أخبار عاجلة

متفرغو اللبنانية اعتصموا أمام “التربية” والتقوا شهيب: لن نتراجع عن إضرابنا قبل صون الحقوق

خلال الاعتصام امام وزارة التربية (بوابة التربية)

عماد الزغبي- بوابة التربية: “من الجامعات تنطلق الثورات” شعار رفعة الأساتذة المتفرغون في الجامعة اللبنانية، خلال الاعتصام الاحتجاجي أمام وزارة التربية والتعليم العالي، رفضا للمس بالرواتب والتقديمات الاجتماعية. وعلى الرغم من تطيمنات وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، أن ان موضوع الرواتب لم يطرح بعد في مجلس الوزراء، وأنه سوف يرفع إلى مجلس الوزراء اليوم لائحة مقارنة بالتقديمات، إلا أن الرابطة أكدت عدم التراجع “عن إضرابنا قبل أن تصدر موازنة تصون حقوقنا”.

ضاهر

القى رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية د. يوسف ضاهر جاء فيها:

“إن السلطات المتعاقبة لم تعط أي اهتمام للجامعة الوطنية. فموازنتها موازنة مدرسة رسمية في البلدان التي تحترم شعوبها. فلا دعم للأبحاث التي تفيد الدولة بوضع الاستراتيجيات لتطوير الاقتصاد والبنى التحتية والبيئة وكل الميادين الحيوية. كما أن هذه الأبحاث الموجودة والمستمرة بفضل جهد الباحثين من أساتذة الجامعة، لا تستخدم ولا يستعان بها لتعزيز الدولة. ولا دعم لطلاب الجامعة المحرومين من أبسط حقوقهم، فلا مساعدات اجتماعية ولا مبان لائقة ولا نشاطات ثقافية ورياضية ولا ظروف تعليمية تتوافق مع الحاجات الوطنية وأسواق العمل إلا فيما ندر. ولا احترام لأساتذتها وحقوقهم الأكاديمية والمادية والصحية وإمكانياتهم البحثية والإبداعية. يتعاقد الأستاذ مع الجامعة بصعوبة ويتفرغ بصعوبة ويدخل ملاكها بصعوبة، ويشعر في كل الحالات بالمرارة والاضطهاد وعدم الاستقرار. ويحال إلى التقاعد ونفسه حزينة لعدم تحقيق أحلامه في جامعة تضطهدها السلطة منذ نشأتها، يقضي تقاعده في ظروف معيشية صعبة.
كل هذه الأمور قد ألفتها الجامعة منذ بداياتها حيث لم تنل شيئا، لا هي ولا أساتذتها ولا موظفوها ولا طلابها إلا بالانتزاع. لكن أن يصل الإهمال اليوم والتهميش إلى حد وضع اليد على القليل الذي تملكه الجامعة في موازنتها وعلى القليل الذي لنا ولعائلاتنا ولأمننا الاجتماعي والصحي، ولوضعنا الأكاديمي الذي سينعكس سلبا على الطلاب والتعليم، يعني أن السلطة وصلت إلى قمة الإفلاس السياسي والفكري. وليس فقط إلى قمة الإفلاس الاقتصادي”.

أضاف: “بربكم قولوا لنا: هل هناك بلد في العالم يقلل من دعم التعليم العالي بكل مكوناته ليحل أزمته الاقتصادية؟ ألم يفقهوا بعد أن الاستثمار بالعلم والتعليم العالي هو أهم مصدر لتطور الاقتصاد وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي؟ ألم يسمعوا بأن مرتبات الأساتذة الجامعيين في بعض البلدان تتخطى مرتبات المسؤولين السياسيين؟ هل تعرفون جامعة في العالم تغطي بفروعها وأهلها وأعمالها وتأثيراتها كامل أرض الوطن، يكون فيها فقط 1/7 من أساتذتها مثبتين في الملاك و1/7 مثبتين لكن خارج الملاك ويعيشون في قلق دائم على أمنهم الوظيفي والاجتماعي؟ هل تعرفون جامعة في العالم، أكثر من نصف أساتذتها من المتعاقدين، يعملون مثل زملائهم ويتقاضون أقل منهم بكثير، بعد سنة أو سنتين، ولا يتمتعون بتغطية صحية، ومطلوب منهم أن يخرجوا أفضل المهندسين والمحامين والأطباء والقضاة وغيرهم؟ -بئسا لوضع أوصلتنا إليه هذه السلطة يضطر فيه مثقفوه وأساتذته أن ينزلوا إلى الشارع للدفاع عن الجامعة وأهلها؟”

