أخبار عاجلة

عضو آخر من لجنة تنسيق انتفاضة الكرامة يقدم استقالته

بوابة التربية: أعلن الأستاذ فراس حريري، في بيان، استقالته من  لجنة تنسيق انتفاضة الكرامة، متبوعة بالخروج من كل المجموعات المعنية بالتربية ونقاشاتها. وجاء في البيان الذي استهله بالقول: بيان صادر باسم الانغماسي، الخائن، والمتخاذل فراس حريري:

أتقدم بجزيل الشكر، وخالص الامتنان من الاساتذة الزملاء الذين وضعوا ثقتهم فيَّ معرِض الدفاع عن حقوقنا المسلوبة. وأقدّر الجهودَ الجبارة التي بذلناها في لجنة تنسيق انتفاضة الكرامة التي أحيي أعضاءها وأثني على هذه التجربة القصيرة المشرقة التي شكلت واحةً في صحراء العمل المطلبي في القطاع التربوي. وإن حصلت الاخطاء في عملية المبادرة واتخاذ القرار، فإن ذلك قد يكون بسبب الاحداث المتسارعة. فاللجنة وُلِدَت راكضةً بأقصى السرعة. ولم يكن لها رفاهية الحبو وتعلم المشي. ولقيت السهامَ والطعناتِ من الذين سكتوا عن تخاذل الأداة النقابية الأصيلة ولم يعترضوا على كسلها وخنوعها. ولم يستفزّ رجولتهم سوى عثرات الخطى الأولى للجنة لم تبلغ الشهر من العمر.

بذلنا جهوداً جبارة لم تكتمل.

الوقت كان ضاغطاً.

الوضع كان ضاغطاً.

الخصوم كثر.

ذوو الأوجه المتعددة كثر.

وصلنا الى نقطة مفصلية

اختلفنا فيها على تقييم الوضع. لا قدرة على القيام بالجمعيات العمومية بسبب تعسف المديرين وانسحاق غالبيتهم أمام أجهزة الوزارة ومكاتبها السوداء المتفلتة من قيد القانون، الملتحفة رداء الميليشيا.

طرحنا أهون الشرور اي الاستبيان الالكتروني، مع قناعتنا المطلقة بكونه لا يشكل بديلاً عن الجمعيات العمومية. فكانت النتيجة خجلاً ممزوجاً بعدم الاكتراث، جعلت نسبة المشاركة الضعيفة مخجلة ومربكة.

رأى البعضُ العودة هي الصواب،

والبعض الاخر رأى الاستمرار بالتوقف عن التعليم هو الصواب.

وقعنا في مأزق اللا قرار

دعوتُ الى العودة لكي لا نتحول الى جهاز مصادرة لرأي الغالبية أو سلطة وصاية على الاساتذة بما يشبه الهيئة الادارية.

دعوتُ للعودة لأن الامتناع عن التعليم في ظل التحاق اكثر من ٨٥% من الاساتذة بفصولهم الدراسية فقد قدرته التعطيلية. لا سيما بسيف الاستبدال المسلط على رقاب الاساتذة الممتنعين.

دعوت لتغيير وجهة المعركة باتجاه الذهاب بدل الاستمرار في امتناع لم يعد قادراً على عرقلة الثانويات الى البدء بإنشاء نقابة مستقلة لأساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان. كي لا نبقى رهائن  لدى هيئاتٍ ادارية تهندسها القوى السياسية  دون قدرة على ممارسة ضغط حقيقي.

أضع هذا الموقف أمام الجميع دون خجلٍ من احد. وبالشجاعة الكافية لأقول كلمتي مهما كانت النتائج.

ولأنني أعرف أن الانتصار له عشرات الآباء. ولكي لا تكون الهزيمة لقيطة دائماً.

اخترت ان احمل صليب هذه الهزيمة طائعاً على كتفي:

لقد هزمتنا قوى الأمر الواقع. والهيئة الادارية لم تكن، ولن تكون سوى عصاً غليظة في يدها تسلخ جلدنا بها.

لقد هزمتنا المكاتب التربوية. لا لأننا جبناء، ولا لأننا ضعفاء. لقد راهنّا فقط على الواقفين على التلّ وهم الأغلبية. ولأن بعضنا يبني مجده الذاتي بأحجار حطامنا.

كنت مرتاح الضمير لأنني عملت بصدق، وعبرت عن مواقفي وآرائي بصدق، ولم أبتغِ مصلحة خاصة، أو منفعة شخصية. وسأبقى مرتاح الضمير، لأنني لا أملك سوى وجهي الذي يراه الجميع.

لن أذكر ما قدمت لأجل هذه الانتفاضة، ولا لأجل العمل النقابي المطلبي الحقيقي كي لا أمنن أحد.

أترك هذه اللجنة بعد أن فَشلتُ في تحصيل الحقوق، وكلي ثقة بأن مكاني لن يشغر. فالساحة مليئة بالاساتذة الشجعان المناضلين. ولستُ من اللذين لا يُعوّضون. فلطالما كرهت نفسي أولئك الذين لا بديل لهم، واعتبرتهم آفة لا شفاء منها الا بالموت أو بالثقافة المبنية على الحرية والنقد.

لا أقدمُ اعتذاراً لأحد. وإنما أنسحب بشكل كاملٍ من العمل النقابي. وليعتبَر هذا التصريح استقالة للمرّة الثانية من مجلس المندوبين، أعلنها هذه المرة خارج الأصول بشكل عمدي. دون انتظار قبولها من احد.

استقالة متبوعة بالخروج من كل المجموعات المعنية بالتربية ونقاشاتها.

انسحاباً كلياً من المشهد بقناعة تامة، ودون ضغط من حزب أو جماعة. وإنما “تغوُّطاً” على كلِّ الاحزاب والجماعات. ومللاً من كل المشهديات الفارغة في عملٍ  نقابي كاملٍ بلا مضمون. سلطة ومعارضة تشربانِ من النبع ذاته الذي لا ينبت سوى التفرد والاقصاء والسيطرة والاستحواذ والمآرب الشخصية. تهرق دماء المطالب أمام العنجهيات والمظهريات. والتبعيات والمصالح الفردية الحقيرة.

أخرج من المشهد لكي أزرع حديقتي وأرفع أسوارها. ولربما أصبحُ فاسداً يوماً من الأيامِ كي استمرّ على قيد الحياةِ في هذه التربة المالحة.

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

اتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصة: بو صعب صرح بما تم الاتفاق عليه عن صندوق التعويضات

بوابة التربية: أكد اتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصة في لبنان في بيان انه “بعد اللقاء الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *