تشييع النقابي عصمت القواص.. ومحمد قاسم يرثيه

النقابي الراحل عصمت القواص

بوابة التربية: شيعت اليوم مدينة صيدا ورئيس “التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد بمأتم مهيب مستشاره ومدير مكتبه الاعلامي النقابي المناضل الدكتور عصمت القواص الى مثواه الاخير

وتقدم سعد المشيعين الى جانب عائلة الفقيد، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، مسؤول منطقة صيدا في الحزب الشيوعي وضاح غنوي، الأمين العام لمنظمة العمل زكي طه، مسؤول منطقة صيدا في المنظمة محمد غزلة، مسؤول حزب الله في صيدا الشيخ زيد ضاهر على رأس وفد ، أمين سر الساحة اللبنانية لـفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح” اللواء فتحي أبوالعردات، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان محمد ياسين، عضو اللجنة المركزية في جبهة التحرير يوسف اليوسف، وأمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو، السفير السابق عبد المولى الصلح، الدكتور لبيب أبو ظهر،  وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، وحشد من مخاتير صيدا، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية، وحشد من المحامين والأطباء وقيادين من التنظيم وكوادره، ووفود من مناطق عدة وحشد من محبي الراحل.

وحمل  جثمان الراحل عناصر فوج الإنقاذ الشعبي التابع  لمؤسسة الشهيد معروف سعد إلى مسجد الشهداء. وبعد الصلاة على جثمانه الطاهر، ووري الثرى في جبانة سيروب في صيدا. وقد لف نعش الراحل بالعلم اللبناني، والعلم الفلسطيني، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.ووضعت على ضريحه أكاليل من الزهر.

تشييع النقابي عصمت القواص

محمد قاسم

ورثى النقابي محمد قاسم زميل دربه على مدى سنوات في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، وقال:

وداعا عصمت قواص… وداعا لنموذج الاخلاص والوفاء والعطاء والكبرياء، وداعا للمناضل الثائر الحر..

وداعا رفيقي واخي وشريك نضالنا وعشير عمرنا لأكثر من خمسين سنة، ناضلنا خلالها وخضنا معا التحديات الوطنية والسياسية والنقابية الكبرى  .

ترافقنا معا منذ التحاقنا بكلية التربية اواخر ستينيات القرن الماضي في الدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية، وفي مواجهة الاقطاع السياسي والطائفي، وغامرنا معا بشطب المذهب عن الهوية آنذاك مع ما لذلك من تداعيات، وخضنا معا معارك الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية متنافسين مع زملاء لنا (الكثير منهم اصبحوا رفاق الدرب في نضالنا النقابي). اعتقلنا معا دفاعا عن الجامعة اللبنانية وعن ضرورة استحداث كلياتها التطبيقية، وعن التعليم الرسمي وتعزيزه وتطويره ، وعن كلية التربية . من ثم توزعنا بعد التخرج على الثانويات الرسمية كل في محافظة ، وبقيت همومنا والتزاماتنا واحدة ،عبرنا عنها سريعا بالانخراط بالمسيرة النقابية التي كان رفاق لنا قد اسسوا اركانها الاولى في الثانويات الرسمية.

رفيقي عصمت،

كنت من الاوائل الذين انخرطوا في معركة توحيد الجسم التعليمي عشية الاحداث اللبنانية في العام ١٩٧٥ والتي اسفرت عن تأسيس مكتب المعلمين (روابط ونقابات اساتذة الجامعة اللبنانية،  اساتذة التعليم الثانوي والتعليم الابتدائي والتعليم الخاص ) كإطار جامع لكافة اطياف الاساتذة والمعلمين في لبنان متجاوزين الانقسامات الطائفية والمناطقية ، متخذين درج وزارة الصحة (المتحف) مركزا لاجتماعاتنا الخاطفة ، وكنت السباق في تجاوز كافة الحواجزالامنية والعوائق السياسية من صيدا الى منطقة المتحف لنبرهن للبنانيين ان شعبنا وفي مقدمه اساتذتنا ومعلمينا في القطاعين العام والخاص موحدون وينبذون الحرب ويؤكدون وحدة الشعب والارض ووحدة مطالب وحقوق الهيئة التعليمية رغم المخاطر الجسيمة التي كنا نتعرض لها للحفاظ على هذه الوحدة.

واستمرت المسيرة ، واستمر عصمت رفيق نضال على المستويات كافة:  من الدفاع عن حقوق الاساتذة والمعلمين والانخراط في الحركة النقابية وفي مقدمها قياديا نقابيا مميزا في نضالات رابطة اساتذة التعليم الثانوي التي لازمها منذ التحاقه بالتعليم حتى التقاعد. كما في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي منخرطا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) ودحر هذا الاحتلال عن صيدا وباقي الاراضي المحتلة . كما انخراطه في  حماية وصون الحريات العامة والسلم الاهلي ونبذ الطائفية والمذهبية ،كما الدفاع عن حقوق العمال والمستخدمين واصحاب الدخل المحدود بحيث يصعب ان تخلو ساحة نضال من حضور فاعل لعصمت .

في موازاة هذه النضالات، استمرت مسيرتنا الطويلة معا لعقود في قيادة رابطة اساتذة التعليم الثانوي وتحقيق المكاسب الكبرى لهذا القطاع وصولا لتثبيت الموقع الوظيفي للأستاذ الثانوي، ومن ثم في نضالات  هيئة التنسيق النقابية التي اعادت الروح الكفاحية للحركة النقابية  بعد عقود من خضوعها وارتهانها للسلطة وادواتها .

قياديا كنت ،وكذلك بقيت حتى قبل الايام الاخيرة التي اقعدتك قسرا.

قدوة كنت ومثالا طيلة هذا العمر.

شريفا ملتزما مثابرا على نهج المناضلين والثوار الانقياء .

اعطيت من روحك وعمرك وجسدك وراحتك بلا تردد .

متفانيا في التزامك ، وفيا ومخلصا في رحلة نضالك مع رفاقك .

سنفتقدك رفيقا واخا وصديقا وثوريا ونقابيا عصاميا.

ستبقى روحك طيفا جميلا، وذكراك فسحة امل ، ومسيرتك نبراسا لكل سالكي دروب الحرية والكرامة .

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

رابطة الأساسي: لن نستعيد كرامتنا إلا بسلسلة رواتب عادلة ومنصفة

بوابة التربية: توجهت رابطة معلمي التعليم الأساسي إلى اللبنانيين عامة والمسيحيين المشرقيين خاصة بأسمى آيات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *