بوابة التربية: كتب الطالب سهيل الطشم:
في زمنٍ صعبٍ هوت فيه التربية إلى الحضيض، ووقعت فيه بين فكي منظومة سرقت وأستاذٍ مسروق، كان لا يزال هنالك بصيص أملٍ ضئيلٍ يتمثّل بمن حملوا على عاتقهم إنقاذ أجيالٍ من الجهل والضياع، وبذلوا جهودًا جبارةً من أجل إبقاء ”الضمير” والقيم على رأس صرح التعليم، وعلى رأسهم مدير ثانوية الهرمل النموذجية الأستاذ حسين المقهور الذي يشهد كل أهالي الهرمل وبنيها على أخلاقه المهنية و حرصه اللامتناهي على المستوى التربوي في المنطقة . و قد رأينا جميعًا ما زرع في السنين التي خلت فأسّس مدرسةً نموذجيةً بحقّ، لم ينخر الفساد قوامها كما أغلب إدارات هذه الدولة، و لم يستشر فيها التفلت و الإنحطاط الأخلاقي كما حال بعض مؤسسات القطاع العام التي شهدناها على القنوات الإخبارية ، عدا عن مستواها التعليمي المميز الذي ظل ثابتًا نسبيًا مع توالي الأزمات .
في الآونة الأخيرة تعرّض مدير ثانوية الهرمل النموذجية الرسمية الأستاذ حسين المقهور لضغوطات شتى، وصلت حدّ التهديد و الشتم من قبل بعض الموتورين، وعوض ان يكافأ ربان هذه السفينة، وجد نفسه بين مطرقة الاساتذة والأهل والطلاب، وسندان خفافيش الليل والمحرضين والغياب التام للأجهزة الامنية مما أجبره مرغما على تقديم استقالته.
أستاذ حسين، بإسم اتحاد طلاب٢٠٢٠ عموماً وطلاب الثانوية خصوصاً : إن امثالكم لا يستقيلون ويرحلون من الباب الضيق هكذا، انما يستحقون أن يقف المرء دهرًا إجلالًا لهم، و لمثلكم قيل: ” كاد المعلم ان يكون رسولا ”.
إني اناشدك باسمي وباسم كل تلميذ باعادة النظر في هذا القرار وبألا تكون قاسيا علينا في هذه المرحلة العصيبة، ولا تحرمنا من توديعكم بالطريقة التي تليق بكم عند بلوغكم سن التقاعد.
ولمعالي وزير التربية: أنصفنا بالبقية الباقية لثانويتنا وضع يدك على قضية مديرنا فهو بستحق كل إهتمام ومتابعة. ولكم منا فائق الاحترام.