كتبت منار أسامه حموده السيد:
الملخص (باللغة العربية):
يُعد التخطيط الاستراتيجي التربوي أداة حيوية لضمان التكيف والنجاح المستدام للمؤسسات التعليمية. تُعتبر صياغة الرؤية والرسالة نقطة الانطلاق الأساسية في هذا النوع من التخطيط، إذ تسهمان في توجيه الجهود وتوحيد المسار داخل المؤسسة، وتوضيح الغايات الكبرى التي تسعى إليها. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أهمية صياغة الرؤية والرسالة في التخطيط الاستراتيجي التربوي، مع تقديم معايير وخطوات عملية لصياغتهما بفعالية.
الكلمات المفتاحية: التخطيط الاستراتيجي، الرؤية، الرسالة، المؤسسات التعليمية، القيادة التربوية.
Abstract (English)
Strategic educational planning is a vital tool to ensure adaptability and sustainable success for educational institutions. Formulating the vision and mission is the foundational step in this type of planning, as they contribute to directing efforts, unifying the institution’s path, and clarifying its overarching goals. This article aims to shed light on the importance of formulating the vision and mission in strategic educational planning, providing criteria and practical steps for their effective formulation.
Keywords: Strategic planning, vision, mission, educational institutions, educational leadership.
مقدمة:
في ظل التغيرات المتسارعة والتحديات المتزايدة التي تواجهها المؤسسات التعليمية، أصبح التخطيط الاستراتيجي أداةً حيوية لضمان التكيف والنجاح المستدام. يُعد التخطيط الاستراتيجي عملية منهجية تهدف إلى تحديد الأهداف بعيدة المدى وتطوير الخطط اللازمة لتحقيقها، مما يعزز من قدرة المؤسسات على الاستجابة للمتغيرات وتحقيق رؤاها المستقبلية.
أولاً: مفهوم الرؤية والرسالة
– الرؤية (Vision): هي التصور المستقبلي الطموح للمؤسسة التعليمية، تعكس ما تطمح أن تكون عليه في المستقبل. الرؤية تعبر عن التطلعات بعيدة المدى، وتُصاغ بلغة إيجابية ومحفّزة.
– الرسالة (Mission): هي وصف موجز لطبيعة عمل المؤسسة، وأهدافها الأساسية، والقيم التي تحكم نشاطها، والفئات المستفيدة من خدماتها. وهي تجيب على سؤال: “لماذا وُجدت هذه المؤسسة؟”
ثانيًا: أهمية صياغة الرؤية والرسالة في التخطيط التربوي
- 1. توحيد الجهود: تساعد الرؤية والرسالة على توحيد العاملين داخل المؤسسة حول أهداف مشتركة، مما يعزز الانسجام الداخلي والولاء التنظيمي.
- تحديد الاتجاه العام: توجه المؤسسة نحو أولويات واضحة وتحدد ملامح الطريق الذي يجب اتباعه لتحقيق النجاح.
- دعم عملية اتخاذ القرار: تُعدّ الرؤية والرسالة مرجعًا أساسيًا عند اتخاذ القرارات الإدارية والتربوية لضمان توافقها مع الغايات الكبرى للمؤسسة.
- تعزيز صورة المؤسسة: تُسهِم في بناء هوية مؤسسية قوية أمام المجتمع المحلي والدولي، وتزيد من جاذبية المؤسسة لدى أولياء الأمور والطلاب.
ثالثًا: معايير صياغة الرؤية والرسالة
معايير الرؤية الجيدة:
– أن تكون ملهمة وطموحة.
– أن تُعبّر عن المستقبل.
– أن تكون مختصرة وسهلة التذكر.
– أن تتماشى مع القيم العليا للمؤسسة.
معايير الرسالة الجيدة:
– أن تتضمن وصفًا دقيقًا لهوية المؤسسة.
– أن تُبرز الخدمات أو المنتجات التي تقدمها.
– أن تُحدد المستفيدين (الطلاب، المجتمع…).
– أن تُعبّر عن القيم والمبادئ التي توجه العمل.
رابعًا: خطوات صياغة الرؤية والرسالة
- تحليل البيئة الداخلية والخارجية: يشمل تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، لمعرفة الواقع الحقيقي للمؤسسة وقدراتها.
- الاستفادة من أصحاب العلاقة: يشمل إشراك المعلمين، الطلبة، الإداريين، وأولياء الأمور في إعداد الرؤية والرسالة لضمان التمثيل والتشاركية.
- صياغة المسودة الأولية: تتم كتابة عدة صيغ للرؤية والرسالة وفق المعايير السابقة، ثم يتم تقييمها وتعديلها.
- الاعتماد والنشر: يتم اعتماد الرؤية والرسالة من قبل الجهات المعنية، ثم نشرها على نطاق واسع داخل المؤسسة وخارجها.
خامسًا: أمثلة تطبيقية من الواقع التربوي
رؤية إحدى المدارس:
“أن نكون روادًا في إعداد جيل متميز علميًا وأخلاقيًا، يسهم في بناء مجتمعه ويواكب متغيرات العصر.”
– رسالة نفس المدرسة:
“نلتزم بتوفير بيئة تعليمية محفزة، تُمكّن الطلبة من اكتساب المهارات والمعارف والقيم، من خلال كوادر مؤهلة، وشراكة فعالة مع أولياء الأمور والمجتمع.”
سادسًا: التحديات الشائعة في صياغة الرؤية والرسالة
– العمومية المفرطة أو الغموض.
– الاقتباس الحرفي من مؤسسات أخرى دون مواءمة.
– عدم ارتباطها بالواقع المؤسسي.
– إغفال التحديث المنتظم لها.
خاتمة:
تُعدّ صياغة الرؤية والرسالة من أهم خطوات التخطيط الاستراتيجي التربوي، إذ تُرشد كافة مكونات العملية التعليمية نحو تحقيق أهداف واضحة ومشتركة. وتكمن فعالية الرؤية والرسالة في وضوحها، وشمولها، وقدرتها على تحفيز جميع العاملين في المؤسسة على العمل بروح الفريق والتميز.
لذلك، فإن مراجعة وتحديث الرؤية والرسالة باستمرار يضمن توافقها مع التحولات التربوية والتحديات المستقبلية، ويُسهم في تعزيز جودة التعليم وتحقيق التنمية الشاملة.
المراجع :
- الدجني، إياد. (2023). أساسيات التخطيط الاستراتيجي التربوي. الجامعة الإسلامية – غزة.
- الحمادي، فهد. (2021). التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية. مكتبة آفاق.
- وزارة التعليم السعودية. (2020). دليل إعداد الخطط الاستراتيجية للمدارس. . الموقع الرسمي لمنصة إدراك. (2022). دورة أساسيات التخطيط الاستراتيجي.