وتابع: “بئس بلد ينهشه الفساد والتلوث السياسي والبيئي، يحاول مسؤولوه الذين أغرقوه في الديون والعتم والعطش، حل أزمته من جيوب أصحاب الدخل المحدود. جيوب، لو أفرغت بكاملها لما حلت شيئا في عمق الأزمة. وعمق الأزمة هو أن الدولة لا تسيطر على مقدراتها ومواردها. لا تستطيع أو أنها لا تريد أن تضبط الجبايات والتهرب الضريبي والعائدات الجمركية وتسترد مستحقاتها من أملاكها البحرية والنهرية والمشاعات البرية وغيرها. إن مسرحية الترقيع التي يقومون بها اليوم لكي يوهموا سيدر وغير سيدر بأنهم يقومون بإصلاحات أساسية، لن تنطلي لا على المجتمع الدولي ولا على الشعب اللبناني. إذ كيف سنثق بهم وقد اقترضوا المليارات وما زال الاقتصاد يسير من سيئ إلى أسوء. فالمجتمع الدولي والناس ليسوا أغبياء وهم يعرفون كيف تهدر الأموال وتنهب وتضيع الفرص. كيف سنثق بوعودهم بعدم المس بالرواتب، وهم وعدونا بالثلاث درجات ووقعوا عليها ولم يف بوعودهم. وكذلك فعلوا بمشروع الخمس سنوات. اليوم يقومون بتقاسم الأدوار: فواحد يصرح بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم تخفض الرواتب لأن الوفر لن يكفي، وآخر يطمئن بأن لا مساس بالرواتب والحقوق لكي يقنع صغار النفوس بأن يعدلوا ويتراجعوا عن إضرابهم واحتجاجهم. ونحن لسنا من صغار النفوس”.

وسأل: “ماذا يعني هذا الهجوم الصاعق على الجامعة، والتصميم على خفض الرواتب وقضم التقدمات الاجتماعية التي تعطي للأستاذ الجامعي خصوصية يستحقها؟ وماذا يعني خفض موازنة الجامعة، ورفض الاستجابة لكل المطالب المحقة؟ هذا يعني أنهم يريدون القضم من طلابها لصالح بعض دكاكين التعليم العالي. والقضم من أساتذتها بالتيئيس والإحباط. لكننا لن نقبل بتدمير الجامعة التي بناها اللبنانيون بعرق جبينهم، وتخرج منها الفقير والغني، ويجلس على مقاعدها طلاب الوطن جنبا إلى جنب على اختلاف مناطقهم وطوائفهم. إنها أمانة في أعناقنا ولن نسلم أعناقنا لأحد إلا للخالق أو لعزة الوطن وسيادته”.

وخاطب الأساتذة المتفرغين: “أنتم الذين ممنوع عليكم العمل خارج الجامعة، وأنتم الذين لا تتبعون دوامات وظيفية، لأنكم في كل لحظة من عمركم مستنفرون ومتفرغون للجامعة وطلابها ومختبراتها وأطروحاتها وأبحاثها، -أتقبلون أن تحرموا من الثلاث درجات؟ وأن لا تتحقق عدالة الرواتب؟ طبعا لا. إن هذا المطلب هو في أول أولياتنا اليوم.
-أتقبلون بأن يبقى مشروع الخمس سنوات للجميع، أي مشروع القانون 5120، في أدراج مجلس النواب؟ ويبقى الظلم لاحقا بالمتقاعدين الذين أفنوا العمر في سبيل الوطن والجامعة؟ طبعا لا.
أتقبلون أن تخفض رواتبكم؟ طبعا لا.
أتقبلون أن تخفض تقديمات صندوقكم التعاضدي وأن تلغى منحة التعليم؟ طبعا لا.
أتقبلون أن تمس رواتب المتقاعدين ومن جيوبهم؟ طبعا لا.
أتقبلون أن يبقى زملاء لكم حرموا عند تفرغهم من درجاتهم الاستثنائية ودرجة الدكتوراه؟ طبعا لا.
أتقبلون أن يبقى أكثر من نصفكم خارج الملاك؟ طبعا لا.
يا جميع الأساتذة، أتقبلون أن يبقى زملاء لكم مستوفين الشروط الأكاديمية غير متفرغين، ويعيشون في معاناة يومية منذ عدة سنوات؟ طبعا لا وألف لا، لا تقبلون بذلك؟ أنتم صامدون في إضرابكم، ليس لأجل الجامعة ولأجلكم فقط، إنما لأجل الشعب كله الذي سيطاله التقشف في لقمة عيشه، عسكريين، موظفين، أساتذة، ثانويين، فنيين، عمال يدفعون الضرائب. تعمل السلطة اليوم على تدفيع الطبقة المتوسطة والفقيرة ثمن سياساتها الخاطئة المتراكمة. ونحن باسمكم جميعا نتضامن اليوم مع المتقاعدين العسكريين المحتجين في ساحة رياض الصلح، ومع باقي المضربين والمنتفضين من كافة فئات الشعب اللبناني”.
وختم: “نحن نطلب من المسؤولين أن يبحثوا عن حل الأزمات من أبواب أخرى عديدة، لا من جيوب الأساتذة وأصحاب الدخل المحدود. ليس بهذه الطريقة يتم جلب الاستثمارات والسياح وتكبير الثقة بالعدالة والقوانين وتكبير الاقتصاد. نحن لن نتراجع عن إضرابنا قبل أن تصدر الموازنة، وفيها حقوقنا مصونة مئة في المئة”.
وانتهى الاعتصام بتلاوة النشيد الوطني ثم نشيد الجامعة.

لقاء وفد الرابطة مع شهيب بحضور أيوب (بوابة التربية)

الاجتماع مع شهيب

إجتمع وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب مع الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور يوسف ضاهر وحضور رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب ومستشاري الوزير أنور ضو القاضي سميح مداح ، الدكتور وليد صافي، الدكتور محسن جابر والمستشار الإعلامي البير شمعون. واطلع من رئيس الرابطة على المطالب التي أعلنت الرابطة من اجلها الإضراب ومنها الثلاث درجات على الرواتب والتقاعد والحفاظ على صندوق التعاضد وعلى خصوصية الأستاذ الجامعي ولفتوا إلى أن واحدا من سبعة أساتذة في الملاك وواحدا على سبعة متفرغين. ووضعهم الوزير في أجواء جلسات الموازنة ودعاهم إلى رفع الإضراب.

شهيب

وتحدث الوزير إلى الإعلاميين بعد اللقاء فقال: الجامعة اللبنانية تعني لنا الكثير إنها الجامعة الجامعة لكل اللبنانين وهي الموقع التربوي الأهم  في هذا الوطن، فحقوق الأساتذة وحقوق الطلاب يجب أن تكون متميزة عن قطاعات أخرى، وأعلم ان المطالب التي طرحت في الإضراب الأخير منها أتى على أثر تصريحات وكتابات معينة، الموضوع في مجلس الوزراء أي النقاط الثلاث التي طرحت لم تطرح بالشكل الذي طرحت فيه في الجمعية العمومية في الجامعة اللبنانية والتي اتخذ القرار بالإضراب على أساسها. فالموازنة تقر في مجلس الوزراء ثم تذهب إلى لجنة المال ومن ثم إلى الهيئة العامة للمجلس النيابي، ويمكن أن تبدأ بيضاء وتنتهي حمراء. وبالتالي فإن الموازنة مرحلة طويلة فيها إمكانية للبحث عن الواقع والأرقام العلمية وضمن المستطاع خصوصا في هذا الوقت الصعب والدقيق  الذي تمر به البلاد ماليا واقتصاديا.

لقد استمعت بانفتاح وتمعن وعناية كاملة إلى مطالب الأساتذة الكرام، وكان رأيي أن الإضراب لم يأت في موقعة وليس في وقته. لكن لكم الحق الديمقراطي بالتعبير بالطريقة التي ترونها مناسبة،  إنما بالحفاظ على العام الدراسي للطلاب، سيما وان حق الأساتذة واجب علينا جميعا، ولننتظر ما سيقر في مجلس الوزراء وعلى ضوء ذلك يمكن بالحق الديمقراطي أن يتم اتخاذ القرار من أي جهة كان. ونحن ذاهبون إلى مجلس الوزراء وسوف نناقش موضوع التقديمات، وعندي أكثر من ملاحظة وأكثر من رقم يجب ان أعرضه على مجلس الوزراء، وأتمنى ان يتم التفاهم على كل الأمور، كما أتمنى على أساتذة الجامعة اخذ مصلحة الطلاب في الحسبان، ومصلحة الجامعة اللبنانية التي نعتبرها بيتنا جميعاً.

سئل الوزير عن إمكان المس بالرواتب فأجاب: لم نتحدث عن الرواتب ولم يتم البحث بها مطلقاً. لقد تحدثنا عن التقديمات من صندوق التعاضد.

سؤال: هل يمكن للأساتذة العدول عن الإضراب

أجاب: إن رأيي الشخصي كان أن الإضراب ليس في وقته الآن، لكن الأساتذة قالوا أنه في حال لم يتم المس برواتبهم وتقديماتهم فإنهم سوف يرفعون الإضراب. سيما وأن الموازنة لا تنتهي في مجلس الوزراء بل في مجلس النواب.

ضاهر:

وتحدث رئيس رابطة الأساتذة يوسف ضاهر فقال: نشكر معالي وزير التربية الذي استقبل الهيئة الإدارية اليوم وأكدنا له أن أكثر من ألفي أستاذ شاركوا في الإضراب اليوم من كل المناطق واعتصموا في باحة وزارة التربية وإنهم هيئة ديمقراطية معبرة عن آرائهم، وفي الجمعية العامة كانوا أكثرية مطلقة طالبت بالإضراب ولا يزالون يصرون على قرارهم بالإضراب إلى حين صدور إقرار الموازنة من مجلس الوزراء، وإذا صدر هذا القرار ولم يمس بالرواتب ولا بالنظام التقاعدي ولا بصندوق التعاضد والتقديمات عندها ستجتمع الهيئة ونعتبر أن الإضراب يمكن أن يرفع ونعود إلى التعليم الجامعي.

نحن طرحنا مع معالي الوزير جملة مطالب منها مزمن وأهمها الثلاث درجات لتحقيق العدالة بين الرواتب وقلنا بأننا مغبونون سيما وأننا كأساتذة لا نعمل مطلقاً خارج الجامعة ولسنا محسودين من بقية القطاعات ولكن إنهم يستطيعون أن يعملوا خارج الجامعة. فنحن متفرغون ليلاً نهاراً لهذه الجامعة. وأنا أحب أن أذكر رداً على من قال اليوم بأن راتب الأستاذ الجامعي يصل إلى 17 مليون ليرة فالحقيقة أن راتب الأستاذ الجامعي يصل في أقصى حدوده إلى ثمانية ملايين ليرة إذا كان أستاذاً في التعليم الرسمي وانتقل بعدها إلى الجامعة أما متوسط الراتب فهو نحو 5 ملايين ليرة.

أضاف رداً على سؤال لقد أخذنا بعض التطمينات وننتظر القرار النهائي في مجلس الوزراء، خصوصا ًوأن بعض الوزراء تحدثوا عن إمكان خفض الرواتب، وعندما نسمع ذلك نتأكد، وسنبقى مستنفرين حتى إنهاء الموازنة ونحن متفاهمون مع طلابنا وسوف نعوض عليهم أي دروس متأخرة وعندنا خطة تحرك بعد إنهاء الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها إلى مجلس النواب. وقد طلبنا بتسريع ملف التفرغ في ظل خروج مئات الأساتذة كل سنة إلى التقاعد وهناك أساتذة إستوفو الشروط للتفرغ.

 

عن mcg

شاهد أيضاً

دورة مجانية في مادة اللغة العربية لشهادة الثانوية فرع الاقتصاد والاجتماع

بوابة التربية: أعلن مركز الباشورة للرعاية والتنمية التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية دار الايتام الإسلامية بالتعاون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *