أخبار عاجلة

ندوة حوارية حول “بناء السلام في لبنان” في وزارة التربية

أطلق وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب الندوة الحوارية حول  “بناء السلام في لبنان”، التي نظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، بتمويل من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية (KfW)، وذلك في قاعة المحاضرات في الوزارة ، في حضور كبار موظفي الوزارة ومستشاري الوزير والخبراء، وممثلين عن المنظمات الدولية والمؤسسات التربوية والجامعية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.

بعد النشيد الوطني تحدثت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان  السيدة سيلين مويرود وقالت في كلمتها:

نحن فخورون جدًا بدعمنا لوزارة التربية والتعليم العالي في جهودها لمكافحة العنف داخل المدارس وتعميم قيم بناء السلام في المجالات التعليمية. ويعدّ إطلاق “سياسة حماية الطفل” من قبل الوزارة في العام الماضي بدعم من اليونيسف مبادرة مهمة، ونحن، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،  يسعدنا أن نساهم في الجهود المبذولة في تنفيذ هذه السياسة، في جانبها الوقائي.

تتولى المدارس الرسمية في لبنان مهمة تأمين التعليم للجميع. لقد كان شرفًا لنا أن نعمل مع وزارة التربية والتعليم العالي منذ عام 2007 في مجال تعليم السلام، من خلال عدة أدوات من بينها مجموعة أدوات بناء السلام التي تم تطويرها في عام 2009 ومؤخراً مبادرة المدارس الخالية من العنف التي تقوم بجولة في البلاد منذ عام 2013 وتم تنفيذها حتى الآن في مناطق البقاع، جبل لبنان وطرابلس.

وقد شهدنا، جنبا إلى جنب مع الوزارة، الكثير من التجارب في تلك المدارس. تجارب للمعلمين ومديري المدارس وأولياء الطلاب الشجعان الذين استجمعوا الجهود لاحتضان التنوع ومكافحة العنف داخل المدارس وخارجها والنجاح في مواجهة كل الصعاب. ونحن، في هذا العام، حريصون للغاية على بدء إضفاء الطابع المؤسسي على مبادرة المدارس الخالية من العنف من خلال تدريب مدربي معلمي وزارة التربية والتعليم العالي وجهاز الإرشاد والتوجيه التربوي والمدرسي على تعليم السلام ومرافقتهم في تنفيذ المدارس الخالية من العنف في 17 مدرسة رسمية جديدة.

وأتمنى أن تستمتعوا بمناقشات اليوم حول العديد من المواضيع التي تمت معالجتها في الملحق الأخير: من عمل الوزارة حول اللاعنف؛ إلى “سياسة حماية الطفل”، وحماية الأطفال من مخاطر ألعاب الفيديو؛ دور الجامعات اللبنانية في بناء السلام، وتدريس التاريخ بما في ذلك قضية المفقودين.

ستيفاني شارف

ثم تحدثت رئيسة قسم التعاون الإنمائي في السفارة الألمانية في بيروت السيدة ستيفاني شارف فقالت:

إن لكل طفل الحق في التعليم ونحن نتفق جميعا على ذلك. وشددت على أنه على الاطفال الا يخافوا من زملائهم واساتذتهم، كما أنه على المجتمع الدولي أن يسعى إلى تأمين وضع حد للعنف في المدارس، على اعتبار أن التعليم الخالي من العنف له اثر كبير على المجتمع، وأن الاطفال الذين يتعلمون في بيئة مسالمة قادرون على تحقيق مجتمع افضل.

وأضافت: نحن في السفارة الالمانية مستعدون لدعم مبادرة مدارس خالية من العنف من خلال البنك الالماني للتنمية KFW  وهي مبادرة ينفذها برنامج الامم المتحدة الانمائي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وهي انشطة واعدة.

شهيب

 وتحدث الوزير شهيب فقال: في عالمٍ مضطرب بالصراعات والكراهية والإرهاب بوجهيه المنظم والمقنع تبقى التربية الملاذ للتخفيف من عنفها ومواجهتها، وتطرح خياراتٍ يمكن أن تؤسس لانتظام الحياة واستقرار المجتمع “وبالتالي السلام”.

واصبح ثابتاً أنه حين يترنح الاقتصاد، يضطرب الأمن ويهتز المجتمع، تصبح التربية الملاذ. ونحن في لبنان لامسنا هذا الواقع لا بل عشناه، وما الخطوات التي قامت بها الدولة مؤخراً منذ تشكيل الحكومة إلّا بداية مسار طويل للخروج مما نحن فيه. في لبنان بذلنا الجهد الكبير واستوعبنا النزوح ونجحنا في التربية بقرارٍ محلي وبدعمٍ من الدول المانحة والمؤسسات الإنسانية الدولية واستطيع أن أقول أننا أمنّا تعليماً لائقاً كما طلابنا لأكثر من 250 ألف متعلم نازح لإيماننا بانهم مستقبلاً سيساهمون في بناء سوريا ديمقراطية متعددة.

إن ما يعيشه العالم العربي يختلف عما قمنا به. فإذا نظرنا إلى الجوار نجد أن ضعف وحتى غياب فرص التعليم زاد من العنف والاضطرابات في كل من اليمن والعراق وسوريا وليبيا.

فالواقع مأساوي ولكي يستقر وجب مواجهة العنف بالتربية والارهاب بتحسين ظروف المجتمع اقتصادياً وحياتياً وفرص عملٍ.

نحن في لبنان وفي انتظار العودة الآمنة والكريمة نولي الطالب النازح كل رعاية واهتمام، فلا تمييز بينه وبين الطالب اللبناني إن في المنهج او على مستوى البيئة المدرسية، أو سياسة حماية التلميذ في لبنان، وقد دربنا 300 مدرس على مواكبة هذه السياسة وسينتهي تدريب كل المدارس والثانويات الرسمية في العام 2020، واعتمدنا Hot Line جاهز للاستماع والمساعدة والتواصل مع الاهل ومن يلزم من ضمن الخصوصية الكافية، وننظر إلى التربية على أنها حقٌ انساني واخلاقي للجميع.

فالشكر إلى كل من أسهم ودعم هذا الحق بالتعليم دولاً ومنظمات. والشكر موصول إلى من نظم ودعا إلى هذا اللقاء اليوم وإلى المشاركين في حلقات الحوار.

اننا ننتظر نتائج يمكن البناء عليها والاستفادة منها، على أمل الوصول مسقبلاً لسلامٍ دائم بين الشعوب.

 

الجلسات  

وترأس الجلسة الاولى المدير العام للتربية فادي يرق، الذي شكر المنظمين والداعمين وخصوصاً البنك الالماني للتنمية KFW   وشدد على دور الوزارة في إرساء مسار للتنمية الإنسانية المستدامة، معتبراً أن التعليم وحده لا يكفي إنما التربية أشمل وهي التي تحتضن كل المبادرات، وأشار إلى العمل اليومي مع التلاميذ من خلال الأساتذة والمرشدين والموجهين التربويين مشيراً إلى الجهود المبذولة  ليصبح العمل على حماية الأطفال من كل أنواع العنف عملاً ممنهجاً، مشدداً على دور كل من المعلم والأهل والمجتمع في التعاون لكي تصبح مخرجات التعليم عنصراً مساعداً على إعداد متعلم ومواطن صالح ومبدع.

وناقش المتحدثون موضوع التربية واللاعنف كما شرحت السيدة هيلدا الخوري، مديرة الإرشاد والتوجيه في المديرية العامة للتربية عن عمل وزارة التربية على النشاطات اللاعنفية في المدارس وأهمية هذه المبادرات. وناقشت السيدة نهلة حرب، منسقة التوجيه التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي، أهمية سياسة حماية الأطفال  في لبنان. بدورهاـ ركّزت السيدة نسرين طويلة، اختصاصية حماية الطفل في منظمة اليونيسف على  أهمية التنسيق بين الوزارات المعنية في إطار سياسة حماية الأطفال. من هناـ ناقش د. نظير حاوي،وهو رائد فكري بارز في قضايا الإدمان الرقمي،  موضوع حماية الأطفال من مخاطر الإدمان على ألعاب الفيديو.

وفي الجلسة الثانية التي قامت بتييسيرها السيدة جوانا نصار، مديرة مشروع “بناء السلام في لبنان” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي  ومستشارة بناء السلام ، ناقش المتحدثون  موضوع التربية والتاريخ وشرحت السيدة نايلة خضر حمادة، رئيسة الهيئة اللبنانية للتاريخ، أهمية التاريخ الشفهي في بناء ذاكرة الماضي. وقدمت السيدة وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان  رأيها حول مفهوم التربية على القضايا الوطنية وقضايا السلم الأهلي وذاكرة الحرب بالأخص قضية المفقودين. وتحدّث الدكتور عدنان الأمين، أستاذ العلوم التربوية في الجامعة اللبنانية عن الاختلاط الاجتماعي في التعليم العالي. وفي ختام الجلسة تبادل الحضور والمتحاورون الأسئلة والأجوبة.

عن mcg

شاهد أيضاً

الحلبي ممثلا بري وميقاتي اطلق اسم جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية في الميناء

بوابة التربية: رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي ممثلا رئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *