بوابة التربية- كتب الأستاذ *صادق الحجري:
بعد بشرى معالي وزير التربية “ب٥$ يوميا” في ٦ كانون ثاني ، دعت الهيئة الإدارية الأساتذة للعودة إلى التعليم في ٧ كانون ثاني … وأتى رد الأساتذة في ٩ كانون ثاني بالانتفاضة , ثم تراجع الوزير عن عرضه، و أعلنت رابطة الثانوي الإضراب والالتحاق بركب الأساتذة …
بعد شهرين قررت الهيئة الإدارية من جديد العودة إلى التعليم على الرغم من عدم تحقيق المطالب التي رفعتها .
اليوم نحن أمام معادلة أخرى هي:
١- المدخول الشهري تقهقر من ٣٠٠$ رواتب في كانون ثاني (على سعر صيرفة ٣٠ ألف) إلى ١٠٠$ رواتب حاليا (على سعر صيرفة ٩٠ ألف) وحتى لو أضفنا بدل انتاجية مؤقت خلال الأشهر المتبقية من العام الدراسي ١٢٥$ فسوف نصل إلى ٢٢٥$ شهريا، وهو فقط للأساتذة الذين التزموا قرار الهيئة الإدارية. علما أن لا بدل انتاجية ابتداءً من شهر تموز والرواتب إلى المزيد من التقهقر بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار و سعر صيرفة الذي قد يلغى.
٢-الاستشفاء وتقديمات التعاونية: لا جديد ولا تحسن.
٣-بدل النقل: لا آلية تنفيذ واضحة حتى الآن، رغم أن ما تم اعلانه لا يبشر بخير لجهة عدد الأيام الاسبوعية وتأخير التنفيذ إلى شهور لاحقة أما الاحتساب فيكون على تسعيرة الشهور السابقة، أي أن مقولة ال٥ ليترات ستكون كذبة ووهم وقد لا تصل فعليا إلى نصف قيمتها بفعل تأخير التنفيذ تماما كما حصل عند إقرار ال٩٥ ألف يوميا بدل نقل.
السؤال هو:
هل العودة إلى التعليم بهكذا (إنجازات) هو الحل؟؟؟
يجب أن يكون الأمر الفصل بيد الأساتذة عبر الجمعيات العمومية فقط لا غير.
إن أصول العمل النقابي تحتم الإلتزام بالنظام الداخلي للرابطة الذي يعتبر أن الهيئة العامة هي أعلى سلطة في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، وأن الهيئة الإدارية تنفذ مقررات الهيئة العامة ومجلس المندوبين المركزي.
بكل بساطة المطلوب هو الإلتزام بالنظام الداخلي للرابطة فقط لا غير.
من يعتقد أن ما وصل إلى جيوب الأساتذة قد حصل بسبب العودة إلى التعليم هو واهم، بل حصل بسبب الإضراب.
من يعتقد أنه يمكن تحصيل أي شيء من هذه السلطة دون الضغط يكون أكثر وهماً.
لم نحصل على شيء دون الضغط… ولن ننال شيء في المستقبل دون الضغط، ومن يرمي سلاحه ، حتما سيخسر.
واللافت أنه للمرة الثانية، في بيانات الهيئة الإدارية وأبرز رموزها، يتم الإشارة إلى الأساتذة الذين رفضوا قرار الهيئة الإدارية بكلمة (البعض) التي لها ما لها من معاني التقليل. هذا من حيث الشكل، أما من حيث مضمون مقال نائب رئيس الهيئة الإدارية…. فهناك مغالطات.
الكارثة الكبرى هي أن الاستشفاء أصبح يساوي صفرا تقريباً… فلننظر إلى زملائنا الذين يعانون من ويلات الأمراض المزمنة والأمراض الخبيثة ومن يدخلون هم او احد افراد عائلاتهم إلى المستشفيات، وكلنا معرضون لذلك، ولننظر إلى زملائنا المتقاعدين الذين لا بدل انتاجية لديهم بل فقط الراتب، و كلنا متقاعدون ولو بعد حين.
ما الجدوى من العودة إلى التعليم بهكذا معطيات؟! ..
الأزمة إلى تفاقم والحقوق والمكتسبات إلى إضمحلال !..
*نائب مقرر فرع بعلبك الهرمل في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان