أخبار عاجلة

الحلبي: دعم إنتاجية المعلمين بخمسة دولارات عن كل يوم حضور وتدريس

بوابة التربية: كشف وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي في مؤتمر صحافي خصصه  للحديث عن الإصرار على إنقاذ العام الدراسي ودعم الإنتاجية لأفراد الهيئة التعليمية، عن استخدام اموال قليلة متوافرة من العام الدراسي الماضي لاستخدامها في دعم الإنتاجية لأفراد الهيئة التعليمية بمعدل خمسة دولارات عن يوم التدريس الفعلي على أن يصار إلى تحديد تفاصيل ذلك بقرار يصدر عن الوزير.

تم عقد المؤتمر في مكتب وزير التربية في حضور المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، مدير التعليم الأساسي الأستاذ جورج داوود، مدير المعلوماتية توفيق كرم والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، ومستشار الوزير للتعليم العالي الدكتور نادر حديفة، ورؤساء روابط المعلمين والأساتذة في الثانوي ملوك محرز، والأساسي حسين جواد، والمهني والتقني سايد بو فرنسيس، ولجان المتعاقدين والمستعان بهم مختلف التسميات وجمع من الإعلاميين.

بداية رحب الوزير بالحضور وتقدم بالمعايدة من جميع أفراد الأسرة التربوية مشددا على التمسك بالأمل ومتابعة التضحيات لإنقاذ العام الدراسي. وقال الوزير في مؤتمره الصحافي:

“إلحاحات عدة استدعت عقد هذا المؤتمر الصحافي، أبرزها عدم القدرة على عزل التربية عن الوضع العام في البلاد، ما يجعل القطاع التربوي مرآة تعكس تراكم الأزمات الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والصحية والاجتماعية على التربية، وذلك في ظل تعطيل ممنهج وقاتل لآلة الحكم ومؤسساته، نتيجة عدم التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية والعجز عن تشكيل حكومة، وتحول المجلس النيابي إلى هيئة ناخبة حصراً.

ونحن في وزارة التربية والتعليم العالي، نتسابق مع تداعيات الأزمة لإنقاذ القطاع التربوي، بعدما تآكلت عطاءات الخزينة إلى حد كبير بارتفاع الدولار في الأسواق، ودوى صراخ القطاع التربوي بجناحيه الرسمي والخاص خشية ضياع السنة الدراسية، بفعل الغلاء المستشري،  وتراجع القدرة المعيشية، وأيضاً بفعل التدخلات ومحاولات التلاعب التي تقوم بها الأيادي الخبيثة مستغلة أوضاع أفراد الهيئة التعليمية، واستخدام التربية متراسا للعب بالسياسة، غير آبهة بمستقبل الوطن الذي ينهض ويتعافى بتربية موارده البشرية وتعليمها.

إن همنا الأول والأساسي هو الحفاظ على استمرارية التعليم، وهاجسنا هو إنجاز العام الدراسي وتعويض الفاقد التعليمي الذي رتبته تراكمات السنوات السابقة ورمته الأزمة في وجهنا، واولويتنا هي إنقاذ الدراسة وإجراء الإمتحانات الرسمية، في ظل شح في الموارد وقلق عام على الغد الآتي.

وتابع: لقد انجزنا الكثير في العام الدراسي المنصرم على الرغم من التحديات، وتمكنا من انقاذ الدراسة عبر التعليم الحضوري على الرغم من الإضرابات والمقاطعة، وعوضنا جزءاً كبيراً من الفاقد التعليمي وأجرينا امتحانات سليمة حفظت الشهادة الرسمية. وفي المقابل، اقنعنا الحكومة والمجلس النيابي بضرورة إنصاف افراد الهيئة التعليمية وكذلك العاملين في القطاع العام، وتم تخصيص بدل للنقل للمتعاقدين ومضاعفة اجر ساعة التعاقد ودفع قيمة الراتب ثلاث مرات، إضافة إلى إقناع الجهات المانحة بتأمين الحوافز والدعم للمعلمين ولصناديق المدارس. والأهم أننا وفرنا حداً أدنى من المقومات للدراسة أتاح اطلاقها في المدارس الرسمية والثانويات واستؤنف التعليم منذ بداية السنة لمدة شهرين.

وقال: إن الشح المتعاظم في الموارد هذا العام أوقع القطاع التربوي في أزمة، لكن ذلك جعلنا نتجه نحو اتخاذ قرار استراتيجي بعدم السماح بإسقاط المدرسة الرسمية مهما كان ثمن صمود القطاع. وبالتالي لن نسمح بأن ينهار القطاع التربوي نتيجة لتداعيات الإنهيار العام في البلاد. فالجهات المانحة لديها موقف غير مريح إن لم نقل سلبي من السلطة اللبنانية، فلم نحصل على تمويل جديد، كما ان هذه الجهات لم تستجب لطلباتنا بدفع حوافز لأفراد الهيئة التعليمية من اجل تسيير عجلة العمل التربوي وتمكين المعلمين والإداريين من الصمود.

وأمام هذه الصورة القاتمة، قررنا استخدام ما توفر لدينا من اعتمادات باقية من العام الدراسي الماضي، للحيلولة دون إسقاط المدرسة الرسمية التي بدت وكأنها الحلقة الأضعف في المشهد الوطني والتربوي، وبالتالي العمل على حفظ حقوق الأساتذة على الرغم من تفهمنا الكامل لتداعيات الأزمة المعيشية على رواتبهم ومعيشتهم، وهي أمور لا تقع ضمن مسؤوليات وزارة التربية. فتكبيل السنة الدراسية، يحدث بفعل الانهيار في القدرة المعيشية للمعلمين، وثانياً بسبب عدم القدرة على تلبية المتطلبات كلها. وهنا وزارة التربية ليست الجهة المسؤولة عن تأمين الاموال، طالما أن الأزمة لا تقتصر على المعلمين بل على كل القطاع العام وموظفي الإدارة.

لقد توقفت باحترام وتقدير أمام مقالة الكاتب الصحافي المرموق الأستاذ سمير عطالله التي نشرها في عدد الأمس من جريدة النهار وقد ورد فيها: “أخاف على حال التربية في عهد عباس الحلبي. هذا المحترم الصادق المخلص الذي ضرب في عهده رغيف الأستاذ ومنقوشة التلامذة، وضرب العمى الجميع. لكنه افظع ما يكون في المدارس. يضرب المثل عادة بالرجل الهندي الذي يعتبر أن افضل استثمار في حياته هو تعليم ابنائه. أصحاب المثل لا يعرفون ظاهرة إسمها لبنان، حيث يباع أغلى ما في الأرض من أجل تعليم الأولاد وخصوصا البنات”. إنتهى الإقتباس أضاف:

وجدت في خضم الشائعات والفلتان في الكلام على الغارب، انه بات ضروريا وضع النقاط على الحروف بالنسبة للملفات الآتية:

بالنسبة للعقد الكامل للمتعاقدين، فإن هناك اقتراح قانون مقدم من عدد من النواب في المجلس النيابي، وإننا نتابعه من خلال جلسات اللجان النيابية وموقفنا إيجابي لجهة تأييد إقراره .

بدل النقل الجديد للقطاع العام والذي شمل المتعاقدين للتدريس في المدارس الرسمية بتعويض عن ثلاثة ايام، تم إقراره بقانون، ولم يكن ممكنا صرفه منذ العام الماضي إلا بإصدار مرسوم في شأنه عن مجلس الوزراء. وقد اعددنا مشروع مرسوم وارسلناه إلى وزارة المالية وإلى مجلس شورى الدولة، ونحن في انتظار موافقة مجلس الشورى لرفعه إلى مجلس الوزراء، وفي حال انعقاد جلسة لمجلس الوزراء سوف نعمل مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي لوضعه على جدول الأعمال بغية إقراره.

اما بالنسبة إلى دفع تعويض النقل للمستعان بهم فإنه ليس هناك من جديد في شأنه مع الجهات المانحة، كون تعليم النازحين يقع تحت مسؤوليتها .

وفي ما يتعلق بدفع التعويض عن ساعات التعاقد المنفذة منذ بداية العام الدراسي حتى اليوم في الثانويات الرسمية، فإن اللوائح وصلت بالأمس إلى مديرية التعليم الثانوي ووقعتها صباح اليوم واحلتها للدفع.

اما بالنسبة إلى دفع بدل ساعات التعاقد في التعليم الأساسي، فإن اللوائح الواردة من المدارس يتم تدقيقها في المناطق التربوية وسوف تتسلمها المديرية العامة للتربية في العاشر من الشهر الحالي ونحن جاهزون لتوقيعها وإحالتها إلى المصارف.

وبالنسبة إلى المتأخرات لتغطية بدل ساعات التعاقد للمواد الإجرائية، فقد تم توقيعها قبل الأعياد واصبحت لدى مصرف لبنان وهي قيد الصرف.

كذلك تم دفع مستحقات المستعان بهم للتدريس في دوام قبل الظهر وذلك عن العام الدراسي الماضي .

اما بالنسبة إلى الحوافز المتأخرة عن العام الدراسي الماضي، فإن عدد المستفيدين منها يبلغ نحو 2000 استاذ، والسبب في تأخر الدفع عائد للأخطاء الواردة فيها، وقد مددنا مهلة إعادة تقديمها مرتين ليقوم المديرون بتصحيح المعطيات لكنهم استمروا في إرسالها مع اخطائها، لذا سوف يتم درس كل حالة على حدة لتأمين سداد حقوق المعلمين حتى آخر فلس.

ويهمنا في هذا السياق ان نؤكد اننا دفعنا مستحقات لما يتجاوز 55 ألف مستفيد، وذلك بقيمة قدرها نحو 44 مليون دولار، من ضمنها الحوافز والمساعدة الإجتماعية البالغة 180 دولارا لكل مستفيد، وتم كل ذلك عبر مصرف لبنان. وبغية المزيد من الشفافية سوف تقوم الوزارة بنشر اسماء المستفيدين على صفحتها الرسمية .

وقال: أود أن أبشّر أفراد الهيئة التعليمية بأنني عملت مع الإدارة ومع ممثلي الجهات المانحة، على استخدام المال الذي تم توفيره من العام الدراسي المنصرم وهو ليس بالكثير، لتعزيز الإنتاجية، وذلك بدفع مبلغ خمسة دولارات اميركية عن كل يوم حضور وتدريس في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية، وهي مخصصة حصراً لأفراد الهيئة التعليمية في الملاك والتعاقد والمستعان بهم بكل المسميات.

وسوف يتم تحديد شروط الدفع بناء على قرار يصدر عن وزير التربية بناء على اقتراح المدير العام للتربية، وبالتالي فإن الحضور والتدريس شرط أساسي، إذ أن الدفع لا يغطي الغياب.

إن المسؤولية كبيرة على المديرين والجهاز الإداري، إذ ان كل هذه العملية ستخضع للتدقيق من الجهات المانحة، وهذا أقصى المتاح بين أيدينا، وهو مشروط بإنجاز العام الدراسي كاملا.

وختم: أوجه تحية محبة وإكبار إلى جميع الأساتذة والمعلمين على اختلاف اختصاصاتهم ومهامهم، وآمل في أن يكون العام الجديد مساحة للعطاء والحوار وإنقاذ العام الدراسي والمدرسة الرسمية، لأن التعطيل المستمر يفقد المدرسة الرسمية دورها ويجعلها عرضة للتلاشي والإندثار، والمعلمون قد بذلوا عمراً من العطاء والتضحيات في سبيل نهضتها، ونحن معهم في جانب واحد من أجل المدرسة الرسمية ومن اجل ترسيخ دورها الوطني والتربوي الجامع لكل ابناء لبنان.

الروابط

وكان الوزير الحلبي التقى قبل المؤتمر الصحافي رؤساء روابط الأساتذة والمعلمين في الثانوي والأساسي والمهني، واطلع منهم على مشاركتهم في المؤتمر الإقليمي للدولية للتربية المنعقد في الأردن، وانتخاب منال حديفي رئيسة للبنية الإقليمية للدولية للتربية للدول العربية المنضوية في الدولية للتربية.

وتم عرض أوضاع المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية، والعودة إلى الصفوف، في ظل الوضع المالي للمعلمين وتشغيل المدارس، ووضعهم الوزير في أجواء المبادرة التي أعلن عنها في المؤتمر الصحافي في ظل عدم توافر تمويل جديد من الجهات المانحة راهنا.

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

إرتباط التربية بعقليتنا وبمفاهيمنا

بوابة التربية- كتبت الهام فرج:  جميعنا أصيب بالصدمة والغضب من جريمة عصابة “التيك توك” التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *