أخبار عاجلة

كيف ستُحافظون على حصانتنا وموقعنا الوظيفي !؟

من مظاهرة هيئة التنسيق النقابية

 

يوسف كلوت*

يعود موضوع السلسلة إلى التداول على إيقاع سياسي، ويا ليت كان ذلك نتيجةً لضغط نقابي جدي، لأن الضغط النقابي يضعنا في موقع المُفاوض الفعَّال القادر على الإنتزاع بكرامة. وللتذكير فإن أساتذة التعليم الثانوي الرسمي لا يريدون أي سلسلة بل السلسلة التي تحفظ من جهة حصانتهم وثباتهم الوظيفي بإلغاء المادة 37 وأي مضمون ممائل لها في مشروع قانون الموازنة أو سواه، ومن جهة ثانية تحفظ حقوقهم المادية والمعنوية القانونية التاريخية بحفظ فئتهم وموقعهم الوظيفي كمقدمة لإقرار مشروع قانون الموقع الوظيفي، ولا ينفع في هاتين المسألتين الآن منطق “خذ وطالب”! يأخذ زملاؤنا ممثلو القوى الحكومية- النيابية مشروعيتهم النقابية الفعلية في الإمساك بقرار الرابطة من تقديم أنفسهم على أنهم الأقدر على انتهاج سبيل الحوار مع مسؤوليهم السياسيين أو الضغط داخل أطرهم التنظيمية على قاعدة “المونة” وأن السياسي يجب أن يكون في خدمة النقابي! إلا أننــــا لم نلمس حتى تاريخه آثار ذلك في الحفاظ على حصانتنا وموقعنا الوظيفي! لا بل لمسنا العكس تماماً مع ببروباغندا تبريرية كثيفة عنوانها “خذ وطالب”!! ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن واقع القوى الحكومية-النيابية الإقتصادي الإجتماعي يتوزَّع عموماً بين من هم ملاكين ومتمولين كبار، ومن هم أرباب عمل كبار أو صغار، ومن لهم علاقات تمويلية ريعية وتوظيفية وثيقة بأرباب العمل وكبار الريعين والمتمولين، وكثير من نخبها قد أضحوا تجار عقارات وخلافها وأرباب استثمارات وخلافها… مــــا العمل في ظل ذلك، لا سيما وأن مصيرنا كأساتذة تعليم ثانوي وكتعليم ثانوي في مشروع قانون السلسلة المطروحة في حالة يُرثى لها؟ فهل هناك قدرة لدى زملائنا ممثلي القوى الحكومية-النيابية على اتخاذ قرار التحرك الجدي الضاغط في مواجهة قواهم التي تسلبنا حقوقنا في مجلسي النواب والوزاراء؟ نأمل ذلك، فإنه لا سبيل سواه يُؤدي إلى إنتاج موازين قوى فعَّالة على الأرض قادرة على الدفع باتجاه التفاوض المُفضي إلى نتائج ملموسة في الحفاظ على حصانتنا وموقعنا الوظيفي. إن خياراتهم في السنوات الثلاث السابقة باتت معروفة ومُجرَّبة وأقصى ما وصلت إليه هو الوعود برد جزء من حقوقنا، ولا زالت هذه الوعود على هزالتها تُؤجَّل مرة بعد مرة، وقد عادت الآن نغمة تقسيط السلسلة أو تأجيلها أو سحبها من التداول على عِلَّاتها وعدم قبول جموع الأساتذة بها. إن منطق العمل هذا قد جرَّأ القوى الحكومية- النيابية ونُخبها علينا أكثر ودفعهم للاستخفاف بنا أكثر فأكثر؟! زملاؤنا ممثلو القوى الحكومية- النيابية، ما هي خياراتكم النقابية الفعلية وما هو دوركم … أفيدونا؟! فمصير أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حصانةً وظيفيةً وموقعاً على المِحك. التساؤل والنقد وحتى التشكيك على ضوء التجربة حقنــــا كأساتذة وواجبنا كمندوبين … فأنتم تُمسِكون بقرار آداتنا الوحيدة التي نستطيع بواسطتها الحفاظ على حصانتنا وثباتنا وموقعنا الوظيفي، وبالتالي الحفاظ على التعليم الثانوي حاضراً ومستقبلاً وعلى حاضرنا ومستقبلنا وتلامذتنا وأولادنا. أنتم مسؤولون أمامنا والتاريخ لن يرحم، فماذا أنتم فاعلون؟

* يوسف كلوت (مندوب في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي) الأحد 9-7-2017

عن mcg

شاهد أيضاً

المؤتمر الدولي الرابع “التفاعل الحضاريّ واللغة العربيّة” في اللبنانية

بوابة التربية- خاص: عقد في حرم الجامعة اللبنانية في الحدث المؤتمر الدّولي الرابع، تحت عنوان: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *