التصنيفات
جامعات ومدارس رأي

المعلوماتية التربوية والعالم الرقمي

بوابة التربية:  إعداد د. *نبيل قسطنطين

لدى مراجعتي لمقالة تحت عنوان “المواطنة الرقمية”، عادت بي الذكرى خمسين عامًا ونيِّف إلى بدايات حياتي الوظيفية في ستينيات القرن المنصرم، ودخولي إلى عالم الكومبيوتر والتكنولوجيا (عصر المعلوماتيَّة في أيَّامنا هذه، أو العالم الرقمِّي)، وقد ترجمَت عبارة الـ Computerبالحاسوب، وكانت هذه العبارة أقرب إلى الواقع لأنَّ الأعمال (Applications) التي تؤدّي إلى معالجة المعلومات، كانت بمعظمها عمليات حسابيَّة وفي بداياتها، مقارنة بالتطور الهائل والمتسارع في هذا العصر، إذ أصبحنا في عالم أشبه بالقرية الصغيرة، بسبب انتشار ما يسمَّى بـ «العالم الرقمي Digital World» وعالم <الروبوتيكس Robotics>، الذين يوفران عشرات آلاف وظائف المعلوماتية المواكبة لهما، وهي بمعظمها غير محدَّدة حتَّى اليوم.

لذلك، وانطلاقا من التعديل الحاصل على تسمية جهاز الكومبيوتر بجهاز المعلوماتية (Informatics Informatiques) – والذي اعتمدته منظمة اليونسكو والأمم المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، والتي اعتمدها المركز التربوي للبحوث والإنماء في تسمية المنهج الذي وضع في العام 1997 والكتب التي أعدَّت لتعليم مادة المعلوماتية، استنادًا إلى أهداف تمَّت صياغتها بدقّة، مع مجموعة من الإختصاصيين من الجامعات: اللبنانية، الأميركية، اليسوعية، اللبنانية الأمريكية وسيدة اللويزة، وكان لي شرف التعاون معهم كمنسق عام لهذه اللجنة،

وقد تمكنَّا معًا من إعداد وتأليف كتب مدرسية لمرحلتَي التعليم المتوسط والثانوي، وتحديد مواصفات أجهزة المعلوماتية ومتمماتها، كالبرامج التطبيقية، ومقررات التدريب، والطابعات الإلكترونية، بالإضافة إلى المطبوعات الورقيَّة المناسبة إلخ…

بناءً على ما تقدَّم، وبالعودة إلى العبارة المعتمدة “المواطنة الرقمية”، يتبين لنا أنّ تسمية “المعلوماتية والمواطنة” أو “المواطنة المعلوماتية”، تبقى الأكثر تعبيرًا وعمقًا نظرًا إلى ما تحمله من أبعاد علميّة، معرفيّة، إنسانيّة وتربويّة، من تسمية “المواطنة الرقمية” مهما تنوّعت دلالاتها.

لأنًّه وبرأيي ورأي الكثيرين، يجب ألاّ نحوّل الإنسان المواطن إلى رقم، لتصبح العلاقة بين الناس وكأنها علاقة بين أرقام، مجردة من الحالة الإنسانيَّة والعاطفيَّة والإيمانيَّة التي تميِّز الإنسان عن باقي المخلوقات.

تطوُّر المعلوماتية التربوية:

أ- في الإدارة المركزية

  1. ما قبل إنشاء المركز التربوي للبحوث والانماء،

المديرية العامَّة للتربية (المصلحة الإدارية المشتركة – دائرة الإحصاء، من بداية الستينات وحتى العام 1971)،

  1. مع المركز التربوي للبحوث والانماء (من بداية مع دائرة الإحصاء، ومن ثمَّ مع وحدة المعلوماتية من العام 1972 وحتى تاريخه)،

ب- في الإدارة المناطقبة:

  1. الفترة الممتدة من منتصف التسعينات وحتى العام 2000  (مشروع مكتب اليونسكو الاقليمي UNESCO – RB))،
  2. من العام 2000 وحتى تاريخ 16/04/2018 (مشروع الانماء التربوي مع البنك الدولي “EDP”)،

ج- في الإدارة المدرسية:

  1. 1. ما قبل العام 1998 والمبادرات الفردية،
  2. 2. مع المشروع المشترك بين المركز التربوي والهيئة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية نظام الإدارة المدرسية “SIS” ،
  3. مع مشروع الانماء التربوي “EDP” ونظام إدارة المعلومات التربوية “EMIS” ،

في الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات

إن التعامل مع تقنيات المعلومات والاتصالات في موضوع التربية والتعليم يحتاج الى رؤية متكاملة، قادرة على إيجاد السبل العلمية والتربوية المناسبة، الآيلة الى الاستفادة القصوى من هذه التقنيات في البيت، المدرسة والمجتمع، على ان يكون التلميذ هو محور هذه الرؤية.

بناءً عليه،

نلاحظ في أيامنا هذه، ونتيجة للاستعمال الخاطئ وغير الممنهج لهذه التقنيات، الانعكاسات السلبية على التلميذ المواطن المنتظر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

  1. الاتكالية وتأثيرها على: الكتابة، المطالعة، التأليف، الحساب الذهني، الذاكرة، الصحّة النفسيَّة (العصبيَّة، الانعزال، العدائيَّة، إلخ)
  2. الإهمال للواجبات المدرسية ـ والتواصل العائلي والاجتماعي
  3. عدم احترام الوقت – المواعيد – الانتظام العام للحياة اليومية
  4. الانحراف والتورط والإدمان في استعمال الشبكة العالمية للاتصالات (Internet) أو ما يعرف بالشبكة العنكبوتيّة، تحديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي غير المجدية والمسيئة للقيم والمبادئ الأخلاقية والدينية والوطنية

لأجل ذلك،

نتقدّم ببعض الاقتراحات التي نراها هامة جدًا في ما يتعلّق بالتعامل الايجابي مع هذه التقنيات، والأجهزة المرتبطة بها، وبشكلٍ خاص جهازالـWI-FI والإشعاعات الكهرومغناطيسيَّةElectromagnetic Radiation.

لماذا بشكل خاص جهاز الـ WI-FI؟

جهاز الـWi-Fi هو ملخَّص لعبارة Wireless باللغة الإنكليزية وقد أضيفت اليه عبارة Fi للتناغم ليس إلاَّ. إنّه الجهاز الذي يستخدم لمعظم الشبكات اللاسلكية العالميَّة (INTERNET) من موجات الراديو والتلفزيون والكومبيوتر ولوحات المفاتيح والهاتف المحمول وكاميرات المراقبة والطابعات الإلكترونية إلخ… كل ذلك، من أجل تبادل المعلومات والتواصل عبر مختلف شبكات ووسائط التواصل الاجتماعي   (Facebook, WhatsApp, Messenger, Google, Instagram, …) بالسرعة القصوى بدلاً من الأسلاك والكوابل.

لماذا يطلق على جهاز الـ Wi-Fi تسمية: “جهاز الموت البطيء”؟

  • التأثير السلبي على النمو الطبيعي للأطفال،
  • المساهمة في الأرق وعدم النوم السليم،
  • التأثير على ضغط القلب،
  • تزايد خطر مرض السرطان،
  • عدم التركيز وكسل الأنشطة الدماغيَّة جرَّاء النقص في إفرازات مادة الدوبامين الـDopamine، لذلك، فالتوازن الصحيح للدوبامين أمر حيوي لكل من الصحة البدنية والعقلية، لأنَّ وظائف الدماغ الحيوية تؤثر على المزاج، والنوم، والذاكرة، والتعُّلم، والتركيز، والتحكُّم في التحركات، وقد يرتبط نقص الدوبامين ببعض الحالات الطبية، بما في ذلك الاكتئاب ومرض باركنسون،

كيفية الوقاية من مساوىء جهاز الـ WI-FI؟

  • عدم تركيب جهاز الـWi-Fi في المطبخ أو غرف النوم،
  • عدم ترك جهاز الهاتف المحمول في الجيب،
  • للمرأة الحامل، عدم ترك الهاتف المحمول على البطن،
  • المبادرة إلى استعمال الهاتف الثابت خلال وجودك في البيت،
  • عدم استعمال الجهاز المحمول أو أي جهاز إلكتروني آخر وهو في حالة الشحن،
  • عدم ترك الجهاز المحمول أو أي جهاز إلكتروني في غرفة النوم وبحالة الشحن،
  • مراقبة الأهل لأولادهم والعمل على وضع برنامج لتنظيم الوقت، واستخدام الكمبيوتر وأجهزة التواصل الاجتماعي والأفلام والأشرطة والمواضيع المرتبطة بها، (Cell, Ipad, Laptop, YouTube, Twitter, etc…) بما يتناسب والمستوى العمري والعقلي لكل منهم، (وتزويدهم بعناوين أنشطة وأشرطة تربويَّة إجتماعيَّة رياضيَّة فنيَّة مسليَّة، مريحة ومفيدة في آنٍ معًا)،
  • توعية التلامذة على كيفية التعاطي مع هذه التقنيات، والتركيز على الاستخدام المجدي. (الأنشطة البحثيَّة والعلميَّة والرياضية والاجتماعية)،
  • إجراء دورات تدريبية أو لقاءات تربوية مع الأهل (أنشطة في تقوية الإرادة)،

*لقد أعدَّت هذه المحاضرة في 15/06/2009، وأجريت عليها بعض التعديلات في العام 2019.

*إختصاصي في الإدارة التربوية

*مستشار تربوي لمؤسسات صائغ ومركز البحوث التربويَّة

 

 

التصنيفات
جامعات ومدارس رأي

الرابطة برمجت بنادقها آليا لتوجه على الأساتذة

بوابة التربية- كتب د.عبدالله الموسوي:

نشرت “بوابة التربية” مقالا للدكتور مصطفى عبد القادر بعنوان “أين رابطة الثانوي من واقع الأساتذة المأساوي؟”.

واللافت في الأمر أن اهم تلك الإنجازات التي حققتها الروابط انهم كانوا جلادي السلطة.

امام ازدحام كل عناصر الفشل نحتار أية صفات نلصقها بهذه الرابطة.

لقد تحول العمل النقابي من ممارسة وطنية جامعة للدفاع عن الحقوق إلى أداة بيد القوى السياسية للألتفاف على هذه الحقوق فضلا عن قمع أي صوت معارض او مخالف لهم.

من العبث الرهان على هذه الرابطة التي تمت برمجتها الياً كي توجه بناديقها على الأساتذة.

فالحوافز التي أذلوا الأساتذة بها قسم كبير منهم لم يقبضها حتى الآن.  أما المساعدة الاجتماعية (4 رواتب) والتي حولوا بموجبها الأساتذة والموظفين إلى مياومين فإن قسماً أيضا من الأساتذة لن يحصلوا عليها لا في أيار ولا حزيران فما بالك بتموز وأب وأيلول و و …..

والسؤال؟؟؟

الم تصادق القوى السياسية أولياء أمر هذه الروابط على مرسوم المساعدة الاجتماعية 14 يوم…فلماذا لم يستثنى الأساتذة اذا؟؟؟

ام أنهم يحملون العصا في مجلس الوزراء والجزرة في مكاتبهم التربوية.

والحقيقة رحم الله الأساتذة المساكين…

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

أين رابطة الثانوي من واقع الأساتذة المأساوي؟

 

بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:

بعد طول عناء حولت رواتب شهر حزيران متأخرة ما يقرب من أسبوع على سعر صرف دولار صيرفة دون تحديد سعر خاص للأساتذة والمعلمين وعموم القطاع العام .

المؤلم أن حفنة الدولارات التي قبضها الأساتذة لا تكفي وقود لسياراتهم ليصلوا إلى ثانوياتهم ، فمن أين يأتون بالنقود لصيانة السيارات ودفع التأمين الإلزامي والميكانيك ؟

المؤسف أن أركان رابطة الثانوي مع روابط أخرى يصدرون بيانات نارية سرعان ما يختفي نورها ، وينسى الأساتذة أن هناك عملا نقابيا يدافع عن حقوقهم المشروعة .

ألم يسأل أعضاء الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي ما هي الإنجازات التي حققتها خلال العام الدراسي على صعيد الرواتب والحوافز!!.. إذا لم نقل على صعيد الموقع الوظيفي لأستاذ التعليم الثانوي

هناك الآلاف من الأساتذة لم تصل لهم حوافز شهر آذار ، وغالبيتهم يستحقون تلك الحوافز نظراً لدوامهم حسب الجداول، ومعظمهم يصرخ بأعلى صوته ،ولكن أعضاء الرابطة لا يسمعون لأن آذانهم مقفلة ، أو لا يستطيعون تقديم الحلول المناسبة لهؤلاء المحرومين عمداً.

لقد وصل الإستهتار بالأساتذة إلى درجة أن حوافز شهر نيسان بدأت تصل إلى الحجاب قبل وصولها إلى المدرسين!

كانت النصيحة بجمل ،ولكن الآن يا أعضاء الرابطة لم يعد بين أيديكم أسلحة تستطيعون استخدامها ، وإن وجدت فأيديكم مرتجفة لا تقوى على حملها.

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

على المدرسين والأهل زراعة مقاومة المحتل في عقول الطلاب والتلامذة

سيناء المصرية

بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:

لم يكن الجندي المصري الذي حصد في صفوف الجيش الصهيوني قتلى وجرحى ، أول عسكري عربي ولن يكون الأخير.

إن تربية وتعليم الأجيال على أن العدو الصهيوني مغتصب للأرض والعرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية  ستحفر في ذهن المتعلمين والمثقفين أن مقاومة هذا العدو بكافة الأشكال هي الطريق الصحيح لتحرير الأرض من رجز الإحتلال الإسرائيلي الذي يمعن في النيل من أصحاب الأرض والمقدسات ، ولهذا إن كل أستاذ ومعلم وواعظ وأب وأم عليهم جميعاً أن يزرعوا في الطلاب والتلامذة والأبناء مقاومة الإحتلال ومغتصبي الحقوق .

إن هذا العدو الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة التي ستحرر الأرض من محتليها ، وصدق من قال يوماً “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها”.

إن زرع القوات المسلحة المصرية في عناصرها ، بأن الجيش الإسرائيلي والصهاينة هم الأعداء الأساسيون لهم، ولهذا سيخطوا العشرات بل المئات من العساكر ليس في مصر فقط بل في كل البلاد العربية وغيرها .

أثبت المقاومون أن مقولة الصهاينة بأن العرب لن تقوم لهم قائمة بعد حرب 1967،  هراء ولا تمت إلى واقع المقاومة بشيء.

إن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر والاجتياح الصهيوني للبنان  وخروجه منه بفعل ضربات المقاومة  كما خروجه من قطاع غزة والضفة الغربية لم يكن تطوعا ، بل بسبب الضربات المتتالية للمقاومة الفلسطينية.

لذا يجب أن تتضمن المناهج التربوية والتعليمية دروساً خاصة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على الأرض العربية، وإن المواجهة تكون بالإرادة الصلبة في تدحره بشتى السبل الكفيلة بتحقيق التحرير.

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

كيف يستطيع أن يعيش المدرس براتب يلتهمه الدولار ؟


بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:
علت الصرخة عند الأساتذة والمعلمين أمس واليوم مع تحويل الرواتب إلى المصارف على سعر صيرفة دون تخصيص موظفي القطاع العام بسعر معين.
واللافت أن المسؤولين في السلطة لا يكترثون لأوضاع المدرسين الاقتصادية والمعيشية ، ولا ينظرون إلى حياتهم اليومية من أبراجهم الشاهقة وإلى الحالة المزرية التي وصل إليها موظفو الدولة في الإدارات والمؤسسات العامة.
كيف يعيش هؤلاء الأساتذة والمعلمون في بقايا رواتب التهمتها العملة الخضراء؟ وهي لا تكفي بعض الفواتير الضرورية للأسرة.
أين رئاسة الحكومة مما يجري ؟ أين الوزراء؟ أين النواب ؟أين الروابط والنقابات ؟أين الأحزاب السياسية ؟أين علماء الدين ورجاله ؟أين جمعيات المجتمع المدني ؟ لماذا هذا الخنوع والركوع ؟
لماذا يا أركان
الهيئة الإدارية لرابطة التعليم الثانوي هذا السكوت العظيم على هذه المجزرة في رواتب الأساتذة ؟
ألا يستحق هذا الموضوع لفته من حضرتكم ؟
إرحلوا من هذه المسؤولية لأنكم أثبتم عدم قدرتكم على متابعة شؤون وشجون الأساتذة ، لقد فشلتم في أكثر من إختبار ، والامتحانات المقبلة لن تنجحوا فيها ، وسيصل وضع الأساتذة إلى الحضيض.
حتى الآن لم تستطيعوا حل مسألة الحوافز للذين حرموا منها دون وجه حق ، وتداهنون السلطة على حساب حقوق الأساتذة ، أين أنتم ذاهبون ؟
ألم تخجلوا من أنفسكم ومسؤوليتكم تجاه الأساتذة ؟
لقد وصلت الأمور إلى حدود مأساوية ويصعب معها السكوت على سكوتكم يا أركان رابطة الثانوي.
عليكم أن تقبلوا النصيحة وتعملوا لمصلحة الأساتذة الثانويين أولاً ،وعدم الذهاب في زواريب تؤدي إلى هلاك التعليم الثانوي وأساتذته.

التصنيفات
جامعات ومدارس رأي

خلية  نهوض  الجامعة اللبنانية تتهاوى

أعمدة الجامعة اللبنانية

بوابة التربية- كتب الدكتور جعفر عبد الخالق:

فقدنا بالأمس الرئيس السابق لرابطة الأساتذة د. شربل كفوري، المناضل المنسجم مع نفسه ورفاقه وجامعته الوطنية، بإصراره وجسارته وعناده في الدفاع عن الجامعة وحقوق أساتذتها وطلابها، وتحسين إدارتها، وكنا فقدنا منذ ثلاثة أسابيع رئيس رابطة قدامى أساتذة الجامعة د. شبيب ذياب، الذي كان متابعاً هادئاً وفعالاً معنا في الهيئة الادارية، لتركيز وتمييز شؤون المتقاعدين، وتحسين شروط وظروف وإنعكاسات الانهيارات في مداميك الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والمالية والتربوية. وكأننا بفقدانهم نستذكر العودة إلى المربع الأول، لظروف نشوء خلية نهوض الجامعة اللبنانية بعد الحرب الأهلية مباشرة، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث كان الفقيدين رفيقين لصيقين من صلبها وفي بداياتها.

إفتخرنا ونفتخر أننا منذ العام 1989، وقبل وضع الحرب الأهلية أوزارها النهائية، كنا في صلب إطلاق خلية النهوض مع النقابيين المخضرمين المرحومين نزار الزين وجيلبير عاقل وصادر يونس، وبوتقة من المندفعين المقدامين (عصام خليفة، عصام الجوهري، المرحوم شربل كفوري، خالد حدادة، حسن منيمنة، جعفر عبد الخالق وعلي شعيب)، ,انظم إليهم النقابيين بإمتياز بعد إعادة إحياء الرابطة، ومع أول هيئة تنفيذية (رباح أبو حيدر، المرحوم شبيب ذياب، حميد حكم، طلال الخوجة، أنطونيو خوري، أيلي داغر، منير كرامة، محمود خريباني، جوزيف شريم وعذراً إذا خانتني الذاكرة بأحد). هذه البوتقة من النقابيين المشاكسين الصرف بالاندفاع نحو استقلالية الجامعة، والحريات الأكاديمية والاصلاح الاداري والمالي، ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. وكان من صلب أولوياتنا بذلك الوقت: وحدة أساتذة الجامعة اللبنانية، وإعادة إحياء رابطة الأساتذة المتفرغين. ووفقنا بمسيرتنا بإنتخاب أول مجلس مندوبين وهيئة تنفيذية عام 1992-1994، الذي ترأسها المرحوم د. صادر يونس، وأعيد إنتخابه رئيساً للأعوام 1994-1996 (وكان لي شرف التجربة معهم كنائباً للرئيس)، وبقينا جميعاً أعضاء مجلس المندوبين لكل فترة عملنا في الجامعة اللبنانية. وكرت سبحة النضالات من أجل الانجازات للنهوض بالجامعة، من تحسين الأوضاع الأكاديمية والمعيشية، إلى سلسلة الرتب والرواتب ودمج التعويضات، إلى مجلس الجامعة وإنشاء صندوق التعاضد، وصولا إلى القانون 66 والمجالس التمثيلية وغيرهم وغيرهم.

بعد سلسلة النضالات الطويلة، والانجازات لفترة ثلاثين عاماً، وقيام أساتذة الجامعة اللبنانية بواجباتهم الأكاديمية والإدارية والنقابية، يترائى لنا الآن حلقات التهاوي المتسارع للقطاعات العامة برمتها، والتربوية والجامعية بشكل خاص، وما أشبه اليوم بالبدايات في التسعينات بعد أهوال الحرب الأهلية، بحيث أضحينا اليوم بأمس الحاجة إلى خلايا نهوض  تتجدد من وحي التجارب، ومن أجيال الشباب المتجدد من جامعتنا الوطنية، للحفاظ على استقلاليتها ووحدة أساتذتها، والمشاركة كطلائع ورافعة للقطاع العام، والدفاع عن حقوق المواطنين في ظروف إنهيار السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية والسيادية في البلد.

نفتقدكم فعلاً شربل كفوري وشبيب ذياب، ونذرف الدموع عليكم، ليس فقط حزناً على فقدانكم وخسارة صداقتكم، وإنما من حاجتنا في هذه الظروف الصعبة لأمثالكم القلائل. نحن وإياكم رفاق درب ومعاناة ونضال لم يكل ولن نمل، وعشنا المكتسبات والانحسارات. صدقاً واخلاصاً كنا نقولها من الضمير والقلب جميعاً في خلية النهوض، أنه “لا يفرقنا أبداً إلا الموت” على طريق البناء والعطاء، وها هو داهمكم قبلنا وفرقنا أجساداً، فغادرتمونا ووافتكم المنية إلى جنة الخلود، أما نحن فمتابعون بعناد وإخلاص نحو الخلاص، دفاعاً حتى الرمق الأخير، عن مصالح المتقاعدين والأساتذة والطلاب والقطاع العام والوطن الكيان الواحد الموحد لجميع أبنائة.

الرحمة لكم يا أحباء القلوب

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

وداعا شربل الكفوري… الجامعة اللبنانية والحركة النقابية تفتقدك

البروفسور شربل نعمة الله الكفوري (أرشيف بوابة التربية)

بوابة التربية- كتب عماد الزغبي:

ترجّل البروفسور شربل نعمة الله الكفوري، في وقت تحتاج الجامعة اللبنانية إلى مناضلين أمثاله، وهو الذي ناضل من أجلها طوال حياته. كان له فن التفكير، الرجل الصلب والمعطاء والنقابي من أجل جامعة الوطن. شربل الكفوري، عرفته مناضلا، واثق الخطوة، وصوتاً مدوياً في الساحات.. ضمن الإطار النقابي التربوي والتعليمي، من أجل إنماء الجامعة اللبنانية، ورفع مستواها… مفاوضاً لا يتراجع عن مواقفه، حمل قضية الجامعة والأساتذة فيها مدافعاً عن استقلاليتها وكرامة أساتذتها والعاملين فيها والطلاب..

عندما كنا نجتمع.. تبقى الجامعة اللبنانية ورابطة الأساتذة شغله الشاغل.. كيف يمكن أن نطور العمل النقابي.. كيف يمكن أن نعطي مساحة أوسع للحركة الطلابية.. كيف يمكن أن نقنع المسؤولين بأحقية الجامعة في أن تكون مستقلة بقرراتها.. كيف وكيف.. مستذكرا رفيق دربه الدكتور صادر يونس، المؤسّس والرئيس لرابطة الأساتذة المتفرّغين.. مستشهداً بمواقف زميله وصديقه الدكتور عصام خليفة.. حتى وهو على سرير المرض.. رفض أن يكون الحديث عن صحته.. أراد أن يطمئن إلى أن الجامعة ومعها رابطة الأساتذة المتفرغين تسير قدماً، منتقداً على طريقته التقصير الحاصل من قبل بعض النقابيين.. مشدداً على أهمية صندوق التعاضد، والحريات الأكاديميّة، وعودة القانون إلى الجامعة، وفي مواجهة تدخّلات قوى الأمر الواقع في شؤون الجامعة..

يغادرنا شربل الكفوري، وصوته يبقى في أذني.. في وقت باتت الجامعة اللبنانية تحتاج إلى ذلك الصوت.. رحمك الله… وداعاً.

يحتفل بالصلاة لراحة نفسه اليوم الأحد 28 ايار 2023، عند الساعة الرابعة بعد الظهر في كاتدرائية مار جرجس الرعائية- صرب- جونيه.

 

نبذة عن حياة البروفسور شربل نعمة الله الكفوري

مواليد صربا – كسروان، عام 1953

المؤهلات العلمية

دكتوراه في العلوم الفيزيائية من جامعة بيير وماري كوري، باريس 6 عام 1988

دكتوراه في الهندسة من جامعة كلود برنارد، ليون 1 عام 1982

دبلوم دراسات معمقة في الهندسة من جامعة كلود برنارد، ليون 1 عام 1980

دبلوم في الهندسة الكيميائية من المدرسة العليا للكيمياء الصناعية في ليون (ESCIL) عام 1980

ماستر في الكيمياء الفيزيائية عام 1977

المسيرة المهنية

بدأ التدريس في كلية الهندسة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية عام 1980

تولى إدارة كلية الهندسة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية بين عامي 1993 و2002

عضو مجلس الجامعة اللبنانية بين عامي 2001 و2003

عيّن رئيسًا لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بين عامي 2002 و2004 وعامي 2010 و2012

مثّل أساتذة كلية الهندسة في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بين عامي 1992 و2018

عضو اللجنة الفنية للتعليم العالي والجامعات في وزارة التعليم والتعليم العالي منذ عام 1996

مدير مشروع Tempus في الجامعة اللبنانية بين عامي 2006 و2018

عضو اللجنة التوجيهية لمشروع Tempus SCM بين عامي 2006 و2008

عضو لجنة الامتحانات لتوظيف المهندسين في مجلس الخدمة المدنية بين عامي 2000 و2007

عضو لجنة الامتحانات لتعيين الأساتذة الفنيين في مجلس الخدمة المدنية بين عامي 1996 و1998

عضو لجنة الامتحانات لتوظيف ضباط مهندسين في وزارة الدفاع بين عامي 1986 و1987

خبير استشاري لدى اللجنة الفنية في الإدارة العامة للتعليم العالي منذ أكثر من 30 عامًا

شارك في صياغة اللوائح الداخلية لأنظمة التعليم العالي ولوائح الهيئة اللبنانية لضمان الجودة في التعليم العالي

مُشرف ومناقش لمجموعة من رسائل الماستر وأطاريح الدكتوراه في الجامعة اللبنانية

في رصيده مجموعة من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية مُحكمة حول مواضيع الكيمياء والهندسة الكيميائية.

عضو مجلس الشيوخ في حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانية

 

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

البيروتي الوطني العروبي لم يركع إلا لله سبحانه

بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:

منذ نعومة أظفاره في مطلع شبابه في بيروت، كان هناك مارد في بلاد الكنانة دعا شباب العرب إلى التحرر من الاستعمار والعبودية والتعلق بالوطن وبالهوية العربية، لأن الفتى من عروس العواصم بيروت وعاش في شوارعها استجاب لدعوة الانتماء والتحرر، ذهب يجمع حوله الشباب والفتيان في ثانويات برج أبي حيدر وكل المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة في بيروت وشكلوا في ذلك الحين من أوائل عقد الستينيات من القرن الماضي نواة شباب طليعي تشربوا بذور النفس القومي التحرري الذي زرعه جمال عبد الناصر في عموم الشباب العربي خاصة وامتد ذلك إلى معظم التطلعات التحررية عند قوى التحرر في العالم.

مهما كتبت عن كمال شاتيلا في يوم وفاته فلن تستطيع أن تجمع كل مميزاته وقد يجف قلمك وأنت تسرد خصاله وتضحياته ونضاله المستمر على امتداد ما يقارب سبعة عقود من الزمن .

لم يلتق جمال عبد الناصر لكن أخذ بنظريته التطويرية للمجتمع العربي وطرح أفكاراً تطويرية لبعض ما طرحه أخذا بالاعتبار تجربته السياسية في العمل المنظم .

لم تراوده فكرة السلطة على رغم الطروحات التي عرضت عليه أكثر من مرة من رؤساء لبنانيين وإقليمين وفضل الدعوة لتطوير النظام السياسي في لبنان ولهذا كان مدافعاً شرسا عن إتفاق الطائف وضرورة تطبيق كل بنوده ثم تطويره.

كان يزور الرئيس السادات دون موعد قبل إتفاق الخيانة مع العدو الصهيوني ، وكان يطرق باب حافظ الأسد قبل استلام المقاول عبد الحليم خدام الحكم عمليا في سوريا ولبنان.

سيرة حياته السياسية مليئة بالتضحيات وهي بحاجة إلى مقالات وكتب.

*اُعلن صباح اليوم الجمعة 26 ايار 2023 عن وفاة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني والناشط الناصري كمال شاتيلا في القاهرة، على أن تُحدد مراسم الدفن لاحقاً.

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

المنهج التربوي المقاوم ولد التحرير

بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر

لم يكن التحرير بفعل البنادق فقط بل ساهم فيه المنهج التربوي والتعليمي الذي اعتمده غالبية الأساتذة والمعلمين في الجنوب خاصة وباقي المناطق اللبنانية عامة.

لقد بنيت أجيال من الفتيان والفتيات والشباب في المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات تحمل الفكر المقاوم الذي بدأ ينتشر ويتصاعد منذ تصاعد اعتداءات الصهاينة على الناس في فلسطين امتداداً إلى الأراضي العربية الأخرى وفي قلبها الأراضي اللبنانية منذ عام 1948وصولا إلى الاجتياح الإسرائيلي عام 1978مرورا باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا 1967 حتى اجتياح بيروت عام 1982 حيث كانت العاصمة العربية الثانية التي يدنسها العدو الصهيوني بعد القدس الشريف.

إن الاعتداءات المتكررة تولد المقاومة التي تتصاعد بفعل المنهج التربوي والتعليمي الذي يحمله المدرس ويمرره لطلابه عبر الحصص الدراسية ولو كانت المواد علمية من رياضيات وفيزياء وكيمياء ،اذا إعتبرنا أن غالبية باقي المواد تتضمن دروساً يستطيع المعلم أن يدخل منها إلى هرج ومرج العدو الصهيوني في جنوب لبنان وباقي بقاع الوطن.

لقد ولدت معظم التنظيمات السياسية المقاومة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، في الثانويات وكليات ومعاهد الجامعة اللبنانية والجامعات الأخرى على امتداد الوطن، وهذا لم يكن بفعل حركة طلاب فقط ، بل نتيجة الرعاية غير المباشرة من الأساتذة الذين حملوا معهم همومهم الوطنية والقومية العربية إلى قاعات التدريس وزرع الفكر المقاوم في أذهان المتعلمين والمثقفين من الطلاب.

إن تحرير الأرض عمليا حدث يوم حرر الشباب فكرهم من الانصياع للعدوان ، وحرروا التراب عندما استخدموا كل وسائل وأساليب المقاومة ضد العدو الصهيوني.

صحيح أن هذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة ، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، لكن الصحيح أيضاً ، لو كانت تلك السواعد التي تحمل البنادق مرتعشة لم تستطع تحقيق النصر والتحرير.

التصنيفات
اخبار وانشطة رأي

إلى الرئيس نجيب ميقاتي

بوابة التربية كتب د.مصطفى عبد القادر:

توجهنا لكم دولة الرئيس بأكثر من رسالة من على هذا المنبر الإعلامي التربوي “بوابة التربية” وطالبنا وما زلنا ننتظر لفتتكم إلى الأساتذة والمعلمين الذين يعدون العمود الأساسي لبناء الأجيال الجديدة والقادمة، وإذا كنا نقدر إهتمامكم، لكن ننتظر منكم أن تضعوا المدرسين في سلم أولوياتكم في اجتماعاتكم الوزارية يوم الجمعة المقبل في 26/5/2023 .

إننا نأمل من دولتكم، وضع مطالب الأساتذة والمعلمين في أول بند من بنود مجلس الوزراء، وأن لا تتركوا مطالبهم المشروعة لاجتهادات بعض الوزراء واللجان الفرعية، فأنتم كما تعلمون دولة الرئيس نجيب ميقاتي أن المدرس لا ينحصر عمله في قاعات التدريس فقط بل يمتد إلى متابعة في المنزل، من تحضير وتصحيح للمتعلمين وقد يستمر هذا العمل لساعات يفوق عددها حصص التدريس في الصفوف.

دولة الرئيس هناك العديد من الآراء حول الأربعة رواتب، التي أقرت للقطاع العام في جلسة الحكومة في 18/4/2023 بأنها لا تشمل المدرسين، لذا على الحكومة أن تحسم هذا الجدل وتوضحه، وفي نفس اليوم الذي أقرت فيه تلك الرواتب، كنا قد توجهنا إلى مجلس الوزراء بمقالة في “بوابة التربية” بعنوان “المطلوب 70 راتبا وليس 7 رواتب للمدرسين” لأن الغلاء المعيشي وصل إلى حدود، لو ضرب الراتب بمئة ضعف، لن يكفي أن يعيش الإنسان حياة كريمة.

هذه حقيقة سيد رئيس مجلس الوزراء يجب أن تدركوها وأن تنزلوا من أبراجكم العاجية وتتلمسوا الوضع المأساوي الذي وصل إليه الناس .