بوابة التربية- كتب أستاذ ثانوي نقابي لم يُعط إذن ذكر إسمه: لقد ادهشني الأمس القريب بيان الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانويّ الرسميّ وثقل معانيه واحجام ضغطه على السلطة وحدة اسلحته المستخدمة في وجه سلطان الساسة الجائر الذي عانى الأساتذة منه لثلاثة سنين عجاف.
اولا في المقدمة فهناك محاولة يائسة لاعادة شرعنة بيان الرابطة المشؤوم الذي صدر بتاريخ: 06/10/2022 والذي فيه تحوير نتائج الجمعيات العمومية على سجيتهم النرجسية بان الغيت محاضر الجمعيات التي خالفتهم بالتوجه بشطبة قلم من امناء على العمل النقابي وللاسف ليسوا بأمناء على الحقوق والحقائق
اما في صلب البيان فتظهر الهيئة الإدارية بانها نسخت بيان وزارة المالية الذي جدولة فيه ماتعتبره الهيئة الإدارية انجاز واعجاز بان اصبح الراتب مضاعفا ثلاثة اضعاف وكانهم اعطوا الأساتذة كامل حقوقهم واعادوا لموقع استاذ التعليم الثانوي الرسمي بالسلك الوظيفي قيمته وخاصة انهم وعدوا بانه سوف يدفعوا متاخرات بدل النقل قبل بداية الشهر المقبل.
واللافت ذكره انهم سوف يدفعون متاخرات اشهر نيسان وايار وحزيران للأستاذة الذين لم يحصلوا عليها من صناديق الثانويات وفق الية حددت مع معالي الوزير وسعادة المدير العام وكأن صناديق الثانويات فيها اموال تكفي لدفع هذه المتاخرات والصرف على الكلفة التشغيلية للثانوية في ظل الغلاء الفاحش للأسعار وخاصة المحروقات وبظل ثبات انقطاع الكهرباء الدائم اما عن الية دفع الحوافز الجديدة فحدث ولاحرج فالامر احتاج الى جولة مكوكية من رئاسة المجلس النيابي وصولا الى ادارة البنك الدولي والامر لايحتاج الا الى التشريع في بضع قوانين واتفاقيات مابين المجلس النيابي ووزارة المال والبنك الدولي (طبعا قد يحتاج الامر الى شهور او سنين او حتى عقود كي ينجز) و”عيش يا كديش تا ينبت الحشيش”
ولم يعد هناك ماينغص عيش الأساتذة الا جدولة الوعود بدفع الحوافز من القروض من قبل معالي وزير التربية وتحديد موعد صرف المساعدة المالية الطارئة للاساتذة 180$ الذي وعد فيها معالي الوزير ولأن المؤمن لايلدغ مرتين من الجحر حسب زعمهم
وبناء على كل هذه الايجابيات ولان الواقع مرير ولان الأساتذة باتوا لايجدون من يقرضهم المال لهذا كله قرروا التوقف عن العمل يومي 29 و 30 من شهر تشرين الثاني 2022 قسريا لان الاساتذة باتوا لايملكون الاموال لينفقوها في الوصول إلى الثانويات اما قبل هذين اليومين وبعدهم فإن وضع الأساتذة ممتاز وجيد ويؤهلم من ممارسة وظيفتهم بشكل طبيعي وأما بعد بداية شهر كانون الاول سيكون شعار المرحلة العمل على قدر الاجر
إن اقل ما يوصف به هذا البيان، بالواضح والصريح انه بيان مماثل لرسالة السيد حسني البرزان بمسلسل “حارة كل مين ايدو الو” حيث يقول فيها (اذا اردنا ان نعرف ماذا يوجد في إيطاليا علينا ان نعرف ماذا يوجد في البرازيل اما اذا اردنا ان نعرف ماذا يوجد بالبرازيل فعلينا ان نعرف ماذا يوجد في إيطاليا)
ماهذة المراهقة والصبينة النقابية التي لاتمت عن معرفة بقيم العمل النقابي الصحيح والممنهج
ماهذا الحال الذي اوصلتم الأساتذة اليه سامحكم الله
كيف تقبلون وترضون بجدولة متأخرات الرواتب الى عدة شهور وهي فتات الفتات بعدما اصبحنا على طريق الممات؟
وكيف ترضون بوعود الحوافز وما من قرار لصرفها نافذ؟
وكيف تفرغون صنايق الثاويات لسد متاخرات المساعدات الإجتماعية وفضحية التحويلات بالمليارات لموظفي بعد الادارات لم يمضي عليها ايام معدودات؟
وكيف تصرحون بانكم ستتوقفون عن العمل قصرا ليومين ومن بعد ذلك ستعدون دون تحقيق اي من الوعود؟
وكيف تربطون ايام الحضور الى الثانوية للتعليم بمقدار الراتب المدفوع هل انتم اساتذة وتربويون ام بائعوا خضار وبطيخ ام انكم قطافون للفواكه والزيتون تعملون بالمواسم وبعد انتهاء الموسم تجلسون.
كيف يستقيم العمل بالتعليم وكيف نكون حرصين على العام الدراسي ومستقبل الاجيال الصاعدة بهذه الطريقة المتبعة للمسخرة التحركية في تحقيق المطالب الأساسية للاساتذة؟
الطريق واضح، ولكن كذبكم بات فاضح فمن يريد ان يقود معركة الدفاع عن الحقوق وتحصيلها من السلطة الفاسدة وانتزاعها لايراهق ويتصبين بقراراته وانما يبني قراراته على جمعيات عمومية يقرر فيها الأساتذة مصيرهم ومصير العام الدراسي وتأتي نتائجها لتعم الجميع بنفس المسؤولية النقابية التي توازن مابين المطالب والحقوق وبين الواجبات الوظفية والمسؤوليات الأخلاقية والإنسانية تجاه الطلاب والاهل
فإما ان يكون هناك عام دراسي مستقر للجميع وإما لايكون في القطاعين الرسمي والخاص فان لم يتعلم ابناء الفقراء نتيجة إضراب اساتذتهم المكرهين على ذلك فلن يحصل ابناء الاغنياء على ترفيع او ترقيع في النتائج المدرسية والشهادات الرسمية لان الوزارة مجبرة على ان تساوي بين القطاعين الرسمي والخاص اما سياسة الإضرابات المتقطعة وبدعة العمل على قدر الراتب فباتت مؤامرة مكشوفة الهدف الاساسي منها ضرب مصداقية التعليم الثانوي الرسمي لحساب المدارس والثانويات الخاصة وخدمة لأهداف سياسية البنك الدولي في القضاء على الوظيفة العامة وفرض سياسية التعاقد الوظيفي وانتم كاعضاء هيئات ادارية للروابط التعليمية تعينونهم على ذلك
بناء على ماتقدم فإننا نطلق اليكم التحذير الاخير فاما ان تعودوا الى مبادئ العمل النقابي الصحيح والممنهج وتأخذون قراراتكم بناء على نتائج جمعيات عمومية للأساتذة تكون التوصيات فيها مفتوحة وواضحة وليست معلبة ومفصلة على قياس توجهاتكم واما لتستقيلوا من مسؤولية قيادة الرابطة لانكم اثبتم فشلكم وبجدارة في قيادة العمل النقابي الصحيح.
وقدر اعذر من انذر.. اللهُم اني قد بلغت فاشهد