنمية الإقتصادية والإجتماعية…
ولفت الى أن كلية الهندسة نظمت في العام 2017 ستة مؤتمرات بحثية جمعت حوالي 250 باحثا من شتى أنحاء العالم إضافة إلى ورش عمل متعددة طالت ريادة العمل، مهارات التواصل، البورصة الرقمية، ترميم وتأهيل المباني، إدارة النفايات، اكتشاف الألغام الأرضية، برامج هندسة البترول. وقد بلغ عدد المقالات البحثية للعام 2016 في كلية الهندسة 53 مقالا نشرت في مجلات علمية عالمية محكمة إضافة إلى أكثر من 60 من المقالات في مؤتمرات علمية عالمية.
أيوب
وأخيرا، ألقى رئيس الجامعة اللبنانية كلمة قال فيها: “بديهي أن يتطلع المرء ويسعى إلى حيث يطمح ويرجو، وبديهي أن يعمل الإنسان ليكون يوما في الموقع الذي طالما حلم بالوصول إليه، ومن غير الطبيعي أن لا يكون الإنسان كذلك، أو أن يكون قانعا راكدا يستهلك الزمن دون رجاء ودون أمل.
ذلك إن الحياة سباق نحو النجاح وتطلع إلى الأفضل والأرقى، وهذه سمة كانت مع الخلق منذ بدء التكوين وعاشت على مدى الأزمنة، لكن التطورات التي رافقت الإنسان في مسيرته فتحت أمامه آفاقا جديدة في المعارف والعلوم لتزيد من الأهداف ولتعطي مساحات تساهم في حركة الإنماء والتقدم، إلى أن بلغ الإنسان هذا الزمن الذي لم يعد فيه مكان لجمود”.
وأشار إلى أن “هذه المتغيرات المتسارعة جعلت عقل البشرية لا يقبل إلا بما هو أفضل، فلم يعد يتقبل الكسل أو التسليم بالواقع طوعا”.
وقال: “علم الهندسة ليس بالعلم الحديث، إنما هو علم كان منذ الأزل، لأن الوجود بذاته قام على هذا العلم، إن في حركة الحياة وإن بأركانها وعناصر وجودها.
والهندسة هي القاعدة التي تتفرع منها شتى نظم التكامل لتكون نظاما عاما حتى في الإنسان نفسه”.
وأردف: “من هنا كان الإهتمام بهذا العلم، وكان التنافس فيه أمرا مطلوبا ليترافق وحركة النهوض التكنولوجي والعمراني والإنساني”.
وأشار إلى أن “كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية هي من الكليات المتقدمة في المنطقة الشرق أوسطية لما تحوي من طاقات علمية، ولارتباطها الدائم مع مستجدات العلوم الحديثة”.
وقال: “إسمحوا لي أن أقولها بصوت صارخ أن الجامعة اللبنانية ومهما حاول البعض النيل من سمعتها عبر إطلاق أضاليل وأباطيل مزعومة، فهم لن يستطيعوا تزوير الحقائق ولو حرصوا، ولن يستطيعوا تغيير معالم النجاح بما يزعمون من أكاذيب لن ترتد إلا على مطلقيها وتاريخهم”.
أضاف: “إننا إذ نطلق سربا من هؤلاء المهندسين رسل معرفة وعمل في لبنان وربما في مختلف أرجاء الأرض، فإننا على ثقة بأننا نطلق إمكانات قادرة على تجسيد ما اكتسبت من هذا العلم فيما ستقوم به في ميادين عملها فيما بعد.
يأتي التخرج اليوم تتويجا لنجاح حوى معاني كثيرة، أولها الشعور بالفوز بعدما طال الانتظار. وهو حالة ارتياح أشبه ما تكون باستراحة محارب يلقي سلاحا ليحمل سلاحا جديدا”.
وتابع: “تنطلقون إلى رحاب الحياة ومعكم الشهادة التي تحميكم، فطبقوا ما تعلمتم في أدائكم وجوهركم لتنطلقوا بعدها إلى هندسة مساركم العلمي.
وتذكروا دائما أنكم تخرجتم في كلية أثبتت نجاحها بفضل نخب متميزة، بجهود وتضحيات من عميدها الدكتور رفيق يونس الذي عمل ويعمل بكد واندفاع وتفان، ومن أساتذة أعطوا كل إمكاناتهم، وإدارة يسرت سبل دراستكم.
ها أنتم تتخرجون، فاعملوا بكد وهمم، فمن عمل نجح، ومن بادر تفوق.
وتذكروا آمال أهاليكم التي تحقق جزء منها اليوم، ما زال هناك كثير منها ينتظرونه”.
وفي الختام، جرى تسليم الشهادات للطلاب المتخرجين.