أخبار عاجلة

رسالة من متعاقد لرئيس اللبنانية والعمداء: إنضموا للمتعاقدين لأسبوعين لإنقاذ الجامعة

بوابة التربية- كتب د. *أمين الياس: وجه الدكتور أمين الياس عبر “بوابة التربية” رسالة مفتوحة إلى رئيس الجامعة اللبنانيَّة البروفيسور بسّام بدران وإلى العمداء والمدراء، دعاهم فيها إلى الإنضمام إلى المتعاقدين لأسبوعين فقط “لننقذ الجامعة الوطنيَّة سويًّا”.

وجاء في الرسالة:

حضرة رئيس الجامعة اللبنانيَّة، البروفيسور بسّام بدران المحترم،

حضرة العمداء والمدراء في الجامعة اللبنانيَّة المحترمين،

أسمح لنفسي بالتوجّه إليكم كأستاذ متعاقد في الجامعة اللبنانيَّة، والتي دخلتها العام 2015 حاملًا الآمال بأنْ تكون هذه المؤسَّسة الوطنيَّة حاضنتي، والمساحة التي أكبر فيها إنسانيَّا وفكريًّا وأكاديميًّا، أستاذًا ومفكّرًا وباحثًا. وكنتُ على يقين بأنَّني بتحقيقي ذاتي أكون أساهم، إلى جانب زملائي في الكليّات كافّة، في تعزيز وإعلاء هذه المؤسّسة الحبيبة التي كان لها الفضل الكبير عليّ وعلى الكثيرين من شابات وشبان لبنان الحضارة.

كيف لا، وهذه المؤسّسة جاءت نتيجة تبلور الوعي اللبناني، ونتيجة مطالبات ونضالات أجيال وأجيال من كل الفئات اللبنانيَّة، لا سيّما الطبقات الوسطى والفقيرة، ابتداءً من خمسينيات القرن الفائت. فصارت هذه الجامعة حاضنة النخبة اللبنانيَّة الوطنيَّة، ومساحة بناء أجيال لبنان الفكر الذي ما كان ليدوم في العلم والثقافة والفلسفة والفن والإبداع العلمي لولا وجودها وديناميتها حتى اليوم. والأهمّ، أنَّ هذه الجامعة كانت السبيل الوحيد لشابات وشبان لبنان الفقراء والمتوسطي الدخل لأن يكون لديهم حلمًا بالارتقاء الإنساني والعلمي والأكاديمي والوظيفي والاجتماعي.

الجامعة تهوى، بقرارها الحرّ، وكليّاتها، وإدارتها، وموظفيها، وأساتذتها، وطلابها.

أنا على يقين حضرة الرئيس وحضرات العمداء والمدراء أنّكم خير العالمين بما يجري في جامعتنا. إنّها وببساطة تُذبح أمام أعيننا، فيما أنتم تحاولون إظهار أنَّ الأمور على خير ما يُرام وأنّ الجامعة تسير بشكل طبيعي. فلا استقلالية أكاديمية ومالية وإدارية، ولا ميزانية، ولا مجلس عمداء، ولا عمل جماعي.

طبعًا، لستُ بوارد أن أتطرّق في رسالتي هذه إلى كلّ مآسي الجامعة. لهذا سأحصر كلامي بقضية الأساتذة المتعاقدين الذين يعانون منذ سنين وسنين. وها هم اليوم، بعضهم وصل إلى شفير الانهيار، وآخر محبط، وآخر يبحث عن بدائل خارج الجامعة، وآخر ترك، وآخر فَقَدَ كلّ أمل بالجامعة وإدارتها. فهم يعملون ولا يقبضون. القسم الأكبر من بينهم يُجبر  تحت الضغط والتهديد والترغيب لأن يُنفّذ ساعاته مع العلم أنّه لن يقبض هذه الساعات إلا بعد سنين، وأنّ ما سيقبضه لا يغطي حتى كلفة ما صرفه لأجل أن ينفّذ هذه الساعات. عبوديَّة ظننا أننا تحرّرنا منها، فوجدنا أنفسنا تحت نيرها من جديد في كليّات الجامعة اللبنانيَّة، نعمل من دون أجر ومن دون دعم ومن دون أية شفقة من إدارة الجامعة تجاهنا. إنّ أية مطالعة قانونيَّة وإنسانيَّة في حالنا إنّما ستكون نتيجتها حتمًا اتهام المعنيّين بتجويع وإخضاع مقصود لهؤلاء الأساتذة بما يخالف شرعة حقوق الإنسان العالمية.

منذ بداية هذا العام الأكاديمي، أعلن عدد كبير من هؤلاء الأساتذة المتعاقدون الإضراب المفتوح، مطالبة منهم بحقوقهم الإنسانيَّة، وصرخة منهم للدفاع عن الجامعة وعزّتها وكرامتها ومستقبلها ونوعيَّة التعليم فيها واستمراريتها. وبدل أنْ تكون كلَّ إدارة الجامعة اللبنانيَّة، برئيسها وعمدائها ومدرائها إلى جانبهم، ووجه هؤلاء بشتى أنواع التحبيط، والضغط، والتهديد، والابتزاز بمساعدات أقلّ ما يُقال فيها أنّها مذلّة.

لا يهمّني اليوم، حضرة الرئيس، وحضرة العمداء والمدراء، أنْ نتبادل الاتهامات أو الضغوط المتبادلة. فنحن في النهاية عائلة واحدة، أبناء المؤسّسة الفكريَّة والثقافيَّة الأهمّ في لبنان وفي تاريخه. وأهمّ ما في الأمر أنّنا سويًّا، إمّا نكون صُنّاع النهضة اللبنانيَّة الجديدة من خلال محافظتنا كلّنا على جامعتنا الوطنيَّة، أو نكون شهود زور على انهيارها وبالتالي انهيار العلم والثقافة وإمكانية بناء إنسان المستقبل في لبنان.

أدعوك حضرة الرئيس، وأدعو حضرة العمداء والمدراء، إلى وقفة ضمير إلى جانب الأستاذ المتعاقد، وإلى جانب الجامعة اللبنانيَّة. قفوا معنا لأسبوعين فقط، لآخر شهر آذار، تضامنوا معنا علنًا. اعتكفوا عن العمل. ولنقل كلّنا بصوت عال متوجّهين إلى مجلس الوزراء مجتمعًا:

جامعتنا ليست بخير.

لا لذبح الجامعة الوطنيَّة.

لا لاستعباد الأستاذ الجامعي.

أقروا ملفات الجامعة، وعلى رأسها ملفّ التفرّغ.

أجعلوا ميزانيتها لائقة بالفكر والثقافة والمستقبل.

أفصلوا الجامعة عن صراعاتكم السياسية ومحاصصاتكم.

فإما أن نكون كلّنا، وأنتم على رأسنا، رئيسًا وعمداء ومدراء، نقطة مفصليَّة في إنقاذ جامعتنا، وبالتالي إنقاذ لبناننا الحبيب، وإمّا أنْ نكون كلّنا شركاء في جريمة ذبح الجامعة وذبح كلّ أمل بمستقبل بلدنا.

لعمري إنّها مسؤوليَّة تاريخيَّة، فإمّا نكون على قدر التحدّي، وإمّا سيُترك بلدنا وجامعتنا لنا خرابًا.

فماذا أنتم فاعلون يا نخب لبنان؟

*أستاذ متعاقد في الجامعة اللبنانيَّة

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الحلبي: إلغاء المتوسطة والمهنية والثانوية العامة ستجري مع مواد إختيارية

بوابة التربية: أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي “قرار الإبقاء على إجراء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *