أخبار عاجلة

قطاع أساتذة الشيوعي: إدارة اللبنانية تمعن في نهج التسلط

 

تتفاقم الأزمات الحادة في أوضاع الجامعة اللبنانية وتهدد مصيرها بالإنهيار، بسبب تمادي سياسات السلطة السياسية الطائفية المفضية إلى إضعاف التعليم الرسمي العالي لمصالح الجامعات الخاصة، ومن ورائها المؤسسات الطائفية المسيطرة على التعليم الخاص . وبهدف تحويل الجامعة إلى حقل لتوظيف الموالين . فما شهدته الجامعة اللبنانية في الآونة الأخيرة مظهر فاضح لأزمتها، لجهة التشعيب العشوائي وتدهور أوضاع المباني والمختبرات والمكتبات والتجهيزات المختلفة وتهميش مواقع وادوار المجالس التمثيلية . ولا تزال المطالب المزمنة بشأن إنقاذ الجامعة وإصلاح اوضاعها المرفوعة منذ سنوات عدة تتعرض للتسويف والرفض من قبل السلطة السياسية وبخاصة لجهة الحفاظ على صلاحيات مجلس الجامعة والتصدي لمحاولات السلطة اعادة وضع اليد عليها ، ولا سيما وضع اليد على قراراتها الإدارية والمالية والاكاديمية خلافاً لقانون الجامعة 67/75 ، إضافة إلى  تطوير البرامج والمناهج ورفع المستوى التعليمي وتشجيع الأبحاث العلمية وصولاً إلى تعزيز الأوضاع المعيشية للاساتذة والإداريين وتحقيق المطالب المشروعة للطلاب .

 

ان المسؤولية المباشرة لتردي أوضاع الجامعة وتصاعد ازماتها تتحملها القوى السياسية الطائفية الحاكمة والمتحكمة ومنظومتها القابضة على البلاد التي تعيث فيها فساداً ونهباً وهدراً. وتتشارك في المسؤولية امتدادات هذه السلطة في مؤسسات الجامعة وقد تجسدت في التحاصص السياسي الطائفي عبر تعيين رئيس الجامعة والعمداء والمدراء بعيداً من المعايير الأكاديمية الصحيحة والكفاءة والخبرة وتجاوزاً للاعراف والتقاليد الجامعية العريقة . وتتحمل مسؤولية هذا التردي أيضاً الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين التي تمثل في دورات متتالية لتشكيلها التحاصص السياسي الطائفي لأطراف القوى الحاكمة نفسها . فقد تخلت الهيئة التنفيذية منذ امد بعيد عن استقلالية قرارها النقابي واضعفت الأداة النقابية وألغت نضاليتها التي كانت تتسم بها لعشرات السنوات بفضل كفاحية الاساتذة ونضالاتهم المتواصلة دفاعاً عن الجامعة الوطنية ومن أجل المطالب المحقة لافراد الهيئة التعليمية والإداريين والطلاب .

 

إن إدارة الجامعة اللبنانية تمعن في نهج التسلط وفي التهديد للأساتذة لمنعهم من التغيير ومن رفض المساس بحقوقهم الأكاديمية وحرية العمل النقابي، وتخرق الإدارة قانون الجامعة والشرعة الدولية للاونيسكو حول التعليم العالي وتسعى إلى تكريس الطائفية والمذهبية المقيته في ترشيح الأساتذة إلى مجالس الفروع وتعيين المديرين كي تعزز قبضة السلطة السياسية الطائفية وممثليها في الإدارة والرابطة ومجلس الجامعة والفروع .

إن الأساتذة مدعوون بالحاح إلى التحرك وتجميع صفوفهم واخذ قضايا الجامعة والهيئة التعليمية بيدهم للدفاع عنها ولا سيما حماية مكتسبات صندوق التعاضد وحقهم في تحسين أوضاعهم المعيشية .في الأجور وغلاء المعيشة ، انهم مدعوون لحماية الرابطة من خلال الضغط على الهيئة التنفيذية للعودة الى القرار النقابي المستقل ورفع اليد عن الأداة النقابية من قبل القوى السياسية الطائفية الممثلة لأحزاب السلطة السياسية، والالتزام الشفاف بها ببرنامج انقاذ الجامعة والمطالب المزمنة للهيئة التعليمية، إنهم مدعوون لرفض كل أشكال الابتزاز والتهديد الممارس ضد حقوقهم من قبل السلطة السياسية وامتداداتها الإدارية من رئيس وعمداء ومدراء .

إنهم مدعوون لعدم الاستكانة لوعود فضفاضة حول عدم ضرب صندوق التعاضد .

انهم مدعوون لترجيح الانتماء إلى الوطن والجامعة لا إلى الطائفة والمنطقة .

إن النضالات التاريخية للأساتذة والإداريين والطلاب التي ادت إلى قيام جامعة وطنية وتطوير الكليات والمعاهد والتعليم الرسمي العالي وديمقراطية التعليم لأبناء الفئات الشعبية والفقيرة هي نضالات متواصلة منذ الستينات من القرن الماضي وستستمر ضد سياسات السلطة السياسية والطائفية وممثليها داخل الجامعة وذلك من أجل إنقاذ الجامعة واصلاح أوضاعها.

عن mcg

شاهد أيضاً

فرق صحية تعقم متوسطة حارة الناعمة

بوابة التربية: بعدما اعلنت إدارة متوسطة حارة الناعمة الرسمية وجود إصابات بمرضي “الجرب” و “الجدري” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *