بوابة التربية: أكدت مصادر تربوية، عدم جدوى حصر العام الدراسي بالتعليم عن بعد، والتي أعلن عنها وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، خصوصاً أن الأرضية لبدء عام دراسي عن بعد، غير مؤمنة، ومن أساسياتها الانترنت السريع والمستقر والكهرباء والأجهزة الالكترونية وتوفيرها لجميع الطلاب ودون استثناء، فضلاً عن تدريب جميع المدرسين على المنصات الإلكترونية بعد اجراء الدورات التدريبية اللازمة.
وتقول المصادر لموقع “بوابة التربية”: أنه في حال تناسينا انتشار فيروس كورونا، وتم تأمين الانترنت والكهرباء، يبقى تأمين الأجهزة الالكترونية، من كومبيوتر محمول أو جهاز “أي باد”، وهذا من الصعوبة بمكان أن يؤمنه معظم الأهالي نظراً للأوضاع المالية الصعبة، وفي ظل إرتفاع أسعار هذه الأجهزة قياسياً على العملة الوطنية.
يشار إلى أن وزير التربية أوضح، أنّه “بعد اجتماع لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائيّة لفيروس “كورونا” في مجلس الوزراء في 18 آب، قرّرت أنّنا سنعتمد التعليم المدمج، وسيكون انطلاق العام الدراسي بدءًا من الأسبوع الأخير من شهر أيلول المقبل”.
ولفت في تصريح تلفزيوني، إلى أنّه “في 18 آب، قلنا إنّنا سنلتقي بعد 3 أسابيع لتقييم الوضع، ونحن نحضّر للعام الدراسي، وإن ساءت الأوضاع من الآن وحتّى بداية العام، سنعتمد التعليم عن بُعد”، مركّزًا على “أنّنا نعمل بطريقة منهجيّة، والهدف الرئيسي هو صحّة التلاميذ”. وأكّد أنّ “الدخول إلى المدارس لن يكون متسرّعًا، وسيكون في ضوء المعطيات الصحيّة”.
أين إجراءات الوقاية؟
وتسأل المصادر، كيف يمكن توجيه الدعوة لإطلاق العام الدراسي القادم في نهاية شهر أيلول ودعوة الطلاب الى مقاعد الدراسة، من دون الاعلان عن الإجراءات الصحية والعملية والعلمية في ما يخص تأمين حضور التلامذة؟
وتلفت هذه المصادر، إلى أن عدداً من الدول العربية وكذلك الأجنبية، خصصت عطلة الصيف لوضع خطط لبداية عام دراسي سليم، وعممت على الأهالي هذه الخطط، وربطت ذلك مع نسبة تفشي فيروس الكورونا، خصوصاً أننا مقبولون على فصل الشتاء حيث تزداد معه حالات الانفلونزا وكذلك الكورونا. كما أن تلك الدول عمدت إلى إجراء دورات تدريبية مكثفة لمعلميها على المنصات الالكترونية، تحضيرا لعام دراسي، بعيد عن الارتجال كما سيحصل عنا في لبنان.
عداد كورونا
وتذكر المصادر التربوية، أنه في الأيام العادية وقبيل فيروس كورونا، كان العام الدراسي، في المدارس الرسمية، لا ينتظم إلا ما بعد منتصف شهر تشرين الأول من كل عام، وتسأل: كيف نوجه الدعوة إلى بداية عام دراسي في نهاية ايلول وكأن شيئاً لا يؤثر على وضع البلاد الصحي، لا سيما وأن عداد فيروس كورونا بات يسجل يومياً أكثر من 600 اصابة، وهل المطلوب إعتماد التجربة الايطالية أو السويدية؟ وهل الاجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية، بالاتفاق مع وزارة الصحة، ستؤدي الغاية المطلوبة منها؟
الكتاب المدرسي
كما تسأل المصادر عن مصير الكتاب المدرسي، وهل سيتأمن مع بداية العام الدراسي؟ وهل بوشر بطباعته، وتم حل قضية الطبع؟ أم أن على الطالب البحث عن هذا الكتاب، في ظل توقع إزدياد أعداد طلاب المدرسة الرسمية، تبعاً للأوضاع الاقتصادية الصغبة للأهالي.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المركز التربوي للبحوث والإنماء، لم يفضّ في نهاية تموز 2020، عروض تلزيم طباعة سلاسل الكتاب المدرسي المعتمد في المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة، إذ لم يتقدم الى المناقصة العمومية التي أُطلقت للمرة الثانية سوى عارض واحد، ولمرحلة واحدة من مراحل التعليم الثلاث.
وتلفت رئيسة المركز التربوي للبحوث الدكتورة ندى عويجان، الى أنه وفي حال إستمرّ الأمر على ما هو عليه قد نضطرّ الى إجراء عقود بالتراضي ربما مع الشركات التي تتولّى حالياً طباعة الكتاب الوطني وهي ثلاث.
وتشير عويجان الى أن المشكلة الأساس التي نواجهها في هذا الموضوع وعدم التقدم الى المناقصة سببه إرتفاع الدولار ما إنعكس إرتفاعاً في كلفة الورق والطباعة”، مشيرة الى أن “من حسنات إجراء العقد بالتراضي حالياً أننا قد نستمر بالعمل مع نفس الشركات التي لديها نفس الاصول الطباعيّة، وبالتالي التكلفة فقط تكون لطباعة الكتاب”، مشيرة في الوقت ذاته الى أننا “حكماً ذاهبون الى زيادة في سعر الكتاب، ولكن الفكرة الأساسي هي من يزيد أقل بالنسبة لمن سنوقّع معهم العقد بالتراضي.
تدريب المعلمين
واستدراكاً للتأخر الحاصل في تدريب المعلمين، عمم رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جيلبر السخن على مديري مدارس جبل لبنان وبالتنسيق مع المركز التربوي للبحوث والإنماء والمنطقة التربوية في جبل لبنان، معلناً عن دورات التدريب على المنصات الإلكترونية لكافة المدرسين في جميع مراحل التعليم لاكتساب الخبرات اللازمة للتعلم عن بعد في بداية شهر أيلول في كافة دور المعلمين (مشاغل موردي للمدارس التابعة للدور المذكورة).
وطلب السخن من كل مدير مدرسة تابعة للدور أعلاه ان يعد لائحة تتضمن اسماء المدرسين الذين سيتابعون الدورات اونلاين ولائحة أخرى تتضمن اسماء المدرسين الذين ينوون متابعة الدورات حضورياً في الدور. على أن ترسل نسخة من اللوائح إلى المنطقة التربوية في جبل لبنان ونسخة أخرى الى دار لويس ابو شرف في جونية.
وأكد على جميع المدرسين في كافة المدارس (ملاك ومتعاقدين) المشاركة في هذه الدورات.