أخبار عاجلة

الطفيلي تسأل عن دور المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية في مكافحة الكورونا؟

بوابة التربيةـ كتبت البروفسورة جومانا طفيل الطفيلي:

من حسنات الأزمة الوبائية التي نعيشها هذه الأيام انها أظهرت الروحَ الإنسانيةَ في مجتمعنا اللبنانيِّ وكيف أن الكثير من اللبنانيين ينتابهم الإخلاص والإندفاع والحميَّة ويسألون ويتساءلون كيف لهم أن يساهموا في حل هذه الازمة وإبعاد هذا الخطر الوبائي المتفشي والمحدق بنا ويريدون فعلاً أن يمدوا يد العون لأخواتهم وإخوتهم اللبنانيين من أجل القضاء على هذا الوباء ومن أجل يعيشوا معاً في هذا الوطن في السَّرَّاء والضَّرَّاء.

وفي الوقت الذي نجد فيه كل مؤسساتنا التربوية والجامعية والوطنية تجتمع صفّاً واحداً موحِّدين جهودهم على كل تراب الوطن ومتعاونين من أجل محاربة هذا الوباء والتخلص منه في سمفونية وطنية قل نظيرها، من حقِّنا كلبنانيين أن نسأل أين هو “المجلس الوطني للبحوث العلمية” من كل ما يجري وأين دوره؟ أين هم أخصائيّو المجلس وبحوث المجلس ومراكز المجلس البحثية وأين دوره في متابعة وباء الكورونا وتتبع آثاره وامتداد رقعته على مساحة الوطن وأين دوره من هذا الوباء في مراحله كافة، وأقله ما هي محاولات باحثيه الجادة في العمل البحثي من أجل إيجاد علاج لهذا الوباء، أو لنقل ما هي الخطوات العملانية التي قام بها هذا المجلس الذي يكلف خزينة الدولة مليارات ومليارات سنوياً أو لنقل أيضاً ماذا فعل كي يحتضن الباحثين في الجامعات اللبنانية ويدعهم في هذا المجال من أجل تصنيع علاج أو دواء أولي يمكن أن يساهم في التغلب على هذا الفيروس مما يجعل من وطننا سبَّاقاً في مجال البحوث الطبية وتلك المتعلقة في تصنيع الدواء للأمراض التي تعصف بأبنائنا وننتظر دوماً أن يأتينا الحل من الخارج ونحن الذين عرفنا عبر التاريخ بتفوق باحثينا وعلمائنا في لبنان وفي أرقى مختبرات العالم البحثية.

يحار المرء ماذا يكتب عن دور هذا المجلس الوطني الذي ينبغي له أن يكون سبَّاقاً في شتى ميادين البحث العلمي والإبداع والإبتكار ويحار المرء كذلك ماذا يقول في هذا المجلس الوطني الذي لم نرَ منه حتى يومنا هذا ما يثلج الصدور من براءات إختراع فعلية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني الذي لم يرقَ إلى الاقتصاد المنتج والخلّاق وما زال واقعاً في براثن التجارة العالمية والإقتصاد الرأسمالي الدولي والذي يسيطر عليه في لبنان ذوو الجاه والمال والنُّفوذ. وأينَ هذا المجلس من قول جبران خليل جبران الشهير ويلٌ لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تَصْنَعُ ونزيد عليها كذلك ويل لأمة تداوي أمراض بنيها مما لا تُصَنِّعُ وتشتري أدويتها من أعدائها.

ثمَّ أين هذا المجلس وباحثوه وعاملوه من كافة المبادرات الكثيرة التي يقوم بها المئات من شبابنا مشكورين وبارك الله بعملهم الجبَّار والإنساني والريادي والمُقاوم، سواء كان في تأمينهم أجهزة تنفس صنع وطني أو اختراع تطبيقات عملية على الهواتف الذكية لتتبع تطور إنتشار المرض وكل ما يتعلق بإنقاذ العام الدراسي وسواء أولئك الشباب المتميزون الرائعون في إختصاص علم النفس في الجامعة اللبنانية الذين قاموا بمبادرة وطنية خلّاقة لدعم المصابين بهذا الوباء نفسياً والتخفيف من وحدتهم إلى الكثير من المبادرات الأخرى…

ولماذا لا تساهم مختبرات المجلس الوطني للبحوث العلمية في فحوصات الكورونا الطبية؟

ولماذا لا تساهم مراكز المجلس الوطني في عملية إجراء مسح شامل لكافة المناطق اللبنانية بهدف رصد كل الحالات وتتبع تطور الوباء وانتشاره؟

ولماذا لا نرى مختبرات المجلس الوطني تقوم على تصنيع الفلاتر والماسكات والمعقمات المناسبة بوجه هذا الوباء أو على الأقل تحاول العمل من أجل تحقيق ذلك؟

ولماذا لا تقوم مراكز المجلس الوطني البحثية بتصنيع أجهزة التنفس الإصطناعي وتتبنى وتكون المشرف على مبادرة شباب لبنان الذين يحاولون جاهدين مع القليل من الإمكانات المتاحة أمامهم لمساعدة أبناء وطنهم حسب ما يستطيعون؟

ولماذا لا تقوم مختبرات المجلس الوطني بإنشاء تطبيق ألكتروني يراقب ويساعد كل شخص وجب عليه الحجر المنزلي؟ من جهة لضمان بقائه في مكان واحد ومن جهة أخرى لتلبية حاجاته الضرورية في فترة الحجر المنزلي؟

ولماذا لا يعلن المجلس الوطني عن تخصيص كامل موازنته للبحث العلمي لدعم مشاريع بحثية تتمحور فقط حول إيجاد دواء يقضي على وباء الكورونا؟ ولماذا يجب علينا دوماً إنتظار الحلول من الخارج؟

ولماذا لا يعلن المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية عن منح ماستر ودكتوراه ودعم مشاريع بحثية يكون هدفها الوحيد تصنيع دواء يقضي على هذا الوباء الذي يهدد البشرية جمعاء؟

ولكن وللأسف الشديد فإنه يبدو أن المجلس الوطني للبحوث العلمية الذي أنشئ في العام 1962 لم يعمل حتى الآن على خطة مستدامة للبحث العلمي في لبنان لناحية تأسيس مختبرات ومراكز بحثية حقيقية وفاعلة في مختلف مجالات العلوم تساهم في دعم إقتصادنا الوطني. وإنه من أوجب الواجبات أن يكون هذا المجلس هو من يقوم بكافة الدراسات البحثية المنتجة والتي تساهم إرساء منظومة بحثية وطنية يكون عملها الإنتاج الزراعي والصناعي مع الاستعانة بكافة الخبرات الوطنية التي أقل ما يقال عنها أنها متميزة ومبدعة ولماذا لا يبادر هذا المجلس إلى العمل الجاد للمساهمة الفعلية على حل بعض المشاكل التقنية التي عجزت الدولة عن حلها لا سيما معضلة النفايات في لبنان او معضلة التلوث أو معضلة المعضلات الكهرباء في لبنان. وهذا لا يشكل إلا أمثلة قليلة عمَّا يتوجب على هذا المجلس أن يقوم به واللائحة تطول…

إذا لم يكن دور المجلس الوطني للبحوث العلمية اللبناني ريادياً في بناء مجتمع لبناني منتج وريادياً في إرساء دعائم إقتصاد وطني منتج، فإننا نرى عند ذلك أنه لا حاجة للبنان بمجلس على هذا الشكل، خصوصاً أنَّه يكلف الدولة أموالاً طائلة الشعب اللبناني بأمس الحاجة لها وأحق بها، ولا نرى ضرورة أن يكون في لبنان مجلس بحوث علمية على هذا الصورة مع واقع بحثي مزرٍ ومرير على مستوى لبنان بشكل عام.

آن أوان التغيير نحو واقع إقتصادي منتج يساهم في رفع مستوى الفرد في لبنان.

بعلبك في 19 آذار 2020

عن mcg

شاهد أيضاً

“تيار الكرامة” أستنكر التعرض للمفتشة الخيّال: لكشف المرتكبين ومعاقبتهم

بوابة التربية: استنكر القطاع التربوي في “تيار الكرامة”،  التعرض للمفتشة التربوية مهى الخيّال، ودعا الى محاسبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *