بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربية: كرمت اللجنة الاجتماعية في مجلس مندوبي أساتذة الجامعة اللبنانية، الوزراء الأساتذة في الجامعة اللبنانية بعشاء أقامته للمناسبة، وقد حضر منهم الوزراء: د. غادة شريم، د. لميا يمين ود. حمد حسن واعتذر د. طارق المجذوب.
وقد ألقى كل من الوزراء الثلاثة كلمات عبرت عن دعم الجامعة. وألقيت كذلك كلمات لرئيس مجلس المندوبين د. علي رحال وللجنة الاجتماعية ألقتها د. نايلة أبي نادر. والقى رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية د. يوسف ضاهر، كلمة جاء فيها:
بداية لا بد من تهنئة معالي الوزراء على تسلمهم المناصب الوزارية. وتهنئة الجامعة اللبنانية بأبنائها النجباء.
عندما نسكن الظلمة ونلبس ثوب الدجى ونعتمر دواكن الغيوم، لا حاجة لنا لأبواب ونوافذ ونظارات وأقلام ومناجل. من سيزورنا ليطرق باب صباحنا. من يقرؤنا ويرانا عبر نظارات تسترق النور من نوافذ أعمارنا. هل سنكتب بحبر الليل أوجاعنا، هل سنحلم بسهول تعانق مناجلنا. هل أن اعتمار الضباب قدرنا.
لا يا أصحاب المعالي، يا أيتها الزميلات وأيها الزملاء. نحن نؤاسي ولم نصنع مآسينا. نحن لم نفتقر بل فُقِّرنا. نحن لا نبكي بل يُبكى علينا. نحن لا نضحك بل يُضحك علينا. لم نعد نشرب من خمر قانا الجليل بل من البحر الميت. ندفع الضرائب ويتهربون منها. ندفع الكهرباء والماء والطبابة، ويسرقون الضوء والسلسبيل والأمصال. انتزعنا رواتبنا وحقوقنا من خرم إبرة في الليل، فصادروها من الشباك في وضح النهار وبصمت الشهود والضحايا. رموا بنا في قعر مهملات الأمم وما زال بعضنا يتوهم بأننا سويسرا الشرق. استجلبوا الاحتلالات والوصايات والانتدابات السياسية والمالية، ويتبرؤون من صليب لبنان وكربلائه. يستحلون شطآننا وأملاكنا وسماءنا ويتباهون بصكوكهم المزورة المشرعنة. يهمشون جامعتنا ويُوَعِّرون طريق جلجلتها ثم يتهمونها بالإهمال والتقاعس.
وتابع: أيها المعالي، تعلمون بأننا شعب من أكثر الشعوب ثقافة وكرامة ووطنية ومقاومة ضد الجهل والتجهيل، ضد الإحتلال والهيمنة الإقليمية والخارجية. لا نستحق كل هذا الظلم والاستهتار والاستغباء. نعول عليكم لدعم الجامعة. نطمح لأن تكون أصواتكم صداحة:
– لاستعادة استقلالية الجامعة أكاديميا، إداريا وماليا. ولا نحبذ استعمال كلمات التوازن الطائفي في جامعة يجب أن يكون معيارها الكفاءة وفقط الكفاءة.
– لانتزاع التفرغ لمستحقيه مهما كان عددهم. الجامعة بحاجة لكادر كبير. كادرها اليوم يمثل فقط ٢٠%. ماذا سيصبح كادرها بعد ٤ سنوات: ٥%؟. هل ستقبلون بذلك أنتم المناضلون، أنتم زملاؤنا الذين كنتم معنا في نضالاتنا وعشتم أيامنا الصعبة.
– لانتزاع الملاك للمتفرغين. فالمتفرغون قلقون. الآن أكثر من ٤٠ أستاذ متفرغ تقاعدوا ولا يقبضون رواتبهم منذ أكثر من سنة. هل تقبلون بهذا الظلم؟ ماذا ستفعل الحكومة؟ هل تريد تفريغ الجامعة. في الوطن جيشان. الجيش الذي نضرب له التحية وجيش الجامعة الذي إذا سقط سيسقط الوطن بأكمله.
– لانتزاع تعيين العمداء ومفوضي الحكومة وإعادة العمل بمجلس الجامعة. نحن نرفض إيقاف عمل مجلس الجامعة. الجامعة يديرها رئيس ومجلس، هذه أول عبارة في نظام الجامعة الداخلي.
– لانتزاع الثلاث درجات والخمس سنوات ورفض أي قضم من حقوق أهل الجامعة، بالمعاش ومنح التعليم وصندوق التعاضد.
– لانتزاع المجمعات الجامعية وكل حقوق الطلاب من مساعدات اجتماعية وملاعب وانتخابات. طلابنا الفقراء بحاجة لمساعدات اجتماعية: فقراء من الجنوب والبقاع والشمال وكل لبنان. الجامعة هي ملاذ لهم. فإذا ضربت أو همشت، سيجلسون على قارعة الطريق وسيخسر لبنان مواهبهم. وهم الأجيال التي ستبني الوطن بالعلم والثقافة.
– لانتزاع زيادة موازنة الجامعة.
– لانتزاع الحد الأدنى من لامركزية لإدارة الجامعة. الجامعة الآن بضخامتها وتوسعها لا يمكن أن تستمر بنفس الطريقة. وأنا كنت في مجلس الجامعة لثلاث سنوات وأعلم عما أتكلم.
– لتطبيق القوانين والمحاسبة على الجميع وعدم التدخل في شؤون الجامعة. وعندما نتحدث عن الفساد، لا يمكن أن نستثني الجامعة، قد يكون الفساد فيها أقل من غيرها، لكن بعض الفساد يضرب إداراتها، أقسامها، وحداتها وأساتذتها. يجب تنقية الجامعة ليتم ترشيد الإنفاق ولوضع الاستاذ المناسب في المكان المناسب وكذلك الموظف والمدرب.
وقال ضاهر: نحن ندعمكم ونعول عليكم. لكن لا تنتظروا منا السكوت إذا ما سكتم. نطلب منكم أن تصروا على تطبيق اتفاق البنود السبع الذي عقدناه مع السلطة. فبالله عليكم لا تقولوا بأنكم حكومة جديدة تتبرأ من اتفاقات وقرارات الحكومة السابقة. فلقد تلوعنا من نكران الحكومة السابقة لوعود الحكومة الأسبق بخصوص مشروع الثلاث درجات، الذي وقعته الكتل النيابية. وكنا قد أضربنا لثلاثة أسابيع ذهبت أدراج الرياح.
تأكدوا بأننا على استعداد للتحرك ووقف تعليق إضرابنا. ولن نفرط بأي حق من حقوقنا.
وختم: أكرر التهنئة لكم وأتمنى عليكم مواكبة ثورة الشعب اللبناني والاستجابة لمطالبه المحقة التي تشمل جميع الناس ومن بينهم أنتم. وتذكروا بأنكم ستعودون يوماً إلى الجامعة وإلى أعمالكم وستواجهون معاشات مقتطعة وضمانات بحاجة لضمانات ومصارفا سلبتكم أتعابكم. غدا قد تحصلون على ثقة متواضعة في مجلس النواب، لكن الأهم أن تحصلوا على ثقة الشعب لأن شرعيتها أكبر وأشمل. أتمنى لكم التوفيق في قيادة مركب الوطن إلى شاطىء الأمان.
